مانيتون
مانيتون - بالانجليزى : Manetho او Manethon -، كاهن و مؤرخ مصرى عاش ايام بطليموس الاول و بطليموس التانى فى العصر البطلمى. كتب كتاب مهم جداً اسمه " تاريخ مصر "، اتعرف باسم " ايجيبتيكا " Aegyptiaca ، عن تاريخ مصر من اقدم العصور لغاية سنة 323 قبل الميلاد بالإعتماد على سجلات المعابد المصريه. قسم الاسر ال 31 اللى حكمت مصر على تلت اقسام بتقابل : الدوله القديمه ، و الوسطى ، و الحديثه. معظم محتويات الكتاب ضاعت و ما فضلش منها الا شويه حاجات بسيطه و ملخصات، لكن نقل منه مؤرخين قدام و بكده نقلوا معلوماته لينا.
| ||||
---|---|---|---|---|
معلومات شخصيه | ||||
تاريخ الميلاد | القرن 3 ق.م | |||
الحياه العمليه | ||||
المهنه | مؤرخ ، وكاتب [1] | |||
اللغات المحكيه او المكتوبه | لغه يونانى قديم ، ولغه مصريه | |||
«مانيتون» مؤرخٌ بلا تاريخ.. وثّق أحداث مصر القديمة وكتب عن الخلق والتكوين مانيتون.. هكذا اسمه، ولا نعلم كيف كان يُنطق فى عصره، ده المؤرخ المنتمي للمنطقة الغربية بمصر، وبالتحديد من بلدته «سَمَنُّود» والمعروف فى عهده عهد الفراعنة باسم «سبننوت»، ترك لنا مرجعاً مهماً بعد ما عاش فى عصر البطالمة، وتقريباً فى أوائل القرن التالت قبل الميلاد، نقول: «تقريباً»؛ لأنه لا دليل مكتوباً على سنة ولادته أو وفاته رغم توثيقه لتاريخ مصر ومتونها المقدسة.
المصري الأصيل
مانيتون، المصري الأصيل، كانت لغته الأم مصرية، وبالتالي الموضوعات اللى من المفترض أن يَكتبَ عنها تتعامل مع الأمور المصرية، لكنه كتب كمان باللغة اليونانية؛ ففي عصره كانت مصر تحت حكم اليونان، إضافةلأن هناك أعمال أدبية نسبت إليه، مع بعض الأطروحات فى الفيزياء.
اليوم نقرأ مانيتون بوصفه شخصية تاريخية مهمة، فما يهمنا هو الحديث عن أهم أعماله الأدبية والتاريخية، لا ما نُسب إليه. ولنقف عند ما كتب من أعمال، نحسب عمره اللى قضاه علشان تحديده، فما كتب وترك كان فى بدايات عصر البطالمة، لكننا نضيع حينما نعلم بأن مانيتون لم يُذكر له اسم فى ذلك الوقت، وبالتالي نمضي بهلالقرن الاولانى قبل الميلاد، لحد بقت لدينا فجوة كبيرة فى عمره اللى بلغ ثلاثة قرون، وهكذا نتيه فى حساب سنين ه اللى عاشها، لِكون سيرته كلها موجودة فى كتابه اللى ضاع فى حريق مكتبة الإسكندرية، حين امتد اللهب من سفن بطليموس شقيق الملكة كليوباترا، لتنتشر النيران من الميناءلالمكتبة المطلة على البحر.
كاهن وكاتب وأديب
يبقى مانيتون السمنودى كاهن وكاتب وأديب، له الكتير من الأعمال، أهمها فى نظر الباحثين وعلماء المصريات مؤلَّفه المنظم جداً «المصريات» أو كما أطلق عليه «أجيبتياكا» اللى ذكر فيه ثلاثين عيله مصرية ملكية فرعونية حكمت مصر وبالترتيب الزمني مع الأسماء والأحداث والتفاصيل الدينية والاجتماعية، ليتخذ الدارسون ده الكتاب مرجعاً لهم، بل إنهم فضلوه على كتاب المؤرخ بطليموس اللى تم اكتشاف الكثير من الأخطاء لديه فى تفاصيل التاريخ المصري.
اسفار مصرية
والكتاب الآخر بعنوان «الجباتا» أسفار التكوين المصرية، لنلاحظ أن لمانيتون السمنودي فرادة أدبية بالخصوص فى كتابه ده، إذ جعل من تاريخ مصر زاخراً بالنصوص والأسرار المتجلية تباعاً، لذا يعنينا هنا شرح ده الكتاب بعد ما تمت ترجمتهللغات عدة، لنكتشف أن فيه ستة عشر سفراً تناقلها المصريون عما يخص نشأتهم وتكوينهم زمناً طويلاً، لحد دوّنها وأرّخَها مانيتون بأسلوبه الجميل والحيّ لتبقى.
رسالة من «رع»
وحسب ما يقول مانيتون فى مقدمته الدينية، ولأنه كاهن وفي مكانة كهنوتية، كتابته للمصريات كانت بطلب من الإله «رع» اللى زعم أنه أتاه فى الرؤيا بعد ما أتى نحوه وهو يركب ذلك الحصان بأجنحته الذهبية، ليبدأ بالكتابة، و كتب طويل لحد إنه لم ينتهِ منه بالكامل، علماً بأنه يحوي على الكثير من البرديات وده يعني عدة مجلدات. ومن الضروري هنا ذكر ما ورد فى سفر مانيتون عن انبثاق الآلهة والعالم فى إصحاحه الاولانى، يذكر كيف كان تكوين العالم والخلق والناس.
" تشو وتفنوت"
ويتابع مانيتون كتابته الأدبية فى سرده قصة العالم، حسب الاعتقاد المصري القديم، فيقول: «ماكانش إلا ميه وضباب، وما كانتش الحياة، وما كانتش النباتات.. طبقتان متلاصقتان من المياه، بينهما فاصل فضي من النور، أسفله من الميه اللى هو «نون» المحيط الأزلي.. ميه وظلمة؛ فالشمس ما كانتش قد تكونت بعد، وعلى سطح المحيط الأزلي «نون» طفت بيضة ذهبية فى حجم ألف بيضة من بيض النعام، بعدين حدث انفجار هزّ الكون كله، وانفجرت معه تلك البيضة اللى طفت على سطح نون، وخرج «أتوم» من تلك البيضة، ليدفع بالطبقة العليالالعلا، فارتفعت، وانفتقت عن الطبقة السفلى اللى هيا البحار.
لكن الظلمة كانت لسه مسيطرة، لحد عطس أتوم يوماً «تشو»، فظهر «تشو رب الفضاء»، بعدين تَفَلَ أتوم، أي بصق، فكانت «تفنوت» ربة الندى. ظل أتوم فى الظلمة مراقباً لـ «تشو» و«تفنوت»، فقرر تزويجهما، فحملت تفنوت لا تسعة أشهر بل ألف عام لحد أنجبت ابنتها «نوت» علشان تكون سيدة السماء، وابنها «جب» بقا جسد الأرض.
وتتابع القصة لنجد أنه أعجب أتوم بقدرته على التزويج، لحد أمر أتوم المتزوجين بأن ينسلوا، وأمر نوت سيدة السماء أن ترفع سماءها بعيداً عن سطح النون، لتتضح زرقتها بعد قتامتها، ماكانش ليل ولا نهار، فاستجابت نوت لكلمات أتوم، حينها تجلت المصابيح فى الظلمة و بقا النور والنهار، فكان الصباح وكان المساء، وخرج رع وقال: أنا (رع)، صارت لي الكلمة، وسحبها من أتوم، ومنذ ذلك الوقت صارت الكلمة لرع ليتوارى أتوم.
وهكذا يمضي مانيتون، ومن خلال الإصحاح وأسفاره، من سفر المهد،لسفر التثنية،لالاستئناس والتدجين، وسفر المسوخ وشياطين الظلام،لسفر القمح والكشري، والمتحدون بالقلب واللسان، أي «جذور الوحدة المصرية»..وغيرها. وتبقى كلها أسفار أنصح القارئ بقراءتها لأنها تحمل الكثير من التشويق وما يحمل من التبصر وقت المطالعة، ليتقصى القارئ الأمر ويحقق بنفسه، بالخصوص كتابه «الجبتانا» أسفار التكوين المصرية لمانيتون السَمنُّودي.
أنا مانيتون
في كتاب "الجبتانا.. أسفار التكوين المصرية"، يبدأ مانيتون فى مقدمته، بالحديث عن نفسه والتعريف بأصله كما يلي:
«أنا مانيتون السمنودي ولا أعرف عن طفولتي اللا ما سمعته من معلمي وأبي الروحي كاهن معبد مدينة منديس، اللى قصَّ عليّ قصة طفولتي، فقال: سلمك لي فلاح من البحيرات الشمالية وأنت فى الخامسة من عمرك، وكانت تبدو عليك ملامح الذكاء والنجابة، ولما سألوا الفلاح من أكون، قالوا بأني ابن الإله حورس اللى زاره وسلمني له وأوصاه برعايتي. من تلك الحكاية أصبحتُّ ابناً لمعلمي اللى علمني القراءة والكتابة بعدة لغات، كما علمني الطبابة والسحر والكهانة».
يسترسل مانيتون عن نفسه فى مقدمة كتابه، ليكمل:
«ولدتُ مختوناً وعشتُّ فى معبد سمنود ذي الأسوار السبعة، وتعلّمت وعلّمت، وعرفت أسماء كل الآلهة، وقرأت كافة الألواح المرسلة من الآلهة، لحد بقت كاهناً وأنا فى الثامنة عشرة من عمري، كما أنني لم أذق فى حياتي سمكاً أو لحم خنزير، وحياتي اللى عشتها فى زمن الإسكندر الاكبر وزمن خلفائه من المقدونيين (البطالمة) كان زمناً آمناً لي، بالخصوص أنه تهيأ لي أن أتعلم فى معبد الإسكندرية وجامعتها ومكتبتها...».
ويعلق مانيتون: «في النهاية و بعد ما أتقنتُ حينها كل الخطوط المصرية، وكتبتُ بها، مع الإغريقية والفينيقية والعبرية والآرامية والسريانية، و بعد ما زرت معابدهم جميعاً، واطلعت على ألواح الشعوب وما تركوه وكتبوه.. حينها أمرني الملوك البطالمة بأن أكتب تلخيصاً كامل لتاريخ مصر وآلهتها وأسرها من (عحا) المحارب الملقب بـ(نعرمر)،لوصول الإسكندر».
من كتاب «الجبتانا» أسفار التكوين المصرية
سفر «رؤيا مانيتون السمنُّودي» الإصحاح الاولانى.
التعبير الأدبي عن الطبيعة فى النصوص القديمة
ونحن نقرأ فى الإصحاح التالت من سفر «المسوخ وشياطين الظلام» نجد كمّاً من الجُمل اللافتة فى لحنها وذرابتها فى التعبير، متخيلين كيف هيا جميلة شخصية مانيتون وهو يعبر عن مفاهيم ومتون بأسلوب أدبي رشيق وملحن، ليرتقي بالنص بغية التبتل لترديده على الدوام، أو لتبدو كرواية يرويها العامة. يبدأ بقوله: (كانت هضبة التلال البيضاء تشتعل ناراً ودخاناً) أو كما يمضي بتعبيره عن حركة الشمس والقمر ومُضي الأيام ليقول: (دار «رع» بين الأفق الشرقي والغربي عدة مئات من الدورات، كمان دار «خنصو» إله القمر ذو الوجوه المتعددة دوراتٍ ودورات...)، ليبدو لمن يقرأها يتخيلها قبل الترجمة بالعربية بأن النص فى لهجته الجبتية الأصلية يبدو كأدب حقيقي حالم.
قراءة فى سفر «العالم»
حين نقرأ «سفر انبثاق العالم» فى كتاب «الجبتانا»، نلاحظ كيف يذهب الاعتقاد القديملالتسليم به، اعتقد المصريون طويل أن العالم هو مصر، وده الاعتقاد أخذ يستمر لحد القرن العشرين وعند عوام المصريين، ليختلط اعتقادهم القديم بالحديث فى أن مصر هيا المهد، وأن اللغة المصرية (الجبتية) هيا لغة الآلهة، تماماً كالهنود القدماء حين اعتقدوا أن اللغة السنسكريتية هيا لغة الآلهة، وهكذا لحد خرج العبريون باعتقادهم المعروف أن «أدوناي» أو «إلوهيم» لا يعرف إلا اللسان السامي العبري. ونلاحظ كمان فى ده السفر غلط شهيراً فى أن القلب هو المفكر، والمثير للاهتمام أن أرسطو تبنى ده الاعتقاد، على اعتبار أن المخ مش اللا جهاز يضبط حرارة الجسم.
ادب الطعام وصيامه فى سفر القمح
من أجمل ما قرأنا فى كتاب «الجبتانا» ويستحق نقله هنا هو سِفر القمح والكوشير، والأخير يعني «الكشري»، فبعد دفن أحدهم يدعى جبتو أوحي عن شعيرة الصيام والإفطار على الكوشير، وذلك من فجر اليوم الحداشر من شهر بشنس، لحد الغروب، وهو الشهر التاسع فى مصر وتحديداً يبدأ من 9 مايو لينتهي فى 7 يونيو، وأمر أن يكون الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب، ليصبح ذلك تحية لـ«رع» اللى علمهم زرع القمح والحبوب وأكل الكوشير المكون من حبوب القمح والعدس والفول والحمص والثوم والبصل مطهواً فى الأواني الطفلهية على نار «نوت» سيدة السماء، وهكذا لحد صار يوم كوشير عيداً مصرياً.
16
سفراً تناقلها المصريون عمّا يخص نشأتهم وتكوينهم زمناً طويلاً، دوّنها وأرّخَها المؤرخ مانيتون السمنودي بأسلوبه الجميل والحيّ لتبقى وتُغنّىلاليوم.
3
بعد البحث عن تاريخ ولادة ووفاة مانيتون المجهولة، بين فترة وجوده فى زمن الإسكندر ومن خلفه من القادة، ظهرت فجوة كبيرة فى عمره بلغت ثلاثة قرون.
30
وثق مانيتون ثلاثين عيله مصرية ملكية فرعونية حكمت مصر، وبالترتيب الزمني مع الأسماء والأحداث والتفاصيل الدينية والاجتماعية، ليتخذ الدارسون ده الكتاب مرجعاً لهم.
مصادر
- العمل الكامل مُتاحٌ في: https://www.bartleby.com/library/bios/ — المحرر: تشارلز دودلى وارنر — العنوان : Library of the World's Best Literature