اتفاقية السودان (1899)

بطرس باشا غالى باعتبار انه ناظر خارجية مصر مضا الاتفاقيه من الجانب المصرى و عن الجانب الانجليزى اللورد كرومر باعتباره المندوب السامى البريطانى فى مصر.

حسب الاتفاقيه دى بقا لانجلترا حق رسمى فى المشاركه فى ادارة شؤون الحكم فى السودان و رفع العلم البريطانى جنب العلم المصرى فى كل السودان و تعيين حاكم سنة للسودان بناء على طلب بريطانيا و بكده بقو المصريين مجرد خيالات ضل فى السودان و الانجليز هما الحكام الفعليين.

الاتفاقيه اتعملت فى السر و الحكومه المصريه ما اعلنتش عنها و عن المفاوضات بينها و بين الانجليز الا بعد الاتفاقيه ما اتمضت. الجرانيل المصريه ما عرفتش حاجه عن المفاوضات و مانشرتش حاجه عنها. الاتفاقيه اتعملت بارادة اللورد كرومر و اجبر وزارة مصطفى فهمى على قبولها فقبلتها من غير مناقشه و كل المفاوضات كانت عباره عن ان اللورد كرومر سلم بطرس باشا غالى مشروع الاتفاقيه زى ما حطته وزارة الخارجيه البريطانيه ، فوصلها بطرس غالى للوزرا فقبلوها و وافقو عليها من غير لحد معظمهم مايقروها.

الاتفاقيه ادت بريطانيا نفوذ ضخم فى السودان ماكانتش تحلم بيه. من الناحيه الفعليه فصلت الاتفاقيه السودان عن مصر و بقت كل السلطات فى ايد حاكم عموم السودان و ده كان بريطانى بتوافق عليه الحكومه المصريه شكلياً بس من غير ماتقول بم أو تدى رأى ، و فوق كده الاتفاقيه كان من بنودها كمان ان القوانين و التشريعات الساريه فى مصر ماتسريش على السودان.

• المصرى اليوم ، مؤسسة المصرى اليوم للصحافة و النشر ، عدد 2080 ، 22 فبراير 2010.