وعي زائف

الوعي الزائف هو مصطلح يستخدمه علماء الاجتماع ويفسره بعض الماركسيين بالوسائل التي تقوم بها سيرورات مادية، أيديولوجية، مؤسساتية في المجتمع الرأسمالي بتضليل أعضاء البروليتاريا وغيرهم من الطبقات الفاعلة. يعتقد أن هذه السيرورات تخفي حقيقة العلاقات بين الطبقات والوضع الحقيقي بشأن الاستغلال الذي تعاني منه البروليتاريا.

بحسب الماركسية فإن الوعي الطبقي هو الوعي الحقيقي. وضع الفرد في بنية المجتمع يحدد وعيه، وفي هذه البنية فئتين - العليا والدنيا. تحديد الوعي يتم من خلال علاقات الإنتاج بين عمل الفرد ملكية رأس المال. ادعى ماركس أن الوعي سيتغير مما يؤدي بالضرورة إلى تغيير في بنية المجتمع.

على سبيل المثال، وجهات النظر تؤيد الاقتصاد الحر بين أشخاص يفتقدون للسيطرة على وسائل الإنتاج أو عمليات التصنيع هي حالات من الوعي الزائف، وفقا لماركس. تلك الآراء تناسب الرأسماليين وتساهم في مواصلة استغلال أعضاء الطبقات المتدنية.

يمكن للوعي الزائف أن يشرح يتصرف البشر في النظام الرأسمالية الحديث بشكل يتعارض مع مصالحهم الحقيقية.

إنجلز

على الرغم من أن كارل ماركس كثيرا ما ندد الأيديولوجية بشكل عام، فما مم دليل على أنه كان قد استخدم عبارة «الوعي الزائف». يبدو أنه قد تم استخدامها مقتصر—على الأقل في المطبوعات - على فريدريك إنجلز.[1] كتب انجلز:[2]

«إن الإيديولوجية إنما هي عملية يقوم بها من يسمى بالمفكر، وإن عن إدراك خاطئ. فإن القوى المحركة الحقيقية التي تحمله على النشاط تظل مجهولة بالنسبة إليه، وإلا لما كانت العملية عملية أيديولوجية. ولذا يصنع لنفسه تصورات عن قوى حافزة كاذبة أو ظاهرية.[...] إن ظاهرية التاريخ المستقل لأشكال البنيان السياسي والنظم الحقوقية والتصورات الأيديولوجية في أي ميدان كان، هي التي تعمي، قبل غيرها، أغلبية الناس. فإذا كان لوثر وكالفين (يتغلبان) على الدين الكاثوليكي الرسمي، وإذا كان هيغل (يتغلب) على كانط وفيخته، وإذا كان روسو (يتغلب) بعقده الاجتماعي الجمهوري على الدستوري مونتسكيو بصورة غير مباشرة ، فإن هذه العملية تبقى داخل اللاهوت والفلسفة وعلم الدولة، وهي تمثل مرحلة في تطور ميادين التفكير هذه ولا تتخطى أطلاقا حدود التفكير. ومنذ أن ظهر، علاوة على هذا، الوهم البرجوازي حول خلود الإنتاج الرأسمالي وكماله المطلق، منذ ذلك الحين، يعتبر (تغلب) الفيزيوقراطين (physiocrats) وآدم سميث على أنصار المركنتيلية انتصارا خالصا للفكر، لا انعكاسا في ميدان التفكير للوقائع الاقتصادية المتغيرة، يعتبر أنه الفهم الحقيقي، الذي تم بلوغه في آخر الأمر، للظروف الفعلية القائمة في كل مكان دون أي تغير. [...]»

يعبر إنجلز هنا عن حمل دلالي مرتبط بمصطلح الأيديولوجية، أي أنه يلمح إلى عدم الموضوعية، وهو معنى كان يحمله المصطلح أول ما أدخل إلى اللغة الألمانية (ويرجع ذلك إلى رد فعل هيغلي). لقد فقد هذا المعنى إلى حد كبير بمرور ما يقارب القرنين منذئذ إذ تحول معنى كلمة «أيديولوجية» إلى «رؤية كونية» أو «فلسفة». الوعي الزائف مرتبط من الناحية النظرية مع المفاهيم الأيديولوجية السائدة والهيمنة الثقافية، وبدرجة أقل مع التنافر المعرفي.

تطورات لاحقة

يحاجج مارشال ي. بومر بأن أعضاء البروليتاريا تجاهلوا حقيقة طبيعة العلاقات الطبقية بسبب اعتقادهم في احتمال أو إمكانية الترقي.[3] مثل هذا الاعتقاد أو ما يشابهه يقال أنها ضرورية في الاقتصاد مع افتراض عقلانية الوكالة؛ وإلا كان العمال الأجراء أنصارا واعين لعلاقات اجتماعية تتناقض مع مصالحهم الخاصة، مما يخالف هذا الافتراض.[4]

انظر أيضا

ملاحظات

  1. Eagleton، Terry (1991). Ideology: An Introduction. Verso. ص. 89. ISBN:84-493-1797-5.
  2. "من انجلس إلى فرانتس مهرينغ". 1893. مؤرشف من الأصل في 2018-07-15.
  3. Marshall I. Pomer (أكتوبر 1984). "Upward Mobility of Low-Paid Workers: A Multivariate Model for Occupational Changers". Sociological Perspectives. ج. 27 ع. 4: 427–442. ISSN:0731-1214. JSTOR:1389035.
  4. This phenomenon is most accentuated in the United States, and has given rise to what some European Marxists refer to as "class transference". [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 10 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

  • أيقونة بوابةبوابة مجتمع
  • أيقونة بوابةبوابة علم الاجتماع
  • أيقونة بوابةبوابة اشتراكية
  • أيقونة بوابةبوابة شيوعية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.