هاير
هاير (بالإنجليزية: Haier) ((بالصينية: )) هي شركة أجهزة كهرومنزلية متعددة الجنسيات، مقرها الرئيس في مقاطعة شاندونغ، جمهورية الصين الشعبيَّة.[1][2][3] وتشمل منتجاتها الأجهزة الكهربائية المنزلية مثل: مكيفات الهواء، الغسالات، الثلاجات والتلفزيونات.
لمحة تاريخية
التاريخ تعود أصول شركة هاير إلى ما قبل التأسيس الفعلي للشركة بفترة طويلة. في عشرينيات القرن الماضي، تم بناء مصنع للثلاجات في مدينة تشينغداو لتزويد السوق الصينية. بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، تم الاستيلاء على المصنع وتحويله إلى مؤسسة مملوكة للدولة.[4]
بحلول الثمانينيات، كان للمصنع ديون تزيد عن 1.4 مليون يوان صيني وعانى من البنية التحتية المتداعية، والإدارة السيئة، والافتقار إلى ضوابط الجودة، الناتجة عن النظام الاقتصادي المخطط والسياسات ذات الصلة.[5] تباطأ الإنتاج، ونادرا ما تجاوز 80 ثلاجة في الشهر، وكان المصنع على وشك الإفلاس. استأجرت حكومة تشينغداو مساعد مدير مدينة شاب، هو تشانغ روي مين، المسؤول عن عدد من شركات الأجهزة المملوكة للمدينة. تم تعيين تشانغ مديراً منتدباً للمصنع في عام 1984.[4]
التأسيس
تأسّست شركة هاير كشركة تشينغداو للثلاجات عام 1984. مع انفتاح الصين على الأسواق العالميَّة، بدأت الشركات الأجنبيَّة في البحث عن شراكات مع الصين. أبرمت إحدى هذه الشركات، وهي شركة الثلاجات الألمانيَّة مجموعة ليبهير، عقد شركة محاصة مع شركة ثلاجات تشينغداو، حيث تُقدم التكنولوجيا والمعدات إلى نظيرتها الصينيَّة. كان من المُقرر تصّنيع الثلاجات تحت اسم تشينغداو- ليبهير (الصينية المبسطة: 琴岛 - 利勃海尔؛ الصينية التقليدية: 琴島 - 利勃海爾؛ بينيين: Qíndǎo - lìbó hǎi'ěr). جاءت العلامة التجاريَّة الحاليَّة «هاير» من المقطعين الأخيرين للترجمة الصوتية (نقحرة) الصينية لـ ليبهير (بينيين: lìbó hǎi'ěr).[6][7] رافق تركيب معدات ليبهير وتقنياتها عمليات جديدة لمراقبة الجودة والإدارة. بحلول عام 1986، عادت ثلاجة تشينغداو إلى الربحيَّة ونمت مبيعاتها بمعدل 83 بالمائة سنويًا. بين عامي 1984 و 2000 نمت المبيعات من 3.5 مليون ين ياباني إلى 40.5 مليار ين ياباني.[8]
في عام 1988، طلبت حكومة البلدية من شركة «هاير» تولي بعض الشركات المُتعثرة المصنعة للأجهزة الأخرى في المدينة. تولت الشركة السيطرة على شركة تشينغداو للطلاء الكهربائي (المُصنعة لأفران الميكروويف).[8] في عام 1991، غيّرت الشركة اسمها إلى «مجموعة تشينغداو هاير» واستحوذت على مصنع تشينغداو مكيفات الهواء وتشينغداو الفريزر.[8] تمَّ تبسيط اسم الشركة إلى اسمها الحالي «هاير» في عام 1992.[9] في عام 1995، استحوذت الشركة على شركة شركة تشينغداو ريد ستار للالكترونيَّات، الشركة المصنعة للغسالات، جنبًا إلى جنب مع خمس شركات تابعة لها. استحوذت شركة هاير على سبع شركات بين عامي 1995 و 1997، وبدأت في التصدير إلى الأسواق الخارجيَّة.[10]
التوسع الدولي
في جنوب شرق آسيا، افتتحت شركة هاير مرافق إنتاج في إندونيسيا في عام 1996 والفلبين في عام 1997 [8] وفشلت في محاولة لدخول السوق التايلانديَّة بسبب وجود مُنافسين محليين.[4]
دخلت هاير سوق الولايات المتَّحدة في عام 1999.[9] في الولايات المتَّحدة، ركزت على سوقين متخصّصين في الثلاجات المُدمجة وأقبية النبيذ الكهربائية. بدأت شركة هاير في تصّنيع ثلاجات كبيرة الحجم لسوق أمريكا الشماليَّة. سيؤدي ذلك إلى دخولها في مُنافسة مباشرة مع الشركات الأمريكيَّة الراسخة جنرال إلكتريك وهويرلبول وفريجيدير وشركة ميتاج. كجزء من استراتيجيتها، قامت هاير ببناء مُنشأة إنتاج في الولايات المتَّحدة في كامدن (كارولاينا الجنوبيَّة)، كارولاينا الجنوبيَّة، وافتُتحت في عام 2000. بحلول عام 2002، بلغت عائدات الولايات المتَّحدة 200 مليون دُولار أمريكيّ، ولا تزال صغيرة مقارنة بإيراداتها الإجماليَّة البالغة 7 مليارات دُولار.[8] أيضًا في عام 2002، انتقلت هاير إلى مبنى في وسط مانهاتن. كان المقر السابق لبنك غرينتش للتوفير، وقد تم بناء المبنى الذي تبلغ مساحته 52000 قدم مربع (4800 متر مربع) في عام 1924 على طراز العمارة الكلاسيكيَّة الجديدة.
تمَّ إنشاء مرافق الإنتاج في باكستان في عام 2002 (انظر هاير باكستان) والأردن في عام 2003. وفي إفريقيا، تمتلك شركة هاير مصانع في خمسة بلدان: تونس، ونيجيريا، ومصر، والجزائر، وجنوب إفريقيا.[11] اشترت الشركة أيضًا مصنع منغيتي في إيطاليا وبدأت في وضع منتجاتها في سلاسل البيع بالتجزئة الأوروبيَّة، إما تحت علامتها التجاريَّة الخاصة أو بموجب اتفاقيَّات صانع معدات أصليَّة (OEM) مع شُركاء أجانب. دخلت هاير حاليًا في اتفاقيَّة مشروع مُشترك مع حكومة فنزويلا.[12]
بدأت شركة هاير أبليكانسس (الهند) بي. المحدودة عملياتها التجاريّة في يناير 2004. ويقع مقرها الرئيسيّ في نيودلهي، وفي عام 2015 كان لديها 33 عملية، بما في ذلك العمليَّات في مومباي وبنغالور وتشيناي وكولكاتا. تم إدراجه ضمن أفضل 20 علامة تجاريَّة موثوق بها في الهند من قبل تقرير ثقة العلامة التجاريَّة، وهي دراسة أجرتها استشارات أبحاث الثقة.
في يونيو 2005، قدمت هايرعرضًا للاستحواذ على شركة ميتاج، بدعم من صندوق الأسهم الخاصة مجموعة بلاكستون وبين كابيتال. كان العطاء بقيمة 1.28 مليار دُولار أمريكيّ، أو 16 دُولارًا أمريكيًا للسهم الواحد، متجاوزًا العرض السابق البالغ 14.26 دُولارًا أمريكيًا للسهم الواحد الذي قدمته ريبلوود القابضة.[13] في النهاية، تم شراء ميتاغ من قبل شركة هويرلبول ومقرها ميشيغان والتي عرضت 1.7 مليار دولار نقدًا وأسهم، أو 21 دولارًا للسهم، بالإضافة إلى الديون المفترضة.[14]
في عام 2009، تجاوزت شركة هاير شركة هويرلبول لتصبح رابع أكبر منتج للثلاجات من حيث المبيعات بحصة سوقية عالميَّة تبلغ 6.3٪.[15]
في عام 2012، استّحوذت هاير قروب على أعمال الأجهزة من فيشر وبايكل [الإنجليزية] ومقرها نيوزيلندا.
في يونيو 2016، استحوذت مجموعة هاير على قسم الأجهزة في شركة جنرال إلكتريك مقابل 5.4 مليار دولار. يقع المقر الرئيسيّ لشركة جي إي أبليكانسس في لويزفيل، كنتاكي.
في 28 سبتمبر 2018، أُعلن أن هاير استحوذت على مجموعة كاندي في إيطاليا.
التقنيَّة
في عام 2015، بدأت شركة هاير بالتحقيق في كيفية دمج إنترنت الأشياء في أجهزتها.[16] استشهدت الشركة بمختبر ستانفورد للذكاء الاصطناعيّ [الإنجليزية]، الذي وجد ثلاثة عوائق أمام اعتماد تقنيَّة المنزل الذكيّ: عدم وجود بروتوكولات موحدة / نقطة وصول واحدة، وخدمات سلبيَّة، وعدم وجود حلول كاملة. في ذلك الوقت، كانت الكفاءات الأساسيَّة لشركة «هاير» تكمُن في قطاع الأجهزة الكبيرة وليس في قطاع الإلكترونيَّات الصغيرة. بعد ذلك، دخلوا في شراكة مع منصة إنترنت الأشياء الرائدة آنذاك إنجدان (硬 蛋) المملوكة لمجموعة كوغوباي [الإنجليزية] للتغلُب على أوجه القُصور لديهم.[17] من خلال الاستفادة من النظام البيئي للأعمال وسلسلة التوريد في كوغوباي، تمكنوا من دمج مجموعة مكونات إنجدان والوحدات النمطيَّة وتحليل حوسبة الحافة في منتجات الشبكة المنزليَّة.[18] قدمت شركة هاير أجهزتها الذكيَّة عبر سبعة خطوط إنتاج في صناعة الأجهزة الرئيسيَّة: الهواء والماء والعناية بالملابس والأمن والتحكم الصوتي والصحة والمعلومات.[19]
استراتيجيَّة الشركة
أمر تشانغ روي مين، بعد أنّ أصبح مديرًا إداريًا في عام 1985 بفترة وجيزة، موظفيه بتدمير 76 ثلاجة بمطارق ثقيلة (إرزبة) عقب شكوى من العُملاء في محاولة لتغيير الثقافة التنظيميَّة بشكل جذري إلى ثقافة تجُسد مُمارسات ضبط الجودة.[9][20] في ذلك الوقت، كانت الأسواق الاستهلاكيَّة الخارجيَّة للمستهلكين تعتبر عمومًا العلامات التجاريَّة الصينيَّة للسلع النهائيَّة المُنتجة محليًا ذات جودة رديئة، حتَّى عند مُقارنتها بشكل شخصي مع العلامات التجاريَّة الأجنبيَّة المُصنعة في الصين.[21] أدى التحول الثقافيّ نحو التصّنيع القائم على الجودة إلى أن أصبحت شركة هاير أول شركة في الصين تحصُل على شهادة أيزو 9000.[9][22] كما أعلنت «هاير» عن إستراتيجيَّة التنمية المُستدامة البيئيَّة لتحسيَّن البيئة من خلال الحفاظ على الطاقة وإعادة التدوير. في عام 2018، حصلت هاير على «جائزة الأعمال الصينيَّة الخضراء» نظرًا لجُهودها المُتميزة لحماية البيئة.[23]
هيكل الملكية
في عام 1993، أدرجت شركة فرعية شركة تشينغداو هاير للثلاجات. في بورصة شنغهاي، وجمعت 370 مليون يوان صيني. في عام 2005، دخلت هاير في بورصة هونغ كونغ من خلال "إدراج خلفي [الإنجليزية]" من خلال الحصول على حصة مسيطرة في شركة محاصة مدرجة في البورصة هاير-سي سي تي القابضة المحدودة. [بحاجة لمصدر] بورصة هونغ كونغ: 1169. داو جونز الصين مؤشر 88.
الجدل
في عام 2014، اتهمت وسائل الإعلام الألمانيَّة شركة هاير بتزويدها بهواتف ذكية وأجهزة لوحيَّة ببرمجيات خبيثة مثبتة مسبقًا.[24][25][26]
انظر أيضًا
مراجع
- "معلومات عن هاير على موقع d-nb.info". d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
- "معلومات عن هاير على موقع grid.ac". grid.ac. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
- "معلومات عن هاير على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
- "Haier Group Corporation History". FoundingUniverse. مؤرشف من الأصل في 2020-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-31.
- Haier Rises Through Reform and Opening Up نسخة محفوظة 2013-07-19 على موقع واي باك مشين.
- "海尔集团实施商标战略创建国际知名品牌". 28 أبريل 2014. مؤرشف من الأصل في 2019-09-15.
- "海尔如何成为企业"创新教科书"?". سوهو. 19 مارس 2017. مؤرشف من الأصل في 2019-05-16.
- "History of Haier Group Corporation – FundingUniverse". مؤرشف من الأصل في 2019-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-15.
- Strategy1/BSTR072.htm Haier Group's Strategies in the US Market (Case study). IBS Center for Management Research. 2003. مؤرشف من الأصل في 2018-03-25.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من قيمة|مسار أرشيف=
(مساعدة) - Chinese Champions: Patente made in China (PDF; 1,6 MB; German). نسخة محفوظة 2013-12-07 على موقع واي باك مشين. جامعة ميونخ التقنية, Munich Innovation Group, March 2012, p. 19–23, retrieved 13 September 2013.
- "People's Daily Online -- "We will be volunteer 'spokespersons' for Haier," African party officials say". مؤرشف من الأصل في 2012-10-11.
- "Haier's household appliances are sold very well in Venezuela". مؤرشف من الأصل في 2012-04-25.[وصلة مكسورة]
- "Blackstone and Bain back Chinese firm Haier in $1.28bn Maytag bid". مؤرشف من الأصل في 2007-09-28.
- "Done Deal; Whirlpool Acquires Maytag For $2.7 Billion". مؤرشف من الأصل في 2018-11-22.
- "Haier tops Whirlpool in global refrigerator sales". Alibaba. 20 يناير 2009. مؤرشف من الأصل في 2019-04-02.
- Crist، Ry (3 سبتمبر 2015). "Haier's pitch at IFA: Connect all of the things". CNET. مؤرشف من الأصل في 2019-04-23.
- "Cogobuy Partners with Samsung ARTIK™ Enhancing its Competitive Edge as a Leading IoT Innovation Platform". The Business Journals. 17 سبتمبر 2017. مؤرشف من الأصل في 2021-01-16.
- "Cogobuy Enters Booming Voice-Controlled Home Appliances Market". Business Insider. 14 مارس 2017. مؤرشف من الأصل في 2019-04-22.
- "Appliance Business Cast Off by GE Thrives Under Chinese Ownership". WSJ. 10 مارس 2018. مؤرشف من الأصل في 2021-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-14.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link) - Fischer، Bill؛ Lago، Umberto؛ Liu، Fang (27 أبريل 2015). "The Haier Road to Growth". strategy+business. مؤرشف من الأصل في 2020-10-23.
- Eloot، Karel؛ Huang، Alan؛ Lehnich، Martin (يونيو 2013). "A new era for manufacturing in China". McKinsey. مؤرشف من الأصل في 2020-11-14.
- "Haier Group's Strategy in the US Market|Business Strategy|Case Study|Case Studies". www.icmrindia.org. مؤرشف من الأصل في 2019-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-01.
- "Haier Marks Earth Hour with Cross-Continent Interactive Performaces-Haier Malaysia". www.haier.com. مؤرشف من الأصل في 2020-11-26. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-03.
- Benedikt Fuest (10 ديسمبر 2014). "Vorsicht vor Smartphones mit vorinstallierter Spyware - DIE WELT". DIE WELT. مؤرشف من الأصل في 2019-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-15.
- "Lookout meldet auf Smartphones vorinstallierten Android-Trojaner". ZDNet.de. 4 ديسمبر 2014. مؤرشف من الأصل في 2020-10-24. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-15.
- IT :: Internet :: Design :: Christian Schmitz. "IT :: Internet :: Design :: Christian Schmitz, News". مؤرشف من الأصل في 2019-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-15.