نهر المعلى
نهر المُعلى من انهار بغداد القديمة، وتسميته نسبة إلى المعلى بن طريف مولى المهدي، وكان من كبار قواد الرشيد، يدخل مجرى النهر من باب بين مستمده من الخالص، فيسير تحت الأرض حتى يدخل دار الخلافة، ويسمى بالفردوس،[1] ويقع في الجانب الشرقي من بغداد، يتفرع من نهر موسى،[2] ويمر بين الدور إلى باب سوق الثلاثاء، ثم يصب في دجلة.[3] واقيمت عليه أشهر واعظم محلة عرفت بمحلة نهر المعلى وفيها دار الخلافة المعظمة،[4] وقد تعرضت محلة نهر المعلى للحريق سنة 458 ه، فاحرق مائة دكان وثلاثة دور، وذهب للناس شيء كثير، ونهب الناس بعضهم بعضا.[5] وفيها درب فراشا،[6] الذي احترق في حريق بغداد سنة 551 ه،[7] ومن ساكني درب فراشا، أبو جعفر المقريء عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني الطبري، مقريء المواكب الخلافية.[8] وفيها درب حبيب، حيث ولد فيه حوالي سنة 525 ه، ابن الجوزي وهو جد أبو المظفر المعروف بسبط ابن الجوزي،[9] وفيها كذلك درب القيار، الذي ولد فيه أبو الفتح عبد السلام بن محمد بن مكي بن بكروس البغدادي القياري. [10] وذكر ياقوت الحموي، في مادة (جنابذ) ان شيخه أبا محمد عبد العزيز بن محمود الجنابذي المعروف بابن الأخضر، كان يسكن درب القيار من محال نهر المعلى في شرقي بغداد.[11] وفي نهر المعلى مسجداً يعرف بمسجد نهر المعلى، كان لابن الجوزي مجلساً يتكلم فيه، ويشتد زحام الناس لسماعه.[12] ويذكر انتقال الفقيه أبو جعفر الهاشمي إلى الجانب الشرقي، يلقي دروسه في مسجد مقابل دار الخلافة، ثم انتقل لاجل ما لحق (محلة) نهر المعلى من الغرق، إلى باب الطاق.[13] واشار اليه الشاعر معروف الرصافي فقال:
نهر المعلى | |
---|---|
الخصائص | |
ونهر المُعلّّى بن طريف: أعظم محلة ببغداد في الجانب الشرقي، فيها دور الخلافة وحريمها.[14]
وقد صحف أسم المعلى حيث قلب حرف العين إلى حرف صاد، وتناوله بعض الباحثين ونسخ بعضهم عن بعض دون تمحيص بمسمى نهر المصلى وهذا غير صواب. وكل ما سيرد الآن هو في مراجعه صُحِف وسمي نهر المصلى ولكن أرجعتها إلى نهر المعلى وهو الصواب كما ورد عند الخطيب البغدادي في تاريخه وياقوت الحموي في معجمه: نهر المعلى يأخذ ماءه من نهر بين ويدخل بغداد الشرقية عند باب الظفرية (الباب الوسطاني) ويجري في محلات بغداد محاذياً لدرب النهر حتى يصب في دجلة عند قصر الفردوس أحد قصور دار الخلافة العباسية.[15] ويرجح موقعه الآن قرب غرفة تجارة بغداد ومحاذياً لها في شارع النهر.[16]وباب الطاق شرقي بغداد وتقع بين الرصافة ونهر المعلى.[17] وكان نهر المعلى يدخل قصر الخلافة المسمى بالفردوس ويدور فيه ثم يصب في دجلة.[18]
انظر أيضًا
المصادر
- ياقوت الحموي، معجم البلدان، تحقيق:فريد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية، بيروت، ج5، ص374.
- نهر موسى: كان يأخذ من نهر بين إلى ان يصل إلى قصر المعتضد المعروف بقصر الثريا، ويسير إلى منقسم الماء، فينقسم إلى ثلاثة أنهار، فيخترق محال الجانب الشرقي من بغداد، أحدها (محلة) نهر المعلى. انظر:ياقوت الحموي، نفس المصدر، ج5، ص374.
- الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج1، ص114-115..
- ياقوت الحموي، المصدر السابق، ج5، ص374.
- ابن كثير، البداية والنهاية، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر للطباعة والنشر، الجيزة-مصر، ط1، 1998م، ج16، ص7.
- ياقوت الحموي، مصدر سابق، ج4، ص276.
- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج9، ص411.
- محب الدين ابن النجار البغدادي، ذيل تاريخ بغداد، ج1، ص388.
- علي احمد عبد العال الطهطاوي، السنة والأثر شرح كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2003م، ص80.
- ابن الصابوني محمد بن علي المحمودي، تكملة اكمال الكمال في الأنساب والاسماء والالقاب، تحقيق: الدكتور مصطفى جواد، مطبعة المجمع العلمي العراقي، 1957م،ص280-281.
- ياقوت الحموي، مصدر سابق، ج2، ص192.
- علي احمد عبد العال الطهطاوي، المصدر السابق، ص82.
- موسوعة الحديث_الذيل على طبقات الحنابلة تاريخ الاطلاع 1 فبراير 2019. نسخة محفوظة 02 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- ابن ناصر الدين، توضيح المشتبه، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، دار الكتب العلمية، بيروت، ج1، ص357
- ملاحق جريدة المدى_محلة قنبر علي..تاريخ ومعالم_رفعت مرهون الصفار تاريخ الاطلاع 17 فبراير 2019. نسخة محفوظة 18 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- صحيفة التآخي_قمبر علي..محلة ومرقدتاريخ الاطلاع 17 فبراير 2019. نسخة محفوظة 28 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
- ياسين العمري، تاريخ محاسن بغداد وهو (تهذيب غاية المرام)، تحقيق: ميعاد شرف الدين الكيلاني البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت، هامش2، ص22.
- ناجي معروف، المدارس الشرابية ببغداد وواسط ومكة، ص162.
- بوابة أنهار
- بوابة التاريخ الإسلامي
- بوابة الدولة العباسية
- بوابة العراق
- بوابة بغداد
- بوابة جغرافيا
- بوابة ماء