نشان

نَشَّان (بخط المسند: )؛ حالياً خربة السوداء. إحدى مدن جنوب الجزيرة العربية قديماً وتقع في منطقة الجوف شمال اليمن، على أراضي مملكة معين القديمة. ذكرها المؤرخ الروماني بليني الأكبر في كتابه التاريخ الطبيعي باسم "نيستوم" Nestum.

نَشَّان
نشان
نشان
اسم بديل خربة السوداء
إحداثيات 16°10′11″N 44°45′30″E  
جزء من مملكة معين
الأحداث 16° 10' 09", 44° 38' 2.6"
خريطة

يوجد في المدينة معبدان ، أحدهما داخل المدينة مكرس للإله أرنيدع والأخر خارج المدينة مكرس للإله عثتر وهما من أهم معابد مدن الجوف المعروفة ببنات عاد / بنات إل يحتويان على زخارف ورسومات ذات طابع ديني تخص الشعائر والطقوس المتبعة في هذه المعابد.

الموقع

يشكل الموقع تلاً ارتفاعه 12 متر تقريباً محاطاً بسور طوله 1500متر والذي لم يبق منه إلا بعض الأجزاء وأحد الأبواب القائمة حتى الآن وبعض الآثار الواضحة على سطح الموقع. والمعلومات ضئيلة جداً عن بدايات تاريخ هذه المدينة، وكل ما نعرفه ينحصر على عدد من الخزف الفخارية والتي يمكن تأريخها في حوالي القرن العاشر قبل الميلاد.

التاريخ

ظهرت مدينة نشان على الساحة السياسية كمملكة مستقلة، وحالها كحال بقية ممالك مدن الجوف – هرم إنبا وكمناهو، إلخ – التي كانت تملك نظام سياسي مستقل ومجمّع آلهة خاص ولغة خاصة وأشكال خاصة من المعابد المعروفة باسم بنات عاد والتي اندثرت في حوالي نهاية القرن السابع ق.م.

لدينا من القرن الثامن قبل الميلاد عدداً ضئيلاً من النقوش تركها ملوك نشّان كما تم اكتشاف عدد من النقوش الجديدة التي تظهر بأن هذه المملكة كانت تقيم علاقات متينة مع مملكة سبأ في النصف الثاني من القرن الثامن قبل الميلاد وبفضل هذه الاكتشافات الجديدة أيضا كشفت عن عائلة ملوك حكمت طوال القرن الثامن ق.م.

حوالي 715 قبل الميلاد، تم ضمها في البداية من قبل "يثع أمر وتر" الأول من سبأ. في وقت لاحق، شن الملك كربئيل وتر (حوالي 685 قبل الميلاد) حملة للسيطرة على نشان ونشق والتي استمرت لمدة ثلاث سنوات. وفي النهاية أخضع المدينتين وفرض عبادة الإله إلمقه فيها. [1] حيث ورد ذكرها في نقش النصر السبئي بأنها تعرضت لحملات عسكرية قامت بها جيوش سبأ وأن المدينة قد تعرضت للدمار وسورها أيضاً والقصر الملكي وقد وزّعت الغنائم والأراضي التي كانت تحت سيطرة نشّان على هرم وكمناهو. وبعد وقت قليل من عهد كَرِبئيل وتر قامت الجيوش السبئية بحملة أخرى على مدن الجوف، كان هدفها معين وبراقش ونجران وقبيلة أمير. فقدت مملكة نشّان والممالك الصغيرة الأخرى في الجوف استقلالها السياسي ودخلت تحت سيطرة مملكة معين وهذا ما تؤكده النقوش التي تركها ملوك معين في مدينة نشّان التي حاولت إعلان استقلالها السياسي من وقت لآخر مثل كمناهو وهرم. تشير نقوش القرون الثلاثة الأولى من العهد الميلادي، بأن مدينة نشّان كان يستخدمها السبئيون كنقاط عسكرية لصد الهجمات الخارجية وخاصة القبائل العربية الشمالية.

الاندثار

آخر ذكر لمدينة نشّان في النقوش يرجع إلى الربع الأول من القرن الرابع الميلادي في عهد الملك الحميري ياسر يهنعم الذي حكم أولاً مع ابنه ثأران أيفع ثم مع ابنه الثاني ذرأ أمر أيمن وكلهم كانوا يحملون لقب ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنة. وليس من المستبعد أن تكون مدينتي السوداء (نشان) والبيضاء (نشق) قد دمرهما الأحباش في عهد الملك كالب في القرن السادس الميلادي والمشار اليهما بكلمة (هجرنهن) أي المدينتين. لم ينمح تاريخ مدينة نشّان مطلقاً من ذاكرة اليمنيين ، فأبو الحسن الهمداني في موسوعته الجغرافية صفة جزيرة العرب وفي كتابه الإكليل الجزء العاشر يذكر بأن السوداء كان فيها قصور وآثار مهمة وفي القرن الثاني عشر الميلادي مركزاً دينياً "عزلة" يؤم إليها العلماء.

في عام 25 قبل الميلاد، ورد ذكر نشان باسم " نيستوم" أثناء حملة إيليوس جالوس العسكرية إلى شبه الجزيرة العربية فيلكس بأوامر من أغسطس ضد سبأ. لكن الحملة انتهت بفشل ذريع واتهم الرومان مرشدًا نبطيًا يُدعى "سُلَيّ" بتضليلهم. وقد ذكر الجغرافي اليوناني سترابو هذه الرحلة الاستكشافية حيث أطلق عليها اسم إيل شرح يحضب حاكم حضرموت في ذلك الوقت.

ثقافة

كانت نشان في وادي مذاب[2] إلى الشمال الشرقي من مأرب وكانت مركزًا تجاريًا وبلدة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام. نشان وجيرانها مدينة هرم، كمناهو وعينبع كانوا متشابهين في كونهم مستوطنات معابد مدنية ودول مدن، والنقوش في جميع البلدات الأربع مكتوبة باللغة المعينية.

روابط خارجية

ملاحظات

    مراجع

    1. Magee، Peter (2014). The Archaeology of Prehistoric Arabia: Adaptation and Social Formation from the Neolithic to the Iron Age. Cambridge University Press. ص. 243. ISBN:978-1139991636. مؤرشف من الأصل في 2023-01-22.
    2. Leonid Kogan and أندريه كاراطائف: Sayhadic Languages (Epigraphic South Arabian). Semitic Languages. London: Routledge, 1997. Pg. 221.
    • أيقونة بوابةبوابة اليمن
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.