معاداة السامية في السعودية

كثيراً ما تهاجم وسائل الإعلام السعودية اليهود في الكتب والمقالات الإخبارية وفي المساجد ومع ما يصفه البعض بالسخرية من معاداة السامية. كذلك غالباً ما يروج مسؤولو الحكومة السعودية وكبار رجال الدين في الدولة لفكرة أن اليهود يتآمرون للسيطرة على العالم بأسره؛ وكدليل على ادعاءاتهم فإنهم كثيراً ما ينشرون ويستشهدون ببروتوكولات حكماء صهيون على أنها حقيقية.[1][2]

معاداة السامية في الإدارة العامة

يعتبر منع الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية أو لديهم أختام إسرائيلية في جوازات سفرهم من زيارة المملكة العربية السعودية من الممارسات القديمة.[3] عندما بدأت المملكة في فبراير 2004 إصدار تأشيرات لغير المسلمين لأول مرة، من أجل جذب المزيد من الزوار الأجانب، ذكر موقع الهيئة العامة للسياحة في السعودية مبدئياً أن اليهود لن يمنحوا تأشيرات سياحية لدخول الدولة.[4][5] نُشر ذلك النص التمييزي على نطاق واسع ووجه انتقادات شديدة، مما جدد فكرة أن السعودية «دولة متخلفة».[3] أعقب ذلك، أن نأت السفارة السعودية في الولايات المتحدة بنفسها عن هذا البيان، كما اعتذرت عن نشر «معلومات مغلوطة» أُزيلت لاحقاً.[6][7]

وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، لا يُسمح لأفراد الديانات الأخرى من غير المسلمين، بمن فيهم اليهود، بممارسة شعائرهم الدينية علناً في السعودية؛[8] حيث أن الحرية الدينية «غير موجودة» في المملكة. فالإسلام الدين الرسمي للدولة، وتُطبق مبادئ هذا الدين بموجب القانون.[9]

معاداة السامية في الكتب المدرسية

المقال الرئيسي: جدل الكتب المدرسية في السعودية

تذم الكتب المدرسية السعودية اليهود (والمسيحيين والمسلمين من غير الوهابيين): وفقاً لصحيفة واشنطن بوست في 21 مايو 2006، لا تزال الكتب المدرسية السعودية التي يزعم أنها قد نُقحت من معاداة السامية، تنعت اليهود بالقردة (والمسيحيين بالخنازير) وتطلب من الطلاب تجنب اليهود وعدم مصاحبتهم؛ زاعمة أن اليهود يعبدون الشيطان وتشجع المسلمين على الانخراط في الجهاد لسحق اليهود.[10]

حلل مركز الحرية الدينية التابع لفريدوم هاوس مجموعة من الكتب المدرسية لوزارة التعليم السعودية في دورات الدراسات الإسلامية لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية. فوجد الباحثون عبارات تروج لكراهية المسيحيين واليهود و«المشركين» وغيرهم من «غير المؤمنين»، بمن فيهم المسلمين من غير الوهابيين. كما وجدوا أن بروتوكولات حكماء صهيون تدرس كحقيقة تاريخية. وصفت النصوص اليهود والمسيحيين بأنهم أعداء المسلمين المؤمنين ووصفت الصراع بينهما باعتباره معركة مستمرة ستنتهي بالنصر على اليهود. الذين تلقوا اللوم بالفعل عن كل «دمار» العالم الحديث وحروبه.[11] "نظرة عامة على 38 صفحة" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2007-09-25. أصدر معهد هدسون (371 كيلوبايت) من المناهج الدراسية للمملكة العربية السعودية.

معاداة السامية في الإعلام السعودي

غالباً ما تهاجم وسائل الإعلام السعودية اليهود في الكتب والمقالات الإخبارية وفي المساجد مع ما يصفه البعض بالسخرية من معاداة السامية. وغالباً ما يروج مسؤولو الحكومة السعودية والزعماء الدينيون للفكرة القائلة بأن اليهود يتآمرون للسيطرة على العالم بأسره؛ وكدليل على ادعاءاتهم كثيراً ما ينشرون ويستشهدون ببروتوكولات حكماء صهيون كونها حقيقية.[1][2]

أرتأت إحدى الصحف الحكومية السعودية أن كراهية كل اليهود لها ما يبررها. «لماذا يكره (اليهود) جميع الناس الذين استضافوهم، مثل العراق ومصر منذ آلاف السنين ومثل ألمانيا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وحتى مجئ الأيام التي اكتسبوا فيها السلطة على رأس المال والصحافة، من أجل إعادة كتابة التاريخ؟»[12]

حتى في ذروة الحملة السعودية على التطرف في 2004، كانت فقرة «رجل الشارع» من إنتاج قناة إقرأ التلفزيونية السعودية حول المشاعر تجاه اليهود، معادية تماماً. فقد وصف من أجريت معهم المقابلات اليهود بأنهم «أعداءنا الأبديين» و«القتلة» و«أعداء الله ورسوله» و«قتلة الأنبياء» و«أقذر الناس على وجه هذه الأرض»، إلخ.[13] [14]

في 2001، أنتجت شبكة راديو وتلفزيون العرب في المملكة العربية السعودية مسلسلاً تلفزيونياً مكون من 30 حلقة بعنوان «فارس بلا جواد» وهو تجسيد درامي لبروتوكولات حكماء صهيون.[15]

معاداة السامية في الأوساط الدينية

تعتبر معاداة السامية أمراً شائعاً في الأوساط الدينية. وُصفّ إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة بالسعودية، عبد الرحمن السديس بأنه معاد للسامية[16][17] لأنه دعى الله علانية «بالقضاء» على اليهود.[18]

فقد بثت قناة البي بي سي حلقة من برنامج بانوراما بعنوان مسألة قيادة، ذُكرّ فيها أن عبد الرحمن السديس، إمام المسجد الحرام في مكة،[19][20] أشار إلى اليهود بأنهم «حثالة الجنس البشري» و«أحفاد القردة والخنازير». ذكر السديس أيضاً أنهم: «أسوأ (...) أعداء الإسلام أولئك (...) الذين جعلهم (...) قردة وخنازير، اليهود العدوانيون والصهاينة الظالمون ومن يتبعهم [ ...] إن القردة والخنازير وعبدة الآلهة الباطلة هم اليهود والصهاينة». وفي خطبة أخرى، في 19 أبريل 2002، أعلن أن اليهود «ذرية شريرة، كفار، محرفون لكلمات [الآخرين]، عبدة العجل، قتلة الأنبياء، ناكرو النبوة [...] حثالة الجنس البشري الذين لعنهم الله وسخطهم إلى قردة خنازير [...]»[21]

انظر أيضاً

المراجع

  1. CMIP report: The Jews in World History according to the Saudi textbooks نسخة محفوظة 2007-09-28 على موقع واي باك مشين.. The Danger of World Jewry, by Abdullah al-Tall, pp. 140–141 (Arabic). Hadith and Islamic Culture, Grade 10, (2001) pp. 103–104.
  2. "Saudi Arabia's Curriculum of Intolerence" (PDF). Center for Religious Freedom of Freedom House. 2006. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2006-07-24.
  3. "Jews barred in Saudi tourist drive", بي بي سي نيوز, February 27, 2004. نسخة محفوظة 2 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. "Visa requirements". وزارة السياحة. مؤرشف من الأصل في 2004-02-06. Visas will not be issued for the following groups of people:
    * An Israeli passport holder or a passport that has an Israeli arrival/departure stamp.
    * Those who don't abide by the Saudi traditions concerning appearance and behaviors. Those under the influence of alcohol will not be permitted into the Kingdom.
    * There are certain regulations for pilgrims and you should contact the consulate for more information.
    * Jewish People
  5. Official Saudi Arabia Tourism Website: No Jews Allowed. "Jewish People" May Not Receive Travel Visas Required To Travel Into The Kingdom نسخة محفوظة December 25, 2011, على موقع واي باك مشين. by Congressman Anthony D. Weiner (D-Queens & Brooklyn) February 26, 2004
  6. Morrison, James. "Saudis invite Jews.", واشنطن تايمز, 1 March 2004. Retrieved 25 November 2010. نسخة محفوظة 19 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
  7. Whitaker, Brian. "Saudis deny anti-Jewish visa policy", الغارديان, 1 March 2004. Retrieved 25 November 2010. نسخة محفوظة 6 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  8. United States Commission on International Religious Freedom. Countries of Particular Concern. Saudi Arabia نسخة محفوظة September 26, 2007, على موقع واي باك مشين.
  9. "International Religious Freedom Report 2004". US Department of State. مؤرشف من الأصل في 2020-01-04.
  10. Shea، Nina (21 مايو 2006). "This is a Saudi textbook. (After the intolerance was removed.)". واشنطن بوست. ص. B01. مؤرشف من الأصل في 2020-01-04.
  11. Press Release. freedomhouse.org. Retrieved 2 June 2012. نسخة محفوظة 23 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  12. Turki 'Abdallah as-Sudayri (April 15, 2002). "All of History is against them". Al-Riyadh, (Saudi government daily).
  13. "MEMRI TV Project: Saudi IQRA TV Examines Public Attitudes toward Jews". MEMRI TV Project. 29 سبتمبر 2004. مؤرشف من الأصل في 2015-04-02. اطلع عليه بتاريخ 2014-09-14.
  14. Bradley، John R. (2005). Saudi Arabia Exposed : Inside a Kingdom in Crisis. Palgrave. ص. 96–7. مؤرشف من الأصل في 2020-02-09.
  15. "ADL Calls on Arab Leaders to Denounce Anti-Semitic Television Series", رابطة مكافحة التشهير, 10 December 2001. Retrieved 24 November 2010. نسخة محفوظة 21 يناير 2013 على موقع واي باك مشين.
  16. "Canada – A Saudi Imam is Banned From Entering the Country". Coordination Forum for Countering Antisemitism. 18 مايو 2004. مؤرشف من الأصل في 2007-09-28. اطلع عليه بتاريخ 2007-03-18. 1=The Canadian Government has decided to prevent the entry into the country Sheikh Abdul Rahman Al-Sudais, the Imam of the Great Mosque of Mecca, because of his preaching of hatred of the Jews.... The decision to ban the Imam's entry into Canada is part of the authorities' campaign against antisemitism, in the light of recent events in Toronto and Montreal, and against racist incitement in general.
  17. "Canadian Embassy Denies Refusing Sheikh Al-Sudais Visa". 20 مايو 2004. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2012-08-22. 1=The issue of Sheikh Al-Sudais' visit was raised during the question hour at the Canadian Parliament recently. A Canadian legislator, Jason Kenney, called on the government to block the entry of the Islamic scholar to Canada on the grounds that some of his sermons were anti-Semitic.
  18. Jacobson، Susan (3 ديسمبر 2003). "Islamic Conference Speaker Draws Wrath". مؤرشف من الأصل في 2019-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2012-08-22. 1=Some anti-hate groups are outraged that a Saudi cleric who called on God to "terminate" the Jews and urged Muslims to shun peace with Israel is the invited keynote speaker at an Islamic conference scheduled this month in Osceola County.
  19. Sacranie، Iqbal؛ Abdul Bari، Muhammad؛ Kantharia، Mehboob؛ Siddiqui، Ghayasuddin (21 أغسطس 2005). "A Question of Leadership". Panorama (Interview). John Ware. لندن: بي بي سي. مؤرشف من الأصل في 2019-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2007-03-30. {{استشهاد بمقابلة}}: الوسيط غير المعروف |subjectlink2= تم تجاهله يقترح استخدام |subject-link2= (مساعدة)
  20. Tom Gross, "Living in a Bubble: The BBC’s very own Mideast foreign policy"., ناشونال ريفيو, 18 June 2004. نسخة محفوظة 27 أكتوبر 2009 على موقع واي باك مشين.
  21. ""Jews In The Koran And Early Islamic Traditions"" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2007-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-24. by Dr. Leah Kinberg. Lecture delivered in May 2003, Monash University, Melbourne, quoting "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 2003-08-17. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-24.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link)
  • أيقونة بوابةبوابة السعودية
  • أيقونة بوابةبوابة الشرق الأوسط
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.