معاداة الأرمن
المشاعر المعادية للأرمن والمعروفة أيضًا بمعاداة الأرمن وكره الأرمن هي مجموعة متنوعة من المشاعر السلبية، والكراهية، والمخاوف، والنفور، والسخرية أو التحيز تجاه الأرمن وأرمينيا والثقافة الأرمنية. عادةً ما يتم التعبير عن معاداة الأرمن الحديثة من خلال معارضة أعمال أو وجود دولة أرمينيا، أو الإنكار العدواني للإبادة الجماعية للأرمن أو الإيمان بمؤامرة أرمنية لتلفيق التاريخ والتلاعب بالرأي العام والسياسي لتحقيق مكاسب سياسية.[1]
تركيا
الإبادة الجماعية للأرمن وإنكارها
على الرغم من أنه كان من الممكن للأرمن أن يحققوا مكانة وثروة في الدولة العثمانية، لكنهم كمجتمع لم يتم منحهم أكثر من وضع «مواطنة من الدرجة الثانية» وكانوا يعتبرون غريبين بشكل أساسي عن الطابع الإسلامي للمجتمع العثماني.[2] وفي عام 1895، أدت الثورات بين الرعايا الأرمن في الدولة العثمانية إلى قرار السلطان عبد الحميد الثاني بمذبحة أدت إلى ذبح عشرات الآلاف من الأرمن فيما يعرف باسم المجازر الحميدية.[3]
خلال الحرب العالمية الأولى، ذبحت الحكومة العثمانية ما بين مليون وحوالي 1.5 مليون أرمني فيما عرف لاحقاً باسم الإبادة الجماعية للأرمن.[4][5][6][7] ويرى العديد من الباحثين أن هذه الأحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الدولة العثمانية ضد الطوائف المسيحية.[8][9][10] أنكرت الحكومة التركية بشدة الإبادة الجماعية للأرمن. وقد انتقد هذا الموقف في رسالة وجهت من الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية إلى - رئيس الوزراء التركي، والآن الرئيس - رجب طيب أردوغان.[11]
أذربيجان
توجد معاداة الأرمن في أذربيجان على المستوى المؤسسي،[12] والمستوى الاجتماعي.[13] والأرمن هم «أكثر الفئات ضعفاً في أذربيجان في مجال العنصرية والتمييز العنصري».[14]
طوال القرن العشرين، دخل الأرمن والسكان المسلمون في القوقاز (الأذريين كانوا يُدعون بالأذريين القوقاز أو التتار الأذربيجانيين قبل عام 1918) في العديد من النزاعات، بما في ذلك المذابح والمجازر والحروب. كثفت الجماعتان العرقيتان «عدم الثقة المتبادلة» وكانت المصادمات طوال القرن العشرين «عوامل مهمة في تشكيل الوعي الذاتي الوطني للشعبين».[15] وخلال الفترة من عام 1918 حتى عام 1920 وقعت عمليات قتل منظمة للأرمن في أذربيجان. بما في ذلك مدن باكو وشوشا، مراكز الحياة الثقافية الأرمنية في ظل الإمبراطورية الروسية.
ومع ذلك، فإن رهاب الأجانب الحالي في أذربيجان تجاه أرمينيا والأرمن قد تشكلت في الغالب خلال السنوات الأخيرة من الاتحاد السوفياتي، عندما طالب الأرمن سلطات موسكو بدمج منطقة مرتفعات قرة باغ ذاتية الحكم وذات الغالبية السكانية الأرمنية مع جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفيتية.[16] ورداً على المطالبات الأرمنية، نظَّم القوميون الأذربيين، وأبرزهم الجبهة الشعبية الأذربيجانية،[17][18] مذابح ضد الأرمن في سومجيت، وكيروف آباد وباكو. ما يقدر بنحو 350,000 من الأرمن تركوا البلاد «في موجتين في عام 1988 وفي عام 1990 بعد موجات العنف ضد الأرمن».[19]
تصاعدت التوترات بين الطرفين في نهاية المطاف حتى غدت صراعاً عسكرياً واسع النطاق على مرتفعات قرة باغ. سيطرت القوات الأرمينية على معظم أراضي المنطقة السابقة وسبعة مناطق متاخمة خارج منطقة مرتفعات قرة باغ ذاتية الحكم. وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في عام 1994، وما زال ساري المفعول حيث أن جمهورية مرتفعات قرة باغ مستقلة بحكم الأمر الواقع، في حين أن القانون يعتبرها واقعةً داخل الحدود الأذربيجانية.
ومنذ ذلك الحين، يتهم الجانب الأرمني الحكومة الأذربيجانية بتنفيذ سياسة مناهضة للأرمن داخل وخارج البلاد، والتي تشمل دعائية الكراهية تجاه أرمينيا والأرمن وتدمير التراث الثقافي.[20][21][22] وفي عام 2011، ذكر تقرير المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب في أذربيجان أن «الخطاب الرسمي السلمي الرسمي والإعلامي بشأن جمهورية أرمينيا يساعد في الحفاظ على مناخ سلبي من الرأي فيما يتعلق بالأشخاص من أصل أرمني، والذين ما زالوا عرضة للتمييز».[23]
دول أخرى
إسرائيل
ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست في عام 2009 أنه من بين جميع المسيحيين في البلدة القديمة بالقدس، كان الأرمن في معظم الأحيان يعترضون للبصق على أيدي الحريديم واليهود الأرثوذكس.[24] وفي عام 2011 تم الإبلاغ عن العديد من حالات البصق والهجمات اللفظية على رجال الدين الأرمن من قبل اليهود الحريديم في المدينة القديمة.[25] وفي مقابلة عام 2013 قال بطريرك الأرمن في القدس نورهان مانوجيان إن الأرمن في إسرائيل يعاملون «كمواطنين من الدرجة الثالثة».[26]
باكستان
باكستان هي الدولة الوحيدة في الأمم المتحدة التي لم تعترف بجمهورية أرمينيا، مشيرة إلى دعمها لأذربيجان في نزاع ناغورني كاراباخ.[27]
طاجيكستان
في أوائل عام 1990، استقر 39 لاجئاً أرمنياً من أذربيجان في طاجيكستان. انتشرت شائعات كاذبة تفيد بأن ما يصل إلى 5,000 أرمني تم إعادة توطينهم في مساكن جديدة في العاصمة دوشنبه والتي كانت تعاني من نقص حاد في المساكن في ذلك الوقت. أدى هذا إلى أعمال شغب استهدفت ضد كل من الحكومة الشيوعية والأرمن.[28] وقامت وزارة الداخلية السوفييتية بقمع المظاهرات التي قتل خلالها أكثر من 20 شخصًا وجرح أكثر من 500 شخص.[29]
أوكرانيا
في عام 2009 اندلع صراع عرقي في مدينة مارهانيتس بعد مقتل رجل أوكراني من قبل أرمني. حيث بدأت مشاجرة بين الأوكرانيين والأرمن في مقهى «العقرب»،[30] وتحولت فيما بعد إلى أعمال شغب ومذبحة ضد الأرمن،[31] صاحبها حرق المنازل والسيارات، مما أدى إلى هجرة الأرمن من المدينة.[32]
الأويغور
أطلق الزعيم الانفصالي الأويغوري عيسى البتكين خطاباً معادي للأرمن أثناء وجوده في تركيا وزعم أن المسلمين الأتراك الأبرياء ذبحوا من قبل الأرمن.[33]
مراجع
- Black Garden, by Thomas De Waal (Aug 25, 2004), page 42
- Communal Violence: The Armenians and the Copts as Case Studies, by Margaret J. Wyszomirsky, World Politics, Vol. 27, No. 3 (Apr., 1975), p. 438
- Hamidian Massacres, Armenian Genocide. نسخة محفوظة 29 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- Levon Marashlian. Politics and Demography: Armenians, Turks, and Kurds in the Ottoman Empire. Cambridge, MA: Zoryan Institute, 1991.
- Samuel Totten, Paul Robert Bartrop, Steven L. Jacobs (eds.) Dictionary of Genocide. Greenwood Publishing, 2008, (ردمك 0-313-34642-9), p. 19.
- Noël, Lise. Intolerance: A General Survey. Arnold Bennett, 1994, (ردمك 0-7735-1187-3), p. 101.
- Schaefer، Richard T (2008)، Encyclopedia of Race, Ethnicity, and Society، ص. 90.
- Resolution on genocides committed by the Ottoman empire (PDF)، International Association of Genocide Scholars، مؤرشف من الأصل (نسق المستندات المنقولة) في 2012-01-17، اطلع عليه بتاريخ 2020-10-01.
- Gaunt, David. Massacres, Resistance, Protectors: Muslim-Christian Relations in Eastern Anatolia during World War I. Piscataway, New Jersey: Gorgias Press, 2006. نسخة محفوظة 17 مارس 2015 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- Schaller، Dominik J؛ Zimmerer، Jürgen (2008). "Late Ottoman genocides: the dissolution of the Ottoman Empire and Young Turkish population and extermination policies – introduction". Journal of Genocide Research. ج. 10 ع. 1: 7–14. DOI:10.1080/14623520801950820.
- "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 2006-04-16. اطلع عليه بتاريخ 2006-04-16.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link) from the الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية to رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان, June 13, 2005 - (بالروسية) Fyodor Lukyanov, Editor-in-Chief of the journal Russia in Global Affairs "Первый и неразрешимый". Vzglyad. 2 أغسطس 2011. مؤرشف من الأصل في 2019-02-03. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-12.
Армянофобия – институциональная часть современной азербайджанской государственности, и, конечно, Карабах в центре этого всего. "Armenophobia is the institutional part of the modern Azerbaijani statehood and Karabakh is in the center of it."
- "Report on Azerbaijan" (PDF). Strasbourg: المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب. 15 أبريل 2003. ص. 2. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2013-09-21. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-22.
Due to the conflict, there is a widespread negative sentiment toward Armenians in Azerbaijani society today." "In general, hate-speech and derogatory public statements against Armenians take place routinely.
- "Second report on Azerbaijan" (PDF). Strasbourg: المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب. 24 مايو 2007. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2013-09-21. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-23.
- Dawisha، Karen؛ Parrot, Bruce (1994). The International Politics of Eurasia. Armonk, NY: M.E. Sharpe. ص. 242. ISBN:9781563243530.
- "Human Rights in the OSCE Region: Europe, Central Asia and North America, Report 2005 (Events of 2004)". اتحاد هلسنكي الدولي لحقوق الإنسان. مؤرشف من الأصل في 2010-04-29. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-19.
The unresolved conflict with Armenia over Nagorno-Karabakh stimulated "armenophobia."
- Olson، James Stuart (1994). An ethnohistorical dictionary of the Russian and Soviet empires (ط. 1. publ.). Westport, Connecticut: Greenwood Press. ص. 73. ISBN:9780313274978.
For months, the APF remained a groups of intellectuals with neither official status nor a mass following. Its singular appeal centered on anti-Armenianism, a problem that became more acute after the fall of 1989 when some 200,000 Azerbaijani refugees arrived from Armenian and the NKAO. Since Azerbaijanis were not particularly interested in political reform and since these refugees tended to be very activist and vocal, emphasizing anti-Armenianism became the quickest way to blind some semblance of mass appeal. The Azerbaijanis government's unwillingness to adopt the APF's anti-Armenian agenda resulted in a series of strikes, including a transportation strike aimed at blocking the shipment of supplies to both Armenia and the NKAO.
- Human Rights Watch (1995). Playing the "Communal Card": Communal Violence and Human Rights. New York. ص. 148–149. ISBN:9781564321527. مؤرشف من الأصل في 2020-01-09.
By January 1990, Azerbaijan, especially its capital, Baku, were in turmoil. Large rallies by the Azerbaijani Popular Front, the main opposition group, crowded Baku's streets. The rhetoric of these gatherings was heavily anti-Armenian. On January 13, 1990, a second set of anti-Armenian pogroms convulsed the city, taking forty-eight lives.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link) - Human Rights Watch (1994). Azerbaijan: seven years of conflict in Nagorno-Karabakh. New York: Humans Rights Watch. ISBN:1-56432-142-8. مؤرشف من الأصل في 2020-01-09.
- "Azerbaijan: The Status of Armenians, Russians, Jews and other minorities" (PDF). Washington, DC: دائرة الهجرة والتجنيس . 1993. ص. 10. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2016-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-25.
Despite the constitutional guarantees against religious discrimination, numerous acts of vandalism against the Armenian Apostolic Church have been reported throughout Azerbaijan.These acts are clearly connected to anti-Armenian sentiments brought to the surface by the war between Armenia and Azerbaijan.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link) - Peter G. Stone, Joanne Farchakh Bajjaly (2008). The destruction of cultural heritage in Iraq. Woodbridge, Suffolk: Boydell Press. ص. xi. ISBN:9781843833840.
- Adalian، Rouben Paul (2010). Historical dictionary of Armenia. Lanham, Md.: Scarecrow Press. ص. 95. ISBN:9780810860964.
- "ECRI report on Azerbaijan (fourth monitoring cycle)". Strasbourg, France: المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب. 31 مايو 2011. مؤرشف من الأصل في 2018-08-02. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-19.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link) - Derfner، Larry (26 نوفمبر 2009). "Mouths filled with hatred". جيروزاليم بوست. مؤرشف من الأصل في 2019-05-20.
Of all Old City Christians, the Armenians get spat on most frequently because their quarter stands closest to those hot spots.
- Rosenberg، Oz (6 نوفمبر 2011). "Armenian clergy subjected to Haredi spitting attacks". Haaretz. مؤرشف من الأصل في 2015-11-25. اطلع عليه بتاريخ 2014-03-03.
- "'We are third-class citizens,' says Armenian Patriarch of Jerusalem". هاآرتس. 29 يونيو 2012. مؤرشف من الأصل في 2015-10-01. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-31.
- "Pakistani President: "Islamabad will support Azerbaijan in Nagorno Karabakh issue"". ArmeniaNow. 14 فبراير 2012. مؤرشف من الأصل في 2019-01-04. اطلع عليه بتاريخ 2014-03-02.
- Horowitz، Donald L. (2002). The Deadly Ethnic Riot. University of California Press. ص. 74. ISBN:0-520-23642-4. مؤرشف من الأصل في 2016-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-03.
- Takeyh، Ray؛ Nikolas K. Gvosdev (2004). The Receding Shadow of the Prophet. Greenwood Publishing Group. ISBN:0-275-97629-7. مؤرشف من الأصل في 2016-05-20.
- "Убийство украинца спровоцировало армянский погром под Днепропетровском: Бывший СССР: Lenta.ru". مؤرشف من الأصل في 2017-04-22. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-06.
- Sanamyan، Emil (3 يوليو 2009). "Armenians targeted in Ukraine incident". Armenian Reporter. مؤرشف من الأصل في 2014-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2014-03-03.
The knifing death of Sergei Bondarenko (pictured) was followed by anti-Armenian reprisals in a small Ukrainain town.
- Межнациональные столкновения в Марганце نسخة محفوظة 2012-04-26 على موقع واي باك مشين. "Армяне массово выезжают в другие города." [وصلة مكسورة]
- "İsa Yusuf Alptekin ve Türkiye'nin Siyasal Hayatına Etkileri". مؤرشف من الأصل في 2016-10-05. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-01.