مصطفى خليفة

مصطفى خليفة[1] (مواليد 1948)، روائي وكاتب سياسي وطبوغرافي سوري.[2][3]

مصطفى خليفة
معلومات شخصية
الميلاد سنة 1948 (العمر 7576 سنة) 
جرابلس 
الإقامة فرنسا 
مواطنة سوريا 
الحياة العملية
المهنة كاتب،  وروائي،  وطوبوغرافي  
اللغات العربية 
بوابة الأدب

النشأة

ولد خليفة عام 1948 في جرابلس، سوريا.[4] أمضى طفولته في حلب حيث بدأ في المشاركة في الأنشطة السياسية في سن المراهقة. ولذلك السبب، تم اعتقاله وإرساله إلى السجن مرتين.[4] بعد إطلاق سراحه درس خليفة الفن والإخراج السينمائي في فرنسا، واعتقل في مطار دمشق بمجرد عودته من باريس. من عام 1982 إلى 1994، احتُجز خليفة دون محاكمة في مختلف سجون أمن الدولة، بما في ذلك سجن تدمر سيئ السمعة.[4] أفادت الأكاديمية الوطنية للعلوم أنه سُجن للاشتباه في انضمامه إلى حزب العمل الشيوعي المحظور،[2] بينما وفقًا لمصادر أخرى كان اعتقاله بتهمة الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين،[5] وذلك بسبب تقرير كتبه فيه أحد زملائه في الغربة.[6]

اعتبرت منظمة العفو الدولية خليفة سجين رأي.[3]

أعماله

القوقعة: يوميات متلصص

نشر مصطفى خليفة أولى رواياته في سنة 2008 بعنوان القوقعة: يوميات متلصص. صرح خليفة أنه يعتبر روايته في السجن «وثيقة وشهادة».[7] كان الناشرون العرب حذرين في البداية من طباعة رواية السيرة الذاتية تلك، والتي سُجِن فيها الشخصية الرئيسية (مثل المؤلف) لمدة ثلاثة عشر عامًا في عهد حافظ الأسد.[8][9] ومع ذلك، تدخل المحرر والناشر الفرنسي-السوري فاروق مردم بك، وأصدر الكتاب مع الناشر الفرنسي "Actes Sud"، بعد أن ترجمته ستيفاني دوجول إلى الفرنسية بعنوان "La Coquille: Prisonnier politique en Syrie".[10][8] وبعد عام نشرت دار الناشر العربية دار الآداب في بيروت الكتاب بلغته العربية الأصلية.[11] تمت ترجمة الكتاب بعد ذلك إلى اللغة الإنجليزية بواسطة بول ستاركي ونشرته إنترلينك بوكس.[1][12] كما تمت ترجمته إلى عدة لغات أخرى، بما في ذلك الإيطالية والإسبانية.[13][14][15] في عام 2019 تم نشره باللغة الألمانية أيضًا.[16][17]

وصف جوزيف ساسون الكتاب بأنه من «أقوى» اليوميات العربية في أدب السجون.[18] ووصفت الرواية بأنها «واحدة من أكثر روايات أدب السجون العربية شهرة».[5] بينما انتقد جورج جحا الرواية واصفًا إياها بالمخيبة للآمال، إذ رأى أنه على الرغم من قدرة مصطفى خليفة في السرد والتصوير، إلا أنه لا يحمل جديدًا سواء من ناحية المحتوى أو من ناحية الأسلوب، وأشار إلى سهولة توقع الأحداث من قبل القارئ. ومع ذلك، أشاد جحا بالأسلوب التشويقي في الرواية.[11]

ماذا لو انتصر بشار الأسد؟

في عام 2012 نشرت سوريا حرية مقالاً لخليفة بعنوان ماذا لو انتصر بشار الأسد؟ حيث ناقش الكاتب «انتصاراً افتراضياً» للنظام السوري. ينظر خليفة في التداعيات المتوقع حدوثها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي إذا انتصر النظام السوري على شعبه.[19][20][21]

التقسيم المستحيل «حول تقسيم سوريا»

في عام 2013 نشرت مبادرة الإصلاح العربي ورقة بحثية لخليفة بعنوان التقسيم المستحيل لسوريا. وصف غاري سي غامبيل دراسة خليفة بأنها «مناقشة ممتازة حول العوائق الديموغرافية التي تحول دون التقسيم».[22] في الدراسة، يرى خليفة أن تقسيم سوريا على طول الحدود الطائفية سيؤدي إلى كارثة لأنه سيفشل في تحقيق السلام وسيكون أيضًا خطرًا على استقرار الدول المجاورة [23] يرسم خليفة التكوين العرقي والطائفي للمجتمع السور، ويناقش أيضًا الاقتصاد السوري، في محاولة لتحديد متى وكيف يمكن أن يحدث تشرذم أو تفتت.[23][24] يجادل بأن هذه العوامل أدت إلى فشل التقسيم في عام 1922، والذي كان سيعطي العلويين السيطرة على دولة أصغر، وبالتالي، ففي نظره تقسيم سوريا لا يزال احتمالًا «مستحيلًا».[24][25]

رقصة القبور: السرداب

صدر له رواية «رقصة القبور: السرداب» سنة 2016 عن دار الآداب للنشر والتوزيع ببيروت.[26] يستهل مصطفى خليفة روايته بطرح سؤال وهو «ماذا لو لم يكن حافظ الأسد موجودا؟»، فاتحًا الأبواب أمام تخيل واسعٍ لمجريات التاريخ السوري، في ربط لمعالمه المتخيلة بفروض تاريخية حملت في طياتها حكايات من الأساطير الشعبية، عن قصص العرب القديمة بعد الإسلام وصراعاتهم التي أسست معالم الاقتتال الحالي بين الطوائف التي تنتسب لهذا الدين، والتي تستند في الكثير من حروبها على حكايات الماضي الذي تواترت أخباره بين أبناء كل طائفة.[27] وتعد الطائفية إحدى أبرز الموضوعات التي تناقشها الرواية، والتي كان أساسها الحقد بين شخصيات الرواية. ووُصِفت الرواية بأنها «حكاية الواقع والخيال الذي يعد أساس الصراعات التي نعيشها، حكاية كل من مضوا بخسائرهم وانتصاراتهم التي أفضت اليوم إلى البحث الدؤوب عن انتصارات جــــديدة، وربما عن هزائم جديدة، ترسم معها تاريخا لم يعد بالإمكان الوثوق فيه».[27] ووصف الباحث اللبناني زاهر عبد الباقي الرواية بأنها «درس في حكاية المهزومين»، موضحًا: «الرواية تقدم درسًا في الحقل الأدبي ليس فقط بوصفها حكاية المهزومين إنما كونها تعيد تشكيل التاريخ بخيالٍ ملقح بأحداثٍ حقيقية، فتأسرنا في برزخٍ أرق من جناح الفراشة بين ما هو حقيقة تاريخية وتوليفة خيالية».[28]

الجوائز

الحياة الشخصية

خليفة متزوج من الناشطة سحر البني وهي شقيقة الناشطين السياسيين أكرم البني وأنور البني.[32]

المنفى

على الرغم من صدور قرار بمنعه من السفر خارج سوريا، إلا أنه هاجر في عام 2006 إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم انتقل إلى فرنسا - حيث لا يزال يعيش اليوم.[32]

مراجع

  1. Snaije، Olivia (2015)، The Shell, by Moustafa Khalifa, "mesmerizing" autobiographical novel – Publishing perspectives، RAYA agency for Arabic Literature، مؤرشف من الأصل في 2020-09-30، اطلع عليه بتاريخ 2018-07-19
  2. Cooke، Miriam (2011)، "The Cell Story: Syrian Prison Stories after Hafiz Asad"، Middle East Critique، روتليدج، ج. 20، ص. 175، DOI:10.1080/19436149.2011.572413
  3. Novel by Syrian Scientist and Former Prisoner of Conscience Mustafa Khalifa، National Academies of Sciences, Engineering, and Medicine، مؤرشف من الأصل في 2018-07-20، اطلع عليه بتاريخ 2018-07-19
  4. Mustafa Khalifa، Ibn Rushd Fund، مؤرشف من الأصل في 2018-07-20، اطلع عليه بتاريخ 2018-07-19
  5. Welle (www.dw.com), Deutsche. "مؤلف "القوقعة" لـDW عربية: الرواية ليست إنجيل الثورة السورية | DW | 17.04.2019". DW.COM (بar-AE). Archived from the original on 2021-05-26. Retrieved 2021-09-21.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  6. Aloudat، Bassel. "(ملف خاص عن أدب السجون)... مملكة الصمت الجهنمية في عهد الأسدَين". www.harmoon.org. مؤرشف من الأصل في 2021-03-06. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-21.
  7. Ismail، Salwa (2018)، The Rule of Violence: Subjectivity, Memory and Government in Syria، مطبعة جامعة كامبريدج، ص. 27، ISBN:978-1107032187
  8. Snaije، Olivia، The Shell: political prisoner in Syria، Magazine of Modern Arab Literature، مؤرشف من الأصل في 2020-03-04، اطلع عليه بتاريخ 2018-07-19
  9. "رواية القوقعة..مصطفى خليفة". www.assawsana.com (بar-aa). Archived from the original on 2021-01-15. Retrieved 2021-09-21.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  10. Snaije، Olivia (2015)، The Shell, by Moustafa Khalifa, "mesmerizing" autobiographical novel – Publishing perspectives، RAYA agency for Arabic Literature، مؤرشف من الأصل في 2020-09-30، اطلع عليه بتاريخ 2018-07-19
  11. Staff, Reuters (10 Feb 2008). "مصطفى خليفة في القوقعة.. خيبات أمل وتكثيف للمألوف". Reuters (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-09-21. Retrieved 2021-09-21. {{استشهاد بخبر}}: |الأول= باسم عام (help)
  12. Muṣṭafá؛ Starkey، Paul (2017). The shell: memoirs of a hidden observer. ISBN:978-1-56656-022-1. OCLC:953440724. مؤرشف من الأصل في 2017-12-29.
  13. Velasco، Marina (2017)، Mustafa Khalifa, autor de 'El Caparazón': "Hitler era un poco mejor que Bashar al Asad"، هافينغتون بوست
  14. Mustafa (2014). La conchiglia: i miei anni nelle prigioni siriane (بالإيطالية). Roma: Castelvecchi. ISBN:978-88-7615-724-0. OCLC:898731593. Archived from the original on 2021-09-21.
  15. Mustafa; Gutiérrez de Terán, Ignacio; Ramírez Díaz, Naomí (2017). El caparazón: diario de un mirón en las cárceles de Al-Asad (بالإسبانية). Guadarrama, Madrid: Ediciones del oriente y del mediterráneo. ISBN:978-84-946564-2-2. OCLC:1041455774. Archived from the original on 2021-09-21.
  16. Mustafa Khalifa: Das Schneckenhaus (German). Retrieved 4 July 2019. نسخة محفوظة 16 يوليو 2021 على موقع واي باك مشين.
  17. Mustafa; Bender, Larissa (2019). Das Schneckenhaus (بالألمانية). ISBN:978-3-95988-140-1. OCLC:1189848862. Archived from the original on 2021-09-21.
  18. Sassoon، Joseph (2016)، Anatomy of Authoritarianism in the Arab Republics، مطبعة جامعة كامبريدج، ص. 132، ISBN:978-1107043190
  19. "ماذا لو انتصر الأسد؟". القدس العربي (بالإنجليزية). 8 Oct 2019. Archived from the original on 2021-09-21. Retrieved 2021-09-21.
  20. "ماذا لو انتصر بشار الأسد؟". ساسة بوست. مؤرشف من الأصل في 2017-09-15. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-21.
  21. "ماذا لو انتصر بشار الأسد – مصطفى خليفة". Souria Houria - Syrie Liberté - سوريا حرية (بfr-FR). 17 Feb 2012. Archived from the original on 2021-02-24. Retrieved 2021-09-21.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  22. Gambill، Gary C. (2013)، Partitioning Syria، Foreign Policy Research Institute، مؤرشف من الأصل في 2021-02-15، اطلع عليه بتاريخ 2018-07-19
  23. The impossible partition of Syria: Research Papers، Arab Reform Initiative، 2013، مؤرشف من الأصل في 2019-03-27، اطلع عليه بتاريخ 2018-07-19
  24. Tarabay، Jamie (2014)، In Syria talks, don't mention the P-word، الجزيرة، مؤرشف من الأصل في 2021-03-03، اطلع عليه بتاريخ 2018-07-19
  25. "التقسيم المستحيل « حول تقسيم سوريا » – مصطفى خليفة". Souria Houria - Syrie Liberté - سوريا حرية (بfr-FR). 27 Oct 2013. Archived from the original on 2021-01-25. Retrieved 2021-09-21.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  26. رقصة القبور: السرداب : رواية. 2016. ISBN:978-9953-89-517-8. OCLC:948345852. مؤرشف من الأصل في 2021-09-21.
  27. "«رقصة القبور» تاريخنا كما تخيله مصطفى خليفة". القدس العربي (بالإنجليزية). 30 Oct 2016. Archived from the original on 2021-09-21. Retrieved 2021-09-21.
  28. ""رقصة القبور".. درس في حكاية المهزومين". الترا صوت (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-10-27. Retrieved 2021-09-21.
  29. "جائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر لـعــام 2015 عن أدب السجون للكاتبة الفلسطينية عائشة عودة". Ibn Rushd Fund Website. 27 نوفمبر 2015. مؤرشف من الأصل في 2021-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-21.
  30. "فلسطينية تفوز بجائزة ابن رشد في برلين". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2017-09-25. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-21.
  31. "عائشة عودة: كتابة تجربتي في سجون إسرائيل واجب تاريخي - بوابة الشروق". www.shorouknews.com (بar-eg). Archived from the original on 2015-12-12. Retrieved 2021-09-21.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  32. Mustafa Khalifa، Ibn Rushd Fund، مؤرشف من الأصل في 2018-07-20، اطلع عليه بتاريخ 2018-07-19
  • أيقونة بوابةبوابة أدب
  • أيقونة بوابةبوابة أدب عربي
  • أيقونة بوابةبوابة أعلام
  • أيقونة بوابةبوابة سوريا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.