محمد المختار ولد اباه

محمد المختار ولد ابّاه ( 4 مارس 1924 – 22 يناير 2023) هو أكاديمي وكاتب ومفكّر وعالم مسلم ورجل دولة موريتاني ينحدر من مقاطعة بوتلميت بولاية الترارزة الموريتانية، وهو أحد مؤسسي الدولة الموريتانية الحديثة،[1] حيث جابه الاستعمار الفرنسي[2] وكان وزيرا ضمن أول حكومة موريتانية تُشكّل قبل الاستقلال عام 1957،[3] كما تقلد مناصب رسمية محلية ودولية عديدة،[4] وعيّنه ملك المغرب الحسن الثاني كأول مدير للإذاعة المغربية عام 1960.[5] حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس، وقدّم عشرات المؤلفات في مختلف مجالات الدراسات الإسلامية واللغوية، منها ترجمة لمعاني القرآن للغة الفرنسية تُعتبر من أكثر ترجماته انتشارا.[4][6] وأسّس وترأّس جامعة شنقيط العصرية في موريتانيا،[1] وطالما اعتُبر على الجانب الفكري أحد دعاة الوسطية والاعتدال ضمن علماء الدين المعاصرين له.[3][7]

فضيلة الشيخ
محمد المختار ولد اباه
معلومات شخصية
الميلاد	4 مارس 1924   بوتلميت
الوفاة	22 يناير 2023 (98 سنة)   نواكشوط
سبب الوفاة	نوبة قلبية
مواطنة	موريتانيا
الديانة	الإسلام
عضو في	مجمع اللغة العربية بالقاهرة،  ومجمع اللغة العربية بالخرطوم،  ومؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي،  ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
الحياة العملية
المدرسة الأم	جامعة باريس (الشهادة:دكتوراه) جامعة محمد الخامس (التخصص:أدب عربي) (الشهادة:ليسانس)
المهنة	عالم،  وعالم دراسات إسلامية،  وأستاذ جامعي،  وكاتب،  وعالم مسلم
اللغة الأم	العربية
اللغات	العربية،  والفرنسية

نشأ في البادية في السنوات الأولى من حياته، ودرس علوم الدين الإسلامي واللغة العربية في المدارس الشنقيطية التقليدية، قبل أن يلتحق بالمدرسة العصرية وينال البكالوريا في مدينة «سينْلوي» السنغالية، ويُكمل دراسته الجامعية بين الرباط في المغرب وجامعة السوربون في باريس التي أخذ منها الدكتوراه.[8]

تولى في بلاده موريتانيا مناصب متعددة على فترات متفاوتة، كانت بدايتها بدخوله في أول حكومة موريتانية تُشكَّل على الإطلاق عام 1957، فتولى أولا حقيبة وزارة الصحة، ثم عُيّن وزيراً للتعليم،[9] كما عمل لاحقا نائباً لرئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) ورئيسًا للجنة العلاقات الخارجية، وتقلد مناصب عدة مرتبطة بقطاع التعليم، منها توليه وزارة التربية الوطنية، وتعيينه مفتشا عاما للتعليم، وإدارته لمدرسة تكوين المعلمين عام 1967، وإدارة مدرسة التعليم العليا بين سنتي 1970 و1978، كما كان ضمن اللجنة التي عهُد إليها بمهمة إصلاح التعليم في البلاد في الفترة بين سنتي 1967 إلى 1973، في عهد الرئيس المختار ولد داداه،[4] وكذا ترأسه مجلس جائزة شنقيط حين تأسيسها سنة 2000 في عهد الرئيس معاوية ولد الطايع.[10]

عمل في منظمات عديدة، فقد كان مستشارا ثقافيا لليونسكو، وكان الممثل الإقليمي لها في المغرب العربي، وعمل أمينا عاما مساعد في منظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا)، وترأّس الجامعة الإسلامية بالنيجر، وعمِل أستاذا بدار الحديث الحسنية، وأستاذاً بمعهد محمد السادس للدراسات القرآنية في العاصمة المغربية الرباط، وكان عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة في مصر، وعضوا في مجمع اللغة العربية بالخرطوم في السودان، وفي مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بالأردن، وعضوا في المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في المغرب.[3][5]

مارس العمل السياسي في بلاده التي كانت تخضع آنذاك لحكم الاستعمار الفرنسي فكان عضوا في حزب «النهضة» المناهض للاستعمار،[11] وبعد أن دخل أول حكومة في تاريخ البلاد وتعاقب على حقيبتين وزاريتين اختلف جناحه السياسي مع جناح الرئيس وقتها المختار ولد داداه حول التعامل مع السلطات الفرنسية إبّان فترة الاستقلال أواخر خمسينيات القرن العشرين، وأدى الأمر إلى مغادرته البلاد متجها إلى المملكة المغربية،[12] حيث امتلك علاقة قوية بالعائلة الملكية هناك، وكان مقربا من الملكيْن محمد الخامس وابنه الحسن الثاني، وتجمعه علاقة بعدد من الشخصيات البارزة في المغرب، من وزراء وزعماء سياسيين ومفكرين وعلماء وفقهاء، وقد تقلد عدة مناصب سياسية وإدارية وأكادمية في المغرب، فقد عينه الحسن الثاني أول مدير للإذاعة المغربية يونيو 1960، وكُلّف أيضا بمهمة في الديوان الملكي المغربي، وتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هناك، وفي عهد الملك محمد السادس كان عضوا في "اللجنة العلمية لجائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية"، وكان يرأس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في العقد الثاني من الألفية الثالثة.[12]

ألّف ولد ابّاه عشرات المؤلفات في مجالات عدة، غالبيتها تتعلق بعلوم القرآن والحديث والسيرة النبوية والفقه الإسلامي وأصوله واللغة العربية وعلومها،[10] من أبرزها في علوم القرآن ترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، وكتاب في قراءاته باسم «تاريخ القراءات في المشرق والمغرب»،[4] وكتاب له في السيرة النبوية تحت عنوان «في موكب السيرة النبوية»، وله في اللغة العربية وآدابها عدة كتب، منها «تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب» وكتاب «الشعر والشعراء في موريتانيا»،[11] وكان آخر كتاب يُصدره هو مذكرات له أصدرها عام 2022 تحت عنوان «رحلة مع الحياة»، روى فيها الكثير من تفاصيل حياته بمختلف مراحلها ومواقفها.[13][14] وكان ذلك آخر مؤلف يُصدره قبل وفاته بداية عام 2023 في نواكشوط بعد إصابته بوعكة صحية مفاجئة عن عمر ناهز 98 سنة.[10]