محرم في العراق

مُحَرَّمُ الحَرَام شهر يعد من الشهور الإسلامية ذات الأهمية والقدسية لدى الطائفة الشيعية، حيث جرت فيه أحداث معركة كربلاء واستشهاد الحسين بن علي (ع)ثالث أئمة الشيعة الأثنا عشر، فضلًا عن أحداث ووفيات أخرى لشخصيات شيعية مهمة وقعت في هذا الشهر، لذلك يكون شهر محرم الحرام فترة حزن وحداد لدى الشيعة حول العالم وتقام فيه العديد من مجالس العزاء لأحياء ذكرى إستشهاد الامام الحسين (ع) وأهله في عاشوراء وفي الأيام الأخرى من هذا الشهر تبدأ من 1 محرم ويكون 10 محرم اليوم الأهم وتنتهي بعد الأربعين في 20 صفر أو 28 صفر حيث وفاة النبي محمد (ص) وفقًا لبعض الروايات، وتتنوع عادات ومظاهر الأستذكار بين منطقة إلى أخرى في العالم خصوصًا في العراق.[1]

لمحة تاريخية

منذ أن سقط دم الحسين وأهل بيته وأنصاره وهم يرفعون راية رفض الظلم أصبحت كربلاء قبلة الثوار وعاشوراء مشعلًا ينبر درب الثائرين ومنذ ذلك اليوم إنطلقت الشعائر الحسينية التي تمثل إمتدادًا لثورة الحسين بن علي وترسخت تلك الثورة في قلوب وعقول الجماهير جيلًا بعد جيل وأصحبت القضية الحسينية رمزًا للثورة على الظلم ونورًا للحقيقة فأخد الناس هذه القضية تنديداً بالحكومات والقوى المتكبرة في كل عام يحيون بها الشعائر الحسينية عبر التاريخ وأخذ إحياء تلك الشعائر يتطور شيئا فشيئا في مختلف دول العالم من قصائد رثائية ومسيرات إستذكارية ومجالس عزائية.[2]

سجل التاريخ أول إستذكار لحادثة إستشهاد الحسين ومن معه كانت بعد أربعين يومًا من وقوع حادثة كربلاء حين زار جابر الأنصاري قبور شهداء المعركة سيرًا على الأقدام وأقام العزاء هناك كما أنه يعد أول من زار قبر الحسين وأنصاره بعد إستشهادهم ويعرف ذلك بالأربعين الحسيني[3]، لكن الرويات الدينية تشير إلى إن النبي محمد إول من أقام مجلس عزاء للحسين وكان ذلك قبل وفاته.[4]

وكان التوابون أول من أقام العزائات في عاشوراء بشكل علني ومتكرر كما إنهم أول من رفع شعار الثورة على الأمويون في الكوفة بعد ثورة الحسين إذ تمثل ثورة التوابون إمتداد فعلي مباشر لثورة الحسين رافعين شعار «يا لثارات الحسين».[5] بعد قمع ثورة التوابين سار المختار الثقفي على نهجهم وعمل على ثورة للإنتقام ممن شارك في معركة كربلاء ضد جيش الحسين رافعًا نفس شعار التوابون ونجح في ذلك وأقام له دولتًا علوية في العراق وأحياء نهج ال البيت وعمل على إعمار مراقد الحسين وأهله وإقامة المجالس والعزاء لهم في البيوت مع تجمع حشود ضخمة حول قبر شهداء كربلاء لإحياء تلك الشعائر، لكن ذلك لم يدم طويلًا إذ سرعان ما خسر المختار في المواجهة مع الزبيريون وإنتهى به المطاف مقتولاً في الكوفة على يد مصعب بن الزبير.[6]

وفي عصري الأموي والعباسي لم تحضى أجواء محرم بشعبية علنية ولم يستطيع الشيعة بأن يعبروا عن الحزن تعبيرًا كاملًا إذ تعرضت شعائر عاشوراء للمنع والإضطهاد وحتى القتل لمن يقوم بعمل مجلساً عزائياً خوفًا من حول تلك الأجواء إلى دعوة سرية للثورة على الدول الحاكمة آنذاك.[7][8]

وفي العصر البويهي استطاع الشيعة لأول مرة من إقامة العزاء الحسيني بشكل كامل وعلني في بغداد حيث خرج الناس إلى الشوارع وأغلقت الأسواق ونصبت المآتم ونظمت المواكب ولبس السواد ووضعت الجرار لسقي الماء ثم سار الناس حفاة الأقدام حاسري الرؤوس إلى كربلاء لزيارة قبر الإمام الحسين وكذلك فعل أهالي كربلاء حتى التقوا عند قبر سيد الشهداء الحسين بن علي فأقاموا مواكب العزاء بشكل كامل وعلني وكان ذلك في يوم عاشوراء من عام (353هـ/963م) في أيام معز الدولة البويهي الذي كان أول من جعل مراسيم العزاء الحسيني عادة تتبع سنوياً في بغداد[9]، وكانت هذه الفترة من أهم الفترات في تاريخ نشوء وتطور الشعائر الحسينية لأنها أقيمت لأول مرة بشكل علني فقد أصبح الطريق معبّداً أمام الشيعة لإعلان شعائرهم بدون رقيب حيث كانت تمارس قبل ذلك بشكل سري ومحدود.

وحين جاء السلاجقة وقضوا على البويهيين أعلنوا الحرب على هذه الشعائر وصار الشيعة يتخذون احتياطاتهم لإقامة العزاء الحسيني.[10]

وفي هذه الفترة ظهرت قراءة 'المقاتل' على المنابر والمقتل هو قراءة قصة مقتل الحسين بن علي وأهله بشكل رثائي وبطريقة النعي وكان ذلك في زمن ابن نما الحلي ثم السيد بن طاووس وضمها ضمن منهج المجالس الحسينية.[11]

وعند مجيء الصفويون إلى السلطة وسيطرتهم على العراق تغير وضع أقامة الشعائر إذ اعطوا للشيعة مطلق الحرية في ممارسة شعائرهم كما جددو بناء مراقد الشيعة في كربلاء وغيرها وبدأ عصر جديد للشيعة ودخلت في عهدهم العديد من الطرق والأشكال في مراسيم إحياء عاشوراء.[12]

ولكن ما إن جاء العثمانيون وسيطروا على الحكم في العراق حتى بدأت تصدر أوامر وفتاوى ضد الفكر الشيعي وعلى إثرها مُنع إقامة العزاء الحسيني فاضطر الشيعة إلى إقامة مجالس العزاء في البيوت بصورة سرية بالرغم من المنع الذي فرضته السلطات والعقاب الذي ينتظرهم جرّاء مخالفتهم لأي فعل يصدر من الحكومة[13]، وفي عهدهم جرت غزوات عديدة من قبل أتباع الحركة الوهابية على كربلاء وماجاورها من مدن عراقية أشهرها الهجوم الذي حصل عام 1802 أذ كان لهذه الأحداث الأليمة التي أعادت مأساة كربلاء عليهم مرة ثانية من حزنهم وغضبهم وتمسكهم بالشعائر الحسينية فأفرغوا فيها ما أعتمل في صدورهم من غضب في خطبهم وقصائدهم ومراثيهم التي امتزجت بشعائر العزاء الحسيني.[14]

كان الوالي العثماني على العراق داود باشا والذي حكم من (1817-1831) من أشد الولاة الذي صدرت في عهده تضييقات على الشيعة وقد مُنع إقامة العزاء الحسيني وقد اضطر الشيعة آنذاك إلى إقامة مجالس التعزية في السراديب بعيداً عن العيون والأسماع[15]

بعد الإطاحة بالمماليك وسقوط داود باشا تولى الحكم علي رضا باشا الذي تطلبت سياسته في ذلك الوقت استمالة الشيعة بعد عهود القهر والتسلط التي مارسها من سبقه عليهم، فكانت هناك فسحة لإقامة الشعائر الحسينية مما أعطى دافعاً قوياً لتطوّرها وانتشارها فامتدت إقامة المجالس الحسينية بعد ذلك إلى المساجد والمدارس الدينية وأضرحة الأئمة[14]، وفي ذلك الوقت نشأت مواكب المسيرات الشعبية للطم والعزاء وكان أول موكب هو للشيخ محمد باقر أسد الله المتوفي سنة 1840 في الكاظمية[16]، أما في كربلاء فإن أول من موكب للطم كان بأشراف آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي وعنه أخذت وتوسعت إلى ما هي عليه الآن.[16]

واستمرت مجالس العزاء والمواكب وبقيت الشعائر الحسينية تمارس بعد حكم الوالي علي رضا إذ كان الولاة بعده على خطه حتى جاء مدحت باشا الذي حاول منع هذه الشعائر ولكن محاولته باءت بالفشل.[14]، فقد ترسّخت هذه الشعائر وأخذت طابعاً جماهيرياً وخاصة في المدن المقدسة لدى الشيعة كالنجف الأشرف وكربلاء والكاظمية، فإلى جانب مجالس التعزية أقيمت مواكب اللطم وضرب الزنجيل والتطبير والتشبيه وكما شُهد إقامة أول عزاء 'ركضة طويريج' في كربلاء يوم عاشوراء عام 1885.[17] إذ كان قرن ال19 ميلادي فترة تطور طرق إقامة الشعائر الحسينية وظهرت فيها العديد من الأمور التي تستخدم في العزائات والتي مازالت نشاهدها تمارس إلى الآن ضمن مراسيم إحياء محرم الحرام، إذ كانت مراسيم العزاء قبل ذلك تكتفي بإقامة المجالس وإستذكار حادثة كربلاء بشكل رثائي ونشر السواد وزيارة كربلاء لمن إستطاع فحسب. كما شهد آواخر هذا القرن ظهور فكرة الحسينية أو المأتم الذي هو عبارة عن دار تقام فيه المناسبات الدينية، والعزاءات الحسينية في عاشوراء ومن هنا جاء إسمها، حيث أول حسينية بنيت في العراق كانت في منطقة الكاظمية في بغداد عام 1876 وأول حسينية في كربلاء كانت عام 1906 واول حسينية شيدت في النجف هي الحسينية الشوشترية عام 1884م، [18] وأصبحت تنتشر الحسينيات في عموم مدن العراق شيئًا فشيئًا.

وإستمرت العزاءات حتى نهاية الحكم العثماني وبداية الإستعمار الإنجليزي ومن ثم قيام دولة العراق الحديث حين نصبت الملكية في العراق عام 1921 حيث أعلن يوم عاشوراء عطلة رسمية في البلاد.[19]

شهد فترة العراق الحديث وقوع صدامات بين الجماهير المقيمة لتلك الشعائر الحسينية وبين الحكومات العراقية المتعاقبة، ومن أشهرها محاولة المنع عام 1928[20] وفي عام 1958 سقطت الملكية وبدأت حقبة الجمهورية التي سمحت للشيعة إقامة تلك الشعائر بكل أريحية حتى وصول حزب البعث إلى السلطة حيث منع منعًا باتًا من إقامة إي حشد عزائي أو ممارسة مراسيم عاشوراء في أي شكل من الأشكال وفي عام 1977 منعت السلطات آنذاك من أداء المشاية أو مسيرة الأربعين الأمر الذي أدى إلى نشوب انتفاضة صفر[21]، وصولًا إلى تولي صدام حسين السلطة في العراق حيث كان عهده أشد العهود التي مرت على الشيعة وجرت في فترة حكمه العديد من الإنتفاضات والمعارضات ضده منها انتفاضة الصدر الأولى والانتفاضة الشعبانية وانتفاضة العراق 1999 ومنعت جميع العادات والشعائر التي كانت تقام في محرم وصفر وأعدم وهجر العديد من مراجع ووجهاء الشيعة المرتبطين بتلك المراسيم خوفًا من تحول الحشود العزائية إلى حركة ثورية ضد نظام الحكم آنذاك.

بعد عام 2003 تشكلت حكومة عراقية جديدة وعادت ممارسة الشعائر الحسينية بكل أنواعها بعد مدة زمنية من المنع، وظهر عام 2006 نظام العتبات [22] المسؤولة على المراقد الدينية والتي أصبحت مسؤولة عن تنظيم مراسيم محرم وأصبحت التجمعات في عاشوراء والأربعين بشكل أضخم مما كانت عليه في السابق تقودها المواكب الحسينية، وصار يأتون الشيعة من مختلف دول العالم لزيارة كربلاء بمسيرات مليونية.

شعائر دينية

العشر الأوائل من محرم

يبدأ نشر السواد في اليوم الأول من محرم وتبدأ المواكب الحسينية في تقديم الخدامات من مأكل ومشرب وماشابه وكذلك تنتشر مجالس العزاء في أغلب بيوت وحسينيات وقاعات الشيعة في العراق ويقيمون اللطم وإلقاء القصائد الحزينة وكذلك إقامة التطبير للبعض وتزدحم المراقد الدينية بالزائرين وتستمر في أول عشرة أيام من محرم حتى يوم عاشوراء، وينسب يوم وليلة السابع من محرم بيوم أبو الفضل العباس بن علي وتكثر المناسبات والعزائات بحقه وكذلك حال مع الأيام الأخرى قبيل عاشوراء حيث تنسب ليلة ويوم الثامن للقاسم بن الحسن وليلة ويوم التاسع لعلي الأكبر بن الحسين.[23][24]

عاشوراء

يكون يوم العاشر من محرم عطلة رسمية في البلاد حيث تعطل المدارس والجامعات وتغلق المتاجر والدوائر الحكومية وجميع مظاهر العمل، ويعم الحزن ويستبعد كل ما يتعلق بالفرح والزينة وماشابه وكذلك يستبعد الطبخ في البيوت وهناك من استحب الصيام في هذا اليوم في حين يكون المشهور بين الشيعة لا صيام في هذا اليوم لأن الحزن والصوم لا اجتماع بينهم كما يرى أكثر علمائهم، ويجتمع الملايين العراقيين ومن خارج البلاد في كربلاء لإحياء ذكرى واقعة الطف وإستشهاد الحسين بن علي وأهله وأنصاره وقراءة مقتل الإمام الحسين وتبدأ مراسيم ركضة طويريج في ظهر عاشوراء وتستمر حتى العصر، وكذلك تنصب خيام مؤقتة في أماكن مخصصة خارج العتبة الحسينية وتحرق بعد ساعات تصويرًا لحادثة حرق الخيام التي جرت في أواخر معركة كربلاء بعد مقتل الحسين، فضلًا عن القيام بالكثير من الأعمال والعبادات وقراءة الأدعية والقران والزيارات في هذا اليوم.[25][26]

أيام محرم الأخرى

تسمى ليلة الحادي عشر من محرم بليلة الوحشة والشموع والدموع حيث يتم إشعال الشموع في الطرقات وفي مرقد الحسين والعباس وغيرها من المراقد الدينية وإطفاء الأنوار عادة تعبيرًا لمواساتهم لوحشة شهداء كربلاء وغربة سبايا الحسين، بعد عاشوراء يبدأ عزاء بني عامر قادمًا من البصرة إلى كربلاء الذي يعد من أكبر العزائات العراقية في محرم ويتميز هذا العزاء عن غيره من العزائات هو إرتدائهم زيًا موحدًا باللون الأبيض وإنهم لا يأكلون من أي موكب آخر وأنه يعد أكبر عزاء من حيث العدد والخدمات تقريبًا لذا يخصص له يومًا لزيارة مرقدي الحسين والعباس[27]، ويصادف يوم 12 محرم خروج سبايا الحسين من الكوفة إلى الشام ويوم 13 محرم يسمى بيوم بني أسد وذلك لسبب ورود قبيلة بني أسد ودفنت أجساد قتلى معركة كربلاء مع إشراف أهل الحسين المتبقين في السبايا[28] حيث تكثر العزائات في هذا اليوم، وكذلك يصادف يوم 19 محرم دخول سبايا أهل الحسين إلى الشام ويوم 25 محرم ذكرى شهادة علي بن الحسين كذلك يكون هذا اليوم مقدس لدى الشيعة ويقام فيه الحداد ومجالس العزاء وطبخ الثواب و26 محرم ذكرى شهادة علي بن الحسين المثلث بن حسن المجتبى.

ما بعد محرم

تستمر مظاهر الحداد من محرم إلى صفر حيث يكون بداية هذا الشهر نقطة إنطلاق مسيرة مشاية الأربعين التي تستمر لأسابيع ويحضرها عشرات الملايين من الشيعة حول العالم حيث يبدأون بالسير على الأقدام نحو كربلاء وتكون الطرق مجهزة بالمواكب التي تقدم للزائرين المأكل والمبيت والخدمة، وتكون مسيرة الأربعين هي أكبر تجمع بشري سنوي سلمي في العالم، كما يكون للحكومة العراقية دورًا في تأمين خطة زيارة الأربعين لكل عام.

وللملحوظية إن مجالس العزاء لاتنتهي طيلة أيام محرم وصفر، لكن تكون هناك أيامًا مخصصة لإقامة تلك العزائات كالعشر الأوائل ويوم شهادة علي بن الحسين ويوم شهادة رقية وغيرها وصولًا إلى يوم وفاة النبي الأكرم في اليوم الأخير من أيام الحداد.

تنتهي مراسيم العزاء ويفتك السواد بعد ذكرى وفاة النبي محمد في 28 صفر وفقًا للمصادر الشيعية وذلك بعد شهرين متواصلين من مظاهر الحداد.[29]

عادات وتقاليد

فعاليات

تتنوع أشكال ومظاهر طرق إحياء محرم وصفر من مدينة لأخرى في العراق، ومن أبرز صور تلك العادات:

  • عزاء المشق: عادة نجفية الأصل، وهي عبارة عن إصطفاف لجمع من الناس يكونون على شكل صف واحد أو شقين متقابلين، ولعل من هنا جاء أسمها، ومن ثم يحملون السيوف ويلوحون بها أثناء تحركهم مع دقة الطبول المعروفة التي يحملونها عادة في وسط المشق، تبدأ هذه المراسم من الأول من محرم وتستمر لعشرة أيام، ويتم تنظيمها من قبل المواكب الحسينية.[30]
  • عزاء المشاعل: هي عادة عراقية تمارس في مدينة النجف على وجه الأخص وما جاورها من نواحِ، والمشعل عبارة عن خشبة أو حديدة يتفرع منها عددًا من الرؤوس ويتم إشعالها بالنار ومن ثم حملها والطواف بها حول مرقد الإمام علي ويحملون معها السيوف والرايات ويرددون عبارات حسينية ويدقون الدمامات، تقام في ليلة السابع والثامن والتاسع من محرم، وتنظمها المواكب الحسينية.[بحاجة لمصدر]
  • التشابيه: أي التمثيل لواقعة الطف ومقتل الإمام الحسين وأهله وأنصاره، وسط جماهير من الناس في أماكن مخصصة، ويتم أيضًا إحضار بعض الدواب التي إقترنت بمعركة كربلاء كالخيل والجمل في بعض الأحيان وكذلك حمل مجسمات وصور تمثل أحداث واقعة الطف كحمل الرؤوس المجسمة وحرق الخيام وماشابه، وغالبًا ما تقام التشابيه بشكل رمزي من أجل الإستذكار والبكاء وليس شرط تمثيلًا دقيقًا.[31]
  • عادات منوعة: كالتطبير، والتطيين، وضرب الزنجيل، ومسيرات المواكب، والرباطات الحسينية، وتستعمل كذلك بعض الآلات الإيقاعية مع أغلب مراسم العزاء كالدمام والطبل والنقارة وعزف البوق والمزمار ودق الصنوج وغيره.[32]

أكلات

من الأكلات والأطعمة التي تقدم في شهر محرم على وجه الأخص:

  • صينية القاسم: هي عبارة عن صينية يتم وضع بها أنواع الحلويات والأطعمة الصغيرة وبعض المجسمات كالشموع والبخور وكف العباس وأقمشة خضراء وبيضاء ودمى رمزية وماشابه، تؤدى في ليلة الثامن من محرم المنسوبة للقاسم.[33]
  • القيمة: هي أكلة عراقية تشتهر بطبخها في الشوارع والبيوت في محرم بشكل كبير إذ إقترن إسمها مع شهر محرم وقد لا يخلو حي في مدينة عراقية ولا يوم من شهر محرم وصفر من طبخها وتوزيعها كثواب، وتكون القيمة النجفية هي الأشهر أنواع القيمة.[34]
  • أكلات أخرى: كالزردة، والهريسة، والآش، والفسنجون، والسياح، وخبز العباس، وشاي أبو علي، والماش وغيره.

المواكب الحسينية

المواكب الحسينية هي عبارة عن مجاميع جماهيرية من الناس ينصب لهم مكان مخصص في حسينية أو خيمة داخل المدن ويقدمون الخدمات للزائرين ويوزعون الثوابات، وعادة ما يكون أصحاب المواكب هم كبار العائلات والأسر أو المدن والمحلات المعروفة، تبدأ المواكب الإستعداد لإفتتاحها قبل محرم وتفعل خدماتها في العشر الأوائل من محرم وتعاود تفعيل خدمتها في أيام مسيرة الأربعين حيث تنقل أماكنهم للطرق المؤدية لكربلاء من كل مدينة في مكان مخصص لهم يقيمون فيه كل عام ويزداد عددها في أيام الأربعين بعشرات الآلاف كما ظهر في آخر إحصائية[35]، وهناك من يفتتح موكبه طيلة أيام محرم وصفر، وتكون أسماء المواكب بأسماء دينية متعلقة بآل البيت وأهلهم وأصحابهم، وفي الغالب لا تخلو عائلة عراقية شيعية من موكب خاص بهم يخدمون فيه، ويعود الفضل لأهل المواكب في مراعاة العادات من تطبير وتشابيه ومسيرات وينظموها وكذلك يطبخون مختلف أنواع الآكلات ويوزعوها بالمجان قربانًا لآل البيت، ويقيمون مجالس العزاء في الحسينيات وتلقى فيها القصائد الحسينية الرثائية من قبل الرواديد، يسمى المجلس العزاء الحسيني للرجال شعبيا في العراق بالتعزية، ويسمى المجلس العزاء الحسيني للنساء بالقراية، ويكون لهن لطم خاص بهن تلقي فيه مرأة تسمى الملاية، ويختلف كل موكب عن الآخر في خدمته وشهرته وتنظيمه وكبر حجمه وعدد أصحابه وأهميته بين الناس.[36] وفي الوقت الحاضر ظهرت فكرة جديدة تسمى الهيئات والتي هي عبارة عن موكب حسيني مطور كبير يكون له أكثر من مكان ويقدم مختلف الخدمات ويرعى عددًا من الحسينيات والأماكن التي يخدمون فيها.[37] ويوجد نوع من المواكب صغيرة تسمى التكايا وهي عبارة عن خيمة أو مائدة صغيرة تقام في الأزقة والشوارع قرب البيوت ويرعاها أناس بسطاء أو الأطفال والقُصّر حيث يقدمون فيه خدمة بسيطة للمارة.[38]

ومن أشهر المواكب الحسينية العراقية:[39]

  • موكب شهيد الجمعه الحسيني - ذي قار.أهالي سوق الشيوخ
  • موكب النجف الأشرف - النجف
  • موكب بني عامر - البصرة
  • موكب الأحزان - السماوة
  • موكب احرار الحسين - الديوانية
  • موكب جمهور الحيدرية - كربلاء
  • موكب شباب حامل لواء الحسين - كربلاء
  • موكب ال ماجد - الكاظمية 1918
  • موكب الجمهور - الكاظمية 1920
  • موكب طرف الحويش - النجف 1928
  • موكب طرف البراق - النجف 1816
  • موكب طرف المشراق - النجف 1814
  • موكب طرف العمارة - النجف 1817
  • موكب الغدير - العمارة
  • موكب سبايا كربلاء - ذي قار
  • هيئة شباب القاسم - ذي قار
  • موكب عزاء أهالي الكريمات - بغداد
  • موكب شباب أبي يعلي - الحمزة الغربي
  • موكب عزاء فاطمة الزهراء - الكوت
  • موكب شباب القاسم - الحلة
  • موكب بني أسد - كربلاء والبصرة

انظر أيضًا

المراجع

  1. "ارشيف المناسبات الاسلامية - مناسبات شهر محرم الحرام". مكتبة العتبة الحسينية المقدسة. مؤرشف من الأصل في 2022-07-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-12.
  2. "الشعائر الحسينية انتماء وامتحان الهي". شبكة النبأ المعلوماتية. 18 يناير 2008. مؤرشف من الأصل في 2022-07-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-12.
  3. الشيخ صالح الكرباسي (2008). "من هو اول من زار الحسين ؟". مركز الإشعاع الإسلامي. مؤرشف من الأصل في 2021-03-23. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-12.
  4. الشيخ صالح الكرباسي. "من الذي اقام العزاء على الامام الحسين لأول مرة؟". مركز الإشعاع الإسلامي. مؤرشف من الأصل في 2022-07-15. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-15.
  5. "حركة التوابين". ويستمر بقاء الحسين. 31 ديسمبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2021-10-29. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-12.
  6. "المختار بن أبي عبيدة الثقفي .., ولاء وفداء". العتبة الحسينة المقدسة. 21 مايو 2019. مؤرشف من الأصل في 2022-07-14. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-12.
  7. جعفر، محمد باقر موسى (2015). الشعائر الحسينية في العصرين الأموي والعباسي (ط. الاولى). العتبة الحسينية المقدسة. ص. 348. مؤرشف من الأصل في 2022-07-13.
  8. جعفر، محمد باقر موسى (2015). الشعائر الحسينية في العصرين الأموي والعباسي (ط. الاولى). العتبة الحسينية المقدسة. ص. 370. مؤرشف من الأصل في 2022-07-13.
  9. جعفر، محمد باقر موسى (2015). الشعائر الحسينية في العصرين الأموي والعباسي (ط. الاولى). العتبة الحسينية المقدسة. ص. 301، 302. مؤرشف من الأصل في 2022-07-13.
  10. "السلاجقة والتشيع". پایگاه اطلاع رسانی استاد حسین انصاریان. مؤرشف من الأصل في 2022-07-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-12.
  11. الميرزا الشيخ عباس العصفوري. "مراجعة وتحميل أهم مصادر مقتل الإمام الحسين". مدونة صدى النجف. مؤرشف من الأصل في 2023-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-15.
  12. د.الشيخ حيدر خماس الساعدي. "الشعائر الحسينية في العصر الصفوي.. عرض وتوصيف". مؤسسة وارث الأنبياء. مؤرشف من الأصل في 2022-07-15. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-15.
  13. صلاح عيد الرزاق. "وضع الشيعة تحت الحكم العثماني". بيروت نيوز العربية. مؤرشف من الأصل في 2022-07-16. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-16.
  14. لونكريك، ستيفن هيمسلي (1925). اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث (بمترجم، الى، العربية). مطبعة التفيض الأهلية. ص. 232-233. ISBN:9781773222714. مؤرشف من الأصل في 2022-05-12.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  15. موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، الوثائق العثمانية، ج7، ص409-415.، وقد عرف في ذلك الوقت الشاعر الخطيب محمد نصّار النجفي الذي نظم كثيراً من قصائد الندب والرثاء التي ألقاها وأنشدها بنفسه في المجالس الحسينية وقد بقيت قصائده التي كتبها بالفصحى والعامية تتداول في مجالس العزاء الحسيني من قبل القراء والخطباء إلى الآن.<ref>"الحلقة 10.. الشيخ محمد بن نصار النجفي". الكوثر. مؤرشف من الأصل في 2023-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-16.
  16. "أربعينية الإمام الحسين (ع) تاريخية الشعائر وجهاد الموالين وارق الظالمين". عاشوراء. مؤرشف من الأصل في 2016-05-01. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-16.
  17. "تعرف على تاريخ عزاء ركضة طويريج وكيف نشأ ولماذا منع؟!". العتبة الحسينية المقدسة. مؤرشف من الأصل في 2020-06-24. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-18.
  18. تاريخ الحسينيات وسبب إنشائها، مركز الأبحاث العقائدية. نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. "قانون العطلات الرسمية". قاعدة التشريعات العراقية. مؤرشف من الأصل في 2022-07-14. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-16.
  20. الحيدري، ابراهيم (1999). تراجيديا كربلاء (ط. الاولى). دار الساقي. ص. 71. ISBN:1855165392.
  21. "دراسة نتائج انتفاضة صفر الخالدة عام 1977م". وكالة أنباء التقريب. 12 يناير 2012. مؤرشف من الأصل في 2023-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-18.
  22. "قانون ادارة العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة رقم (19) لسنة 2005". القوانين والتشريعات العراقية. مؤرشف من الأصل في 2020-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-23.
  23. المجالس العاشورائية في المأتم الحسيني اطلع عليه بتاريخ 18 يوليو 2022 نسخة محفوظة 2019-09-05 على موقع واي باك مشين.
  24. سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام اطلع عليه بتاريخ 16 يوليو 2022 نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  25. عاشوراء في العراق والعالم الإسلامي اطلع عليه بتاريخ 18 يوليو 2022 نسخة محفوظة 2014-12-26 على موقع واي باك مشين.
  26. أعمال يوم العاشر من محرم اطلع عليه بتاريخ 19 يوليو 2022 نسخة محفوظة 2021-01-23 على موقع واي باك مشين.
  27. ""ما الذي يميز موكب بني عامر وسط ملايين الزائرين؟"". العتبة الحسينية المقدسة. 9 نوفمبر 2017. مؤرشف من الأصل في 2022-07-19. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-19.
  28. "دفن الإمام الحسين (عليه السلام) وباقي شهداء الطف". قادتنا كيف نعرفهم. مؤرشف من الأصل في 2021-04-23. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-19.
  29. "معجم الرموز الشيعية... الاعلام والرايات". 25 ديسمبر 2010. مؤرشف من الأصل في 2018-03-23. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-19.
  30. "المشق والمشاعل في مراسم النجفيين في محرم". السومرية. 5 نوفمبر 2014. مؤرشف من الأصل في 2023-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-19.
  31. سامر قحطان القيسي (6 نوفمبر 2017). "التشابيه... طقس درامي متنقل بين مدن العراق". العتبة الحسينية المقدسة. مؤرشف من الأصل في 2022-07-19. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-19.
  32. الباب الخامس:استعمال آلات اللهو في الشعائر الحسينية اطلع عليه بتاريخ 20 يواية 2022 نسخة محفوظة 2017-04-30 على موقع واي باك مشين.
  33. ما هي صينية القاسم - منتديات شيعة الحسين العالمية اطلع عليه بتاريخ 20 يوليو 2022 نسخة محفوظة 2022-07-20 على موقع واي باك مشين.
  34. أطعمة نجفية شهيرة نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  35. "تعرف على العدد الحقيقي للمواكب الحسينية التي وصلت كربلاء لاحياء ذكرى الاربعين وخدمة الزائرين". 21 أكتوبر 2018. مؤرشف من الأصل في 2022-07-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-20.
  36. الشيخ مكي فاضل حسن. "المواكب الحسينية". مؤسسة وارث الأنبياء. مؤرشف من الأصل في 2019-06-10. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-20.
  37. الهيئات العاشورائية إرثا حسينيا ومفهوما عقائديا يتوارثه الكربلائيون جيلا بعد جيل اطلع عليه بتاريخ 20 يوليو 2022 نسخة محفوظة 2023-03-25 على موقع واي باك مشين.
  38. ماجد الاخباري (22 أغسطس 2020). "التكيات الحسينية.. أصلها ونشأتها.. ودلالات الحزن والفرح فيها". محافظة كربلاء المقدسة. مؤرشف من الأصل في 2022-07-06. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-20.
  39. "المواكب والهيئات والتكايا في كربلاء المقدسة". محرم الكرب والبلاء. مؤرشف من الأصل في 2022-07-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-20.
  • أيقونة بوابةبوابة الإسلام
  • أيقونة بوابةبوابة الشيعة
  • أيقونة بوابةبوابة العراق
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.