محاولة عيش
محاولة عيش هي رواية للكاتب المغربي محمد زفزاف.[1] صدرت هذه الرواية في عدة طبعات منها الطبعة الثالثة سنة 2011 عن المركز الثقافي العربي وتقع في 94 صفحة.[2]
الكاتب
ولد محمد زفزاف في المغرب سنة 1945م في مدينة سوق الأربعاء الغرب و توفي سنة 2001 بمدينة الدار البيضاء. عاش طفولة صعبة عند وفاة والده، درس المرحلة الابتدائية في المكان الذي ولد فيه و تخصص في شعبة الفلسفة في المرحلة الجامعية، و اشتغل كأستاذ بالسلك الإعدادي في قطاع التعليم بمدينة القنيطرة، لينتقل بعد ذلك لمدينة الدار البيضاء ثم تفرغ للكتابة. بدأ بكتابة الشعر في بداية الستينات ليتجه بعد ذلك للقصة و الرواية لذلك أخذ لقب شاعر الرواية المغربية، كانت كتاباته عن الواقع الاجتماعي بكل تناقضاته، و كيف تستغل الطبقة البرجوازية بؤس الفقراء والعمال. تم اعتماد روايته "محاولة عيش" في مناهج التدريس، إلا أنها أثارت ضجة كبيرة لكونها تتضمن الخمر، الزنا، المقاهي الليلية و لا تناسب المستوى التعليمي. محمد زفزاف كاتب اجتماعي غاص في أعماق المجتمع و دعا لمجتمع تسوده الانسانية و العدالة الاجتماعية.[بحاجة لمصدر]
العنوان
يتكون العنوان من لفظين هما "محاولة" من فعل حاول يحاول، و تعني المثابرة والمواظبة، أي دأب وأدراك الحاجة من أجل إنجازها، ثم كلمة "عيش" من عاش، يعيش، معاشا، وتعني متطلبات الحياة من المطعم والمشرب و الدخل. عبارة "محاولة عيش" تدل على أن المحاولة ممكن أن تتسم بالنجاح أو بالفشل، ومحاولة العيش في ظروف صعبة لا توفر شروط الإنسانية قد تصبح مجرد عيش بدون حياة. [بحاجة لمصدر]
ملخص الرواية
تدور أحداث الرواية حول شخصية محورية هي حميد، الفتى الذي عاش بالهامش، شأنه شأن كل شخصيات الرواية. حميد يكابد المشاق من أجل تأمين حاجياته وحاجيات عائلته من خلال ببيع الجرائد، تربطه علاقة إنسانية مع بائعة هوى، ورغم ما كان يقوم به من مجهودات فحالته لم تتغير نحو الأحسن.[3] محاولة عيش هي تصوير واقعي لحياة الفقر والبؤس الذي كانت تعيشه فئة من المجتمع المغربي خلال تلك الفترة.[3][4][5]
الشخصيات
الشخصيات الثانوية [6]
- الأم: هي والدة حميد، ليس لها إسم خاص في الرواية، وصفت بالتسلط والقلق على حال أسرتها والاشتغال في أعمال كثيرة. مميزة بالشيب الذي خط رأسها تشتغل في عدة حرف، ذات شخصية قوية ، تخطط وتصل إلى أهدافها بعناية.
- الأب: والد حميد، الخامل والكسول الذي نخرت السيجارة جسده، يقضي معظم وقته في النوم وعند متجر البقال. يتصف بكثرة التدخين، و النوم العميق، ويتميز ببنية جسمانية قوية
- الضاوي: صديق حميد ومساعده، كان يرشده ويقدم له النصح للحصول على عمل.
- السي ادريس: بائع الصحف السمين والمتسلط. وهو شبيه بيهودي يبيع الفراخ و الدجاج.
- البقال: صديق والد حميد الذي كان يحثه على فعل الخير ويقدم له النصح.
- المقدم: شخصية شريرة ومتسلطة تستغل منصبها للقيام بأعمال غير قانونية، متعاون مع أجهزة الأمن والشرطة فهو مخبر مخلص يعمل مع الدولة، المقدم رمز لرجال السلطة في المدينة و يختزل كافة صفاتهم
- غنو: الفتاة البدوية التي اضطرتها الظروف للهجرة إلى المدينة والعمل في ملهى ليلي.هاجرت غنو منطقة العوامر وبدأت الاشتغال في ملهى ليلي، تعلمت قص الشعر ووضع الصباغة وشرب الخمر والتدخين، والتحدث ببعض الكلمات الأمريكية.
- فيطونة: خطيبة حميد، اختارت أم حميد فيطونة خطيبة لإبنها لأنها تحبها كلما رأتها، وهي فتاة سمينة متوردة الوجنتين ذات ردفين كبيرين.
- أم فيطونة: شرسة ودائمة العراك مع نساء الحي.
- الحارس السينغالي: صديق حميد الذي لم يرد له إسم في الرواية، عرف باستقامته.
القضايا
- السكن الغير الائق: معاناة الناس في بيوت الصفيح.
- الفقر: أسرة مكونة من أب متهاون وغير مسؤول، وأم لها شخصية قوية تخاف على مسير أسرتها، وثلاث أبناء، يجبر الإبن الأكبر على الخروج للعمل كبائع الصحف ليعيل عائلته.
- الزواج المبكر: قرار الأم بتزويج الابن بفتاة من اختيارها بحكم أن الإبن أصبح رجل له براكة و يجب أن تكون له زوجة من أجل غسل ثيابه وإعداد الطعام.
- الطبقية: استغلال الطبقة البرجوازية للفقراء والعمال لمعاناة حميد مع حراس الميناء و حراس السفن الغربية و كذا مع صاحب متجر بيع الصحف.
- البطالة: الأب يبيع علب السجائر الرخيصة من أجل كسب القليل من المال، والأم ربت بيت..
الأمكنة
تنقسم الأمكنة في رواية محاولة عيش، إلى أمكنة عامة أو مفتوحة مثل الشارع والمدينة والميناء، وأخرى مغلقة أو خاصة مثل المقهى والغرفة.[6][7]
المضامين
يتمحور موضوع رواية" محاولة عيش" حول معاناة الناس الذين يسكنون في بيوت الصفيح قرب الميناء، مكان يعج بالغربيين الذين أفسدوا أهلها. يتحدث محمد زفزاف في روايته " محاولة عيش" عن فقر شخصية حميد و كسل والده و تسلط أمه، ما جعله يجبر على العمل كبائع للصحف. يعاني حميد من عدة شتائم من صاحب شركة التوزيع، وحراس الميناء، وحراس السفن الغربية. يسرد معاناته وهو يحاول الصعود الى السفينة الغربية الراسية على الشاطئ من أجل بيع الصحف للأجانب، يتوجه أحيانا عند يهودية التي تسمح له بأكل بقايا الطعام. توجد عدة طقوس في المنطقة منها الاحتفال وإهداء قطعة صغيرة من اللحم لإحدى الجارات تعبيرا عن الحب، وليعرف الجميع أن لحما أكل في ذلك المنزل الفقير. يتحدث محمد زفزاف عن مقاومة حميد للفقر وعن عمله الجيد، ومقاومته للضياع، لكن ضغط الفقر وتأثير المجتمع المحيط به جعله يصبح كأي منهم. أصبح عند حميد براكة في الفناء و عند بلوغه سن الثامنة عشر قامت والدته بتزويجه وفق مراسم شعبية معتادة، لم تكمل فرحت حميد بزواجه لأنه اكتشف أن زوجته العرجاء لم تكن عذراء ليتحول الاحتفال في النهاية الى معركة. [بحاجة لمصدر]
الفصول
- الفصل الأول: عمل حميد كبائع للصحف، تم وصف معاناته مع حراس الميناء وحراس السفن الغربية لأنهم لا يتركونه يدخل دون رشوة، مما جعله يتمنى لو كان ماسح الأحذية بدعوة أن هؤلاء حياتهم حرة و سهلة من بيع الصحف.
- الفصل الثاني: وصف بيوت الصفيح بكونها مساحة شاسعة وعديدة الأوان، وحميد شخصية يعيش في وسطهم، يعتبر حميد رئيسه أنه هو السلطة العليا الذي يخافه و يحترمه، أحس حميد بارتياح لأنه وجد عملا و لن يكون عالة على أحد.
- الفصل الثالث: صار حميد يعيل عائلته فهو ليس مثل أقرانه يضربون امهاتهم لكن يستغل من طرف الأب الذي يسلب منه ماله من أجل اقتناء سجائر رخيصة، أصبح يشتري احترام عائلته.
- الفصل الرابع: جولات حميد الليلية في الملاهي بحكم أنه يوم السبت راحة لأنه لا أحد يقرأ الصحف في هذا اليوم.
- الفصل الخامس: تعرف حميد على اليهودية صاحبة المطعم الفاخر التي كانت تسمح له بأكل بقايا الطعام، رغم العناء الذي يتكبده يوميا إلا أنه لم يعد يوفر النقود مما جعله يسمع إهانات من عائلته رغم ذلك لم يخبر اليهودية بمعاناته مع والديه احتراما لهما.
- الفصل السادس: توجه حميد لبيع الصحف في مقهى الأركاد باعتباره معطم و "بار" في نفس الوقت، والذي تديره اليهودية.
- الفصل السابع: بنت أم حميد "براكة" لابنها باعتباره أنه أصبح رجلا ولا بد له من "براكة"، مما أدى الى ابتزاز الأسرة من طرف المقدم كونه عون السلطة و طلب الرشوة منهما.
- الفصل الثامن: طلب المقدم الرشوة لكي يعطيهم الموافقة على إتمام بناء البراكة وكي لا يهدمها
- الفصل التاسع: قررت الأم تزويج إبنها من فيطونة لأنها تحبها كلما رأتها ولكون حميد يحتاج امرأة تعد له الأكل و تغسل له كسوته.
- الفصل العاشر: تعرف حميد على غنو وهي فتاة بدوية مهاجرة من العوامر، تعارك حميد مع الأمريكي والمغربي دفاعا عنها.
- الفصل احدى عشر: شك الأم أن حميد أصبح مطارد للنساء و شاربا للخمر، حيث اصبح شخصا اخر.
- الفصل الثاني عشر: زواج حميد بفيطونة وهروبه من عرسه بعد اكتشاف أن زوجته العرجاء ليست عذراء، ليتوجه إلى منزل غنو الذي كان يمتلك نسخة من مفاتيحه ليشرب الخمر و ينام. [بحاجة لمصدر]
انظر أيضا
مراجع
- "محمد زفزاف". uemnet.free.fr. مؤرشف من الأصل في 2020-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-22.
- "محاولة عيش". مؤرشف من الأصل في 2023-09-28.
- "البطل المهدور والرجيم في رواية «محاولة عيش» لمحمد زفزاف". مؤرشف من الأصل في 2023-04-05.
- "عن ماذا تتحدث رواية محاولة عيش؟". مؤرشف من الأصل في 2020-12-19.
- بومعزة، سعيد (30 ديسمبر 2021). "رؤية العوالم المهمّشة في رواية "محاولة عيش" لمحمد زفزاف". النص. ج. 7 ع. 2: 434–457. ISSN:2716-828X. مؤرشف من الأصل في 2022-06-18.
- "تحليل رواية محاولة عيش - خير جليس". khaerjalees.com. مؤرشف من الأصل في 2022-08-14. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-22.
- "دراسة نقدية .. : «محاولة عيش» عالم ينبعث من فضاء المدن السفلى، والهامش الاجتماعي." مغرس. مؤرشف من الأصل في 2019-09-18. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-22.
- بوابة أدب
- بوابة المغرب
- بوابة ثقافة
- بوابة مجتمع