كفر لام (حيفا)

في العصور الإسلامية كانت كفر لام إحدى الحصون و بلدات الرباط على الساحل الفلسطيني[3].وقال المستكشف الفرنسي جيرين الذي زار فلسطين عام 1841 وصفها بأنها على تلة ويسكنها قرابة 300 شخصًا كلهم من المسلمين وتقع داخل أسوار من الفترة الصليبية. وفي عام 1882 كان في القرية مدرسة ابتدائية للبنين ومسجد.[4]

خلال الحكم العثماني المبكر في فلسطين، في عام 1596، دفعت مزرعة في كفر لام الضرائب للسلطات الحاكمة.[5] أطلق بيير جاكوتين على القرية اسم كوفور إل آن على خريطته من عام 1799.[6]

تتوفر أوصاف كفار لام تحت الحكم العثماني اللاحق في كتابات الرحالة الأوروبيين إلى المنطقة. على سبيل المثال، زارت ماري روجرز، شقيقة نائب القنصل البريطاني في حيفا، كفر لام في عام 1856 وكتبت أن منازلها مبنية من الطين والحجر وأن الحقول المحيطة بالقرية تكثر في القمح الهندي والدخن والسمسم والتبغ والبساتين.[7] في عام 1859، قدر القنصل روجرز عدد السكان ب 120، والزراعة ب 16 فدانا.[8]

زار المستكشف الفرنسي فيكتور غيران في عام 1870 وأشار إلى أن كفر لام كانت تقع على قمة تل صغير وكان يسكنها حوالي 300 قروي. وكتب كذلك أن القرية كانت تقف داخل سياج حجري كبير يعود تاريخه إلى زمن الحروب الصليبية.[9]

في عام 1883، وصف مسح صندوق استكشاف فلسطين لفلسطين الغربية كفر لام بأنها قرية صغيرة من أكواخ الطوب مزدحمة داخل الجدران القديمة.[8]

أظهرت قائمة سكانية من حوالي عام 1887 أن كفر لام كان بها حوالي 180 نسمة، جميعهم مسلمون.[10]

في العصر الحديث، كانت منازل كفر لام مصنوعة من الحجر والطين أو الأسمنت وكانت متجمعة معًا. كان القرويون مسلمين، وحافظت على مسجد. بُنيت مدرسة ابتدائية للبنين في عام 1882، لكنها أغلقت خلال فترة الانتداب البريطاني في فلسطين.^{[بحاجة لمصدر]}

في تعداد فلسطين لعام 1922 الذي أجرته سلطات الانتداب البريطاني، بلغ عدد سكان كفر لام 156 نسمة، جميعهم مسلمون،[11] وارتفع في تعداد عام 1931 إلى 215، لا يزال جميعهم مسلمين، في ما مجموعه 50 منزلا.[12]

كانت هناك خمسة آبار على أراضي القرية. اعتمد اقتصاد القرية على تربية الحيوانات والزراعة وكانت المحاصيل الرئيسية المزروعة عبارة عن أنواع مختلفة من الحبوب.[13]

في إحصائيات عام 1945، بلغ عدد سكان كفر لام 340 نسمة كلها مسلمين،[14] وبلغت مساحة الأرض الإجمالية 6,838 دونم.[15] من الأراضي، كان ما مجموعه 75 دونما للمزارع والأراضي المروية، و5,052 دونما (1,248 فدانا) للحبوب،[16] في حين كان 14 دونما عبارة عن أراض مبنية.[17]

كفر لام على خريطة 1938 (1:20,000)

كفر لام على خريطة 1945 (1:250,000)

تم إخلاء كفر لام في أوائل مايو 1948، ولكن بحلول منتصف مايو عاد بعض القرويين. في 15 مايو 1948، وهو اليوم الأول من الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، احتلت قوات من لواء كرملي كفر لام وصرفند المجاورة، وحامت القريتين لفترة وجيزة. أعيد احتلال كلتا القريتين وتطهيرهما من سكانهما بحلول منتصف يوليو 1948.[18] تضمنت هذه العملية أول استخدام لنيران الدعم من القوات البحرية الإسرائيلية، حيث شاركت سفينتان حربيتان في الهجوم، ووجهتا نيران الأسلحة الخفيفة إلى كفر لام وصرفند.[13]

بعد بدء الهدنة الثانية، في 19 تموز/يوليه 1948، واصلت وحدات من جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير القرى الفلسطينية في مختلف أنحاء البلد. ومع ذلك، بدأت مجموعات المصالح الخاصة، مثل علماء الآثار، في الشكوى، داعية إلى فرض قيود على تدمير جيش الدفاع الإسرائيلي. وهكذا، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أمر مقر مقاطعة حيفا الكتيبة 123 بوقف جميع أنشطة الهدم في "قيصرية وعتليت وكفر لام وطبريا"؛ احتوت جميعها على أطلال العصر الروماني أو الصليبي.[19]

بعد الحرب دُمجت المنطقة في دولة إسرائيل. أنشئَت موشاف هابونيم وعين أيالا على أراضي قرية كفر لام في عام 1949.[13][20]

في عام 1992، وُصف موقع القرية بأنه "قلعة صليبية مهجورة ولا تزال العديد من المنازل قائمة فيها. وقد حول أحد المنازل، وهو منزل أحمد بك خليل، إلى مدرسة. وآخر يستخدم كمكتب بريد إسرائيلي".[13]