فيروس الإيبولا

يعتبر جنس فيروسات الإيبولا أصنوفة فيروسية ضمن عائلة الفيروسات الخيطية (فيروسات على شكل خيوط) ورتبة الفيروسات السلبية الأحادية.[4][5][6] يسمى أعضاء هذا الجنس بفيروسات الإيبولا، ويرمز الجينوم الخاص بهم على شكل حمض نووي ريبوزي أحادي السلسلة سلبي الاتجاه. سميت الأنواع الفيروسية الستة المعروفة باسم المنطقة التي اكتشفت فيها أصولًا: فيروس إيبولا بونديبوغيو وفيروس إيبولا ريستون وفيروس إيبولا السودان وفيروس غابة تاي (سابقًا فيروس إيبولا ساحل العاج) وفيروس إيبولا زائير وفيروس إيبولا بومبالي.[6] عزل النوع الأخير، وهو أحدث الأنواع المسماة، من الخفافيش الأنغولية حرة الذيل في سيراليون.[7][8]

اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف
اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف

فيروس الإيبولا

 

المرتبة التصنيفية جنس[1][2] 
التصنيف العلمي 
فوق النطاق حيويات
مملكة فيروس
realm ريبوفيريا
مملكة Orthornavirae
شعبة فيروسات رنا سالبة السلسلة
شعيبة Haploviricotina
طائفة Monjiviricetes
رتبة فيروسات سلبية أحادية
فصيلة فيروسات خيطية
الاسم العلمي
Ebolavirus[1][2]،  وOrthoebolavirus[3] 
صورة مجهرية إلكترونية لفيريون فيروس الإيبولا (لون كاذب).

يحتوي كل نوع من جنس فيروسات الإيبولا على فيروس واحد، وأربعة منها تسبب مرض فيروس الإيبولا في البشر، وهو حمى نزفية ذات معدل وفيات مرتفع للغاية.[9][10] يسبب فيروس ريستون مرض فيروس الإيبولا لدى الرئيسيات الأخرى. سبب فيروس إيبولا زائير أعلى معدل وفيات بين فيروسات الإيبولا، وهو مسؤول عن أكبر عدد من حالات التفشي مقارنةً بالأنواع الستة المعروفة الأخرى من الجنس، ويذكر منها، جائحة زائير عام 1976 وجائحة غرب إفريقيا 2014 التي سببت أكبر عدد من الوفيات.[11]

وصفت فيروسات الإيبولا لأول مرة بعد تفشي مرض فيروس الإيبولا في جنوب السودان في يونيو 1976 وفي زائير في أغسطس 1976.[12][13] اشتق اسم فيروس إيبولا من نهر إيبولا في زائير (الآن جمهورية الكونغو الديمقراطية)، القريب من مكان تفشي المرض عام 1976، واللاحقة التصنيفية، الفيروس، تدل على الجنس الفيروسي.[14][15] في 1998، قدم الجنس باسم الفيروسات الشبيهة بالإيبولا، ولكن في 2002، تغير الاسم إلى جنس فيروس الإيبولا، وفي 2010، خضع الجنس للتعديل. ترتبط فيروسات الإيبولا ارتباطًا وثيقًا بفيروسات ماربورغ.[16][17]

التصنيف

صنف جنس فيروسات الإيبولا وفيروسات ماربورغ في البداية على أنهما نوعان من جنس الفيروس الخيطي، الذي عفا عليه الزمن الآن. في مارس 1998، اقترحت اللجنة الفرعية لفيروسات الفقاريات، في اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات، تغيير جنس الفيروسات الخيطية إلى عائلة الفيروسات الخيطية التي ستضم الجنسين: الفيروسات الشبيهة بالإيبولا والفيروسات الشبيهة بماربورغ. نفذ هذا الاقتراح في واشنطن العاصمة بدءًا من أبريل 2001، وفي باريس بدءًا من يوليو 2002. وفي 2000، قدم اقتراح آخر في واشنطن العاصمة لإزالة كلمة الشبيهة، ما أفضى إلى الأسماء المعروفة اليوم: فيروسات إيبولا وفيروسات ماربورغ.[18][19]

نذكر خمسة أنواع مميزة من جنس فيروسات الإيبولا، وهم:

فيروس إيبولا زائير

يعرف أيضًا باسم فيروس زائير، ويملك أعلى معدل إماتة، إذ بلغ متوسط معدل الإماتة نحو 83% على مدار 27 عام، ولكنه وصل إلى 90% في بعض الحالات. تفشى فيروس إيبولا في زائير أكثر من أي نوع آخر. حدثت الجائحة الأول في 26 أغسطس 1976 في يامبوكو. يعتبر مابالو لوكيلا، مدرس يبلغ من العمر 44 عام، أول حالة مسجلة. تشبه الأعراض ما يحدث في الملاريا، ولهذا يتلقى المرضى، بعد العلاج الأولي، مادة الكينين. يعزى انتقال العدوى إلى إعادة استخدام الإبر غير المعقمة والاتصال الشخصي الوثيق. اتهم هذا الفيروس بانتشار وباء الإيبولا في غرب إفريقيا عام 2014، وهو أخطر جائحة لفيروس خيطي لغاية الآن.[20][21][22]

فيروس إيبولا السودان

كفيروس إيبولا زائير، ظهر فيروس إيبولا السودان في عام 1976، وافي البداية، اعتقد أنهما متماثلان. يُعتقد أن الفيروس قد ظهر أولًا بين عمال مصانع القطن في بلدة نزارا في السودان (الآن جنوب السودان) في يونيو 1976، إذ سجلت الحالة الأولى، عندما تعرض عامل ما لمستودع طبيعي محتمل للفيروس. اختبر العلماء الحيوانات والحشرات المحلية استجابةً لذلك؛ ومع ذلك، لم تظهر أي نتيجة إيجابية للفيروس، وظل الناقل مجهولًا. سهل نقص تدابير الوقاية الصحية (أو تدابير عزل المرضى) انتشار المرض. بلغ متوسط معدل الوفيات في وباء فيروس إيبولا السودان 53% في 1976 و65% في 1979 و53% في 2000.[23][24]

فيروس إيبولا ريستون

اكتشفت مختبرات هازلتون، كوفانس حاليًا، هذا الفيروس إثر تفشي فيروس الحمى النزفية في قرود المكاك الآكلة للسرطان في عام 1989. منذ تفشي المرض الأولي في مدينة ريستون، في ولاية فيرجينيا، اكتشف الفيروس أيضًا لدى رئيسيات غير بشرية في ولاية بنسلفانيا وتكساس ومدينة سيينا في إيطاليا. شملت جميع الحالات قصة استيراد حيوانات مصابة من منشأة في الفلبين، حيث أصاب الفيروس الخنازير.[25] يصنف الفيروس ككائن حي من المستوى 4، ويعرف بإمراضه الظاهر للقرود، مع ذلك، لم يسبب فيروس إيبولا ريستون المرض لدى عمال المختبرات البشريين الذين تعرضوا له.[26]

فيروس إيبولا غابة تاي

عُرف سابقًا باسم فيروس إيبولا ساحل العاج، إذ اكتشف لأول مرة بين قردة الشمبانزي في غابة تاي في دولة ساحل العاج الإفريقية في عام 1994. أظهرت عمليات تشريح الجثث أن الدم في القلب أصبح بنيًا دون وجود أي علامات واضحة على الأعضاء، ولكن في إحدى الحالات، بدت الرئتان ممتلئتان بالدم. أظهرت الدراسات، التي أجريت على الأنسجة المأخوذة من الشمبانزي، نتائج مشابهة لنتائج الحالات البشرية، التي أصيبت أثناء وباء فيروس إيبولا عام 1976 في زائير والسودان. مع اكتشاف المزيد من حيوانات الشمبانزي النافقة، ثبت إصابة العديد منها بالإيبولا باستخدام تقنيات جزيئية. يعتقد أن لحم قرود كولبس الغربية الحمراء المصابة، التي كانت قردة الشمبانزي تفترسها، مصدر الفيروس. أصيب أحد العلماء، الذين أجروا التشريح على قردة الشمبانزي المصابة، بفيروس إيبولا؛ إذ أبدت العالمة المصابة أعراض مشابهة لأعراض حمى الضنك بعد نحو أسبوع من التشريح، ونقلت إلى سويسرا لتلقي العلاج. خرجت من المستشفى بعد أسبوعين، وتعافت تمامًا بعد ستة أسابيع من الإصابة.[27]

فيروس إيبولا بونديبوغيو

في 24 نوفمبر 2007، أكدت وزارة الصحة الأوغندية تفشي فيروس إيبولا في منطقة بونديبوغيو. بعد تأكيد العينات التي فحصتها المختبرات الوطنية المرجعية في الولايات المتحدة الأمريكية ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أكدت منظمة الصحة العالمية وجود نوع جديد. في 20 فبراير 2008، أعلنت الوزارة الأوغندية رسميًا نهاية الوباء في بونديبوغيو، عندما خرج آخر شخص مصاب في 8 يناير 2008. توصلت دراسة وبائية، أجرتها منظمة الصحة العالمية وعلماء وزارة الصحة الأوغندية، إلى وجود 116 حالة مؤكدة ومحتملة للنوع الجديد، وحددت معدل الوفيات، الناجم عن الوباء، بنسبة بلغت 34% (39 حالة وفاة).[28]

المراجع

  1. International Committee on Taxonomy of Viruses, ed. (30 Jun 2014), ICTV Master Species List 2013 v2 (بالإنجليزية), QID:Q18810383
  2. International Committee on Taxonomy of Viruses, ed. (12 Jun 2015), ICTV Master Species List 2014 v4 (بالإنجليزية), QID:Q24716610
  3. International Committee on Taxonomy of Viruses, ed. (8 Apr 2023), ICTV Master Species List 2022.v1 (بالإنجليزية), QID:Q118434107
  4. American Heritage Dictionary نسخة محفوظة 2021-07-29 على موقع واي باك مشين.
  5. Cambridge Advanced Learner's Dictionary نسخة محفوظة 2018-01-24 على موقع واي باك مشين.
  6. Kuhn، J. H.؛ Becker، S.؛ Ebihara، H.؛ Geisbert، T. W.؛ Johnson، K. M.؛ Kawaoka، Y.؛ Lipkin، W. I.؛ Negredo، A. I.؛ Netesov، S. V.؛ Nichol، S. T.؛ Palacios، G.؛ Peters، C. J.؛ Tenorio، A.؛ Volchkov، V. E.؛ Jahrling، P. B. (2010). "Proposal for a revised taxonomy of the family Filoviridae: Classification, names of taxa and viruses, and virus abbreviations". Archives of Virology. ج. 155 ع. 12: 2083–103. DOI:10.1007/s00705-010-0814-x. PMC:3074192. PMID:21046175.
  7. "New Ebola species is reported for first time in a decade - STAT". STAT (بالإنجليزية الأمريكية). 27 Jul 2018. Archived from the original on 2022-06-06. Retrieved 2018-07-28.
  8. Kuhn، JH؛ Amarasinghe، GK؛ Basler، CF؛ Bavari، S؛ Bukreyev، A؛ Chandran، K؛ Crozier، I؛ Dolnik، O؛ Dye، JM؛ Formenty، PBH؛ Griffiths، A؛ Hewson، R؛ Kobinger، GP؛ Leroy، EM؛ Mühlberger، E؛ Netesov، SV؛ Palacios، G؛ Pályi، B؛ Pawęska، JT؛ Smither، SJ؛ Takada، A؛ Towner، JS؛ Wahl، V؛ ICTV Report، Consortium (يونيو 2019). "ICTV Virus Taxonomy Profile: Filoviridae". The Journal of General Virology. ج. 100 ع. 6: 911–912. DOI:10.1099/jgv.0.001252. PMC:7011696. PMID:31021739.
  9. Spickler، Anna. "Ebolavirus and Marburgvirus Infections" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-07-20.
  10. "About Ebola Virus Disease". مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. مؤرشف من الأصل في 2022-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2014-10-18.
  11. Kamorudeen, Ramat Toyin; Adedokun, Kamoru Ademola; Olarinmoye, Ayodeji Oluwadare (May 2020). "Ebola outbreak in West Africa, 2014 – 2016: Epidemic timeline, differential diagnoses, determining factors, and lessons for future response". Journal of Infection and Public Health (بالإنجليزية). 13 (7): 956–962. DOI:10.1016/j.jiph.2020.03.014. PMID:32475805.
  12. "Home" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2014-10-13. اطلع عليه بتاريخ 2014-10-07.
  13. Kalra S., Kelkar D., Galwankar S. C., Papadimos T. J., Stawicki S. P., Arquilla B., Hoey B. A., Sharpe R. P., Sabol D., Jahre J. A. The emergence of Ebola as a global health security threat: From 'lessons learned' to coordinated multilateral containment efforts. J Global Infect Dis [serial online] 2014 [cited 2015 Mar 1]; 6:164–77.
  14. Netesov، S. V.؛ Feldmann، H.؛ Jahrling، P. B.؛ Klenk، H. D.؛ Sanchez، A. (2000). "Family Filoviridae". في van Regenmortel، M. H. V.؛ Fauquet، C. M.؛ Bishop، D. H. L.؛ Carstens، E. B.؛ Estes، M. K.؛ Lemon، S. M.؛ Maniloff، J.؛ Mayo، M. A.؛ McGeoch، D. J.؛ Pringle، C. R.؛ Wickner، R. B. (المحررون). Virus Taxonomy—Seventh Report of the International Committee on Taxonomy of Viruses. San Diego, U.S.: Academic Press. ص. 539–48. ISBN:978-0-12-370200-5.
  15. Pringle، C. R. (1998). "Virus taxonomy-San Diego 1998". Archives of Virology. ج. 143 ع. 7: 1449–59. DOI:10.1007/s007050050389. PMID:9742051. S2CID:13229117.
  16. Feldmann، H.؛ Geisbert، T. W.؛ Jahrling، P. B.؛ Klenk، H.-D.؛ Netesov، S. V.؛ Peters، C. J.؛ Sanchez، A.؛ Swanepoel، R.؛ Volchkov، V. E. (2005). "Family Filoviridae". في Fauquet، C. M.؛ Mayo، M. A.؛ Maniloff، J.؛ Desselberger، U.؛ Ball، L. A. (المحررون). Virus Taxonomy – Eighth Report of the International Committee on Taxonomy of Viruses. San Diego, U.S.: Elsevier/Academic Press. ص. 645–653. ISBN:978-0-12-370200-5.
  17. Mayo، M. A. (2002). "ICTV at the Paris ICV: results of the plenary session and the binomial ballot". Archives of Virology. ج. 147 ع. 11: 2254–60. DOI:10.1007/s007050200052. S2CID:43887711.
  18. Büchen-Osmond، Cornelia (25 أبريل 2006). "ICTVdB Virus Description – 01.025.0.02. Ebolavirus". International Committee on Taxonomy of Viruses. مؤرشف من الأصل في 2009-02-14. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-02.
  19. "Virus Taxonomy: 2013 Release". International Committee on Taxonomy of Viruses. 2013. مؤرشف من الأصل في 2017-02-14. اطلع عليه بتاريخ 2014-10-31.
  20. "Ebola virus disease". www.who.int (بالإنجليزية). Archived from the original on 2022-06-11. Retrieved 2021-12-08.
  21. "2014-2016 Ebola Outbreak Distribution in West Africa Error processing SSI file". www.cdc.gov (بالإنجليزية الأمريكية). 28 Jan 2021. Archived from the original on 2022-06-12. Retrieved 2021-12-08.
  22. Jacob, Shevin T.; Crozier, Ian; Fischer, William A.; Hewlett, Angela; Kraft, Colleen S.; Vega, Marc-Antoine de La; Soka, Moses J.; Wahl, Victoria; Griffiths, Anthony; Bollinger, Laura; Kuhn, Jens H. (20 Feb 2020). "Ebola virus disease". Nature Reviews Disease Primers (بالإنجليزية). 6 (1): 13. DOI:10.1038/s41572-020-0147-3. ISSN:2056-676X. PMC:7223853. PMID:32080199.
  23. "History of Ebola Virus Disease (EVD) Outbreaks Error processing SSI file". www.cdc.gov (بالإنجليزية الأمريكية). 4 Oct 2021. Archived from the original on 2022-07-29. Retrieved 2021-12-08.
  24. "Ebola haemorrhagic fever in Sudan, 1976". Bulletin of the World Health Organization. ج. 56 ع. 2: 247–270. 1978. ISSN:0042-9686. PMC:2395561. PMID:307455.
  25. Special Pathogens Branch CDC (14 يناير 2008). "Known Cases and Outbreaks of Ebola Hemorrhagic Fever". Center for Disease Control and Prevention. مؤرشف من الأصل في 2008-08-29. اطلع عليه بتاريخ 2008-08-02.
  26. McCormick JB، Fisher-Hoch S، Horvitz LA (1999). Level 4: Virus Hunters of the CDC. Barnes & Nobles Books. ص. 300. ISBN:9780760712115.
  27. Waterman، Tara (1999). Ebola Cote D'Ivoire Outbreaks. Stanford University. مؤرشف من الأصل في 2008-02-16. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-30.
  28. Wamala, J؛ Lukwago, L؛ Malimbo, M؛ Nguku, P؛ Yoti, Z؛ Musenero, M؛ Amone, J؛ Mbabazi, W؛ Nanyunja, M؛ Zaramba, S؛ Opio, A؛ Lutwama, J؛ Talisuna, A؛ Okware, I (2010). "Ebola Hemorrhagic Fever Associated with Novel Virus Strain, Uganda, 2007–2008". Emerging Infectious Diseases. ج. 16 ع. 7: 1087–92. DOI:10.3201/eid1607.091525. PMC:3321896. PMID:20587179.
  • أيقونة بوابةبوابة طب
  • أيقونة بوابةبوابة علم الفيروسات
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.