فرحان بن صفوق الجربا

فرحان بن صفوق الجربا (بغداد 1810- بغداد 13 يوليو 1890) شيخ قبيلة شمر في العراق العثماني، حكمها سنة 1846م في حياة والده صفوق الجربا بعد أن قلده والي بغداد المنصب شرط تكون قيادة شمر لوالده صفوق، فر بعد مقتل والده صفوق بن فارس الجربا في نوفمبر 1847م.[4] وتولى المنصب رسميًا سنة 1850، وهو شخصية محبوبة من قبل أغلب القبيلة، ويعتبر حكمه بداية دخول التنوير والتمدن إلى القبيلة والمنطقة ككل، فهو أحد أبناء صفوق من زوجته الحضرية، وشارك أباه سنوات النفي في الأستانة، فشاهد مظاهر الأبهة والعظمة فاعتقد أن الدولة العثمانية لا يمكن قهرها، ومن ناحية أخرى رأى فرحان بضرورة إيجاد أسس قوية للتفاهم بين قبيلته وحكومة بغداد، وهو صاحب تقوى ودين وعبادة، وأطلق عليه أبناء شمر «شهر البتول» لحسن طالعه ودينه.[5][6]

الشيخ 
فرحان بن صفوق الجربا
صورة منسوبة للشيخ فرحان بن صفوق الجربا

شيخ شمر في الجزيرة الفراتية
في المنصب
1266هـ/ 1850 م – 26 ذي القعدة 1307هـ/ 1890 م
العاصي بن فرحان
فارس بن صفوق
معلومات شخصية
الميلاد 1225هـ/1810م
بغداد 
تاريخ الوفاة 1307هـ/1890م حوالي 80 عاما[1][2]
مكان الدفن مقبرة الشيخ معروف 
مواطنة الدولة العثمانية (1867–1890) 
الزوجة جزعة الشمرية
درة بنت عبد الرحمن الطائي
سرحة الزوبعية
زوجة كردية من باشات الجرجية
نوير القعيط
بهيمة بنت ابن قشعم.[3]
الأب صفوق بن فارس الجربا 
الحياة العملية
المهنة سياسي 
اللغة الأم العربية 
اللغات العربية،  والعثمانية 

البداية

ولد فرحان سنة 1225هـ/1810م في بغداد من أم بغدادية،[7] حيث تعلم مبادئ اللغة العربية، وعندما كبر التحق بمضارب والده صفوق في الجزيرة، وكان شابًا ذكيًا ويمتاز بشخصية جذابة ومنطق مقنع.[8] وعندما نفي والده صفوق إلى الأستانة ذهب معه، حيث بقيا تحت الإقامة الجبرية لثلاث سنوات. ومع أن التأثير الثقافي لم يكن ملموسًا على الشيخ صفوق، إلا أنه تغلغل وبصورة واضحة على فرحان، حيث درس في مكتب حافظ باشا (1835-1839) فتعلم اللغة التركية، وتذوق العادات والملابس العثمانية.[9][10] وفي سنة 1846م انتقلت قبيلة شمر من شمال بغداد نحو منطقة الموصل، حيث أرسل صفوق إبنه فرحان إلى محمد نجيب باشا (والي بغداد) ومعه بعض الهدايا لاقناعه بإعادة تعيينه شيخًا عامًا لشمر، فاستجاب الوالي لطلب صفوق، ولكنه قلد المنصب لفرحان شرط تكون قيادة شمر لصفوق، بمعنى أن يكون صفوق زعيما غير معترف به، وطلب الوالي من فرحان بأن يثبت مقدرته في الوقوف على قدميه وإدارة القبيلة. ومع ذلك لم يسر فرحان في الطريق الذي رسمه له الوالي، فظل مخلصًا لأبيه ولفكرة وحدة القبيلة تحت زعامة صفوق. وقد حاول فرحان أن يصفي المشاكل التي كانت بين والده وبين نجرس بن زيدان الجربا الذي كان يطالب بمشيخة القبيلة.[11][12]

قضية نجرس الجربا ومقتله

في سنة 1844م عين الوزير نجيب باشا شيخًا جديدًا لشمر لينافس صفوق وهو «نجرس الزيدان الجربا»، وقد كان نجرس قد أعلن نفسه شيخًا على عموم شمر عندما كان صفوق منفيًا إلى اسطنبول. وقد رفض صفوق هذا القرار مع أن الأوضاع لم تكن في صالحه، فشيخ شمر المطلق بدأ يفقد الكثير من مواهبه في المعارك، هذا غير المجاعة الشديدة التي خيمت على الجزيرة الفراتية في 1844م واستمرت عامين، فأعاقت جهود صفوق الاستفراد بالسلطة بل وأرغمته على بيع مجوهرات نسائه الخاصة ومواشيه في الموصل لشراء حبوب للقبيلة، فخسر بذلك ثروته. فعندما يخسر شيخ القبيلة ثروته فإنه يخسر نفوذه في العشيرة، فساعد ذلك منافسه نجرس الزيدان المؤيد من الحكومة أن يتحدى صفوق في خدماته تجاه الحكومة والقبيلة.[13] لذلك سعى فرحان أن يصفي المشاكل التي بين أبيه ونجرس حفاظا على كيان البيت الحاكم وعلى كيان القبيلة، فبدا لصفوق أنها فرصة لتحقيق أهدافه. فوجه دعوة لنجرس لعقد اجتماع كبير لشيوخ شمر لتصفية الضغائن، ولكن نجرس رفض الدعوة لأنه يدرك أن صفوق مستعد أن يقتله في سبيل استعادة تفرده بالمشيخة. فأصر صفوق على تكرار دعوته، وأقنع إبنه فرحان بأن يدعو الشيخ نجرس شخصيًا إلى مضيفه، إلا أن فرحان كان يخشى أن يحنث أبوه بوعده ويغدر بنجرس فيحمل هو وزر تلك الوساطة. لذلك أخذ من أبيه العهود بألا يصيب نجرس بأذى إذا ما حضر في صحبته. وبعدها ذهب فرحان إلى نجرس ليطمئنه ويزيل مالديه من مخاوف، حيث قدم إليه وعده الشخصي بالأمان إذا قام الأخير بزيارة الشيخ صفوق. وعلى هذا الأساس ذهب نجرس مع فرحان إلى الاجتماع، ودخل المضيف حيث استقبله صفوق، وأخذ الإثنان بالحديث حول زعامة شمر، وأوضح الشيخ صفوق الأخطاء التي وقع فيها الشيخ نجرس عندما نافسه على المشيخة، ولم يفض الحوار إلى شيء فخرج الشيخ نجرس من المضيف، فلحقه إثنان من أبناء عمومته وهما سميط الفهد وهجر العمر وقتلاه بسبب خلاف عائلي قديم بينهم.[14] في حين ذكر قول آخر أن الشيخ نجرس جلس بجانب صفوق، وبعد فترة وجيزة استل صفوق سيفه وقتل نجرس رغم توسلات ابنه فرحان.[11]

مقتل والده صفوق الجربا

بعد مقتل نجرس الجربا ضعفت مكانة صفوق أكثر من ذي قبل، فدعى زعماء القبيلة إلى انعقاد مجلس للقبيلة لاختيار زعيم جديد، فحادثة القتل تلك قد مزق القبيلة، واتُهِم الشيخ صفوق بقتله. فجرى انتخاب عيادة بن زيدان الجربا شيخًا على شمر، فانقسمت القبيلة بعد انتخابه بينه وبين صفوق. فاجتمعت الأفخاذ المؤيدة لعيادة مع عشائر أخرى بالقرب من ماردين لمحاربة صفوق. فتراجعت قوات صفوق نحو الشمال الشرقي إلى ديار بكر، ثه طلب المساعدة من نجيب باشا لحمايته، خاصة أن أحواله كانت في انتكاس مستمر بسبب تلك المشاكل، وأنه في حاجة لأي مساعدة تنشله من المأزق الذي وقع فيه، وسبّب بتفكك قبيلته.[15][16] فاستغل العثمانيون تلك الفرصة السانحة للتخلص منه، فأرسل نجيب باشا إليه قوة عسكرية حكومية بقيادة إبراهيم آغا.[ملحوظة 1] فغادرت المفرزة تلك بغداد أواخر نوفمبر (تشرين ثاني) 1847م،[16] وعندما وصلت إلى صفوق جرى تقديم خطة يتولى بموجبها فرحان قيادة القوات المهاجمة، ثم يلحقه الجنود العثمانيون المرابطون بالقرب من خيام صفوق، وقد كان إبراهيم خلال وجوده لدى صفوق يتحين الفرصة المناسبة لقتله. وجاءت تلك الفرصة عندما خرج فرحان بقواته للاشتباك مع العشيرة الثائرة، وما أن ابتعد برجاله حتى انقضت القوة العثمانية على صفوق وقتلوه وأخذوا رأسه إلى بغداد ثم إلى الأستانة.[17][18] وبمقتله تفككت القبيلة، ففر فرحان بعد مقتل أبيه إلى الهندية جنوب بغداد، عند حليف والده الشيخ وادي بك الشلال شيخ قبيلة زبيد ومعه اتباعه ووسائط ركوبهم فقط، بعد ان أبقى أخوته عند بدر القعيط لفترة من الوقت، وقد أكرمهم السيخ وادي وأبقاهم حتى هدأت الأوضاع في مضارب شمر بعد مقتل عيادة الجربا فأعاد الوالي مشيخة شمر إلى فرحان كي يستعيد ثقة القبيلة ويتمكن منها. وقيل أن فرحان توجه إلى قبيلة العمارات العنزية عند ابن هذال حتى لا يلقى نفس مصير أبيه. ومكث هناك سنة إلى أن عفا عنه نجيب باشا يوم 28 سبتمبر 1848 وأعاده إلى حكم القبيلة،[8]

حكم القبيلة

استمرت الأوضاع في شمر مرتبكة طوال سنة 1848، ولكن عبور قبيلة عنزة بقيادة ابن هذال ودهام ابن كعيشيش من البادية السورية إلى الجزيرة في ربيع تلك السنة أوقفت النزاعات الداخلية في شمر تأهبا لهذا الغزو، وما أن اندلعت معركة مناخ الأحمدي بين شمر وعنزة حتى انسحبت قبيلة طيء والقوات الحكومية التي كانت تدعم عيادة الجربا فقتل الشيخ عيادة في تلك المعركة، فهدأت الأوضاع في شمر حيث أعاد الوالي نجيب باشا إلى فرحان حكم القبيلة.[19][20]

في سنة 1850م طلب والي العراق الجديد عبدي باشا المساعدة من فرحان في القضاء على ثورة العشائر في الهندية. فأرسل رجال قبيلته إلى جنوب بغداد، حيث بدأوا بغزو القبائل هناك دون تمييز، والسبب في ذلك أن عبدي باشا لم يجهز تلك المقاتلة وعوائلهم بالمؤن الكافية ولم يوفر العلف لحيوانتهم، كما أن الجيش العثماني كان ينظر بالريبة إلى هؤلاء المقاتلين، فأدى ذلك إلى نشر الخوف والفوضى في تلك المناطق، وأصبحت المواصلات غير مأمونة بين بغداد وكوت العمارة. وبالنهاية طلب عبدي باشا من الشيخ فرحان أن يسحب رجال قبيلته وان يعودوا إلى مناطقهم. ونتيجة لذلك عزل عبدي باشا فرحان عن مشيخة شمر وولى مكانه هجر العمر في أغسطس 1851 براتب شهري قدره 2000 قرش، وهجر العمر متهم بقتل نجرس الزيدان (انظر مقتل نجرس الجربا)، مما حدا بأحد أبناء عمومة نجرس أن يتمكن من قتل هجر في نفس عام تعيينه، فأعاد الوالي الجديد نامق باشا مشيخة القبيلة إلى فرحان.[21]

وفي سنة 1852 ثار وادي بك الشلال ضد سلطة الوالي نامق باشا، فساندت العديد من القبائل وادي بك في ثورته، فنشروا الخراب في وسط وجنوب العراق. فاستغلت الوضع قبيلة عنزة الكبيرة، فعبرت نهر الفرات وتعاونت مع عشائر الدليم وعاثت في المنطقة الفساد وقطعت خطوط الموصلات، وأطبقت على الفلوجة وهيت.[22] فطلب الوالي مساعدة فرحان في إخماد تلك ثورة وادي الشلال، لكن لم يشارك الشيخ فرحان سوى بألفين من الفرسان قادهم بنفسه، ولم يدخل في مناوشات قوية مع الثوار وعاد بسرعة إلى مركزه في شرقاط، والسبب في ضعف مساهمة فرحان هو موقف الشيخ وادي بك معه عندما لجأ إليه، والثاني هو عدم رغبته في أن يصطدم مع العشائر العربية الثائرة ضد سلطات بغداد.[23]

دخول التقنيات العسكرية الجديدة

خلال الفترة من 1853-1856م شنت أفخاذ شمر غارات عديدة على أنحاء من الجزيرة الفراتية، وإن كان معظم تلك الغارات قليلة الأهمية إلا أنها ولدت حالة من عدم الاستقرار في تلك المنطقة، فطلبت السلطات الحكومية من فرحان أن يمنع تلك الحوادث، ولكن لضعف شعبيته داخل القبيلة لم يستطع أن ينفذ طلبات الحكومة، واستمرت غارات شمر دون رادع. ولكن بعد الانتهاء من حرب القرم أدخل الوالي رشيد باشا سنة 1857 التقنيات العسكرية الحديثة لصد تفوق البدو في سرعة حركتهم وقوة تماسكهم القبلي وبراعتهم بالقتال. فأدخل البوارج أو الزوارق البخارية في دجلة ليقلل فورًا مقدرة القبائل من الإغارة على السفن التجارية التي تبحر بين بغداد والموصل، وكذلك قدم التلغراف مكسبا جديدا للقوات الحكومية في سرعة الحركة، يضاف إلى ذلك نشر مراكز الشرطة على طول الطرق، خصوصا بين الرمادي ودير الزور وبين الخالص وكركوك، مما جعل الأسفار سالمة من خطر المتربصين[24][25]

ابناؤه

  • عبد العزيز وشلاش وفيصل: أبناء درة الطائية ويقال لهم الدرة.
  • عبد المحسن وهايس وثويني: أبناء سرحة الزوبعية.
  • العاصي ومجول وجار الله: أبناء جزعة ويقال لهم الجزعة.
  • مطلق: ويقال له العيط، وأمه نوير بنت العيط.
  • الحميدي وزيد وأحمد: أبناء الجرجرية إبنة سعدون الجرجري الكردي، ويقال لهم الباشات.
  • ميزر: أمه بهيمة بنت القشعم
  • سلطان: يقال له ابن القشعمية.[26]

الملاحظات

  1. كان إبراهيم آغا ضابطًا من ضباط الهايتا، وكان شركسيا مسيحيًا ثم أسلم. واشتهر بتنفيذ مؤامرات ناجحة ضد الزعماء المحليين الثائرين ضد السلطان العثماني، وهو ماهر في التخلص من هؤلاء الزعماء بطريقته الخاصة. فكان يحتال لكي يصل إلى مجلس الأمير الثائر، ثم ينقض عليه فيقتله إما بالسيف أو بالرصاص فينتهي الأمر في سرعة خاطفة، فيعلن أن ذلك كان بأمر السلطان، فيأخذ رأس الضحية وينصرف بها إلى المسؤولين العثمانيين الذين كانوا ينتظرون نجاح مهمته.[17]

المراجع

  1. الحمد 2003، صفحة 172.
  2. خضر 2002، صفحة 257.
  3. الحمد 2003، صفحة 173.
  4. خضر 2002، صفحة 194.
  5. نوار 1969، صفحة 151.
  6. خضر 2002، صفحة 207.
  7. عباس العزاوي، صفحة 247.
  8. الحمد 2003، صفحة 165.
  9. خضر 2002، صفحات 166-167.
  10. وليامسون 2014، صفحة 84.
  11. نوار 1969، صفحة 148.
  12. خضر 2002، صفحات 194-196.
  13. وليامسون 2014، صفحة 93.
  14. خضر 2002، صفحات 196-197.
  15. خضر 2002، صفحة 197.
  16. وليامسون 2014، صفحة 95.
  17. نوار 1969، صفحة 149.
  18. غازي 2016، صفحة 205.
  19. نوار 1969، صفحة 150.
  20. خضر 2002، صفحات 205-206.
  21. خضر 2002، صفحات 211-212.
  22. نوار 1968، صفحة 175.
  23. خضر 2002، صفحة 212.
  24. لونكريك، ستيفن هيمسلي (2004). أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث (ط. 5). بيروت: دار الرافدين. ص. 273-274.
  25. وليامسون 2014، صفحات 117-113.
  26. ابن عقيل الظاهري 1982، صفحة 213.

المصادر

  • خضر، ثائر حامد (2002). تاريخ آل محمد الجربا وقبيلة شمر العربية في إقليم نجد والجزيرة 1500-1921 (ط. 1). بيروت: الدار العربية للموسوعات.
  • ابن عقيل الظاهري (1982). آل الجرباء في التاريخ والأدب. الرياض.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  • وليامسون، جون فريدريك (2014). قبيلة شمر العربية. مكانتها وتاريخها السياسي 1800-1956. ترجمة: مير بصري. لندن: دار الحكمة.
  • المفضلي، مشعل بن مهجع (2014). الصلات الحضارية بين جبل شمر وجنوبي العراق. 1250-1340هـ/1835-1921م. بيروت: جداول للنشر والتوزيع.
  • الحمد، محمد عبد الحميد (2003). عشائر الرقة والجزيرة، التاريخ والموروث. الرقة.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  • عباس العزاوي. موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين. الدار العربية للموسوعات. ج. 6 و 7.
  • علي الوردي. لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث. بيروت: دار الراشد.
  • نوار، عبد العزيز سليمان (1968). تاريخ العراق الحديث، من نهاية حكم داود باشا إلى نهاية حكم مدحت باشا. القاهرة: دار الكاتب العربي للطباعة والنشر.
  • نوار، عبد العزيز سليمان (1969). "آل محمد بيت الرئاسة في عشائر شمر الجربا، دراسة في الزعامة العشائرية العراقية في القرن التاسع عشر" (PDF). المجلة التاريخية المصرية. ج. 15: 109–161. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-11-17.
  • أيقونة بوابةبوابة الدولة العثمانية
  • أيقونة بوابةبوابة العراق
  • أيقونة بوابةبوابة القرن 19
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.