عزاء المشق

عَزَاءُ المَشَقْ، أو ببساطة المَشَقْ، هو عبارة عن فعاليات عزائية مازجة بين الفلكلور الشعبي العراقي والمناسبات الدينية الشيعية، وهي ضمن المظاهر لإحياء محرم في العراق، التي هي من المناسبات الدينية المهمة عند الشيعة، تقام في ليلة 1 محرم وتستمر حتى 10 محرم، وهي مراسيم نجفية الأصل حيث تختص بها عن غيرها من المُدن العراقية والبُلدان ذات الصدى الشيعي الواسع فيها.

نبذة تعريفية عن المشق

المشق في اللغة: هو الخط المستقیم، أو السرعة في الطعن بالسیف أو الرمح، فمشق سيفه أي شهره ورفعه بسرعة.[1]

المشق اِصطلاحًا: توجد العديد من المصطلحات المستعملة لكلمة المشق وهي مختلفة ومتنوعة، ومنها عادة المشق في العراق وهي: عادة نجفية الأصل، وهي عبارة عن اصطفاف لجمع من الناس يكونون على شكل صف واحد أو شقين متقابلين، ومن ثم يحملون السيوف ويلوحون بها أثناء تحركهم مع دقة الطبول والدمامات والأبواق المعروفة والتي يحملونها عادة في وسط المشق، مرددين عبارات حسينية كمثل «حــيدر يـا علي» مع مد الكلمات أثناء اللفظ، تبدأ هذه المراسم في ليلة الأول من محرم وتستمر لعشرة أيام، ويتم استعمال عادة الهوسة الشعبية معها وكذلك تختلط مع مراسم عزاء المشاعل في أيامها الأخيرة، ويتم تنظيمها من قبل المواكب الحسينية.[2]

تاريخ

إن فكرة المشق استوحت من طريقة المبارزة والاستعراض بالسيوف في المعارك القديمة، وخصوصًا معركة كربلاء، عندما شهر الإمام الحسين بن علي سيفه ومشقه أمام الجيش المعادي له، واصطف معه بعض المقاتلين من أهله وانصاره على هيئة خَطٍ مستقيم، ومن هنا كانت بذرة الفكرة لهذه العادة.[3]

لكن عزاء المشق انطلق على فكرته الحديثة مطلع القرن 18 الميلادي حين بدأ موكب طرف البراق الذي تأسس عام 1816 في النجف بتنظيم هكذا فعاليات دينية مستوحيًا ذلك من المشاهد والرموز في معركة طف كربلاء، ليختص بعدها هذا الموكب بكونه اطلق أول عزاءًا للمشق، ولتنطلق إثر ذلك عزائات المشق كعادة سنوية في النجف وتطور طريقة أدائها مع مرور السنين، ورغم ذلك فأن هذا لا يمانع من وجود مواكب تنظم المشق في مدن وبلدان أخرى وذلك بسبب انتشار وانتقال هذه الفكرة في الآونة الأخيرة لمناطق مختلفة من العالم.[4]

تعرضت عزائات المشق لمراحل في تطورها عبر التاريخ بالأخص مطلع القرن الماضي حيث بدأت تظهر مواكب متخصصة لعزاء المشق كموكب الترك والحويش في النجف الأشرف، كما تعرضت لضغوط ومنع من قبل جهات الحكومية، سيما المنع الذي صدر في زمن تولي حزب البعث العربي للسلطة في العراق، وذلك لمشاكل أمنية وسياسية وطائفية، وعادت تمارس من جديد بعذ سقوط النظام الحاكم المانع لتلك العزائات عام 2003 ومن ثم بقيت تنظم وتزداد بعدها حتى يومنا هذا.[5]

آراء دينية

فعالية المشق لا تعتبر عملًا نصت عليه الشريعة، ولا يندرج ضمن عقائد الشيعة، فهو مجرد مجهود حديث ظهر من قبل جماعات محلية لتذكر الناس بأحداث معركة كربلاء على هيئة فلكلور عزائي تمثيلي، وذلك ضمن إطار إحياء وإستذكار يوم عاشوراء، ومع هذا فأن علماء الشيعة لا يرون المشق كبدعة أو شبهة كونها مجرد تقليد ديني شعبي وليست عمل عِبادي فقهي، إلّا أن القائمين به قد يثابون كونهم أقاموا عزاءًا لإحياء محرم بشكل من الأشكال ولأن إحياء محرم من المناسبات المهمة عند الشيعة.

انظر أيضًا

مصادر

  1. الأنصاري، ابن منظور (1414 هجري). لسان العرب (ط. الثالثة). دار صادر - بيروت. ص. 345. ISBN:978-9953-13-195-5. مؤرشف من الأصل في 2023-07-25. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  2. مجموعة الولاء (13 أغسطس 2022). "مقطع تصويري لعزاء المشق". يوتيوب. مؤرشف من الأصل في 2023-07-25. اطلع عليه بتاريخ 2023-07-25.
  3. عبد الهادي چيوان (11 ديسمبر 2012). "عزاء المشق والمشاعل". المجمع الإسلامي العالمي التبليغ والإرشاد. مؤرشف من الأصل في 2020-01-07. اطلع عليه بتاريخ 2023-07-25.
  4. فائز جواد (2017 أكتوبر 8). "طقوس عاشوراء تستذّكر واقعة الطف وثورة الإمام الحسين عليه السلام". جريدة الزمان. مؤرشف من الأصل في 2023-07-25. اطلع عليه بتاريخ 25 يوليو 2023. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  5. مقداد مسعود (27 أغسطس 2022). "التسلسل التاريخي للعزاء الحسيني في العراق 1-2 لن نتخذ هذا الليل جملا ً". الحزب الشيوعي العراقي. مؤرشف من الأصل في 2023-05-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-07-25.
  • أيقونة بوابةبوابة الشيعة
  • أيقونة بوابةبوابة العراق
  • أيقونة بوابةبوابة النجف
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.