سياسة الطاقة النووية

سياسة الطاقة النووية هي سياسة وطنية ودولية تتعلق ببعض أو كل جوانب الطاقة النووية ودورة الوقود النووي، مثل تعدين اليورانيوم وتركيز الوقود النووي الخام وتخصيبه وتوليد الكهرباء بالطاقة النووية وتخزين وإعادة معالجة الوقود النووي المستهلك والتخلص من المخلفات الإشعاعية.

تتضمن سياسات الطاقة النووية تنظيم استخدام الطاقة والمعايير المتعلقة بدورة الوقود النووي غالبًا. وتشمل التدابير الأخرى معايير الكفاءة وأنظمة السلامة ومعايير الانبعاثات والسياسات المالية والتشريعات المتعلقة بتجارة الطاقة ونقل النفايات النووية والمواد الملوثة وتخزينها. قد تدعم الحكومات الطاقة النووية وترتب المعاهدات والاتفاقيات التجارية الدولية بشأن استيراد وتصدير التكنولوجيا النووية والكهرباء والنفايات النووية واليورانيوم.

استُخدم مصطلح النهضة النووية منذ عام 2001، للإشارة إلى إحياء مُحتمل لصناعة الطاقة النووية، لكن توليد الكهرباء النووية بلغ في عام 2012 أدنى مستوى له منذ عام 1999.[1][2]

بعد كارثة مفاعل فوكوشيما 1 النووي في شهر مارس من عام 2011، راجعت الصين ألمانيا وسويسرا وإسرائيل وماليزيا وتايلاند والمملكة المتحدة والفلبين برامجها للطاقة النووية. لا تزال أندونيسيا وفيتنام تخططان لبناء محطات للطاقة النووية.[3][4][5][6] تُشغل 31 دولة محطات الطاقة النووية، وهناك عدد كبير من المفاعلات الجديدة التي تُبنى في الصين وكوريا الجنوبية والهند وروسيا.[7] لا تمتلك دول مثل أستراليا والنمسا والدنمارك واليونان وأيرلندا ولاتفيا وليختنشتاين ولوكسمبورغ ومالطا والبرتغال وإسرائيل وماليزيا والنرويج اعتبارًا من يونيو 2011، محطات للطاقة النووية وما تزال معارضة للطاقة النووية.[8][9]

يمكن للتطلعات العسكرية أن تلعب دورًا في قرارات سياسة الطاقة بما أن تكنولوجيا الطاقة النووية والأسلحة النووية مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا. يؤثر الخوف من الانتشار النووي على بعض سياسات الطاقة النووية الدولية.

الصورة العالمية

أدى الخوف العام من الطاقة النووية بعد كارثة تشرنوبل عام 1986، إلى توقف فعلي في بناء المفاعلات، وقررت العديد من البلدان التخلص التدريجي من الطاقة النووية تمامًا.[10] ومع ذلك، يُعتقد أن الطلب المتزايد على الطاقة يتطلب مصادر جديدة للطاقة الكهربائية، وقد أثار ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري إلى جانب المخاوف بشأن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (انظر التخفيف من تغير المناخ) اهتمامًا متزايدًا بالطاقة النووية والتنبؤات بالنهضة النووية.

كانت الولايات المتحدة في عام 2004، أكبر منتج للطاقة النووية بنسبة 28% من الطاقة العالمية، تليها فرنسا (18%) واليابان (12%).[11]  شغّلت 31 دولة في عام 2007، محطات للطاقة النووية.[12] توقعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر 2008، أن تظل الطاقة النووية بنسبة 12.4-14.4% من إنتاج الكهرباء في العالم حتى عام 2030.[13]

بعد عامين تقريبًا من حادثة فوكوشيما وتحديدًا في عام 2013، ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، هناك 390 وحدة توليد نووية عاملة في جميع أنحاء العالم، أي أقل من 10% مما كانت عليه قبل حادثة فوكوشيما، تمامًا كما هو الحال في تشيرنوبيل عام 1986.[14] من المتوقع أن تصبح آسيا السوق المزدهر الأساسي للطاقة النووية في المستقبل الممكن التكهن به، على الرغم من استمرار الشكوك حول آفاق الطاقة بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى في المنطقة. بحلول عام 2014، كان 63% من جميع المفاعلات قيد الإنشاء على مستوى العالم في آسيا.[15]

المشكلة السياسية

المخاوف النووية

تعد الحوادث النووية والإشعاعية والتخلص من النفايات المشعة عالية المستوى من المقلقات الرئيسية. وتشمل المخاوف الأخرى انتشار الأسلحة النووية وارتفاع تكلفة اقتصاديات محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية والإرهاب النووي.[16]

أمن الطاقة

تمنح الطاقة النووية استقلالًا في مجال الطاقة بالنسبة لبعض البلدان. ويقول الفرنسيون بخصوص هذا الشأن: «ليس لدينا فحم حجري ولا نفط ولا غاز وليس لدينا خيار».[17] تفتقر اليابان أيضًا إلى الموارد الطبيعية الأصلية لإمدادات الطاقة، واعتمدت على الطاقة النووية لإنتاج ثلث الطاقة قبل كارثة فوكوشيما النووية، وسعت اليابان منذ مارس 2011، لتعويض فقدان الطاقة النووية مع الاعتماد المتزايد على الغاز الطبيعي المُسال المستورد، ما أدى إلى أول عجز تجاري في البلاد منذ عقود سبقت الحادثة.[18] لذلك، تصعب مناقشة مستقبل الطاقة النووية بحضور نقاش أمن الطاقة واستخدام مزيج الطاقة، بما في ذلك تطوير الطاقة المتجددة.

لم تتأثر الطاقة النووية نسبيًا بالحظر والعقوبات الاقتصادية، ويُستخرج اليورانيوم في البلدان «الموثوقة»، بما في ذلك أستراليا وكندا.[19]

تاريخ واتجاهات الطاقة النووية

لطالما قدم المؤيدون توقعات متضخمة للنمو المتوقع للطاقة النووية، لكن أبقت الحوادث الكبرى والتكاليف المرتفعة النمو أقل بكثير. توقعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عامي 1973 و1974، قدرة نووية مثبتة في جميع أنحاء العالم من 3600 إلى 5000 غيغاواط بحلول عام 2000. كانت توقعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 1980 من 740 إلى 1075 غيغاواط من القدرة المركبة بحلول عام 2000. حتى بعد كارثة تشيرنوبيل عام 1986، توقعت وكالة الطاقة النووية قدرة نووية مثبتة من 497 إلى 646 غيغاواط لعام 2000. بلغت القدرة الفعلية في عام 2000 إلى 356 غيغاواط. علاوةً على ذلك، كانت تكاليف البناء في كثير من الأحيان أعلى بكثير من المتوقع، بالإضافة إلى استغراقها زمنًا أطول بكثير أيضًا، إذ فشلت في تلبية التوقعات المتفائلة لـ «كهرباء رخيصة ونظيفة وآمنة وغير محدودة».[20]

ومع ذلك، كانت نسبة توليد الكهرباء النووية في عام 2012 عند أدنى مستوى لها منذ عام 1999، وتأخرت المفاعلات الجديدة التي كانت قيد الإنشاء في فنلندا وفرنسا، والتي كان من المفترض أن تقود نهضة نووية،[21] وتتجاوز ميزانيتها.[21][22][23] لدى الصين 32 مفاعلًا جديدًا قيد الإنشاء، وهناك أيضًا عدد كبير من المفاعلات الجديدة التي تُبنى في كوريا الجنوبية والهند وروسيا. وفي الوقت نفسه، سيُغلق ما لا يقل عن 100 مفاعل قديم وصغير «على الأرجح خلال 10-15 سنة القادمة». لذا، تُوازن البرامج النووية الآخذة في التوسع في آسيا بإنهاء المحطات المُعمّرة والتخلص التدريجي من المفاعلات النووية.[24]

أثارت الكارثة النووية في محطة فوكوشيما 1 للطاقة النووية في اليابان في مارس 2011، والتي تسببت في إغلاق منشآت نووية أخرى، تساؤلات بين بعض المعلقين حول مستقبل النهضة.[25][26][27][28][29] أفاد بلاتس أن «الأزمة في محطات فوكوشيما النووية في اليابان، هي التي دفعت الدول الرائدة المستهلكة للطاقة إلى مراجعة سلامة مفاعلاتها الحالية وإلقاء الشكوك على سرعة وحجم التوسعات المخطط لها حول العالم».[30] خرجت شركة سيمنز في عام 2011، من قطاع الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما والتغيرات اللاحقة في سياسة الطاقة الألمانية، ودعمت انتقال الحكومة الألمانية المخطط للطاقة إلى تقنيات الطاقة المتجددة.[31] استعرضت الصين وألمانيا وسويسرا وإسرائيل وماليزيا وتايلاند والمملكة المتحدة وإيطاليا[32] والفلبين برامج الطاقة النووية لديها. لا تزال إندونيسيا وفيتنام تخططان لبناء محطات للطاقة النووية. لا تزال دول مثل أستراليا والنمسا والدنمارك واليونان وأيرلندا ولاتفيا وليختنشتاين ولوكسمبورج والبرتغال وإسرائيل وماليزيا ونيوزيلندا والنرويج، مُعارضة للطاقة النووية. خفضت وكالة الطاقة الدولية بعد الحوادث النووية في فوكوشيما 1، تقديراتها إلى النصف فيما يتعلق بقدرة توليد الطاقة النووية الإضافية التي بُنيت بحلول عام 2035.[33]

انظر أيضًا

مراجع

  1. WNA (20 يونيو 2013). "Nuclear power down in 2012". World Nuclear News. مؤرشف من الأصل في 2019-03-27.
  2. The Nuclear Renaissance (by the World Nuclear Association) نسخة محفوظة 2 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
  3. Jo Chandler (19 مارس 2011). "Is this the end of the nuclear revival?". The Sydney Morning Herald. مؤرشف من الأصل في 2020-03-29. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  4. Aubrey Belford (17 مارس 2011). "Indonesia to Continue Plans for Nuclear Power". New York Times. مؤرشف من الأصل في 2020-03-29.
  5. Israel Prime Minister Netanyahu: Japan situation has "caused me to reconsider" nuclear power Piers Morgan on CNN, published 2011-03-17, accessed 2011-03-17 نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  6. Israeli PM cancels plan to build nuclear plant xinhuanet.com, published 2011-03-18, accessed 2011-03-17 نسخة محفوظة 25 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. Michael Dittmar. Taking stock of nuclear renaissance that never was Sydney Morning Herald, August 18, 2010. نسخة محفوظة 27 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  8. "Nuclear power: When the steam clears". The Economist. 24 مارس 2011. مؤرشف من الأصل في 2018-08-19.
  9. Duroyan Fertl (5 يونيو 2011). "Germany: Nuclear power to be phased out by 2022". Green Left. مؤرشف من الأصل في 2016-03-13.
  10. Research and Markets: International Perspectives on Energy Policy and the Role of Nuclear Power Reuters, May 6, 2009.
  11. "Survey of energy resources" (PDF). مجلس الطاقة العالمي. 2004. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2007-09-25. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-13. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  12. Mycle Schneider، Steve Thomas , Antony Froggatt, Doug Koplow (August 2009). The World Nuclear Industry Status Report نسخة محفوظة 2008-06-25 على موقع واي باك مشين., الوزارة الاتحادية للبيئة وحماية الطبيعة والسلامة النووية, p. 6.
  13. "Energy, Electricity and Nuclear Power Estimates for the Period up to 2030" (PDF). الوكالة الدولية للطاقة الذرية. سبتمبر 2008. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2017-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2008-09-08. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  14. Historic Move: IAEA Shifts 47 Japanese Reactors Into “Long-Term Shutdown” Category, World Nuclear Industry Status Report, 16-1-2013 نسخة محفوظة 9 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  15. Multilateral Cooperation in Asia's Nuclear Sector, 2014 Pacific Energy Summit Working Paper, 8-6-14 نسخة محفوظة 10 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. Brian Martin . Opposing nuclear power: past and present, Social Alternatives, Vol. 26, No. 2, Second Quarter 2007, pp. 43-47. نسخة محفوظة 10 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  17. "Nuclear renaissance faces realities". Platts. (الاشتراك مطلوب). مؤرشف من الأصل في 2008-05-16. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-13.
  18. http://www.nbr.org/research/activity.aspx?id=352 How Can Japan Compete in a Changing Global Market?, Clara Gillispie, The National Bureau of Asian Research, July 201 نسخة محفوظة 2018-02-26 على موقع واي باك مشين.
  19. L. Meeus؛ K. Purchala؛ R. Belmans. "Is it reliable to depend on import?" (PDF). Katholieke Universiteit Leuven, Departement of Electrical Engineering of the Faculty of Engineering. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2011-05-20. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-13. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  20. Mycle Schneider and Antony Froggatt (September/October 2012 vol. 68 no. 5). "2011-2012 world nuclear industry status report". Bulletin of the Atomic Scientists. ج. 68 ع. 5: 8–22. DOI:10.1177/0096340212459126. مؤرشف من الأصل في 2020-03-29. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  21. James Kanter. Is the Nuclear Renaissance Fizzling? Green, 29 May 2009. نسخة محفوظة 16 يناير 2010 على موقع واي باك مشين.
  22. James Kanter. In Finland, Nuclear Renaissance Runs Into Trouble New York Times, May 28, 2009. نسخة محفوظة 27 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  23. Rob Broomby. Nuclear dawn delayed in Finland BBC News, 8 July 2009. نسخة محفوظة 27 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  24. Mark Diesendorf (2013). "Book review: Contesting the future of nuclear power" (PDF). Energy Policy. مؤرشف من الأصل في 2018-10-03.
  25. Nuclear Renaissance Threatened as Japan’s Reactor Struggles Bloomberg, published March 2011, accessed 2011-03-14 نسخة محفوظة 11 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
  26. Analysis: Nuclear renaissance could fizzle after Japan quake Reuters, published 2011-03-14, accessed 2011-03-14 نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  27. Japan nuclear woes cast shadow over U.S. energy policy Reuters, published 2011-03-13, accessed 2011-03-14 نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  28. Nuclear winter? Quake casts new shadow on reactors MarketWatch, published 2011-03-14, accessed 2011-03-14 نسخة محفوظة 30 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  29. Will China's nuclear nerves fuel a boom in green energy? القناة الرابعة البريطانية, published 2011-03-17, accessed 2011-03-17 نسخة محفوظة 16 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  30. "NEWS ANALYSIS: Japan crisis puts global nuclear expansion in doubt". Platts. 21 مارس 2011. مؤرشف من الأصل في 2012-03-09.
  31. "Siemens to quit nuclear industry". BBC News. 18 سبتمبر 2011. مؤرشف من الأصل في 2020-03-29.
  32. "Italy announces nuclear moratorium". الجمعية النووية العالمية. 24 مارس 2011. مؤرشف من الأصل في 2017-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-23.
  33. "Gauging the pressure". The Economist. 28 أبريل 2011. مؤرشف من الأصل في 2017-12-28. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-03.
  • أيقونة بوابةبوابة السياسة
  • أيقونة بوابةبوابة تقانة نووية
  • أيقونة بوابةبوابة طاقة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.