سياسة إدارة دونالد ترامب الخارجية

تنطوي الأهداف المُعلنة لسياسة إدارة دونالد ترامب الخارجية على التركيز على الأمن، بمكافحة الإرهابيين في الخارج وتعزيز الدفاعات الحدودية وضوابط الهجرة، وتوسيع القوات المسلحة الأمريكية، وانتهاج مبدأ «أمريكا أولًا» في التجارة، والدبلوماسية التي «يصبح الأعداء القدامى أصدقاء» بموجبها. ذكر مراقبون أن مواقف السياسة الخارجية التي عبر عنها ترامب خلال حملته الانتخابية الرئاسية تغيرت مرارًا، ما أّدى إلى «تعذُّر وضع جدول أعمال سياسي ، أو حتى وضع مجموعة من القيم السياسية الأساسية الواضحة التي تتقدم رئاسته».[1][2] قال ترامب في خطاب تنصيبه للرئاسة إنه خلال فترة رئاسته «لن تسعى الولايات المتحدة لفرض نمط حياتها على أي أحد، بل ستفسح المجال أمام هذا النمط ليتألق بدلًا من ذلك. سنتألق أمام الجميع ليتبعونا». ذكر أيضًا أن إدارته «ستسعى إلى الصداقة وحسن النية مع دول العالم»، وأنه يؤمن «بحق جميع الدول أن تضع مصالحها الخاصة في المقدمة».[3]

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة عام 2016، «دأب ترامب على تحديد المصالح الأمريكية العالمية من الناحية الاقتصادية البحتة تقريبًا»، مع تولي «الدول دور حفظ السلام، وتوفير الرادع النووي ضد الخصوم مثل كوريا الشمالية، ومناصرة حقوق الإنسان، وضمان حدود الحلفاء» التي «تُختزل على الفور إلى المسائل التي تعود بالمنفعة الاقتصادية للولايات المتحدة».[4] طالب الدول الحليفة مرارًا -منها ألمانيا وإسرائيل واليابان والسعودية وكوريا الجنوبية- بتقديم تعويض للولايات المتحدة مقابل الإنفاق العسكري الأميركي في دولها،[5] وصرّح بأن استعداده للدفاع عن بلد ما قد يعتمد على مدى استعداد ذلك البلد «للدفع مقابل حمايته».[6] واصل ترامب ومستشاروه شعار الشراكات التجارية طيلة فترة الرئاسة، مؤكدين وجهة نظرهم المتمثلة بأن الدول الأخرى تحتاج إلى زيادة التزامها المالي بالدفاع عن نفسها أو تعويض الولايات المتحدة عن تقديمها.[6]

أيّد ترامب دفاعًا وطنيًا محكمًا خلال الحملة الانتخابية لعام 2016 وفي أول اقتراح له كرئيس بشأن الميزانية في مارس 2017،[7][8][9] اقترح زيادة الإنفاق الدفاعي بمقدار 54 مليار دولار (10%)، ليصل المجموع إلى 639 مليار دولار للسنة المالية 2018. ذكر أن الزيادة ستكون ضرورية لمكافحة الإرهاب وتحسين استعداد القوات وبناء سفن وطائرات جديدة، وستُسدد تكاليفها عن طريق فرض اقتطاعات كبيرة على وكالات أخرى، بما في ذلك خفض ميزانية وزارة الخارجية الأميركية بنسبة 28%. طلب أيضًا 30 مليار دولار إضافية لوزارة الدفاع الأميركية في الفترة المتبقية من السنة المالية 2017.[10]

بصفته مرشحًا رئاسيًا، شدد ترامب على اتباع نهج «صارم» تجاه الإرهابيين المشتبه بهم. ودعا إلى استئناف نهج الإيهام بالغرق في أثناء التحقيق «وأسوأ من ذلك بكثير».[11][12] أعرب مرارًا عن تأييده لاستخدام الولايات المتحدة التعذيب بغرض الحصول على معلومات من الإرهابيين المشتبه بهم، وقال إنه يجب تغيير القانون للسماح باستخدام الإيهام بالغرق وأشكال التعذيب الأخرى.[13] مع ذلك، بعد انتخابه، ذكر ترامب أنه سيذعن لوجهة نظر وزير الدفاع آنذاك، جيمس ماتيس، الذي عارض التعذيب.[14] واصل ترامب حرب الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بما في ذلك الإشراف على مقتل زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019.[15] أمر ترامب بشن هجوم على يكلا، من دون أي معلومات من وزارة الخارجية.[16][17]

عقب تولي ترامب منصبه، اعتمد على الأفراد العسكريين أكثر من الإدارات السابقة،[18] وعلى مستشاري البيت الأبيض بدلُا من وزارة الخارجية في تقديم المشورة له بشأن العلاقات الدولية. اختار في البداية الرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، ليتولى منصب وزير الخارجية. لم يمتلك تيلرسون خبرة حكومية أو دبلوماسية سابقة، إلا أن الأنشطة الدولية التي اضطلعت بها إكسون موبيل كانت سببًا في امتلاكه خبرة ومعارف في العديد من الدول الأخرى لا سيما روسيا.[19] في حالات عديدة، كلّف ترامب مستشاري البيت الأبيض بمهام بارزة في السياسة الخارجية، ولا سيما كبير الاستراتيجيين السياسيين السابقين، ستيف بانون، وكبير المستشارين، جاريد كوشنر. أسفرت اقتطاعات الميزانية والاعتماد على المستشارين عن صدور تقارير إعلامية تفيد أن وزارة الخارجية «هُمّشت» بشكل ملحوظ خلال الإدارة.[20] عادة ما يوجد في وزارة الخارجية نائبان لوزير الخارجية وستة وكلاء وزارة، وهي مناصب عليا،[21][22] وبحلول مارس 2017، لم تُقدّم أي ترشيحات لأي من هذه المناصب.[23]

اتخذ ترامب عدة قرارات سياسية خارجية متلاحقة على مدى فترة رئاسته، بما في ذلك انعكاساته وإعادة تقييم الالتزامات العالمية التي وضعتها الولايات المتحدة في السابق، كالانسحاب الجزئي للقوات العسكرية الموجودة بعض المناطق في سوريا، وانسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة ومعاهدة القوى النووية متوسطة المدى واليونسكو. اقترح اتفاقية بديلة لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، وحظر السفر من دول إسلامية معينة، وزيادة العقوبات المفروضة على إيران، وسعى لإقامة علاقات ثنائية مباشرة مع كوريا الشمالية من بين قرارات أخرى، أحادية الجانب. حاولت إدارة ترامب استخدام الضغوط الاقتصادية لتعزيز أولويات سياستها الخارجية.[24]

وجد استطلاع أجرته مؤسسة بّيو ريسيرتش في أغسطس 2017 أن 15% من جميع الأميركيين و31% من الجمهوريين قالوا إنهم يتفقون مع الرئيس ترامب على «جميع القضايا تقريبًا».[25] بحلول الأشهر الأخيرة من عام 2017، أظهر استطلاع أجراه مركز شيكاغو للشؤون العالمية أن أكثر المؤيدين حماسة للرئيس ترامب أيدوا بقوة آرائه الأساسية المتعلقة بالسياسة الخارجية، إلا أن الجمهوريين من ذوي وجهات النظر الأقل مواتاة للرئيس كانوا أقل حماسًا وأكثر تماشيًا مع عامة السكان.[26]

الأمريكتان

في 3 مارس 2019، استشهد مستشار الأمن القومي جون بولتون بمبدأ مونرو في وصف سياسة إدارة ترامب في الأمريكتين، قائلًا: «في هذه الإدارة، لا نخشى استخدام عبارة مبدأ مونرو... إذ كان هدف الرؤساء الأمريكيين منذ فترة [الرئيس] رونالد ريغان أن يكون نصف الإدارة ديمقراطيًا بالكامل».[27][28]

في سبتمبر 2019، عقب ترك جون بولتون إدارة ترامب، زعم الرئيس ترامب أن آراء بولتون «ليست بالضرورة أن تكون أكثر صرامة» مقارنة بآرائة الخاصة: «في بعض الأحيان، اعتَقَد أن ما نفعله كان صعبًا للغاية». زعم ترامب أن آراءه بشأن كوبا وفنزويلا «أقوى بكثير» من آراء بولتون، وصرّح بأن بولتون كان «يعيقه». في مايو 2019، عرض ترامب وجهة نظر مختلفة بشأن بولتون، قائلًا: «في الواقع إنني أغتاظ من جون، وهو أمر مذهل جدًا».[29][30]

الأرجنتين

استضاف الرئيس ترامب الرئيس ماكري في واشنطن في أبريل 2017. اجتمعا في البيت الأبيض في 27 أبريل للتحدث في أمور التجارة.[31] عندما اختفت غواصة إيه آر إيه سان خوان في 15 نوفمبر 2017 في أثناء قيامها بدورية روتينية في جنوب المحيط الأطلسي قبالة ساحل الأرجنتين، عرض الرئيس ترامب مساعدة الولايات المتحدة للعثور على الغواصة.

البرازيل

استؤنفت العلاقات بين الدولتين بفوز رئيس التيار اليميني، جايير بولسونارو، في الانتخابات في البرازيل. في أول زيارة رسمية للرئيس البرازيلي إلى الولايات المتحدة في مارس 2019، أعلن ترامب البرازيل حليفًا رئيسيًا خارج الناتو. في مايو، أعلنت الحكومة الأمريكية، عن طريق كيمبرلي بريير، مساعدة وزير الخارجية لشؤون النصف الغربي، عن تأييدها الرسمي لانضمام البرازيل إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.[32][33][34][35][36]

مراجع

  1. Montanaro، Domenico (20 يناير 2017). "The Trump Foreign Policy Doctrine — In 3 Points". NPR. مؤرشف من الأصل في 2020-02-11. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-27.
  2. Jane C. Timm (30 مارس 2016). "The 141 Stances Donald Trump Took During His White House Bid". NBC News. مؤرشف من الأصل في 2020-05-13.
  3. Paul، Ron (مارس 2017). "Trump's foreign policy: An Unwise". ج. 36. بروكويست 1870609077. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة) وtemplatestyles stripmarker في |المعرف= في مكان 1 (مساعدة)
  4. Sanger، David E.؛ Haberman، Maggie. "Donald Trump Sets Conditions for Defending NATO Allies Against Attack". The New York Times. ISSN:0362-4331. مؤرشف من الأصل في 2020-04-21. اطلع عليه بتاريخ 2016-07-21.
  5. "Japan-U.S. security alliance not fair, Donald Trump says". The Japan Times. مؤرشف من الأصل في 2017-04-02. اطلع عليه بتاريخ 2015-11-04.
  6. Sharman، John (18 مارس 2017). "Donald Trump says Germany owes US and Nato 'vast sums of money' for defence". The Independent. مؤرشف من الأصل في 2019-07-26. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-23.
  7. "Donald Trump: "I want to make the country great again"". The Kelly File. فوكس نيوز. مايو 21, 2015. مؤرشف من الأصل في يوليو 13, 2016. اطلع عليه بتاريخ مارس 20, 2017.
  8. Trump، Donald (16 يونيو 2015). "Full text: Donald Trump announces a presidential bid". واشنطن بوست. مؤرشف من الأصل في 2015-07-07.
  9. Trump sets record for longest 2016 GOP announcement speech نسخة محفوظة 2015-09-24 على موقع واي باك مشين.. Fox News Channel, June 16, 2015
  10. Cohen، Zachary (26 مارس 2017). "Trump proposes $54 billion defense spending hike". CNN. مؤرشف من الأصل في 2020-04-21. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-27.
  11. Jenna Johnson (17 فبراير 2016). "Trump says 'torture works,' backs waterboarding and 'much worse'". Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2020-03-07.
  12. Jordyn Phelps (22 نوفمبر 2015). "Donald Trump Says He Would Bring Back Waterboarding". ABC News. مؤرشف من الأصل في 2020-01-10.
  13. Jeremy Diamond (6 مارس 2016). "Trump on torture: 'We have to beat the savages'". CNN. مؤرشف من الأصل في 2020-03-24.
  14. Wong، Kristina (27 يناير 2017). "Trump: Mattis's view on torture will 'override'". The Hill. مؤرشف من الأصل في 2019-08-12. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-23.
  15. "ISIS leader killed in daring U.S. raid in Syria, Trump says". POLITICO. مؤرشف من الأصل في 2020-01-20.
  16. Wilkinson، Tracy (26 مارس 2017). "Trump budget slashes State Department, but top U.S. diplomat doesn't object". Los Angeles Times. مؤرشف من الأصل في 2018-07-05. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-27.
  17. Borger، Julian (16 فبراير 2017). "Out of the loop: Rex Tillerson finds state department sidelined by White House". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 2020-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-27.
  18. Solomon، Jay (26 يناير 2017). "Military Brass Fill Donald Trump's National Security Council". وول ستريت جورنال. مؤرشف من الأصل في 2020-02-12. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-25.
  19. Mahanta، Siddhartha (11 يناير 2017). "A Brief Guide to Rex Tillerson's Controversial Foreign Ties". The Atlantic. مؤرشف من الأصل في 2020-04-10. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-27.
  20. Morello، Carol؛ Gearan، Anne (22 فبراير 2017). "In first month of Trump presidency, State Department has been sidelined". Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-27.
  21. "Senior officials". U.S. Department of State. مؤرشف من الأصل في 2020-04-07. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-27.
  22. Graham، David A. (26 يناير 2017). "Trump's Hollowed-Out State Department". The Atlantic. مؤرشف من الأصل في 2019-12-25. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-27.
  23. Kessler، Aaron (18 مارس 2017). "Trump falling far behind in nominating State officials". CNN. مؤرشف من الأصل في 2018-11-06. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-27.
  24. Trump Wields U.S. Economic Might in Struggles With Allies and Adversaries Alike - WSJ نسخة محفوظة 27 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  25. "Poll finds Americans questioning Trump's policies, temperament" (بالإنجليزية). Archived from the original on 2018-10-21. Retrieved 2017-11-13.
  26. Balz, Dan; Guskin, Emily (1 Oct 2017). "Trump foreign policy pronouncements split the Republican Party". Washington Post (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0190-8286. Archived from the original on 2018-12-20. Retrieved 2017-11-13.
  27. "John Bolton: 'We're not afraid to use the word Monroe Doctrine'". 3 مارس 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-04-28. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-04.
  28. "What is the Monroe Doctrine? John Bolton's justification for Trump's push against Maduro". The Washington Post. 4 مارس 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-03-04.
  29. Chalfant، Morgan (12 سبتمبر 2019). "Trump: Bolton 'was holding me back' on Venezuela". ذا هل. مؤرشف من الأصل في 2020-04-16. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-18.
  30. Forgey، Quint (12 سبتمبر 2019). "Trump claims Bolton was 'holding me back!'". بوليتيكو. مؤرشف من الأصل في 2020-04-05. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-18.
  31. U.S.–Argentina relations and the visit of President Mauricio Macri, www.wilsoncenter.com. نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  32. "Message to the Congress on Designating Brazil as a Major Non-NATO Ally". البيت الأبيض. 8 مايو 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-01-26.
  33. "Trump moves to designate Brazil a 'major non-NATO ally'". آر تي أمريكا. 8 مايو 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-12-26.
  34. "Official Twitter of President Jair Bolsonaro" (بالبرتغالية). @jairbolsonaro. 23 May 2019. Archived from the original on 2020-03-19.
  35. "Official Twitter of United States Embassy in Brazil" (بالبرتغالية). @EmbaixadaEUA. 23 May 2019. Archived from the original on 2019-08-15.
  36. "USA Officially Supports Brazil's Candidature to The OECD". Folha de S.Paulo. 24 مايو 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-03-08.
  • أيقونة بوابةبوابة الولايات المتحدة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.