سمك ورقائق بطاطا

السمك والبطاطا، هو طبق من المطبخ الإنجليزي يقدم كطبق رئيسي ساخناً، ويحضّر بقلي السمك والبطاطا. ومن الشائع شراء هذا الطبق سفري من المطاعم.[1][2]

التاريخ

أصبح السمك والبطاطا الوجبة الرئيسية للطبقة العاملة في إنجلترا وذلك نتيجة التطور السريع في ترولة في بحر الشمال,[3] وتطوّر خطوط السكك الحديدية التي تربط الموانئ بالمدن الصناعية الكبرى خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث كانت الأسماك الطازجة تنقل بسرعة إلى المناطق المكتظة بالسكان.[4] كان اليهود الإسبان هم أول من أحضر السمك المقلي إلى إنكلترا،[2] وتعتبر نموذجاً لعنصر السمك المستخدم في الأطباق الرئيسية.[5] في الأصل، كان اليهود الإسبان الذين استقروا في إنجلترا في القرن السابع عشر يعدّون السمك المقلي بطريقة مماثلة لبيسكادو فريتو، حيث يغطّى السمك بالطحين.[6] تغمس الأسماك المغلفة بالطحين أولاً ثم في خليط يتكون من طحين ممزوج بسائل (كالماء أو البيرة). من التعديلات الحديثة التي أضيفت على هذه الوصفة استخدام دقيق الذرة وقد يضاف ماء الصودا بدل البيرة.[7] في 1860، افتتح أول مطعم سمك وبطاطا في لندن بواسطة جوزيف مالين [8] حيث كان يبيع السمك والبطاطا المحضرات على الطريقة اليهودية.[9]

سمك وبطاطا

أما البطاطا المقلية قلياً عميقاً (شرائح أو قطع البطاطا) فلم تظهر في بريطانيا كطبق حتى نفس الفترة تقريباً، يشير قاموس أكسفورد الإنجليزي إلى أن أقرب استخدام لشرائح البطاطا في هذا السياق يعود إلى رواية قصة مدينتين للكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز (نشرت عام 1859): "رقائق بطاطا مقلية ببضع قطرات من زيت مقاوم"،[10][11]) وقد نشأ في المملكة المتحدة، على الرغم من أن محلات بيع المواد الغذائية المقلية كانت شائعة في جميع أنحاء أوروبا. كانت أقدم المحلات التي باعت السمك والبطاطا مزوّدة بالمرافق الأساسية فقط، منها مرجل كبير لطبخ الدهن، يسخّن على نار الفحم. تطورت هذه المحلات لاحقاً لتصبح موحّدة الشكل إلى حد ما، حتى الطعام المقدم كان يُلفّ في ورق، كما كان الزبائن يصطفون طابوراً عند طاولة التجهيز. خلال الحرب العالمية الثانية، كانت وجبة السمك والبطاطا لا تزال إحدى الأطعمة القليلة في المملكة المتحدة التي لا تخضع لقوانين التقنين.[12]

كانت وجبة السمك والبطاطا البريطانية تقدّم في الأصل في أوراق الصحف القديمة، لكن هذه الممارسة أوقفت إلى حدٍ بعيد، حيث أصبح الباعة يستخدمون الورق العادي غير المطبوع وعبوات الكرتون والبلاستيك بدلاً من الجرائد.

الطبخ

القلي

في القلي التقليدي، يستخدم الودك أو شحم الخنزير، لكن تستخدم أيضاً الزيوت النباتية كزيت الفول السوداني (يستغرق هذا الزيت فترة أطول من الزيوت الأخرى قبل أن يبدأ بالاسوداد وإطلاق الدخان). ثمة أقلية من البائعين في شمال إنجلترا واسكتلندا وغالبية البائعين في أيرلندا الشمالية ممن لا يزالون يستخدمون شحم الخنزير لأنه يعطي نكهة مميزة للطبق وهذا يجعل الرقائق المقلية غير مناسبة للنباتيين ولأتباع الديانات التي تحرم أكل الخنزير.

سماكة القطع

سمك وقطع بطاطا مقلية مقدمة مع سلطة كولسلو

تكون رقائق البطاطا الإنجليزية عادةً أكثر سمكاً من البطاطا المقلية على الطريقة الأمريكية والتي تباع في معظم مطاعم الوجبات السريعة، وهذا يعني أن نسبة الدهون تكون أقل في القطع. في المنازل وبعض المطاعم، يعدّ الأمريكيون الرقائق بسماكة أكبر بطريقة أقرب إلى الرقائق الإنجليزية.[13][14]

المراجع

  1. Black، Les (1996). New Ethnicites And Urban Cult. Oxford: Routledge. ص. 15. ISBN:1-85728-251-5.
  2. Alexander، James (18 ديسمبر 2009). "The unlikely origin of fish and chips". BBC News. مؤرشف من الأصل في 2017-08-26. اطلع عليه بتاريخ 2013-07-16.
  3. BBC Radio 4 - Radio 4 in Four, Did fish and chips come from the north of England? نسخة محفوظة 05 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  4. "Fish and chips - A great English tradition". مؤرشف من الأصل في 2008-01-16. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-22.
  5. Hosking، Richard (2007). Eggs in Cookery:Proceedings of the Oxford Symposium of Food and Cookery 2006. United Kingdom: Prospect Books. ص. 183. ISBN:978-1-903018-54-5.
  6. Marks، Gil (1999). The world of Jewish cooking: more than 500 traditional recipes from Alsace to Yemen. Simon & Schuster. ISBN:0-684-83559-2.
  7. Chips in north 'are the best' - Manchester Evening News نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. Rayner، Jay (3 نوفمبر 2005). "Enduring Love". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 2013-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2003-01-19. In 1860 a Jewish immigrant from Eastern Europe called Joseph Malin opened the first business in London's East End selling fried fish alongside chipped potatoes which, until then, had been found only in the Irish potato shops.
  9. "Chip-Shop Fried Fish". The Foods of England Project. مؤرشف من الأصل في 2018-06-15. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-23.
  10. "Chippy smells of chips complaint". BBC News. 7 نوفمبر 2006. مؤرشف من الأصل في 2014-05-18. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-22.
  11. Hegarty، Shane (3 نوفمبر 2009). "How fish and chips enriched a nation". The Irish Times. Dublin, Ireland. ص. 17. مؤرشف من الأصل في 2018-07-23.
  12. "Resources for Learning, Scotland: Rationing". Rls.org.uk. 5 يناير 1998. مؤرشف من الأصل في 2016-03-06. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-22.
  13. "Online recipes". Foodnetwork.com. مؤرشف من الأصل في 2008-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-22.
  14. "More online recipes". Foodnetwork.com. مؤرشف من الأصل في 2008-03-17. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-22.

وصلات خارجية

  • أيقونة بوابةبوابة إنجلترا
  • أيقونة بوابةبوابة المملكة المتحدة
  • أيقونة بوابةبوابة مطاعم وطعام
  • أيقونة بوابةبوابة نيوزيلندا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.