سعد شمس أسرع

سعد شمس أسرع (نحو 80م - 159م): ملك سبأ وذي ريدان، وتعود أصوله إلى ذي جرة من قبيلة ذماري.[1]تولى سعد شمس عرش سبأ بالمشاركة مع ابنه مرثد بعد الملك "وتار يهأمن" حوالي العام 140م، واستمر في الحكم حتى سنة 150م تقريباً، ولدينا تسعة نقوش تؤرخ فترة حكمهما.[2]

سعد شمس أسرع
ملك سبأ
فترة الحكم	(140م - 150م)
وتار يهأمن وهب إل يحز
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد	80م تقريباً
تاريخ الوفاة	159م

سعد شمس أسرع وابنه مرثد يهحمد كلاهما معروفان من قبل وصولهما إلى العرش، من خلال السجلات الأركيولوجية التي تعود إلى عهد الملك إل شرح يحضب الأول، وعهد وتار يهأمن بن إل شرح يحضب في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، وكان سعد شمس وابنه مرثد يعملان لصالح هؤلاء الملوك حين كانا أميران على قبيلتهما ذماري وسماهر من ذي جرة الواقعة أراضيها جنوب شرق صنعاء.[3]

في النص (Ja 568) نرى الملك إل شرح يحضب الأول يتعهد نيابة عن القيلين سعد شمس أسرع وابنه مرثد بتقديم قربان للآلهة من أجل يتولاهما برعايته،[4]ويرى بعض الباحثين أن في ذلك دلالة على تبنيه للقيلين الأب والابن، إذ نيابة الملك عن القيلين في تقديم نذر الآلهة يدل دلالة قوية على متانة العلاقة، وهي العلاقة التي ترتب عليها وصولهما إلى عرش سبأ خلفاً لولده "وتار يهأمن"، وانتسابهم إليه بلقب (سعد شمس أسرع وابنه مرثد يهحمد ملكي سبأ وذي ريدان بني إل شرح يحضب ملك سبأ وذي ريدان). وفي عهد وتار يهأمن، استمرت علاقة القيلين الوثيقة بهذا الملك كما في عهد والده من قبل.[5]وبعد وتار يهأمن، أعتلى القيلين معاً عرش سبأ حوالي العام 140م.

في عام 146م الموافق 72 في تقويم ردمان،[6] شن سعد شمس أسرع حرباً على ممالك حضرموت وقتبان وأوسان وإمارات مضحا وردمان وقادتهم "يدع إيل" ملك حضرموت و"نبط" ملك قتبان ووهب إل يحز أمير ردمان وخولان، واستمرت هذه الحرب حتى عام 150م تقريباً.[7][8]خلال تلك الحرب، استطاع ذمار علي يهبر الوصول إلى عرش سبأ برضى القبائل الارستقراطية في سبأ، ويحتمل أن ذلك قد حدث نتيجة انحياز أقيال سبأ إلى بني ذو ريدان رغبة منهم في الخلاص من ويلات الحرب، وقبول حكم بني ذو ريدان قد ترتب عليه تخلي سعد شمس وابنه عن حكم سبأ.[9]ومن المثير للاهتمام رضى بعض قبائل المرتفعات، مثل: قبيلة حملان من إتحاد سمعي الذي نجد أميرها رب شمس نمران من بني بتع يقدم الولاء والطاعة إلى ذمار علي يهبر ملك سبأ وذي ريدان.[10]

فيما بين سنة (150م - و155م)، كانت أراضي سبأ تحت سيطرة الملك ذمار علي يهبر ملك سبأ وذي ريدان.[11][12]وخلال سيطرته على مأرب، قام ذمار علي يهبر بشن حرب على ممالك حضرموت وقتبان، ويشير أحد النقوش إلى أن حرباً اندلعت من جديد في سنة 81 في تقويم ردمان الموافق 155م.[13]ويظهر من نص آخر (Gr 209) أن ذمار علي يهبر وإلى جانبه سعد شمس أسرع في إتحاد سبئي- ريداني شنوا حرباً ضد قبائل المرتفعات وزعيمهم وهب إل يحز الذي أعلن من مقره في ريام أنه ملك سبأ أيضاً بدعم قبيلته ردمان وخولان وقبائل المرتفعات السبئية الارستقراطية "بنو بتع" و"سخيم" و"معقر" وقبائل أخرى سقط اسمها بسبب كسر وتلف في النقش.[14]ومما يتصل بالنص السابق، نص آخر موسوم بـ (al-Ḥadāʾ 2017-1) يشير إلى حرب بين ذمار علي يهبر وخصمه الملك وهب إل يحز مؤرخ سنة بضع وستين ومئتين بتقويم حمير الموافق سنة بضع وخمسين ومئة للميلاد.[15]

في فترة ما، فيما بين سنة (156م و159م)، انتهت تلك الحرب الشاملة، بتحكيم زعيم همدان يريم أيمن بين الأطراف المتحاربة ملوك سبأ وذو ريدان وقتبان وحضرموت (CIH 315).[16]وكان نتيجة التحكيم اختفاء مملكتي أوسان وقتبان، وعودة مملكة سبأ يرأسها أمراء قبائل المرتفعات الغربية.