رسالة الحقوق
رسالة الحقوق وهي عبارة عن مجموعة بنود كتبها الإمام علي بن الحسين حفيد علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله في الإسلام إثر مقتل والده الحسين بن علي في واقعة الطف بكربلاء تحتوي على البنود التالية:
رسالة الحقوق | |
---|---|
المؤلف | علي زين العابدين |
اللغة | العربية |
النوع الأدبي | رسالة مكتوبة |
جزء من سلسلة مقالات حول |
الشيعة |
---|
بوابة الشيعة |
مصادر الرسالة
ورد النص الكامل لرسالة في مصادر روائية متقدمة، منها:[1]
- أوردها الشيخ الصدوق في ثلاثةٍ من كتبه، هي: من لا يحضره الفقيه والخصال، والأمالي.
- وأوردها ابن شعبة الحراني، في «تحف العقول عن آل الرسول».
- ونقلها سيد بن طاووس في كتابه فلاح السائل، عن كتاب رسائل الأئمة للشيخ الكليني.
- كما روى الرسالة النجاشي في رجاله بإسناده إلى الإمام زين العابدين.
أهميتها
هذه الرسالة تعتبر أوّل رسالة قانونية جامعة دوّنت في التأريخ البشري، وهي من الذخائر النفيسة الذي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإنسان وحقوقه كلّها وتشتمل على شبكة علاقات الإنسان الثلاثة، مع ربِّه ونفسِه ومجتمعه.وترسم حدود العلائق والواجبات بين الإنسان وجميع ما يحيط به.[2] ويقول الأديب باقر شريف القرشي، حول هذه الرسالة: «من المؤّلفات المهمّة في دنيا الإسلام» رسالة الحقوق «للإمام زين العابدين، فقد وضعت المناهج الحيّة لسلوك الإنسان، وتطوير حياته، وبناء حضارته، على أسس تتوافر فيها جميع عوامل الاستقرار النّفسي.» [3]
ففي الواقع أنّ رسالة الحقوق تقدّم صورة كاملة وشاملة عن حقيقة الدين الإسلامي وتمثل دائرة معارف إسلامية كبرى من حيث تعدد جوانبها وتنوع مضامينها وهذا التنوّع والغنى الفكري أكسب هذه الرسالة موقعاً متميزاً في التراث الإسلامي.[4]
محتوى الرسالة
رسالة الحقوق، تشتمل علي خمسين مادة، وهي حقوق عامّة وخاصّة، وهذه الحقوق هي:[5]
- حقوق الله عزّ وجلّ.
- حقوق الجوارح:
- حق اللسان،
- حق السمع،
- حق البصر،
- حق اليد،
- حق الرجل،
- حق البطن،
- حق الفرج.
- حقوق الأفعال:
- حق الصلاة،
- حق الحج،
- حق الصوم،
- حق الصدقة،
- حق الهدي.
- حقوق الأئمَّة:
- حق سائسك بالسلطان،
- حق سائسك بالعلم،
- حق سائسك بالملك.
- حقوق الرعية:
- حق الرعية،
- حق الرعية بالسلطان،
- حق الرعية بملك اليمين،
- حق الزوجة.
- حقوق الرّحم:
- حق أمك،
- حق أبيك،
- حق ولدك،
- حق أخيك.
- حقوق الآخرين:
- حق المنعم على مولاه،
- حق المولى الجارية عليه نعمتك،
- حق ذي المعروف،
- حق المؤذن،
- حق الإمام في الصلاة،
- حق الجليس،
- حق الجار،
- حق الصاحب،
- حق الشريك،
- حق المال،
- حق الغريم الطالب،
- حق الخليط،
- حق الخصم،
- حق الخصم المدعي عليك،
- حق الخصم المدعى عليه.
- حق المستشير،
- حق المشير،
- حق المستنصح،
- حق الناصح،
- حق الكبير،
- حق الصغير،
- حق السائل،
- حق المسؤول،
- حق من سرك الله به وعلى يديه،
- حق من ساءك القضاء على يديه بقول أو فعل،
- حق أهل ملتك عامة،
- حق الذمة.
مقتطفات من الرسالة
يبدأ علي بن الحسين رسالته بتأكيد علي حق الله الذي أوجبه الله على الناس:
إعْلَــــمْ رَحِـــــمَكَ اللهُ أَنَّ للهِ عَلَيْكَ حُــــقُوقًا مُحِيطَةً بكَ فِي كـُلِّ حَرَكَة تَحَرَّكْتَهَا، أَوْ سَكَـــــنَة سَكَنْتَهَا، أَوْ مَنْزِلَة نَزَلْتَهَا، أَوْ جَارِحَة قَلَّبْتَهَا وَآلَةٍ تَصَرَّفْتَ بهَا، بَعْضُهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْض...فأَمَّا حَقُّ اللهِ الأَكْبَرُ فَإنَّكَ تَعْبُدُهُ لا تُشْرِكُ بهِ شَيْئاً، فَإذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بإخلاص جَعَلَ لَكَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَكفِيَكَ أَمْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَحْفَظَ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْهَما.
و من حق الجار:
وَأمّــا حَقُّ الجَارِ فَحِفْظُهُ غَائِبًا وَكَرَامَتُهُ شَاهِدًا ونُصْرَتُهُ وَمَعُونتُهُ فِي الحَـالَينِ جَمِيعــاً.8 لا تَتَّبعْ لَهُ عَوْرَةً ولا تَبحَثْ لَهُ عَنْ سَوْءَ(ة) لِتَعْرِفَهَــــــــــا، فَإنْ عَرَفْتَهَــــــا مِنْهُ عَنْ غَيْرِ إرَادَة مِنْكَ وَلا تَكَلُّف كُنْتَ لِمَــــا عَلِمْتَ حِصْنـــاً حَصِينـــاً وَسِتْرًا سَــــــــــــتِيرًا، لَوْ بَحَثتِ الأَسِنَّةُ عَنْهُ ضَمِيرًا لَمْ تَتَّصِلْ إلَيْه لانطِوَائِهِ عَلَيهِ. لا تَسْــتَمِعْ عَلَيهِ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَـــمُ. لا تُسَلِّمْهُ عِنْدَ شَـــــــــــديدَة، ولا تَحْسُدْهُ عِنْـــــــــــدَ نِعْمَة. تُقِيلُ عَثْرَتهُ وتَغْفِرْ زَلَّتَـــــــــهُ. ولا تَدَّخِرْ حِلْمَكَ عَنْهُ إذَا جَهِلَ عَلَيْــــــــــــــــــكَ، ولا تَخرُجْ أَنْ تَكُونَ سُلَّمًا لَهُ. تَرُدُّ عَنهُ لِسَانَ الشَّتِيمَةِ، وَتُبْطِلُ فِيهِ كَيْدَ حَـــــــــــامِلِ النَّصِيحَةِ، وَتُعَــــــاشِرَهُ مُعَاشَرَةً كَرِيمَةً. وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا باللهِ.
ويختم رسالته الحقوقية بحقوق أهل الذمّة، الذين اختلفوا في دينهم وآرائهم ومرجعياتهم الفكرية، فلهم الحرية أن يعملوا حسب شريعتهم؛ كما يقول السيد زين العابدين:
وَأمّا حَقُّ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَالحُكْمُ فِيهِمْ أَنْ تَقبَلَ مِنْهُمْ مَا قَبِلَ اللهُ، وَتَفِي بمَا جَعَلَ اللهُ لَهُمْ مِنْ ذِمَّتِهِ وَعَهْدِهِ وَتكِلُهُمْ إلَيهِ فِيمَا طَلبُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأُجْبرُِوا عَلَيْهِ وَتحْكُمَ فِيهِمْ بمَا حَكَمَ اللهُ بهِ عَلَى نفْسِكَ فِيمَا جَرَى بَيْنَكَ (وَبيْنَهمْ) مِنْ مُعَامَلَة وَلْيَكُنْ بَينَكَ وَبيْنَ ظُلْمِهِمْ مِنْ رِعَايَةِ ذِمَّةِ اللَّهِ وَالْوَفَاءِ بعَهْدِهِ وَعَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - حَائِلٌ فَإنَّهُ بَلَغَنَا أنَّهُ قَالَ "مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا كُنْتُ خَصْمَهُ" فَاتَّقِ اللَّهَ. ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ.
شروح الكتاب
كتبت شروح كثيرة لهذه الرسالة منها:
طالع أيضاًً
مراجع
- رسالة الحقوق ،من موقع مركز أبحاث العقائدية. نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- رسالة الحقوق ، من موقع الشيخ حسين انصاريان،2014-11-08 نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- كتاب حياة الإمام زين العابدين،باقر شريف القرشي الجزء:2 ،صفحة:219.
- رسالة الحقوق.. الأثر الخالد، تأملات فکریة معاصرة فی حقوق الانسان ،صالح،نبیل علی؛مجلة: المنهاج ،رقم:31، صفحة:300. الحقوق&score=17.64711&rownumber=4 نسخة محفوظة 22 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
- رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ،من موقع شبکة المعارف الإسلامية. نسخة محفوظة 16 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- شرح رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه السلام - مكتبة نرجس PDF نسخة محفوظة 24 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- :: المقاومة الاسلامية - الشيخ قاسم وقع كتاب "في رحاب رسالة الحقوق": جريمة اسطول الحرية عنوان جديد لسقوط الكيان الغاصب وجرائمه :: نسخة محفوظة 09 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.