دو بويز

وليام إدوارد بورغاردت دو بويز (بالإنجليزية: William Edward Burghardt Du Bois) (23 شباط 1868 - 27 آب 1963) هو عالم اجتماع وناشط سياسي أميركي من أصول افريقية، من أهم دعاة الحقوق المدنية والمهتمين بشؤون السود في مطلع القرن العشرين. وُلد في غريت بارينغتون في ولاية ماساتشوستس. أتيحت له نشأة في مجتمع متسامح نسبياٌ ومتكامل. تخرّج من جامعة هارفارد وكان أول أميركي إفريقي يحصل على الدكتوراه. أصبح أستاذ التاريخ وعلم الاجتماع والاقتصاد في جامعة أتلانتا، وهو أحد مؤسسي الرابطة الوطنية لتحسين أوضاع المواطنين الملونين (NAACP) منذ عام 1909.

دو بويز
(بالإنجليزية: William Edward Burghardt Du Bois)‏ 

معلومات شخصية
الميلاد 23 فبراير 1868(1868-02-23)
مقاطعة بيركشاير
الوفاة 27 أغسطس 1963 (95 سنة)
أكرا
الإقامة أتلانتا
غانا
برلين 
مواطنة الولايات المتحدة
غانا (1961–)[1] 
العرق أمريكي أفريقي [2] 
عضو في الأكاديمية الألمانية للعلوم في برلين،  والأكاديمية المجرية للعلوم،  وألفا فاي ألفا ،  والرابطة الوطنية للنهوض بالملونين،  والأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب 
الزوجة شيرلي غراهام دو بوا (1951–)[3] 
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة هارفارد
مشرف الدكتوراه ألبرت بوشنل هارت 
المهنة مؤرخ[4]،  وروائي،  وفيلسوف،  وكاتب[4]،  وعالم اجتماع[4]،  وعامل اجتماعي،  وناشط حقوقي،  ومصور،  وشاعر،  وكاتب سير ذاتية،  وصحفي الرأي،  ومدرس[4]،  وصحفي[4]،  ومؤرخ الفن[5]،  واقتصادي 
الحزب الحزب الاشتراكي الأمريكي 
اللغة الأم الإنجليزية 
اللغات الإنجليزية 
مجال العمل حقوق مدنية 
موظف في ذا نيو سكول،  وجامعة جورجيا،  وجامعة بنسيلفانيا،  وجامعة كلارك أتلانتا 
الجوائز
قلادة سبينغارن
جائزة لينين للسلام
التوقيع
المواقع
IMDB صفحته على IMDB 

برز دو بويز في الساحة الوطنية كزعيم لحركة النيغرو (أي الزنوج)، وهي عبارة عن مجموعة من النشطان الأميركان الأفارقة الذين طالبوا بحق المساواة للسود. عارض دو بويز وأنصاره تسوية أتلانتا (وهي اتفاقية وُضعت من قبل بوكرت ت. واشنطن تنصّ علي أن يعمل ويخضع الجنوبيون السود إلي حكم البيض، بينما يضمن لهم البيض التعليم الأساسي والفرص الاقتصادية. عوضاً عن ذلك أصرّ دو بويز علي الحقوق المدنية كاملة وعلى زيادة التمثيل السياسي، واعتقد أن ذلك سيتحقق عن طريق نخبة من المفكرين الأميركيين الأفارقة، وقد أشار لهذه النخبة باسم «العُشر الموهوب» واعتقد أن الأميركيين الأفارقة بحاجة لفرص تعليم متقدم لكي يطوروا قياداتهم.

العنصرية كانت الهدف الأساسى في مجادلات دو بويز، وقد عارض بشدة الإعدام بدون محاكمة، وقوانين جيم كرو والتمييز في الدراسة والتوظيف. شملت قضيته الأشخاص الملونين في كل مكان، وبخاصة الأفارقة والآسيويين ومقاومتهم ضد الاستعمار والإمبريالية. كان دو بويز يؤيد لـالوحدة الإفريقية (pan-Afticanism) وساعد في تأسيس عدة هيئات تشريعية مؤيدة للوحدة لتحرير المستعمرات الأفريقية من القوي الأوربية.

جال دو بويز في رحلات متعددة الي أوروبا وإفريقيا وآسيا. بعد الحرب العالمية الأولى قام ببحث عن خبرات الجنود الأميركيين السود في فرنسا، وقام بتوثيق التعصب الأعمى المنتشر في جيش الولايات المتحدة.

كان دو بويز مؤلفاً غزيراً، وقد كان كتابه التجميعي لمقالاته أرواح الشعب الأسود عملاً أساسياً في الأدب الإفريقي-الأميركي؛ وفي أعظم إبداع له عام 1935 إعادة الإعمار والسود في أميركا تحدى المعتقد التقليدي السائد علي أن السود هم المسؤولون عن فشل عصر إعادة الإعمار (ما بعد الحرب الأهلية الأميركية). كذلك كتب دو بويس أول دراسة سوسيولوجية علمية، وقد نشر ثلاث سير ذاتية في كل منها مقالات بصيرة في علم الاجتماع والتاريخ والسياسة. وكمحرر لجريدة الأزمة (ذا كرايسس) التابعة للرابطة (NAACP) قام بنشر العديد من القطع المؤثرة. آمن دو بويز بأن الرأسمالية كانت سبب العنصرية الأساسي، وقد كان متعاطفاً مع قضايا الاشتراكية طوال حياته، وناشط سلام متحمساً ومؤيداً لنزع السلاح النووي. وقد جسد «قانون الحقوق المدنية» التابع للولايات المتحدة العديد من الإصلاحات التي كان يدعمها دو بويز طوال حياته، وقد شُرعت بعد عام من وفاته.

بدايه حياته

كنيسة كنغريغاشنل في غريت بارينغتون، التي عاش بها دو بويز طفولته... جمع أعضاء الكنيسة التبرعات لدفع رسوم تعليم دو بويز في الجامعة.[6]

ولد وليام إدوارد بورغاردت دو بويز في 23 شباط 1868 في غريت بارينغتون في ولاية ماساتشوستس الأميركية، من ألفريد وماري سيلفنيا (ابنة بورغاردت) دو بويز.[7] تُعَد عائلة ماري سيلفينيا بورغاردت جزءاً صغيراً جداً من السكان السود الأحرار في منطقة غريت بارينغتون، وقد تملكوا أراضي في الولاية لمدة طويلة؛ وهي تنحدر من أسلاف هولندية وإفريقية وإنكليزية.[8] ينتمي وليام دو بويز من جهه الأم إلي الجد الأكبر توم بورغاردت، وهو عبد (ولد في غرب أفريقيا حوالي 1730) احتجزه المستعمر الهولندي كوبراد بورغاردت. خدم توم لفترة وجيزة في الجيش الأوروبي خلال حرب الاستقلال الأمريكية، وقد يكون حصل على حريته خلالها.[9] جاك بورغاردت نجل توم هو والد أوثيللو بورغاردت، والد ماري سيلفينا بورغاردت.[9]

كان الجد الأكبر لدو بويز من جهه الأب من أصول فرنسية، يدعى جامس دو بويز، من بوكيبسي في ولاية نيويورك. أنجب العديد من الأطفال الذين عانوا من عبودية عشيقاته.[10] ألكسندر كان واحداً من أبناء جيمس دو بويز، من سلالة مختلطة. سافر إلي هايتي وأنجب ابناً يدعي ألفريد من عشيقة له هناك.[11] أنتقل ألفريد إلى الولايات المتحدة في وقت ما قبل 1867 في هاوستونيك بولاية ماساتشوستس[11]، ثم هجر ألفريد ماري في 1870، أي بعد عامين من ولادة ويليام.[12] عملت والدة ويليام لتدعم أسرتها (تلقت بعض المساعدات من إخوتها وجيرانها) إلى أن أصيبت بالسكتة الدماغية في أوائل الثمانينات من القرن التاسع عشر وتوفيت عام 1885.[13]

تعامل المجتمع الأساس الأوربي الأميركي في بارينغتون مع دو بويز معاملة حسنة عموماً. فقد درس بالمدارس المحلية العامة، ولعب مع زملائه البيض. ومع ذلك فقد تعرض لعنصرية في ذلك الوقت ستكون واحدة من الموضوعات التي سيكتب عنها لاحقاَ في رشده. شجّع المعلمون نشاطه الفكري وقادته تجربته المثمرة في الدراسات الأكاديمية إلي إيمانه بإمكانية استخدام علمه في دعم وتمكين الأفارقة الأميركيين.[14] عندما قرر دو بويز الالتحاق بالجامعة تبرعت كنيسة كنغريجاشنل، التي عاش بها طفولته في غريت بارينغتون، بالأموال اللازمة لدعم تعليمه.[15]

التعليم الجامعي

واجه دو بويز قانون جيم كرو للفصل بين البيض والسود لأول مرة حينما درس في جامعة فيسك في ولاية تينيسي.[16]

اعتماداً علي الأموال التي تبرع بها جيرانه، درس دو بويز في جامعة فيسك، وهي كلية تاريخياً للسود في ناشفيل، تينيسي بين 1888 و1885.[17] كانت أولى تجارب دو بويز مع العنصرية الجنوبية حين سافر وانتقل للعيش في الجنوب، فهي تضم قوانين جيم كرو للفصل بين البيض والسود، وفيها تعصب أعمى وحالات إعدام بدون محاكمة.[18] بعد حصوله علي درجة بكالوريوس من جامعة فيسك، درس في جامعة هارفارد (التي لم تقبل بالمواد الدراسية المعتمدة من جامعة فيسك) بين 1888-1890، حيث تأثر بشدة بأستاذه ويليام جيمس وبدوره البارز في الفلسفة الأمريكية.[19] اعتمد دو بويز خلال دراسته لمدة ثلاث سنوات في جامعة هارفارد علي العمل الصيفي والأموال التي ورثها والمنح الدراسية والقروض التي قدمها له أصدقائه لدفع رسوم الجامعة. في 1890 كرّمت هارفارد دو بويز إثر حصوله على البكالوريوس للمرة الثانية، وذلك في مجال التاريخ وبرتبة امتياز.[20] 1891 حصل دو بويز علي منحة دراسية للالتحاق بالدراسات العليا في علم الاجتماع في جامعة هارفارد.[21]

في عام 1892، تلقي دو بويز درجة الزمالة من صندوق جون سلاتر لتعليم العبيد المعتوقين لحضور جامعة برلين للعمل في الدراسات العليا.[22] وبينما كان طالب برلين، سافر إلى جميع أنحاء أوروبا. عاش دو بويز في عصر المثقفين في العاصمة الألمانية، حينما كان يدرس في هذه البلدة مع بعض أبرز علماء الاجتماع ومن بينهم غوستاف]] فون سكموللير وأدولف فاغنر وهاينريش فون ترايتشكه[[.[23] وبعد عودته من أوروبا أنهى دو بويز الدراسات العليا عام 1895 وكان أول أميركي من أصول إفريقية يحصل علي شهادة دكتوراه من جامعة هارفارد.[24]

ويلبرفورس وجامعة بنسلفانيا

"بيني وبين العالم الآخر هناك دوماً سؤال غير مسؤول: ما هو شعور أن تكون مشكلة؟ يشعر المرء دائماً بأنه اثنان، أميركي وزنجي، روحان، فكران، كفاحان غير متصالحين، مثالان متقاتلان في جسد واحد مظلم، جسد وحدها قوته العنيدة تحميه من التمزّق إرباً. لن يؤفرق أميركا، لأن أميركا لديها الكثير لتعلّمه للعالم وإفريقيا. ولن يبيّض روحه السوداء في فيض التأمرك، لأنه يعلم أن الدم الزنجي لديه رسالة للعالم. هو ببساطة يتمنى أن يكون ممكناً للإنسان أن يكون زنجياً وأميركياً معاً، دون أن يلعنه من حوله أو يبصقوا عليه، ودون أن يرى أبواب الفرص مغلقة بشراسة في وجهه طوال الوقت." —Du Bois, "Strivings of the Negro People", 1897"[25]

في صيف 1893، تلقى دو بويز العديد من فرص العمل، تشمل فرصة عمل في معهد توسكيجي المرموق؛ ولكنه وافق على وظيفة التدريس في جامعة ويلبرفورس في ولاية أوهايو.[26] تأثر دو بويز في ويلبرفورس بشدة بألكسندر كروميل، الذي يؤمن بأن الأفكار والأخلاق هم الأدوات اللازمة للتأثير في التغيير الاجتماعي.[27] أثناء تواجده بويلبرفورس، تزوج دو بويز واحدة من طلابه، ديبو نيانا جومر، في 12 أيار عام 1896.[28]

بعد قضاء عامين في ويلبرفورس، قبل دو بويز وظيفة لمدة عام من الأبحاث بجامعة بنسلفانيا كمُساعد في علم الاجتماع عام 1896.[29] كان يقوم بالأبحاث الميدانية الاجتماعية في أحياء فيلادلفيا ذات التواجد الإفريقي، والتي شكلت الأساس في عمله الدراسي البارز. بعد عامين من التدريس نشرت جامعة أتلانتا له كتاب زنوج فلادلفيا الذي يعتبر الحالة الأولى في دراسة المجتمع الأسود.[30]

عام 1897، بينما كان يحضر دو بويز أكاديمية للزنوج، رفض طلب فريدريك دوغلاس من الأميركان السود أن يندمجوا في المجتمع الأبيض. وكتب «نحن الزنوج، إرادة السلالة التاريخية الشاسعة التي نامت من فجر الخليقة، ولكنها نصف يقظة في غابات وطنه الإفريقية المُظلمة».[31] في آب 1897 نشر دو بويز في مجلة أتلانتا الشهيرة «نضال الشعب الأسود»، ووجّه أول عمل له إلى عامة الشعب، حيث توسعت نظريته القائلة بوجوب احتضان الأميركان الأفارقة لتراثهم.[32]

جامعه أتلانتا

وليام بورغاردت دو بويز في عام 1904

في تموز 1897 غادر دو بويز فيلادلفيا ليصبح أستاذ التاريخ والاقتصاد في جامعة أتلانتا السوداء تاريخياً.[33] كان أول إنجاز أكاديمي له هو نشر فلادلفيا الزنوج عام 1899، وهي دراسة اجتماعية مفصلة وشاملة للأفارقة الأميركان الذين يعيشون في فيلادلفيا، استناداً على العمل الميداني الذي قام به في 1896-1897. حقق عمله طفرة في المنح الدراسية، لأنها كانت أول دراسة اجتماعية علمية في الولايات المتحدة، وكذلك أول دراسة علمية من الأميركان الأفارقة.[34] في هذه الدراسة استخدم دو بويز مصطلح «العشر المغمور» (لوصف الطبقة الدنيا الفقيرة بين السود) ومصطلح «العشر الموهوب» (لوصف طبقة النخبة في المجتمع الأسود) وهو المصطلح الذي رُوّج له عام 1903.[35] عكست مصطلحات دو بويز رأيه في نخبة هذة الأمة، من البيض والسود، وكان الطرف النقدي في المجتمع المسؤول عن الثقافة والتقدم. رفض دو بويز في كتاباته في هذا العصر وصف الطبقة الدنيا بأوصاف مثل «كسول» أو «غير موثوق به»، بل (بخلاف علماء غيره) أرجع الكثير من مشكلات المجتمع إلى ويلات الرق.[36]

كانت نتائج دو بويز في جامعة أتلانتا مذهلة، حيث على الرغم من الميزانية المحدودة إلا إنه أنتج العديد من الأبحاث في علم الاجتماع، كما استضاف مؤتمر أتلانتا السنوي لمشاكل الزنوج[37]، وتلقى دو بويز منحة من الحكومة الأميركية لإعداد تقارير عن الطبقة العاملة وثقافة الأميركان الأفارقة.[38] اعتبره طلابه معلماً بارعاً غير أنه متحفظ وصارم.[39]

بوكر تليفور واشنطن وتسوية أتلانتا

خلال العقد الأول من القرن الجديد، برز دور دو بويز كمتحدث باسم سلالته (الأفرو-أميركنز)، وجاء بوكر تليفور واشنطن في المرتبة الثانية بعد دو بويز.[40] كان بوكر ت. واشنطن مدير مؤسسة توسكيجي، وكان لها تأثير كبير في المجتمع الأميركي[41]، وقد كان المدبر الحقيقي في تسوية أتلانتا، وهي اتفاقية غير مكتوبة عُقدت عام 1895 مع القادة الجنوبيين الذين استولوا علي الحكومة بعد فشل حكومة «إعادة الإعمار». نصّت هذة الاتفاقية علي أن السود الجنوبيين الذين يعانون من التمييز والتفرقة والحرمان من حقوق التصويت وعدم الانتماء إلى نقابة العمال، أن على البيض الجنوبيين السماح لهم بحقوق التعليم الأساسي وببعض الفرص الاقتصادية وبالعدالة في حدود النظام القانوني، وأن يستثمر بيض الشمال وشركات الجنوب في صندوق دعم تعليم السود.[42]

رفض العديد من الأميركان الأفارقة أتفاقية بوكر واشنطن، ومن ضمنهم دو بويز وأرشيبالد غريم وكيلي ميلر وجيمس ويلدون جونسون وبول لورنس دنبار، والذين يمثلون الطبقة المثقفة من السود الذين لاحقاً أَطلق عليهم دو بويز مصطلح «العشر الموهوب».[43] رأى دو بويز أنه ينبغي على الأميركان الأفارقة النضال من أجل المساواة في الحقوق بدلاً من أن يخضعوا بشكل سلبي للتفرقة وللتمييز في اتفاقية بوكر واشنطن («تسوية أتلانتا»).[44]

كان إعدام سام هوس (Sam Hos) الذي طُبّق عليه بدون محاكمة بالقرب من أتلانتا عام 1899، هو الحدث الذي ألهم دو بويز المزيد من النضال.[45] تعرض هاوس للتعذيب والحرق والإعدام من قبل حشد مكوّن من ألفي شخص أبيض وذلك حينما تحدث مع محرر صحيفة بالنظر من خلال تسوية أتلانتا لمناقشة حالات الإعدام بدون محاكمة. انصدم دو بويز بحادث هوس الذي حُرق في استعراض أمام العامة. كان الحادث بمثابة محفّز لدو بويز، فعزم علي أنه «لا يمكن أن يعيش مواطن حياة هادئة ومشاعره باردة، ويعيش المثقفون في عزلة، بينما يعاني الزنوج الإعدام والحرق والجوع».[46] رأى دو بويز أن «العلاج لن يتم عن طريق مواجهة الناس بالحقيقة فقط، بل حثهم على العمل على الحقيقة».[47]

في 1901، نشر دو بويز نقده لكتاب بوكر واشنطن الخروج من الرق[48]، والذي اتسع نطاق نشره ونُشرت لجمهور أكبر (مثل مقالة «السيد بوكر تليفو واشنطن» وغيرها من مقالات جُمعت في كتاب «أرواح الشعب الأسود»).[49] واحد من التناقضات الرئيسية بين الزعيمين كان منهجهم في التعليم: واشنطن كان يرى أن تقتصر مدارس الأميركان الأفارقة على تعليم مهني من مهارات الزراعة والميكانيكية[50]، بينما رأى دو بويز أنه ينبغي على مدارس السود أن تقدم مناهج الأدب والفنون (تضم المناهج الكلاسيكية والفنون والعلوم الإنسانية)، وهذا لأن ساحة الفنون المتحررة في حاجة شديدة لتطوير نخبة من القيادات.[51]

حركة نياغرا

مؤسسو حركة نياغرا عام 1905. يجلس دو بويز في الصف الثاني ويرتدي قبعه بيضاء.

عام 1905، اجتمع دو بويز والعديد من النشطاء الحقوقيين من الأميركان الأفارقة (من بينهم فردريك ماكغي وجيسي ماكس باربر ووليام مونرو تروتر) في كندا بالقرب من شلالات نياغارا [52]، وكتبوا هناك بياناً لمبادئ معارضة تسوية أتلانتا، وأطلقوا عليها اسم «حركة نياغرا» عام 1906.[53] أراد دو بويو وأعضاء «حركة نياغرا» نشر مبادئهم للأميركان-الأفارقة. ولكن معظم الصحف الدورية للسود كانت ملك ناشرين متعاطفين مع بوكر واشنطن، ولهذا اشترى دو بويز مكنة طباعة وبدأ بنشر صحيفة أسبوعية تحت عنوان القمر يتضح (Moon Illustrated) في كانون الأول 1905.[53] كانت هذة أول صحيفة مصورة للأميركان الأفارقة، واستخدمها دو بويز لمهاجمة موقف خصمه بوكر واشنطن، ولكن استمرت هذه الصحيفة لمدة ثمانية أشهر فقط.[54] وفي أسرع وقت قام دو بويز بتأسيس وتحرير صحيفة أخرى لينشر بها هجومه، صحيفة حدود اللون التي صدر عددها الأول عام 1907.[55]

عقد أعضاء حركة نياعرا المؤتمر الثاني في آب 1906، احتفالاً بعيد ميلاد جون براون المائة، وذلك في ساحة «غارة براون» في هاربرز فيري.[54] تحدث ريفيردي كاسيوس رانسوم وأوضح حقيقة الهدف الرئيسي وراء اتفاقية واشنطن وهو توفير فرص عمل للسود: «يوجد اليوم فئتان من السود تقفان على مفترق طرق... تقدم أحد المحامين بدعوي لتعرض مريض إلى الأهانة والإذلال... الفئة الأخرى تعتقد أنه لا ينبغي أن تخضع للإذلال والإهانة أو للبقاء في مكانة متدنية... لا يؤمنون بمقايضة القوة والشجاعة من أجل الربح».[56]

أرواح الشعب الأسود (كتاب)

غلاف كتاب أرواح الشعب الأسود، الطبعة الثانية.

في محاولة لتصوير عبقرية وإنسانية الجنس الأسود، نشر دو بويز كتاب أرواح الشعب الأسود (وهو مجموعة من 14 مقال) عام 1903.[57] كان تأثير هذا الكتاب على الأميركان الأفارقة، وفقاً لجيمس ويلدون جونسون، مشابهاً لتأثير كتاب كوخ العم توم.[58] أعلن دو بويز في مقدمة الكتاب الشهيرة أن «مشكلة القرن العشرين هي مشكلة حد اللون».[59] في بداية كل فصل وضع اقتباسان، واحدة من شعر البيض وواحدة من الحياة الروحية للسود، وذلك كدليل على المساواة الفكرية والثقافية بين ثقافة البيض والسود.[60] كانت الفكرة الرئيسية للكتاب هي الوعي المزدوج الذي يواجه الأميركان الأفارقة: مكانتك كمواطن أميركي أسود تعتبر هوية فريدة من نوعها، وفقاً للويس، ففي الماضي كانت عائقاً ولكن في المستقبل يمكن أن تكون مصدر قوة: «من الآن فصاعداً يمكن تصور مصير الجنس الأسود كروّاد ليس للانصهار ولا للعزلة ولكن ليكونوا دائماً فخورين بالهوية المزدوجة».[61]

العنف العنصري

الصفحة الأولي بجريدة فرنسية نشرت في تشرين الأول 1906، صورة لاعتداء البيض على السود في أحداث الشغب التي وقعت في أتلانتا.

في خريف 1906، حدثت نكبتان صدمت الأميركان الأفارقة وساعدت دو بويز علي نضاله الحقوقي والتغلّب علي تسوية بوكر واشنطن. الأولى أن الرئيس تيدي روزفلت أقال 167 جندي من منصبهم لاتهامهم بأرتكاب جرائم في قضية براونزفيل. وقد خدم هؤلاء الجنود (الموقوفون) لمدة 20 عاماً وكانو قد اقتربوا من التقاعد.[62] الحديث الثاني كان في أيلول، حيث نشبت أعمال شغب في أتلانتا واندفعت الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة باتهام الرجال السود بالاعتداء علي النساء البيض، وتفاقمت هذة التوترات بين الأعراق التي نشأت نتيجة لنقص فرص العمل وأصحاب البزنس الذين يتلاعبون بالعمال السود ضد العمال البيض.[63] اقتحم عشرة آلاف شخص من البيض مدينة أتلانتا، واعتدوا علي كل شخص أسود تمكنو من العثور عليه، مما أدى لموت أكثر من 25 أسود.[64] عقب أحداث العنف تلك، 1906، حث دو بويز السود علي سحب دعمهم من الحزب الجمهوري، وذلك لأن ثيودور روزفلت وويليام هوارد تافت الجمهوريين لم يقفوا إلى جانب الضحايا السود. وكان معظم األأميركان الأفارقة موالين للحزب الجمهوري منذ عهد أبراهام لينكون.[65]

كتب دو بويز مقالاً في أتلانتا جزم فيه أن أحداث الشغب أظهرت بوضوح مدى فشل تسوية أتلانتا، لأنها على الرغم من هدفها فشلت في تحقيق العدالة القانونية للسود.[66] لم تعد تسوية أتلانتا فعالة، وفقاً للمؤرخ ديفيد لويس، لأن ملاك المزارع الأرستقراطيين البيض الذين وافقوا على التسوية في البداية تم استبدالهم برجال أعمال عدائيين حرضوا السود ضد البيض.[66] كانت هاتان الحادثتان نقطة تحول في مجتمع الأميركان الأفارقة، وأدت لسقوط أتفاقية واشنطن المسمّاة «تسوية أتلانتا» وتصعيد نظرية دو بويز وهي المساواة في الحقوق.[67]

عمله الأكاديمي

بالإضافة لكتابة المقالات الافتتاحية، أستأنف دو بويز إنتاج الكتابات الأدبية في جامعة أتلانتا. عام 1909، وبعد خمس سنوات من العمل، تمكن دو بويز من نشر السيرة الذاتية لجون براون، والتي تحتوي على العديد من الحقائق ولكنها أيضاً تتضمن بعض الأخطاء.[68] تم نقد العمل بقوة من قبل صحيفة ذا نيشن، التي كانت ملكاً لأوزوالد فيلارد، المؤلف الذي نافس دو بويز في كتابة السيرة الذاتية لجون براون.[69] تجاهل الأدباء البيض عمل دو بويز بشكل كبير.[69] ثم بعد نشر دو بويز لمقالة في صحيفة كولير يشير فيها إلى نهاية «سيادة البيض»، أصبح من الصعب بعد ذلك حصوله على موافقة من الصحف الكبرى ليكتب بها عموداً أو مقالاً، ورغم ذلك استمر في نشر وكتابة عمود بشكل منتظم في صحيفة الأفق (هورايزن).[70]

""قيل لنا: كن ملائماً ومناسباً والطرق مفتوحة أمامك. الآن سبل التقدم في الجيش والأسطول والخدمة المدنية وحتى في البزنس والحياة المهنية ما تزال جميعها مغلقة بشكل مستمر للمتقدّمين السود ذوي الملائمة والمناسبة المؤكدة، ببساطة لأسباب عنصرية ولونية صريحة." —[71] Du Bois, Address at Fourth Niagara conference", 1908

كان دو بويز أول أميركي إفريقي يتلقى دعوة من المنظمة الأمريكية للتأريخ (American History Association, AHA) ليقدم نظريته في مؤتمر المنظمة السنوي. في كانون الأول 1959 ألقى دو بويز ورقته بعنوان «إعادة الإعمار وفوائده»، وأذهل جميع الحضور في مؤتمر المنظمة.[72] كانت نظرية دو بويز ضد تيار المنظمة الأمريكية التاريخية، الذين رأوا أن إعادة الإعمار كانت كارثة بسبب كسل وفشل السود، وعلي العكس أكد دو بويز على الفائدة التي حققتها القيادة الأفروأميركية خلال فترة قصيرة وذلك عبر ثلاثة أهداف: الديمقراطية والمدارس المجانية العامة والقوانين الاجتماعية الجديدة[73]، كما أكدت كلمات دو بويز على فشل الحكومة الفدرالية في إدارة وكالة فريدمان في تقسيم وتوزيع الأراضي، وإنشاء نظام تعليمي، وبهذا الفشل قُضي على توقعات وأمال الأمريكيين الأفارقة في الجنوب.[73] عندما قدم دو بويز نظريتة مكتوبة لينشرها بعد بضعة أشهر في الصحيفة الرسمية لـAHA، طلب طباعة كلمة "negro" (أي زنجي) بحرف أول كبير: Negro. رفض المحرر فرانكلين جيمسون ونشر الصحيفة دون طباعة كلمة نيغرو كما طلب صاحب العمل[72]، ثم تجاهل أعضاء المنظمة البيض كلمات دو بويز فيما بعد.[73] تطورت كلمات دو بويز لاحقاً إلى عمله الأدبي عام 1935 حيث أصدار كتاب السود يعيدون الإعمار[72]، وعرض فيه للنهج الذي اتبعه أهل الجنوب السود لإعادة الإعمار بعد هزيمة الحرب الأهلية الأميركية، كما سلط الضوء على النهج الأقتصادي للوصول إلي إعادة الإعمار. لم تدعُ المنظمة التاريخية الأمريكية AHA متحدثاً أميركياً إفريقياً مرة أخرى حتي عام 1940.[74]

العودة إلى أتلانتا

لم يكن دو بويز علي علاقة طيبة مع والتر فرانسيس وايت، رئيس الجمعية الوطنية لنحسين أوضاع الملونين NAACP منذ عام 1931.[75] كانت تلك الصراعات والضغوط المالية الناتجة عن الأزمة الأقتصادية العظمى أدت للصراع على رئاسة صحيفة الأزمة.[76] قلق دو بويز على خسارة منصبه كمحرر للجريدة، واستقال من الصحيفة وقبل بمنصب أكاديمي في جامعة أتلانتا في أوائل 1933.[77] عام 1934 نما الخلاف مع الجمعية الوطنية لتحسين أوضاع الملونين NAACP عندما عكس دو بويز موقفه من التمييز، مشيراً إلى أنهم منفصلون ولكنهم متساوون، وكان هذا هدفاً مقبولاً للأميركان الأفارقة.[78] ذُهل قادة NAACP وطلبوا من دو بويز سحب هذا التصريح، لكنة رفض. وأدى هذا الخلاف إلى استقالة دو بويز من NAACP تماماً.[79]

بعد وصوله إلى وظيفته الجديدة كأستاذ في جامعة أتلانتا، كتب دو بويز سلسلة من المقالات الداعمة للماركسية في العموم. لم يكن دو بويز من المؤيدين والمناصرين لنقابات العمال أو للحزب الشيوعي، لكنه رأى أن تفسير ماركس العلمي للمجتمع والاقتصاد صالح لشرح وضع الأميركان الأفارقة في الولايات المتحدة[80]، كما ضرب إلحاد ماركس على وتر حساس مع دو بويز، الذي انتقد بصورة روتينية كنائس السود لتبلّد حساسيتها من العنصرية.[81] في كتابات دو بويز عام 1933، كان هناك تبنّي للاشتراكية، لكن مع تأكيد أنه «لا يوجد أساس مشترك بين العمال الملونين والعمال البيض»، وقد كان موقفاً مثيراً حيث كان له جذور لم تعجب دو بويز في نقابات العمال الأميركية، التي استبعدت العمال الأفارقة بشكل منتظم منذ عقود.[82] لم يدعم دو بويز الحزب الشيوعي الأميركي ولم يصوت لمرشحه في الانتخابات الرئاسية عام 1923، رغم وضعه كأميركي إفريقي على البطاقة الأنتخابية (رمز يدل على دعمة للأمريكان الأفارقة).[83]

السود يعيدوا التشييد في أمريكا" كتاب

عندما عاد دو بويز إلي الوسط الأكاديمي، كان دو بويز قادر على أستئناف دراسته في إعادة التشييد، وهو موضوع الورقة 1910 التي قدمها إلى الجمعية التاريخية الأمريكية.[84] في عام 1935 نشر إبداعه، كتاب «السود يعيدوا التشييد في أمريكا».[85] عرض في المقدمة، حسب كلمات المؤرخ ديفيد ليفيرينج لويس، أن «أعتراف السود المفاجأ بأن المواطنة في بيئة من العداء الوحشي، برزت الإرادة الرائعة والذكاء بالأضافة إلى انها برزت الكسل والجمود والجهل المتأصل منذ ثلاثة قرون من العبودية».[86] وثق دو بويز كيف لعبت شخصيات من السود دور محوري في الحرب الأهلية الأمريكية وفي إعادة التشييد، كما أظهرت أيضاً كيفية إتمام تحالفات مع السياسيين البيض. قدم دو بويز أدلة تثبت أن الحكومة الأتلافية التي أنشئت التعليم العام في الجنوب، وكذلك أنشئت العديد من برامج الخدمات الاجتماعية اللازمة. شرح الكتاب الطرق التي تحرر بها السود من العبودية والعتق - جوهر إعادة التشييد - روج لإعادة هيكلة جذرية للمجتمع في الولايات المتحدة، وكذلك كيف ولماذا فشلت البلاد في مواصلة تقديم الدعم للسود ليحصلو علي حقوقهم المدنية في أعقاب إعادة التشييد.[87]

تتعارض رسالة الكتاب مع التفسير الأرثوذكسي لمفهوم إعادة التشييد التي أحتفظ بها المؤرخيين البيض، تجاهل المؤرخيين من التيار السائد هذا الكتاب حتى عام 1960.[88] بعد ذلك، برغم من أشتعال الأتجاة «التنقيحي» (هو شكل معدل ومنقح للماركسية وتختلف عن المركسية التقليدية في أنها تعتقد أن الأنتقال من الرأسمالية إلى الأشتراكية لا يحتاج إلى أستعمال العنف) في علم التأرخ لإعادة التشييد، والتي شجعت السود على البحث عن الحرية والتغييرات الجذرية في تلك الحقبة السياسية.[89][90] مع حلول القرن الحادي والعشرين، كان السود الذين أعادو التشييد يدركون على نطاق واسع «النص التأسيسي للتنقيحية الأمريكية الأفريقية في علم التأرخ».[91]

في عام 1932، تم أختيار دو بويز من قبل العديد من المؤسسات الخيرية - بما في ذلك صندوق فيلبس ستوكس ومؤسسة كارنغي في نيويورك ومجلس التعليم العام - ليتولى منصب مدير التحرير للموسوعة المقترحة الخاصة بشؤن الزنوج، وقد عمل وأهتم بهذا العمل لمدة 30 عاماً.[92] بعد عدة سنوات من التخطيط والتنظيم، ألغت المؤسسات الخيرية المشروع في عام 1938, بسبب أعتقد بعض أعضاء المجلس أن دو بويز منحاز للغاية لكي يقدم موسوعة هادفة.[93]

رحلة حول العالم

في عام 1936 قام دو بويز برحلة حول العالم، شملت هذة الرحلة زيارات إلى ألمانيا النازية والصين واليابان.[94] وفي أثناء رحلتة في ألمانيا، علق دو بويز علي معاملتة بحرارة وأحترام،[95] ولكن عند عودتة إلى الولايات المتحدة أعرب عن أزدواجية وتناقض النظام النازي.[95] كما أعرب عن أعجابة بتحسين النازية للأقتصاد الألماني، لكنه شعر بالفزع بسبب معاملة النازية للأمة اليهودية، والتي وصفها بأنها «هجوم على الحضارة، والتي يمكن مقارنتها فقط بأهوال محاكم التفتيش الإسبانية وتجارة العبيد الأفارقة».[96]

عقب أنتصار اليابان في الحرب الروسية اليابانية في عام 1905، أصبح دو بويز معجباً جداً بتزايد قوة الإمبراطورية اليابان. كما رأى أن انتصار اليابان علي الإمبراطورية الروسية مثال علي أمكانية انتصار الشعوب الملونة على الشعوب البيضاء.[97] سافر ممثل اليابان عن «عمليات الدعايا للزنوج» إلى الولايات المتحدة (وهي محاولة لتفاقم التوترات العرقية في الولايات المتحدة،[98] خططت اليابان لهذة العمليات ورتبتها في ثلاثة خطوات،[98] الأولي جمع معلومات عن نضال الزنوج في الولايات المتحدة، والثانية أستخدما سجناء الحرب السود في الدعايا، أما الخطوة الثالثة والأهم أستخدم البث الأذاعي \الراديو علي الموجة القصيرة،[98] ومن خلالها التركيز علي أذاعة الأحداث الجديدة التي تنطوي تحت مسمي العنصرية وبث الدعايا للتوترات العرقية في الولايات المتحدة.[99][100]) مابين عام 1920 وعام 1930، حيث أجتمع مع دو بويز وكشف عن أنطباع الأمبراطورية اليابانية القاطعة للسياسات العنصرية. في عام 1936، رتب السفير اليباني لدو بويز ومجموعة صغيرة من الأكادميين رحلة إلى اليابان.[101]

الحرب العالمية الثانية

عارض دو بويز تدخل الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، لأنة يعتقد أن قوة الصين واليابان نشأت من قبضة وسيطرة أمبريالية البيض (الشعوب البيضاء), كما رأى أن شن الحرب ضد اليابان بمثابة فرصة للبيض لأعادة نفوذهم في آسيا.[102] كانت خطة الحكومة للأمريكان الأفارقة في الجيش كارثة كبيرة لدو بويز: تقتصر نسبة السود على 5.8 في المائة من الجيش، حددت الحكومة هذة النسبة لكي لا يكون هناك وحدات قتالة من الأمريكان الأفارقة - تقريبا القيود نفسها كما حدث في الحرب العالمية الأولى.[103] هدد السود بتحويل دعمهم لخضم الرئيس فرانكلين روزفلت في الأنتخابات في عام 1940, لذلك عين روزفلت عدد قليل من السود في المناصب القيادية في الجيش.[104] نشرت «داسك اوف داون», السيرة الذاتية الثانية لدو بويز عام 1940.[105] يشير العنوان إلى أمال دو بويز في مرور الأمريكان الأفارقة من ظلمات العنصرية إلى عصر بية مزيد من المساواة.[106] كان هذا العمل مقسم إلىجزء لليرة الذاتية، وجزء للتاريخ، وجزء للرسالة الاجتماعية.[107] وصف دو بويز هذا الكتاب «السيرة الذاتية لمفهوم العرق... توضيح وتضخيم وتشوية مما لا شك فية في أفكاري وأفعالي... وهكذا في كل الأوقات حياتي مهمة لحياة كل الرجل».[108]

روابط خارجية

المراجع

  1. "W.E.B. Du Bois: A Biography" (بالإنجليزية الأمريكية). Q1868795. 2009. p. 312. ISBN:978-0-8050-8769-7. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |مسار= غير موجود أو فارع (help)
  2. BlackPast.org (بالإنجليزية), QID:Q30049687
  3. Emmanuel Sampath Nelson, ed. (2000). African American Authors, 1745-1945: A Bio-Bibliographical Critical Sourcebook (بالإنجليزية). Westport: Greenwood Press. p. 121,123. ISBN:0-313-30910-8. LCCN:99-32527. OCLC:470720393. OL:10419884M. QID:Q99114975.
  4. أرشيف الفنون الجميلة، QID:Q10855166
  5. Dictionary of Art Historians (بالإنجليزية), QID:Q17166797
  6. Horne, p. 7.
  7. .Lewis, p. 11
  8. .Lewis, pp. 14–15.
  9. Lewis, p. 13
  10. Lewis, p. 17.
  11. Lewis, p. 18
  12. Lewis, p. 21. Du Bois suggests that Mary's family drove Alfred away.
  13. Rabaka, Reiland (2007), W.E.B. Du Bois and the Problems of the Twenty-first Century: An Essay on Africana Critical Theory, Lexington Books, p. 165. Lewis, pp. 29–30.
  14. Lewis, pp. 27–44.
  15. Cebula, Tim, "Great Barrington", in Young, p. 91. Horne, p. 7. Lewis, pp. 39–40.
  16. Lomotey, Kofi (2009), Encyclopedia of African American education, Volume 1, SAGE, p. 230.
  17. Lewis, Catharine, "Fisk University", in Young, p. 81.
  18. Lewis, pp. 56–57.
  19. Lewis, pp. 72–78.
  20. Lewis, pp. 69–80 (degree); p. 69 (funding); p. 82 (inheritance). Du Bois was the sixth African American to be admitted to Harvard.
  21. Lewis, p. 82.
  22. Lewis, p. 90.
  23. Lewis, pp. 98–103.
  24. Williams, Yvonne, "Harvard", in Young, p. 99. His dissertation was The Suppression of the African Slave Trade to the United States of America, 1638–1870.
  25. Quoted by Lewis, pp. 143–145.
  26. Gibson, Todd, "University of Pennsylvania", in Young, p. 210. Lewis, p. 111.
  27. Lewis, pp. 118, 120.
  28. Lewis, p. 126. Nina Gomer Du Bois did not play a significant role in Du Bois's activism or career (see Lewis, pp. 135, 152–154, 232, 287–290 296–301, 404–406, 522–525, 628–630).
  29. Lewis, pp. 128–129. Du Bois resented never receiving an offer for a teaching position at Penn.
  30. Horne, pp. 23–24.
  31. Lewis, p. 123. The paper he presented was titled The Conservation of Races.
  32. Lewis, pp. 143–144.
  33. Horne, p. 26. Lewis, pp. 143, 155.
  34. Donaldson, Shawn, "The Philadelphia Negro", in Young, p. 165.
  35. Lewis, p. 148
  36. Lewis, pp. 140, 148 (underclass), 141 (slavery).
  37. Lewis, pp. 158–160.
  38. Lewis, pp. 161, 235 (Department of Labor); p. 141 (Bureau of Labor Statistics).
  39. Lewis, p. 157.
  40. Lewis, p. 161.
  41. Lewis, pp. 179–180, 189.
  42. Harlan, Louis R. (2006), "A Black Leader in the Age of Jim Crow", in The racial politics of Booker T. Washington, Donald Cunnigen, Rutledge M. Dennis, Myrtle Gonza Glascoe (Eds.), Emerald Group Publishing, p. 26. Lewis, pp. 180–181. Logan, Rayford Whittingham (1997), The betrayal of the Negro, from Rutherford B. Hayes to Woodrow Wilson, Da Capo Press, pp. 275–313.
  43. Harlan, Louis R. (1986), Booker T. Washington: the wizard of Tuskegee, 1901–1915, Oxford University Press, pp. 71–120. Croce, Paul, "Accommodation versus Struggle", in Young, pp. 1–3. Du Bois popularized the term "talented tenth" in a 1903 essay, but he was not the first to use it.
  44. Croce, Paul, "Accommodation versus Struggle", in Young, pp. 1–3.
  45. Lewis, p. 162.
  46. Lewis, p. 163, Du Bois quoted by Lewis.
  47. Lewis, p. 162, Du Bois quoted by Lewis.
  48. Lewis, p. 184.
  49. Lewis, pp. 199–200.
  50. Lomotey, pp. 354–355.
  51. Lomotey, pp. 355–356.
  52. Lewis, pp. 215–216.
  53. Lewis, pp. 218–219.
  54. Lewis, p. 220.
  55. Lewis, pp. 227–228. The Horizon lasted until 1910, when The Crisis began publication.
  56. Ransom quoted by Lewis, p. 222.
  57. Gibson, Todd, "The Souls of Black Folk", in Young, p. 198. Lewis, p. 191.
  58. Lewis, p. 191.
  59. Lewis, p. 192. Du Bois quoted by Lewis.
  60. Gibson, Todd, "The Souls of Black Folk", in Young, p. 198.
  61. Lewis, pp. 194–195.
  62. Lewis, p. 223.
  63. Lewis, p. 224.
  64. Lewis, pp. 224–225.
  65. Lewis, p. 229.
  66. Lewis, p. 226.
  67. Lewis, pp. 223–224, 230.
  68. Lewis, p. 238. VendeCreek, Drew, "John Brown", in Young, pp. 32–33.
  69. Lewis, p. 240.
  70. Lewis, p. 244 (Colliers). Lewis, p. 249 (Horizon).
  71. Quoted by Lewis, p. 230. Conference was in Oberlin, Ohio.
  72. Lewis, p. 252.
  73. Lewis, p. 251.
  74. Lewis, David, "Beyond Exclusivity: Writing Race, Class, Gender into U.S. History", date unknown, New York University, Silver Dialogues series.
  75. Horne،pp. 143–144. Lewis, pp. 535، 547.
  76. Lewis, p. 544.
  77. Lewis, p. 545.
  78. Lewis, pp. 569–570.
  79. Lewis, p. 573.
  80. Lewis, p. 549.
  81. Lewis, pp. 549–550. Lewis states that Du Bois sometimes praised African-American spirituality, but not clergy or churches.
  82. King, Richard H. (2004), Race, culture, and the intellectuals, 1940–1970, Woodrow Wilson Center Press, pp. 43–44. Lewis, p. 551.
  83. Lewis, p. 553. The person on the ticket was James W. Ford, running for vice president.
  84. Lemert, Charles C. (2002)، Dark thoughts: race and the eclipse of society،Psychology Press, pp. 227–229.
  85. Lewis, pp. 576–583. Aptheker, Herbert (1989), The literary legacy of W.E.B. Du Bois, Kraus International Publications, p. 211 (Du Bois called the work his "magnum opus").
  86. Lewis, p. 586.
  87. Lewis, pp. 583–586.
  88. Lewis, pp. 585–590 (thorough)، pp. 583، 593 (ignored).
  89. Foner, Eric (1982-12-01). "Reconstruction Revisited". Reviews in American History 10 (4): 82–100 [83]. doi:10.2307/2701820. ISSN 0048-7511. Retrieved 2012-02-25.
  90. "During the civil rights era, however, it became apparent that Du Bois's scholarship, despite some limitations, had been ahead of its time." Campbell, James M.; Rebecca J. Fraser, Peter C. Mancall (2008-10-11). Reconstruction: People and Perspectives. ABC-CLIO. p. xx. ISBN 978-1-59884-021-6.
  91. "W. E. B. Du Bois’s (1935/1998) Black Reconstruction in America, 1860–1880 is commonly regarded as the foundational text of revisionist African American historiography." Bilbija, Marina (2011-09-01). "Democracy’s New Song". The ANNALS of the American Academy of Political and Social Science 637 (1): 64–77. doi:10.1177/0002716211407153. ISSN 1552-3349 0002-7162, 1552-3349. Retrieved 2012-02-25.
  92. Lewis, pp. 611، 618 (30 years).
  93. Braley, Mark, "Encyclopedia Projects"، in Young, pp. 73–78. Braley summarizes Du Bois's lifelong quest to create an encyclopedia.
  94. Lewis, p. 600.
  95. Lewis, p. 600. Zacharasiewicz, Waldemar (2007), Images of Germany in American literature, University of Iowa Press, p. 120.
  96. Jefferson, Alphine, "Antisemitism", in Young, p. 10. Du Bois quoted by Lewis, David (1995), W. E. B. Du Bois: A Reader, p. 81. Original Du Bois source: Pittsburgh Courier, 19 December 1936.
  97. Lewis, p. 597.
  98. Masaharu, Sato, and Barak Kushner (1999). "'Negro propaganda operations’: Japan’s short-wave radio broadcasts for world war II black Americans.” Historical Journal of Film, Radio and Television 19(1), 5-26.
  99. Menefee, Selden C. (1943) “Japan’s psychological war.” Social Forces 21(4), 425-436.
  100. Padover, Saul K. (1943) “Japanese race propaganda.” The Public Opinion Quarterly 7(2), 191-204.
  101. Gallicchio, Marc S. (18 September 2000), The African American encounter with Japan and China: Black internationalism in Asia, 1895–1945, University of North Carolina Press, p. 104, ISBN 978-0-8078-2559-4, OCLC 43334134
  102. Lewis, pp. 631–632.
  103. Lewis, p. 633. The military later changed its policy, and units such as the Tuskegee Airmen saw combat.
  104. Lewis, p. 634.
  105. Horne, p. 144.
  106. Lewis, p. 637.
  107. Mostern, Kenneth, "Dusk of Dawn", in Young, pp. 65–66.
  108. Du Bois quoted by Lewis, p. 637.
  • أيقونة بوابةبوابة أدب أمريكي
  • أيقونة بوابةبوابة أعلام
  • أيقونة بوابةبوابة اشتراكية
  • أيقونة بوابةبوابة الأمريكيتان
  • أيقونة بوابةبوابة السياسة
  • أيقونة بوابةبوابة المرأة
  • أيقونة بوابةبوابة المسيحية
  • أيقونة بوابةبوابة الولايات المتحدة
  • أيقونة بوابةبوابة حقوق الإنسان
  • أيقونة بوابةبوابة شيوعية
  • أيقونة بوابةبوابة علم الاجتماع
  • أيقونة بوابةبوابة فرنسا
  • أيقونة بوابةبوابة فلسفة
  • أيقونة بوابةبوابة مجتمع
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.