حرقوص بن زهير السعدي
حرقوص بن زهير السعدي أو ذو الخويصرة التميمي[1] هو الذي اعترض على تقسيم النبي للغنائم وقال له «اعدل»، كانت له صحبة مع رسول الله. وفي أثناء حروب المسلمين مع الفرس كتب عتبة بن غزوان إلى عمر بن الخطاب يطلب منه المدد والعون، فأمد عمر عتبة وأمد المسلمين بحرقوص بن زهير السعدي يرجع نسبه لقبيلة بني تميم.[1]
حرقوص بن زهير السعدي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الوفاة | 38 هـ - 658م |
الحياة العملية | |
المهنة | فارس |
وأمره على القتال وعلى ما غلب عليه، فاقتتل المسلمون والهرمزان فانهزم الهرمزان وفتح حرقوص سوق الأهواز ونزل بها، وله أثر كبير في قتال الهرمزان. وبقي حرقوص إلى أيام علي. وشهد معه معركة صفين ثم صار من الخوارج، ومن أشدهم على علي بن أبي طالب.[2]
موقفه مع النبي
اعترض ذو الخويصرة على تقسيم النبي الرسول محمد للغنائم، فعن أَبَي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : [3]
بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا ، أَتَاهُ ذُو الخُوَيْصِرَةِ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ ، فَقَالَ : وَيْلَكَ ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ . فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ؟ فَقَالَ : دَعْهُ ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ ، - وَهُوَ قِدْحُهُ - ، فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، قَدْ سَبَقَ الفَرْثَ وَالدَّمَ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ ، أَوْ مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ. | ||
—صحيح البخاري – كتاب المناقب – باب علامات النبوة في الإسلام – حديث رقم 3445 |
موقفه في معركة النهروان
موقف حرقوص بن زهير مع علي بن أبي طالب :
لما بعث علي أبا موسى ومن معه من الجيش إلى دومة الجندل اشتد أمر الخوارج وبالغوا في النكير على علي وصرحوا بكفره، فجاء إليه رجلان منهم وهما: زرعة بن البرج الطائي وحرقوص بن زهير السعدي، فقالا: لا حكم إلا لله، فقال علي: لا حكم إلا لله، فقال له حرقوص: تُب من خطيئتك واذهب بنا إلى عدونا حتى نقاتلهم حتى نلقى ربنا، فقال علي: قد أردتكم على ذلك فأبيتم، وقد كتبنا بيننا وبين القوم عهودًا، وقد قال الله تعالى:﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ٩١﴾ [النحل:91].
فقال له حرقوص: ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه، فقال علي: ما هو بذنب ولكنه عجز من الرأي وقد تقدمت إليكم فيما كان منه ونهيتكم عنه، فقال له زرعة بن البرج: أما والله يا علي لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله لأقاتلنك أطلب بذلك رحمة الله ورضوانه، فقال علي: تبًّا لك ما أشقاك كأني بك قتيلاً تسقى عليك الريح، فقال: وددت أن قد كان ذلك، فقال له علي: إنك لو كنت محقًّا كان في الموت تعزية عن الدنيا، ولكن الشيطان قد استهواكم فخرجا من عنده يحكمان وفشا فيهم ذلك، وجاهروا به الناس وتعرضوا لعلي في خطبه وأسمعوه السب والشتم والتعريض بآيات من القرآن، وذلك أن عليًّا قام خطيبًا في بعض الجمع فذكر أمر الخوارج فذمه وعابه، فقام جماعة منهم كل يقول: لا حكم إلا لله، وقام رجل منهم وهو واضع إصبعه في أذنيه يقول: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، {الزمر: 65}, فجعل علي يقلب يديه هكذا وهكذا وهو على المنبر ويقول: حكم الله ننتظر فيكم ثم قال: إن لكم علينا أن لا نمنعكم مساجدنا ما لم تخرجوا علينا ولا نمنعكم نصيبكم من هذا الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا.
وقال أبو مخنف: عن عبد الملك عن أبي حرة أن عليًّا لما بعث أبا موسى لإنفاذ الحكومة اجتمع الخوارج في منزل عبد الله بن وهب الراسبي فخطبهم خطبة بليغة زهدهم في هذه الدنيا ورغبهم في الآخرة والجنة وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم قال: فاخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظالم أهلها إلى جانب هذا السواد إلى بعض كور الجبال أو بعض هذه المدائن منكرين لهذه الأحكام الجائرة، ثم قام حرقوص بن زهير فقال بعد حمد الله والثناء عليه: إن المتاع بهذه الدنيا قليل وإن الفراق لها وشيك فلا يدعونكم زينتها أو بهجتها إلى المقام بها ولا تلتفت بكم عن طلب الحق وإنكار الظلم, {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}، {النحل: 128}.[4][5]
وفاته
بقي حرقوص إلى أيام علي وشهد معه صفين، ثم صار من الخوارج ومن أشدهم على علي بن أبي طالب, وكان مع الخوارج لما قاتلهم علي فقتل يومئذ سنة سبع وثلاثين[6] وقتله حبيش بن ربيعة أبو المغيرة.[7]
مراجع
- الزركلي، خير الدين (1980). "ذو الخُوَيْصرة". موسوعة الأعلام. موسوعة شبكة المعرفة الريفية. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2018. اطلع عليه بتاريخ 21 تشرين الأول 2012.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - البداية والنهايةجزء 1 – صفحة 251
- أسد الغابة: جزء 1 - صفحة 341
- البداية والنهاية: جزء 7 - صفحة 285
- ابن كثير. "البداية والنهاية -- خروج الخوارج من الكوفة ومبارزتهم عليا - ويكي مصدر". ar.wikisource.org. مؤرشف من الأصل في 2014-12-26. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-01.
- البداية والنهاية: جزء 7 - صفحة 83
- تاريخ دمشق: جزء 12 - صفحة 320
- بوابة أعلام
- بوابة الإسلام
- بوابة التاريخ
- بوابة التاريخ الإسلامي
- بوابة محمد