حاملة طائرات محمولة جوا

حاملة الطائرات المحمولة جواً نوع من طائرات السفن الأم التي يمكنها حمل وإطلاق واسترداد ودعم طائرات طفيلية أخرى أصغر منها حجمًا.[1]

أطلق نوع وحيد من هذه الطائرات، التي كانت مناطيد تابعة للقوات البحرية الأمريكية في ثلاثينيات القرن العشرين، كما عدَّل الاتحاد السوفييتي طائرات لتستخدم في هذا الدور بنسب نجاح متفاوتة قبيل بداية الحرب العالمية الثانية.

وُظف هذا النوع من المركبات في العديد من الأعمال الفنية كطائرة الهيليكارير في عالم مارفل.

حاملات الطائرات المنطادية

تم إجراء تجارب لإطلاق الطائرات من المناطيد في بريطانيا بهدف حمايتها أثناء مهامها العملياتية خلال شهر يوليو 1917. أجريت التجارب عبر ربط طائرات سوب ويث كامل من منطاد تابع للجيش البريطاني وإطلاقها بدون طيار قبل أن يتم إطلاق الطائرات من المناطيد بقيادة طيارين بنجاح.[2]

أدت هذه التجارب إلى تطوير تصور فني سنة 1924 تم فيه العمل على تصميم منطاد يحمل خمس طائرات مقاتلة للاستخدام العسكري، غير أن هذا المشروع قد ألغي ليتم التركيز على إنهاء العمل في مشاريع المناطيد المدنية القائمة.[3]

فئة أكرون

إطلاق طائرة كونسوليديت N2Y من منطاد آكرون

بُني منطادان من الفئة أكرون هما المنطاد أكرون والمنطاد ماكون للقيام بمهام الاستطلاع للقوات البحرية الأمريكية وتشغيلهما بين عامي 1931 و 1935. بعد تجارب إطلاق واستعادة طائرات صغيرة باستخدام المنطاد يو إس إس لوس آنجلوس، تم تصميم المنطادين أكرون وماكون بمهاجع طائرات داخلية قادرة على إيواء عدد من طائرات كورتيس إف 9 سي سباروهاوك ذات الجناحين. تمت عملية إطلاق وإستعادة الطائرات باستخدام آلية "أرجوحة".[4]

كما أن طول هذين المنطادين البالغ 785 قدم (239 م)، جعل أكرون وماكون من بين أكبر الأجسام الطائرة في العالم، كما أنهما لا يزالان يحملان الرقم القياسي العالمي في حجم المناطيد المعبأة بغاز الهيليوم، بينما كانا أقصر بما يقرب من 20 قدم (6.1 م) من المنطاد الألماني هيندنبورغ المعبأ بالهيدروجين.

طارت حاملة الطائرات أكرون لأول مرة في 8 أغسطس 1931 وتبعهتها الحاملة ماكون في 21 أبريل 1933. وبدأت طائرات سباروهوك المقاتلة بالتحليق من المناطيد في سبتمبر 1932. دمرت الحاملة أكرون في عاصفة بتاريخ 4 أبريل 1933 وماكون في حادثة أخرى 12 فبراير 1935.[5][6]

خلال فترة خدمة حاملة الطائرات أكرون المليئة بالحوادث و التي استمرت 18 شهرًا تم إستخدامها كحاملة طائرات محمولة جواً لإطلاق واستعادة طائرات مقاتلة من طراز F9C سبارو هوك. دُمرت حاملة الطائرات أكرون في عاصفة رعدية قبالة سواحل نيو جيرسي في صباح 4 أبريل 1933 ، مما أسفر عن مقتل 73 من أفراد طاقمها البالغ عددهم 76 وركابها. كان هذا الحادث أكبر خسارة في الأرواح لأي حادث تحطم منطاد.[7]

صُممت ماكون لحمل طائرات طفيليّة مزدوجة الجناح : خمسة من طراز كيرتس F9C سبارو هوك ذات المقعد الواحد للاستكشاف أو طائرتين من طراز كونسوليديت N2Y-1 ذات المقعدين لأغراض التدريب. بقي هذا المنطاد كحاملة طائرات في الخدمة لمدة تقل عن سنتين حيث أصيب سنة 1935 بأضرار نتيجة لعاصفة قبل أن يتحطم قبالة ساحل بيج سور في كاليفورنيا. وعلى الرغم من إنقاذ معظم أفراد الطاقم، تم إدراج الحطام باسم "USS Macon Airship Remains" في السجل الوطني الأمريكي للأماكن التاريخية .

مشروع زفينو

أقيم مشروع زفينو في الاتحاد السوفيتي خلال الثلاثينيات من القرن العشرين. تألف المشروع من طائرة توبوليف تي بي 1 أو طائرة توبوليف تي بي 3 كطائرة أم ومن طائرتين مقاتلتين إلى 5 طائرات مقاتلة حسب نوع الطائرة الأم. أقلعت المقاتلات كجزء من الطائرة الأم غالبا إلا أنه كان من الممكن أن تنضم للطائرة الأم أثناء الطيران.[8]

اشتمل النموذج النهائي للمشروع على قاذفة من طراز تي بي 3 وطائرتين مقاتلتين من طراز بوليكاربوف آي 16 كل منهما مسلح بقنبلتين من وزن 250 كجم. لستخدم هذا النموذج مع نتائج جيدة في الهجوم على أهداف داخل رومانيا في المراحل الأولى من الحرب العالمية الثانية، كما شارك سرب من هذه الطائرات في تدمير جسر على نهر الدنيبر بعد استيلاء القوات الألمانية عليه.[9]

لوكهيد CL-1201

أجرت شركة لوكهيد الأمريكية في أواخر ستينيات القرن العشرين دراسة لإنتاج طائرة نقل عملاقة تعمل بالطاقة الذرية. أطلق على المشروع إسم لوكهيد CL-1201. بلغ طول الجناح في التصميم 1,120 قدم (340 م)، من ضمن الطرازات التي تم طرحها في الدراسة حاملة طائرات محمولة جواً تنقل ما يصل إلى 22 طائرة مقاتلة تحت أجنحتها.[10]

كونفير B-36

في خمسينيات القرن العشرين تمت دراسة تحويل القاذفة الاستراتيجية B-36 إلى حاملة طائرات محمولة جواً مع سرب من أربع مقاتلات طفيلية من طراز ماكدونيل دوغلاس F-85 غوبلن.[11] تم تصميم هذا النموذج ليقوم بتزويد المقاتلات بالوقود وإعادة تسليحها أثناء الطيران، كما تصورت هذه الدراسة أن يتم إطلاق المقاتلات واستعادتها على هيكل يشبه الأرجوحة مثل هيكل أكرون وماكون. لم يتم تعديل أي طائرة B-36 لحمل طائرات F-85، غير أن طائرة من طراز بي 29 عدلت لإطلاق طائرتين من طراز F-86 كنموذج مبدئي.

حاملة الطائرات بوينج 747 المحمولة جوا

Silhouette diagram of 747 airborne aircraft carrier aircraft
مخطط مقطعي لحاملة الطائرات من بوينغ 747 يظهر مهجع الطائرات و عملية الإطلاق والاسترجاع وتزويد الطائرات بالوقود

اقترحت شركة بوينغ تعديل طائرة بوينغ 747 لتصبح حاملة طائرات محمولة جواً. لم يبرح هذا الاقتراح طاولة التصميم.

أجرت شركة بوينغ دراسة لتحديد إمكانية بناء حاملة طائرات محمولة جواً كجزء من عقد مدفوع من قبل سلاح الجو الأمريكي. تصورت الدراسة قيام المركبة الأم بنقل وإطلاق ما يصل إلى 10 طائرات من طراز بوينغ 985-121 وإستعادتها وإعادة تسليحها وتموينها بالوقود جوا. اعتقدت شركة بوينغ أن هذه الطائرة ستكونمنصة نقل مرنة وسريعة ذات امتداد عالمي ، لا سيما في حالة عدم توفر القواعد الجوية أو حاملات الطائرات التقليدية.

تم دراسة تعديل طائرة بوينغ 747-200 ولوكهيد سي 5 لدراسة المشروع قبل أن استبعاد طائرة لوكهيد نظرا لموقع جناحها المرتفع. كما تضمنت الدراسة تصميم طائرة إنذار جوي مبكر تحمل طائرتي استطلاع مع إمكانية إنتاجها بحلول سنة 1973 قبل أن يلغى المشروع بالكامل.[12]

رسم لتصميم حاملة طائرات من طراز بوينغ 747

نُشرت العديد من المراجع والدراسات حول مشروع طائرة بوينغ 747 الحاملة للطائرات مما سبب ارتباط هذا المشروع بهذه الفكرة أكثر من أي مشروع آخر من ضمنها:

  • طائرة بوينغ 747 الحاملة للطائرات[13]
  • تصور فريد لحاملة طائرات طائرة[14]
  • بوينغ 747 حاملة الطائرات (boeing-747.com) [15]

لوكهيد سي -130 هيركوليز

رسم تخيلي لمشروع جريملين من داربا

منذ عام 2015 ، تدرس وزارة الدفاع الأمريكية عبر وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية إمكانية إطلاق مركبات جوية دون طيار [16] من طائرة شحن لوكهيد سي 130 هيركوليز معدلة لهذا الغرض.

حسب هذه الدراسة المسماة مشروع غريملين، ستكون الطائرة قادرة على نشر ودعم واستعادة الطائرات دون طيار.[17][18] لا تزال التجارب جارية لمعرفة مدى إمكانية تنفيذ هذه الدراسة على أرض الواقع.

في الأعمال الفنية

تم إستخدام هذا النوع من حاملات الطائرات في العديد من الأعمال الفنية خصوصا سلاسل الخيال العلمي من مثل:

مراجع

  1. Ege، Lennart (1973). Balloons and Airships, 1783-1973. Blanford Press. ص. 204. ISBN:071370568X. ...ZRS-4 was a real aircraft carrier. It had been found feasible to attach an aeroplane to Los Angeles in flight and later release it again, but ZRS-4 could, while in flight, actually receive in flight five scout or reconnaissance aeroplanes and store them in a special hangar inside its huge belly.
  2. "HMA 23". The Airship Heritage Trust. مؤرشف من الأصل في 2023-01-06.
  3. "Imperial Airship Service". The Airship Heritage Trust. مؤرشف من الأصل في 2023-01-06. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-10.
  4. "Plane Hitched to Dirigible by Hook in Flight". بوبيلار ميكانكس. ج. 54 ع. 2: 182. أغسطس 1930. مؤرشف من الأصل في 2023-01-06.
  5. Vaeth، J. Gordon (يناير 1992). "U.S.S. Macon: Lost and Found". ناشونال جيوغرافيك (مجلة). ج. 181: 114–127.
  6. Jones، Lloyd S. (1977). U.S. Naval Fighters. Aero Publishers.
  7. "10 Worst Airship Disasters in History". 7 نوفمبر 2012. مؤرشف من الأصل في 2023-02-15. اطلع عليه بتاريخ 2013-03-03.
  8. Shavrov V.B. (1985). История конструкции самолетов в СССР до 1938 г. (3 изд.) (بالروسية). Mashinostroenie. ISBN:5-217-03112-3.
  9. Ivanov S.V. (2001). Боевой ишак Сталинских Соколов, часть 3. Война в воздухе 43 (بالروسية).
  10. Santiago، J. P. (10 يونيو 2010). "The Lockheed CL-1201 Flying Aircraft Carrier". Tails Through Time. مؤرشف من الأصل في 2016-03-01. اطلع عليه بتاريخ 2015-09-28.
  11. Gunston، Bill (أكتوبر 1975). "Parasitic Protectors". Aeroplane Monthly . ج. 3 ع. 10: 483.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  12. Nelson، B. D.؛ وآخرون (سبتمبر 1973). "Investigation of a Micro-Fighter / Airborne Aircraft Carrier Concept" (PDF). Air Force Flight Dynamics Laboratory. AFFDL TR 73-93. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-04-03. اطلع عليه بتاريخ 2015-11-21.
  13. McFadden, Christopher (17 Sep 2020). "Boeing Once Considered A 747 Fighter Jet Carrier". interestingengineering.com (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2023-01-06. Retrieved 2022-09-05.
  14. Nisa, Jannat Un (25 Sep 2020). "Check Out This Novel Concept Of A Flying Aircraft Carrier By The US Airforce". Wonderful Engineering (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2023-01-06. Retrieved 2022-09-05.
  15. "Boeing 747 AAC". www.boeing-747.com. مؤرشف من الأصل في 2023-01-06. اطلع عليه بتاريخ 2022-09-05.
  16. "Gremlins Program Completes First Flight Test for X-61A Vehicle". Defense Advanced Research Projects Agency. 17 يناير 2020. مؤرشف من الأصل في 2023-01-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-31.
  17. Mizokami، Kyle (19 ديسمبر 2017). "DARPA Wants to Turn Cargo Planes Into Flying Aircraft Carriers for Drones". Popular Mechanics. مؤرشف من الأصل في 2023-01-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-25.
  18. "Flying Aircraft Carriers: US Plans To Release Drones From C-130". Forces.net. 3 يناير 2018. مؤرشف من الأصل في 2023-01-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-25.
  • أيقونة بوابةبوابة أسلحة
  • أيقونة بوابةبوابة الحرب
  • أيقونة بوابةبوابة طيران
  • أيقونة بوابةبوابة هندسة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.