حادثة روفر

وقعت حادثة روفر (بالإنجليزية: Rover Incident، وبالصينية: 羅發號事件) بتاريخ 12 مارس عام 1867 حين تحطمت سفينة روفر التجارية الأمريكية قبالة سواحل جزيرة فورموزا (الآن تايوان)[1] وهي في طريقها من شانتو إلى نيوتشوانغ[2] حيث اصطدمت السفينة بشعاب تشيشنغيان (七星岩) المرجانية الواقعة بالقرب من رأس أولانبي، وهكذا أبحرت السفينة إلى منطقة كنتينغ.[3] قام السكان الأصليين التايوانيين بقتل البحَّارة الأمريكيين الذين كانوا على متن السفينة،[4][5] انتقاماً لمجموعة من أفراد قبيلة «كوالوت» كانوا قد قُتِلوا على يد أجانب آخرين فيما مضى. وقررت القوات المسلحة الأمريكية على أثر ذلك إرسال بعثة عسكرية لمحاسبة أفراد القبيلة المتورطين في قتل رعاياها.[6]

ردة الفعل الأمريكية

سارع القنصل الأمريكي في مدينة شيامن تشارلز ويليام لي غيندره (1830 – 1899) إلى السفر إلى ميناء فوتجو الواقع جنوب شرقيّ الصين عقب تحطم سفينة روفر التجارية الأمريكية وما تبِعهُ من مقتل الناجين من طاقمها على يد مجموعة من السكان الأصليين. وصلَ تشارلز ويليام لي غيندره إلى فوتجو يوم 2 أبريل عام 1867، وكان هدفه من الرحلة إقناع الجنرالات الحاكمة على مقاطعتيّ فوجيان وتشيجيانغ بالتدخل والضغط على السلطات الصينية في تايوان للتوصل إلى حل للمسألة.[7] أذِنَ الجنرال الحاكم على مقاطعة فوجيان للقنصل الأمريكي بالسفر إلى تايوان بنفسه، وكتبَ لهُ رسالة تقديمية ليصطحبها معه إلى حاكم تايوان، حيث طلبَ الجنرال الحاكم منهُ في الرسالة التعاون مع القنصل الأمريكي ولكنه أضاف أيضاً في الرسالة أنه «في حال أتخذَ القنصل إجراءات من أجل تولي القضية بنفسه فرجاءً أطلب منهُ أن لا يقوم بذلك، هذا لأن هؤلاء الهمج قد يوقعونهُ بمتاعب أكثر يظنها.»[8] كلَّف القنصل لي غيندره الباخرة الأمريكية «آشولوت» تحت أمرة وقيادة الكابتن جون كارسون فبيغر بالتوجه إلى موقع تحطم السفينة المنكوبة بغية محاولة إقناع المسؤولين في تايوانفو (عاصمة محافظة تايوان) لإتخاذ التدابير اللازمة. وبالفعل فقد وصل الكابتن جون فبيغر إلى عاصمة الجزيرة يوم 18 أبريل دون نجاح مهمته بإقناع المسؤولين المحليين وانتهائها بالفشل. وعاد القنصل لي غيندره إلى تايوان مجدداً دون الحصول على أي توجيه من رؤسائه، وجاء ذلك بعد فشل بعثة عقابية تالية شنَّها الأدميرال هنري هايوود بيل من البحرية الأمريكية. وأكد القنصل خلال زيارته هذه إلى تايوان على السلطة القنصلية للولايات المتحدة، وعيَّنَ مستشاراً قنصلياً لشمال تايوان، وزار مناجم كيلونغ، وجمع معلومات من التجار الأمريكيين.[9][10]

نزل إلى اليابسة يوم 19 يونيو مائة وواحد وثمانين ضابطاً وبحَّاراً ومشاة بحرية[11] تحت قيادة جورج بيلكناب من سفينة «يو إس إس هارتفورد» برفقة القائد الملازم ألكسندر سليدل ماكينزي وهو الملازم برتبة القائد الثاني للأسطول، وكان معهم مؤن ومياه تكفيهم أربعة أيام. كان من المحال تقريباً إجراء عمليات في وضح النهار في ظل الحرارة الشديدة حتى أن العديد أصيبوا بضربة شمس. وظل الهمج القبليين الذين تمركزوا خلف الصخور في موقعٍ داخل الأدغال وغيرها من الأماكن الغير ظاهرة للعيان يطلقون النار بكثافة على خصومهم كلما ظهروا.[12] أصيب الملازم ماكينزي بجرح مميت في صدره جراء نيران العدو.[13] وأُجبرت القوة الأمريكية على الانسحاب والتراجع إلى السفن في خضم بعض الارتباك الذي أصابها، وسرعان ما غادرت الجزيرة.[12]

مراجع

  1. Davidson (1903), p. 115.
  2. "Papers Past — Timaru Herald — 10 July 1867 — WRECK OF THE BARQUE ROVER". مؤرشف من الأصل في 2012-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-15.
  3. "Jeff's Taiwan: Taiwan's Southern Cape (恆春半島)". formosaguy.blogspot.com. مؤرشف من الأصل في 2019-04-14. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-15.
  4. Japan Weekly Mail. Jappan Meru Shinbunsha. 1874. ص. 263–. مؤرشف من الأصل في 2020-02-18.
  5. Taiwan/Formosa نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. "Taiwan Panorama Magazine | Taiwan-- A History in Maps". مؤرشف من الأصل في 2011-07-20. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-15.
  7. Yen 1965, pp. 126-127; Carrington, George Williams, Foreigners in Formosa 1841–1874 (San Francisco: Chinese Materials Center, 1978), p. 153; Dictionary of American Biography, p. 146; The Far East (1877): 88.
  8. U.S., National Archives, Record Group 59, "Consular despatches, Amoy," vol. 3 (microfilm no. 100, roll 3), enclosure, "Intendant of Circuit of Foochow to the Prefect of Formosa," translation from the USNA and USDC; as quoted in Yen 1965, p. 127.
  9. Carrington 1978, pp. 154, 159; Dictionary of American biography, p. 146; The Far East (1877): 88.
  10. "THE PIRATES OF FORMOSA. - Official Reports of the Engagement of the United States Naval Forces with the Savages of the Isle. - Front Page - NYTimes.com". select.nytimes.com. مؤرشف من الأصل في 2012-11-03. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-15.
  11. Davidson (1903), p. 116.
  12. Davidson (1903), p. 116.
  13. Daugherty, L.J. (2009). The Marine Corps and the State Department: Enduring Partners in United States Foreign Policy, 1798-2007. McFarland, Incorporated Publishers. ص. 28. ISBN:9780786453016. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-15.

مزيد من القراءة

  • أيقونة بوابةبوابة الولايات المتحدة
  • أيقونة بوابةبوابة تايوان
  • أيقونة بوابةبوابة كوارث
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.