ثأران يعب يهنعم

ثأران يعب يهنعم بن ذمار علي يهبر بن ياسر يهصدق الحميري (130م - 214م): ملك سبأ وذو ريدان. من عظماء ملوك العرب، وأقوى وأظهر ملوك سبأ من الحميريين، وأفخمهم شأناً، ويعد أحد أطول ملوك ذو ريدان مدة وزمانا، حكم ما يقارب ستين عاماً، منها أربعين سنة منفرداً، وفيه أسعد التبع يقول:«ثأران يهبر قد كان لي، محاسن عهد ومستظهر».[1][2]ووصل إلينا اسمه مضروبًا على نقد ضُرِبَ في مدينة "ريدان" ظفار يريم،[3] وقد صور رأسه على النقد، فبدا وجهه متقدماً في السن، وبضفائر رأس متدلية على رقبته.[4]كما عثر على تمثال من البرونز غاية في الإتقان والجمال يصور الملك ثأران وهو شاباً مفتول العضلات يحمل حربة، بلحية مربعة مهذبة، ورقبة غليظة قوية، ويستقر شعره على كتفيه في ثلاث ضفائر، وخلف الرأس ضفائر في كمية كثيفة، ومعصوب الشعر بعصابة. وله عيون لوزية واسعة، وأنف مستقيم، والفم مفتوح نصف فتحة، بشفة عليا كالقوس، وشارب متدل يغمر فمه. ويوحي التمثال بأنه في الثلاثينات من عمره (التمثال: RES 4708 B).[5][6][7]

ثأران بن ذمار علي بن ياسر الحميري
ملك ذو ريدان
فترة الحكم	(155 م - 214م)
ذمار علي يهبر العز يهنف يهصدق
معلومات شخصية
الاسم الكامل	ثأران يعب يهنعم بن ذمار علي يهبر بن ياسر يهصدق
تاريخ الميلاد	130م تقريباً
تاريخ الوفاة	214م

اشترك ثأران في الحكم مع والده (ذمار علي يهبر) ما بين العام (155م -175م)، وطيلة مشاركة ثأران والده العرش، لم يتخذ أي لقب، مكتفيا باسمه ثأران (مثلاً النقوش: CIH 457 وJa 491).[8] وفي منتصف القرن الثاني الميلادي دخلا ثأران ووالده معاً مأرب عاصمة سبأ، فأشركه أبيه في المُلك (نقش مأرب: Ir 6)،[9] وقاما معاً بترميم سد مأرب وإعادة بناء سد ذمار من حوض "أبين" بمساندة عشائر سبأ، وأبين هو الحوض الشمالي من السد وهي الأرض اليمنى من جنتي مأرب، ووفق النقش فأنه رمم على أثر دمار حل بالسد الذي يمد أهل مارب بالماء (نقش مأرب: RES 4775).[10]

شارك ثأران إنجازات أبيه أكثر من عشرين عاماً، وفي عام 175م توفى أبيه، فأنفرد بالحكم، وحمل اللقب المميز " ثأران يعب" (مثلاً النقش: CIH 569)،[11]وفي أواخر عهده زاد في لقبه المتقدم، وتلقب " ثأران يعب يهنعم" (مثلاً النقش: Ja 923).[12]وفي حوالي سنة 185م، قام ثأران بحملات حربية على سبأ وملكها رب شمس نمران بهدف الاستيلاء على مأرب، إلا أن رب شمس رد غارات ثأران، وتوغل في أرض حمير وضم أجزاء كبيرة منها حتى وصل تخوم مدينة ذمار،[13] كما جاء في نقش (Jabal Kanin 2017-1) نذر الأمير علهان نهفان الهمداني الذي قدمه للآلهة بعد عودته من مهام حربية ناجحة خاضها برفقة رب شمس نمران ملك سبأ وذو ريدان وجيش سبأ ضد جيش حمير وثأران ذي ريدان.[14]

وفي عهد علهان نهفان وابنه شاعر أوتر ملكي سبأ، شن ثأران حرباً على مأرب من جديد، كما أرسل حملة على يدع إيل بين ملك حضرموت (النقش: MB 2004 I-69 وMB 2004 I-75). فاشتدت الضغوط السياسية والاقتصادية من قبل ثأران على سبأ، الأمر الذي دفع علهان نهفان للتحالف مع (يدع أب غيلان) ملك حضرموت و(جدرت) ملك أكسوم (النقش: CIH 308).[15]وكانت اهداف دول الحلف الثلاثي تحقيق مصالح في اليمن ضد حمير، فسبأ المهددة من بني ذي ريدان، طمحت في إضعاف الحميريين واستعادة بعض ما سلب منها من أراضِ. وكان هدف حضرموت تثبيت مكاسبها في المناطق الغربية من اليمن، كما هدفت إلى السيطرة على ردمان. أما أكسوم فقد سعت لإضعاف حمير المنافس الرئيسي لها في تجارة البحر الأحمر والحصول على مناطق نفوذ في غرب اليمن. وهكذا زحفت جيوش الحلف على أراضي حمير من الشمال والشرق والجنوب، فزحفت قوات سبأ والأحباش على قبيلة خولان التي استسلمت. وبعد مواجهات عسكرية عدة، اندحر الحميريين، وتحققت أهداف الحلف، فسيطرت حضرموت على ردمان، أما الحبشة فقد سيطرت على أجزاء من تهامة ما بين نجران وعدن، كما استعادت سبأ بعض أراضيها التي استحوذت عليها حمير.[16]

عاصر الملك ثأران خلال حكمه المنفرد خمسة من ملوك سبأ هم: كرب إيل وتر يهنعم الثاني وأنمار يهأمن ورب شمس نمران وعلهان نهفان وشاعر أوتر، كما عاصر عدداً من ملوك حضرموت أبرزهم الملكين "يدع إل بين" و"العزيلط بن عم ذخر"، وقد أرسل ثأران يعب إلى الملك "العزيلط" وفداً حميريا مرموقاً لتهنئته باعتلاء العرش وتلقبه باللقب الملوكي (النقش: Ja 923)، وللملك العزيلط عدد من النقوش المؤرخة،[17][18] منها نقش في أوائل عهده مؤرخ سنة 140 بتقويم ردمان الموافق 214 ميلادي (النقش المؤرخ: حاج - الطفة 1).[19]وقد عثر على تمثالين من البرونز غاية في الإتقان والجمال يصور الملك ذمار علي يهبر مع ابنه ثأران، وقد كتب على التمثال أسماء أصحابه وهم قوم من ذو ذرنح، وهو محفوظ الآن في متحف صنعاء، طالع النقوش (RES 4708 وRES 4708 B1).[20]