المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار
المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار، هو كتاب عن علم رسم المصاحف، وهو العلم المبين لطريقة تصوير حروف القرآن وكيفية ذلك. لعثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر أبو عمرو الداني، المتوفى سنة 440هـ.[1]
المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار | |
---|---|
المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار | |
معلومات الكتاب | |
المؤلف | أبو عمرو الداني |
اللغة | العربية |
الناشر | دار التدمرية |
الفريق | |
المحقق | نورة بنت حسن الحميد |
وقد كان منهجه يتمثل في جميع الأمثلة المتشابهة في فصل معين، وتحت عنوان واحد، بحيث يبني الكتاب على أبواب وفصول.[2]
الموضوع العام للكتاب
هذا الكتاب يتكلم عن موضوع علم الرسم وهو العلم المبين لطريقة تصوير حروف القرآن الكريم وكيفية ذلك. والرسم في اللغة: الأثر. وفي الاصطلاح: هو تصوير اللفظ بحروف هجائه بتقدير الابتداء به والوقوف عليه؛ لتتحول اللغة المنطوقة إلى آثار مرئية.
ولقد اعتنى المسلمون بعلم الرسم منذ القدم سيرا على النهج النبوي الشريف في الحفاظ على القرآن الكريم، فلقد كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام أشد الناس حرصا على تلقيه وتلقينه وتدوينه. وكان من حرصه صلى الله عليه وسلم أنه كان يحرك شفتيه عند إقراء جبريل عليه السلام له فضمن الله له عدم نسيانه فقال تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)} [القيامة: 16، 17]، كما اتخذ عليه الصلاة والسلام كتبة للوحي فإذا نزلت عليه الآيات أملاها عليهم فدونوها وأثبتوها كما نزلت. فدون القرآن في عهده صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين من بعده وامتاز برسم خاص به عرف بالرسم العثماني نسبة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي وحد المصاحف، وهذا الرسم والخط ركن من أركان القراءة لا تصح إلا به مع صحة السند وموافقة العربية وقد حفظت به أو جه القراءات.[3]
منهج المؤلف في الكتاب
رسم المؤلف معالم كتابه، وبين جزءا من منهجه في المقدمة التي استهل بها فقال بعد حمد الله، والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: «هذا كتاب أذكر فيه – إن شاء الله – ما سمعته من مشيختي ورويته عن أئمتي، من خطوط مصاحف أهل الأمصار: المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، والشام، وسائر العراق» واشترط الصحة في كل ذلك، فقال: «وما انتهى إلي من ذلك، وصح لدي منه عن الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعن سائر النسخ التي انتسخت منه».
ثم بين الطريقة التي بنى عليها كتابه؛ حيث جعله أبوابا، وصنفه فصولا، وهذه إحدى الطرق التي سلكها المصنفون في الرسم؛ حيث إن لهم منهجين للتصنيف في الرسم:
- المنهج الأول: يتمثل في جميع الأمثلة المتشابهة في فصل معين، وتحت عنوان واحد، بحيث يبني الكتاب على أبواب وفصول، وقد سلك الإمام الداني هذا المنهج في المقنع، وكذا أبو العباس المهدوي في هجاء مصاحف أهل الأمصار، وغيرهما.
- المنهج الثاني: أن يتتبع المؤلف ظواهر الرسم في القرآن الكريم مبتدئا بفاتحة الكتاب إلى آخر سورة منه، يعرض للكلمات التي رسمت بطريقة مميزة، وبين ما فيها، وممن سلك هذا المنهج الإمام أبو داود سليمان بن نجاح تلميذ أبي عمرو الداني في كتابه: «مختصر التبيين لهجاء التنزيل». [2]
المصادر التي اعتمد عليها
اعتمد أبو عمرو الداني على عدة مصادر في كتابه «المقنع» ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة مصادر:
- أولا: المصاحف الأمهات العتيقة. وهي التي نقل منها طريقة الرسم مما رآه ووقف عليه، وهي التي حفظت لنا صورة رسم الكلمات القرآنية، مما يعطي ثقة برواية الأئمة، وهي التي استقى منها علماء الرسم.
- ثانيا: الروايات التي اعتمدها عن أئمته ومشايخه. وهذه طريقة العلماء القدامى؛ حيث يعتمدون على الرواية في تلقي القرآن ونقله، ويعد من الخطأ عندهم الاعتماد على الكتب فقط، فمن كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، فعمدة المؤلف هنا الرواية، وهذا ماصرح به في مقدمته؛ حيث قال: «هذا كتاب أذكر فيه إن شاء الله ماسمعته من مشيختي، ورويته عن أئمتي من مرسوم خطوط مصاحف أهل المصار».[4]
- ثالثا: كتب من تقدمه من الأئمة، منها:
- مصادر علوم القرآن، مثل: فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت: 224 ه)، والكتاب الكبير لأبي عمرو الداني.
- مصادر في كتب الرسم: وأغلب كتب الرسم مفقود، لم يصلنا إلا أسماؤها، وبعض نصوص مؤلفيها مفرقة في الكتب، وهي فيما يغلب على كالتالي: اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق لعبدالله بن عامر اليحصبي الدمشقي (ت: 118ه)، ومرسوم المصحف ل زيان بن العلاء بن عمار التميمي البصري (ت: 154ه)
- مصادر النحو وإعراب القرآن، ومنها: معاني القرآن للفراء يحيى بن زياد، وإيضاح الوقف والابتداء لأبي بكر محمد بن القاسم بن الأنباري (ت:328ه)
مميزات الكتاب
مما تميز به الكتاب:
- أسلوب المؤلف المتميز في التنقيح والانتقاء لما يورده في كتابه، وما يميل إليه، بعبارات موجزة مستدلا بالأحاديث، والأثار المسندة، والأقوال المنسوبة، ونادرا ما يناقش الآراء الخلافية، وبذا يقدم مرتبة واضحة.
- امتاز الكتاب أيضا بالتوسط في حجمه، فليس بالكبير الممل، ولا المختصر المخل.
- أنه شامل لهجاء مصاحف الأمصار، فلم يقتصر على مصر بعينه.
- مما يميز الكتاب ما ضمه الكتاب من نصوص قديمة، وروايات للأئمة، كمالك وأبي عبيد، وغيرهم، فأغلب نصوصه من مؤلفات في الرسم قبله تكاد تكون مفقودة، إن لم يكن جلها مفقودا.
- توثيق ما ورد في الكتاب بالروايات المتصلة.
- تتبعه للمصاحف العتيقة القديمة.
- ضمنه الآثار المتعلقة بجمع القرآن الكريم، وأجاب عن بعض الإشكالات الواردة حول كتابة المصاحف، ومن وكل إليه كتابتها، وما أثير حول عثمان رضي الله عنه من شبه جمعه للمصاحف.
ذكر بعض محتويات الكتاب
- أول من جمع القرآن.
- نسخ الصحف في المصاحف.
- فقد آخر آية في سورة التوبة.
- عدد المصاحف العثمانية التي أرسلت إلى الأمصار.
- كتابة المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء.
- حذف الألف فيما رواه أبو عمرو الداني عن نافع المدني.
- حذف الألف بعد ياء النداء وهاء التنبيه.
- حذف الألف من لفظ الرحمن.
طبعات الكتاب
- طبعة دار التدمرية، بتحقيق: نورة بنت حسن الحميد، الطبعة الأولى: 1431هـ.
- طبعة مكتبة الكليات الأزهرية، بتحقيق: محمد الصادق قمحاوي.
المراجع
- معجم الأدباء، دار الغرب الإسلامي، شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت الحموي (4/1603)، سير أعلام النبلاء، مؤسسة الرسالة، أبو عبدالله محمد الذهبي، الطبعة: الثالثة (18/77)
- مقدمة كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار، دار التدمرية، نورة بنت حسن بن فهد الحميد (ص: 66)
- مقدمة كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار، دار التدمرية، نورة بنت حسن بن فهد الحميد (ص: 14-15)
- المقنع في رسم مصاحف الأمصار، دار التدمرية، عثمان بن سعيد الداني (ص: 130)
- بوابة الإسلام
- بوابة القرآن
- بوابة كتب