زيدية

الزيدية هم طائفة دينية إسلامية شيعية، تنسب إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وتواجدوا سابقاً في نجد وشمال أفريقيا وحول بحر قزوين[5] وتسمى أحياناً بالهادوية ولكنها تسمية خاصة بالفرع الوحيد المتبقي داخل الزيدية نسبة للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الرسي الهاشمي الذي حارب القرامطة وعقدت له الإمامة باليمن.[6][7][8]

زيدية
الدين الإسلام
العائلة الدينية الإسلام
المؤسس زيد بن علي
تاريخ الظهور الدولة الأموية (ثورة الإمام زيد بن علي)
مَنشأ جزيرة العرب · العراق
الأصل الشيعة 
العقائد الدينية القريبة حنفية · معتزلة · شافعية · بعض الفرق الاسماعيلية[1]
عدد المعتنقين نحو 8 ملايين (في اليمن)[2]
الامتداد يشكلون 25% من تعداد السكان في اليمن.[3][4]

يطلق اسم الزيدية تاريخياً على مذاهب مختلفة (المطرفية، السالمية، القاسمية، المؤيدية، الصالحية، البترية، السليمانية، الناصرية، الجارودية، الحريرية، الهادوية...) وجميعها تتبنى فكرة الخروج على الحاكم الظالم ولم يبقى من المذاهب الزيدية سوى الهادوية وهو المذهب السائد في شمال اليمن.[9] وتختلف الزيدية المعاصرة (الهادوية) فكرياً عن فرق الزيدية الأخرى المنقرضة.

المعتقد

الزيدية فرقة من الفرق الإسلامية ظهرت في منتصف القرن الثاني الهجري ويتكون المذهب الزيدي في نشأته من فقه الاعتزال، مع الميل في الفروع للمذهب الحنفي، ويتبنى فكرة الخروج على الحاكم الظالم، وهي القاعدة الأساسية التي قام عليها المذهب. تجيز الزيدية وجود أكثر من إمام في وقت واحد في قطرين مختلفين. الإمامة لدى الزيدية ليست وراثية بل تقوم على البيعة، ويتم اختيار الإمام من قبل أهل الحل والعقد.[10] إن اسم الزيدية لم يطلقه زيد بن علي على أتباعه، كما لم يطلقه أتباعه على أنفسهم، إنما أطلقه عليهم حكام بني أمية ولكنهم أقروا به واعتزوا. ان الزيدية لا يؤمنون بعصمة أحد باستثناء الأنبياء، يؤمن بعضهم بعصمة أصحاب الكساء الخمسة[11]، يرفضون مبدأ الغيبة وتوارث الإمامة. المذهب الزيدي التاريخي هو فرقة قامت بالاصل على فكرة الخروج على الحاكم الظالم، شروط الإمام لدى الزيدية أن يكون عالماً في الشؤون الدينية، صالح وتقي، لا يعاني من عيوب جسدية أو عقلية وهاشمي من سلالة علي وفاطمة بنت النبي محمد، لكن علماء المذهب الزيدي اصدروا فتوى تقضي بإسقاط شرط النسب الهاشمي للإمامة.[12] ليس لديهم مواقف عدائية اتجاه الخلفاء الراشدين على خلاف الشيعة ويعتبرون أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب من كبار الصحابة الفواضل،[13] لا يعارضون الصلاة خلف إمام من السنة لا يقرون زواج المتعة ولا يمارسون التقية ولا يقدسون القبور والأضرحة ولا ينتظرون المهدي ولا يعتبرونه شخصية مقدسة ولا يؤمنون بالرجعة.[14] ويتفقون مع أهل السنة في العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة: كقول حي على خير العمل في الأذان، صلاة العيد لديهم تصح فرادى وجماعة، وفروض الوضوء لديهم عشرة.[15]

أئمة الزيدية

الإمام الأولعلي بن أبي طالب
الإمام الثانيالحسن بن علي بن أبي طالب
الإمام الثالثالحسين بن علي بن أبي طالب
الإمام الرابعالحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالبالحسن المثنى
الإمام الخامسزيد بن علي(زيد هو الإمام الذي تنسب إليه الفرقة الزيدية)

أماكن إنتشار الزيدية

التوزيع الجغرافي للمذاهب الشيعية (الزيدية، الإسماعيلية)، ويشكل الشيعة الزيدية نحو 25% من سكان اليمن، كما تشكل المذاهب الشيعية الأخرى 10%.

تنتشر الزيدية في شمال اليمن ويشكل أتباع المذهب الزيدي قرابة ربع تعداد سكان جمهورية اليمن،[3][4] ويبلغ عددهم نحو 8 ملايين نسمة، يتركز معظمهم في اليمن الشمالي، كما تتواجد أقلية زيدية منتشرة حول العالم.[2]

التاريخ في اليمن

أول من أدخل المذهب الزيدي إلى اليمن الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، المعروف بالهادي، في نهاية القرن الثالث الهجري. وقد استطاع الهادي أن يقيم دولة له في صعدة شمالي اليمن. فكان المؤسس الأول للدولة الزيدية، وكان عالماً فقيهاً مجتهداً، ومعه دخل مذهب الاعتزال الذي أصبح لصيقاً بالزيدية إلى اليمن. وهو من أحفاد الحسن بن علي. ولد بالمدينة ورحل إلى اليمن سنة 280هـ، فوجدها أرضاً صالحة لبذر آرائه الفقهية. استقر في صعدة وأخذ منهم البيعة على إقامة الكتاب والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطاعة في المعروف. بدأ الهادي حركته الإصلاحية بلم الشمل والقضاء على الفرقة والاختلاف، حتى استطاع أن يحكم معظم أنحاء اليمن وجزءاً من الحجاز. خاض الزيدية خلال تاريخهم حروباً عديدة مع القرامطة الباطنية. استمر حكم اليمن بيد أولاد الهادي وذريته أكثر من ثلاثة قرون ثم خلفهم بالحكم الأسرة المتوكلية التي دام حكمها حتى قيام الثورة اليمنية سنة 1382هـ (1962م)، وهي أطول فترة حكم في التاريخ لأهل البيت حيث دام ما يقارب سبعة قرون.

الزيدية في بلاد الديلم وطبرستان

ظهرت للزيدية في بلاد الديلم، فقد هاجر الإمام الأطـروش الملقب بالناصر الكبير (230-304هـ) إلى هناك داعياً إلى الإسلام على مقتضى المذهب الزيدي فدخل فيه خلق كثير صاروا زيديين ابتداءً منهم صاحب طبرستان الحسن بن زيد بن محمد والذي تكونت له دولة زيدية جنوب بحر الخزر سنة 250هـ.[16][17]

الدولة الأخيضرية في اليمامة

الدولة الأخيضرية هي دولة إسلامية زيدية المذهب تأسست في إقليم اليمامة شرق نجد عام 252 هـ - 866 م على يد الأمير محمد بن يوسف الأخيضر الحسني الهاشمي القرشي. والأخيضريّون هم حسنيون هاشميون وموطنهم الأصلي المدينة المنورة. وقد اشتهر منهم محمد بن يوسف الهاشمي القرشي. وكان يلقب بـالأخيضر الصغير، وقد فر إلى اليمامة وأقام دولة بها عرفت بالدولة الأخيضرية، عقب ثورة فاشلة ضد الدولة العباسية.[18]

استعان الأخيضر بالقبائل البدوية في عالية نجد، وبخاصة بني كلاب. فقد كانت تربطه بهم صلة مصاهرة، الذين كانوا يسيطرون على معظم بلاد عالية نجد.[19] دخل أبو سعيد الجنابي زعيم القرامطة في مواجهة مع الأخيضريين في اليمامة وألحق بهم الهزيمة، وأسر عدداً منهم.

المذاهب الزيدية

في منتصف القرن الثاني الهجري ظهرت عدة مذاهب مختلفة تقول بانتسابها لزيد بن علي وسميت بالمذاهب الزيدية لأن زيد بن علي خرج ولأنها تبنت فكرة الخروج على الحاكم الظالم، انقرضت أغلب المذاهب الزيدية ولم يبقى منها سوى الهادوية وهو المذهب السائد في شمال اليمن ويوصف أنه مذهب وسطية واعتدال.

  • الصالحية.
  • البترية.
  • السليمانية.
  • الحريرية.
  • الجارودية.
    • الحسينية.
    • المخترعة.
    • المطرفية.
  • السالمية.
  • القاسمية.
  • المؤيدية.
  • الناصرية.
  • الهادوية: هو المذهب السائد في شمال اليمن.

الزيدية القبلية

من الجدير بالذكر أن مصطلح الزيود يطلق أيضاً على قبائل يمنية شمالية معينة من همدان كحاشد وبكيل ومن خولان ومن مذحج كالحداء وآنس وعنس وسنحان، لكنهم ليسوا بالضرورة زيدية المذهب.[20]

ويعتبر بعض علماء ومشايخ الزيدية محسوبون على أهل السنة أيضا كالصنعاني ومحمد الشوكاني وتدرس كتبهم في الجامعات والمدارس الدينية السنية. وبفضل المناهج الدراسية الدينية المعتدلة في اليمن لا تكاد توجد فروقات بين أهل السنة والزيدية ولا يعرف الزيدي من السني إلا عبر إرسال اليدين في الصلاة، وقول حي على خير العمل في الأذان.

انظر أيضًا

المصادر

  1. الدرر السنية - موسوعة الفرق - المطلب الثاني: نشأة الزيدية نسخة محفوظة 26 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. Religions of the World - J. Gordon Melton -Page 3178 نسخة محفوظة 2021-12-2 على موقع واي باك مشين.
  3. Stephen W. Day (2012). Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union. Cambridge University Press. p. 31. ISBN 978-1-107-02215-7.
  4. Leadership Development in the Middle East - J Beverley Metcalfe - Page 8 نسخة محفوظة 2021-12-05 على موقع واي باك مشين.
  5. الـــزيـــديـــة نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. الزيـديـة نسخة محفوظة 11 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  7. الزيدية، إسماعيل الأكوع.
  8. ÇáŇíĎíÉ نسخة محفوظة 26 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. الملل والنحل، الزيدية
  10. ناصر بن محمد الأحمد - الحوثيون نسخة محفوظة 13 فبراير 2015 على موقع واي باك مشين.
  11. "المعصومون خمسة". مدونة الأستاذ الكاظم الزيدي. 5 يونيو 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-12.
  12. 5 نسخة محفوظة 13 فبراير 2015 على موقع واي باك مشين.
  13. 7 نسخة محفوظة 13 فبراير 2015 على موقع واي باك مشين.
  14. 8 نسخة محفوظة 13 فبراير 2015 على موقع واي باك مشين.
  15. الفَرْق بين الفِرق، عبد القادر بن طاهر البغدادي.
  16. 1 نسخة محفوظة 11 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  17. تاريخ المذاهب الإسلامية، محمد أبو زهرة ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة.
  18. ( ) نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  19. 110 نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  20. معجم البلدان والقبائل اليمنية، صفحة 60, إبراهيم المقحفي
  • أيقونة بوابةبوابة الإسلام
  • أيقونة بوابةبوابة الشرق الأوسط
  • أيقونة بوابةبوابة الشيعة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.