الكتابة عن الطعام

الكتابة عن الطعام هو نوع من الكتابة التي تركز على موضوع الطعام بمفهومه العام والمتخصص ويشمل أعمال لنقاد في مجال الطعام ومؤرخين في مجال الأغذية.

التعريف

يتناول الكتاب في هذا المجال الطعام باعتباره مادة وظاهرة ثقافية. بحيث يشرح الكاتب الأمريكي جون تى أدج المختص في الكتابة عن الطعام كيفية تناول الكتاب في هذا المجال الموضوع، مشيرًا: «أن الطعام ضروري للحياة. ويمكن القول أنه أكبر صناعة في البلد. فالطعام وليس الجنس هو أكثر الملذات التي ننغمس فيها مرارًا وتكرارًا. ويعد الطعام – الزائد عن الحد أو غير الكافي أو الخطأ أو المتكرر بشكل خاطئ – أحد أكبر مسسببات الأمراض والوفاة في مجتمعنا.» [1] بينما ربط مارك كارلانسكى وهو كاتب أمريكي آخر متخصص في الكتابة عن الطعام، تصور الطعام مباشرة بالكتابة عن الطعام وأشار إلى موضوع الطعام ونطاقه عندما لاحظ: «أن الطعام يتناول الزراعة والبيئة وعلاقة الإنسان بالطبيعة وعلاقته بالمناخ وببناء الأمم والصراعات الثقافية والأصدقاء والأعداء والحلفاء والحروب والدين. فهو الذكريات والتقاليد وفي بعض الأحيان يكون هو الجنس».[2]

لأن الكتابة عن الطعام من الموضوعات المحورية، فإنها لا تعبر عن نوع فني في حد ذاتها، ولكنها تمثل نوعًا من الكتابة يستخدم نطاقًا عريضًا من الأنواع التقليدية والتي تشمل الوصفات والصحافة والمذكرات وقصص الرحلات. بحيث يمكن لكتاب الطعام الاسترشاد بالشعر والروايات مثل الفقرة المشهورة في رواية ماركوس بروست (البحث عن الزمن المفقود) والتي يسترجع فيها الكاتب ذكريات طفولته وذلك عند احتسائه الشاي أو تناوله فاكهة المادلين، أو قصيدة روبرت برنز «إلى الطعام الإسكتلندي» (Address to a Haggis) عام 1787. كما اشتهر شارلز ديكنز بأنه الروائى يكتب بشكل بارز عن الطعام مثل: قصة ترنيمة عيد الميلاد عام 1843.

على الرغم من ذلك، فإنه في الغالب تستخدم الكتابة عن الطعام لتحديد الكتابة التي تتناول الطعام بشكل أدبى مثل وصف الكاتبة الأمريكية المعروفة أم أف كي فيشر المتخصصة في الكتابة عن الطعام، كتابتها كما يلي:

في رأي هناك ثلاث احتياجات أساسية: الحاجة إلى الطعام والحاجة إلى الأمن والحاجة إلى الحب. وهى احتياجات تختلط وتتشابك وتمتزج بحيث إننا لا نستطيع بصراحة التفكير في إحداهم دون التفكير في الحاجتين الأخريين. لذا فإنني عندما اكتب عن الجوع، فأنا في الحقيقة أكتب عن الحب والتضور جوعًا لهذا الحب والدفء والاشتياق له والتوق له...... ثم إشباع الدفء والغنى والحقيقة الجميلة للجوع وكلهم شئ واحد.[3]

ومن هذا المنظور الأدبي، فإن الكتابة عن الطعام تستهدف أكثر من مجرد توصيل معلومات عن الطعام، فهى تهدف إلى تزويد القراء بتجربة جمالية. وقد قسم آدام جوبنيك - كاتب أمريكي آخر في هذا المجال - الكتابة عن الطعام إلى جزئيين، هما: «الملحمة الساخرة والعالم الصغير الصوفى» (Mock Epic and the Mystical Microcosmic) وقدم الأمثلة على أشهر الممارسين لهما:

فالملحمة الساخرة (ومن كتابها أي جى ليبلينج وكافلين تريلين والكاتب الفرنسي روبرت كورتين وأي ناقد طعام جيد) في المقام الأول عمل ساخر يتعامل مع طموحات الشخص الأكول الشره على أنها كبيرة ونبيلة، منتحلا فكرة البطولة مع إعلاء الموضوع الصغير ليكون عظيمًا ولو بشكل مؤقت. أما العالم الصغير الصوفي وأقطابه كل من إليزابيث ديفيد وأم أف كى، فيشر في الواقع إلى عمل شعرى يحول كل وصفة معروفة لتأمل في الجوع وفي سرعة زوال الشبع.[4] ومن الكتاب المعاصرين المعنيين بالطعام روث رايخى وباتى ماكدونلدز وجيم هاريسون.

تعتبر «الكتابة عن الطعام» كمصطلح نسبيًا وصفًا جديدًا. بدأ استخدامه بصورة كبيرة في تسعينات القرن الماضي. إلا أنها على عكس الكتابة الرياضية والكتابة عن الطبيعة لم يتم إدراجها في قاموس أكسفورد الإنجليزي.[5][6] وبالتالى، فإن تعريفات الكتابة عن الطعام عندما يتم تطبيقها على الأعمال التاريخية تكون بأثر رجعي. فالأعمال الكلاسيكية في الكتابة عن الطعام مثل الواردة بكتاب (نفسية التذوق) لمتذوق الطعام الفرنسى جين أنسليم بريلي سافرين في القرن الثامن عشر أرخت المصطلح وساعدت في تكوين معناه.

المجال الأكاديمى

حصل ميشيل بولان على لقب الأستاذية (Knight Professorship) في العلوم والصحافة البيئية من جامعة كليفورنيا بمدينة بركلى. كما ترأس منذ عام 2013 برنامج المنح الدراسية الحادى عشر لصحافة الاغذية والزراعة.[7]

في عام 2013، بدأت جامعة جنوب فلوريدا بمدينة سانت بيترزبرج برنامجًا للحصول على شهادة تخرج في الكتابة عن الأطعمة والتصوير الفوتوغرافيً والذي صممته كاتبة الطعام جنيت كي كيلر والرحلات بجريدة تامبا باى تاميز.[8]

المراجع

  1. Edge, John T. "Between the Lines: Picnic in the Democrative Forest," Creative Nonfiction; Issue 41, 2011. Retrieved on April 25, 2012 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. Kurlansky, Mark. Choice Cuts: a Savory Selection of Food Writing from around the World and throughout History. New York: Penguin, 2002, p. 1.
  3. Fisher, M. F. K. The Gastronomical Me. New York: North Point, 1989, p. ix
  4. Gopnik, Adam. "Dining Out: The Food Critic at Table," The New Yorker April 4, 2005. Retrieved on October 1, 2011. نسخة محفوظة 05 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  5. Ngram Viewer[وصلة مكسورة]. Retrieved on June 20, 2011 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2012-05-22. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-26.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  6. Oxford English Dictionary. Retrieved on June 20, 2011 نسخة محفوظة 07 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. The UC Berkeley-11th Hour Food and Farming Journalism Fellowship. Retrieved on December 16, 2015 نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. Food Writing and Photography: A graduate certificate from USF St. Petersburg. Retrieved on December 16, 2015. نسخة محفوظة 04 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  • أيقونة بوابةبوابة مطاعم وطعام
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.