الغزو المغولي لأوروبا

الغزو المغولي لأوروبا في القرن الثالث عشر هو غزو الإمبراطورية المغولية لأوروبا عن طريق تدمير الإمارات السلافية الشرقية، مثل كييف وفلاديمير. وقعت الغزوات المغولية أيضًا في وسط أوروبا مما أدى إلى اندلاع الحرب بين بولندا المجزأة، مثل معركة ليجنيكا (9 أبريل 1241م) ومعركة موهي (11 أبريل 1241م) في مملكة المجر.[1]

الغزو المغولي لأوروبا
جزء من غزوات وفتوحات المغول 
مسار الحملة المغولية الأولى على روسيا عام 1223م.
التاريخ وسيط property غير متوفر.
بداية 1223 
نهاية 1242 
الموقع أوروبا الشرقية 

خطط الجنرال سوبوتاي (1175-1248م) للعمليات وقادها باتو خان (حوالي 1207-1255م) و كادان (توفي حوالي 1261م). كان كلا الرجلين حفيدا لجنكيز خان وضمت غزواتهم الكثير من الأراضي الأوروبية إلى إمبراطورية القبيلة الذهبي المغولية. أدرك الأمراء الأوروبيون المتحاربون أنهم مضطرون إلى التعاون في مواجهة الغزو المغولي، لذلك تم تعليق الحروب والنزاعات المحلية في أجزاء من وسط أوروبا، لاستئنافها بعد انسحاب المغول.[2]

غزوات وفتح أراضي الروس

عودة ياروسلاف الثاني من فلاديمير إلى مدينة فلاديمير بعد تدمير المغول. من السجلات الروسية في العصور الوسطى.
الجيش المغولي يستولي على مدينة روسية.

أصدرأوقطاي خان أمراً لباتو خان بغزو أراضي الروس عام 1235م.[3] كانت القوة الرئيسية برئاسة أبناء جوجي خان وأبناء عمومتهم، مونكو خان وغويوك خان، ووصلت مدينة ريازان الروسية في ديسمبر 1237م. رفضت ريازان الاستسلام، فسلبها المغول ثم اقتحموا مدينة سوزدال الروسية. هُزمت جيوش كثيرة للروس في المعارك. قُتل الأمير المُعظم (أي الحاكم الروسي الأعلى) يوري فسيفولودوفيتش الثاني على نهر سيت (4 مارس 1238م)، وتم الاستيلاء على المدن الكبرى مثل فلاديمير وتورجوك وكوزيلسك.

بعد ذلك، حول المغول انتباههم إلى السهوب، وسحقوا القفجاق والألان وسلبوا شبه جزيرة القرم. ظهر في كييف الروسية عام 1239م باتو خان مؤسس القبيلة الذهبية وحفيد جنكيز خان وأبوه هو جوجي خان، وسلب مدينة بيرياسلاف وتشيرنيغوف. فر معظم أمراء الروس عندما أصبحت المقاومة واضحة بأنها غير مجدية. سلب المغول كييف في 6 ديسمبر 1240م، واحتلت غاليتش وفولوديمير فولينسكي. أرسل باتو مفرزة صغيرة لاستكشاف البولنديين قبل الانتقال إلى أوروبا الوسطى. هُزم طابور عسكري مغولي واحد من قبل البولنديين بينما هزم الطابورُ الثاني الجيشَ البولندي وعاد.[4]

كان المغول قد حصلوا على البارود الصيني الذي استخدموه في معاركة غزو أوروبا بنجاح كبير.[5]

غزو وسط أوروبا

تم تخطيط وتنفيذ الهجوم على أوروبا من قبل سوبوتاي الذي حقق ربما أشهر شهرة له مع انتصاراته هناك. بعد أن دمر مختلف الإمارات الروسية، أرسل جواسيس إلى بولندا والمجر، وحتى إلى شرق النمسا، استعدادًا لهجوم على قلب أوروبا.[6] وبعد أن توفر لديه صورة واضحة عن الممالك الأوروبية، أعد هجومًا اسمياً قام به باتو خان واثنان من الأمراء المرتبطين بالعائلة. كان باتو خان نجل يوتشي هو القائد العام، لكن سوبوتاي كان القائد الإستراتيجي والقائد الميداني، وعلى هذا النحو كان حاضراً في الحملات الشمالية والجنوبية ضد إمارات الروس.[7] كما قاد الطابور العسكري المركزي الذي تحرك ضد المجر. في حين انتصرت قوة كادان الشمالية في معركة لغنيتسا وانتصر جيش جويك في ترانسيلفانيا، كان سوبوتاي ينتظرهم في السهل الهنغاري. ثم انسحب الجيش الذي تم لم شمله حديثًا إلى نهر ساجو حيث ألحق هزيمة حاسمة بالملك بيلا الرابع ملك المجر في معركة موهي. ومرة أخرى خطط سوبوتاي للعملية وكان ذلك أحد أعظم انتصاراته.

غزو بولندا

هنري الثاني التقي، الذي فقد حياته في معركة لغنيتسا ، لوحة القرن 19 من قبل جان ماتيكو.
لوحة المغول في ليغنيتز يعرضون رأس الملك هنري الثاني لدوقية سيليزيا .

غزو المجر

معركة موهي في تصوير من العصور الوسطى.

غزو كرواتيا

في قلعة كليس، تعرض المغول للهزيمة عام 1242م.[8]

التكتيكات الأوروبية ضد المغول

انتهت الطريقة الأوروبية التقليدية للحرب (بالإنجليزية: melee)‏ باشْتِبَاك القتال الوثيق غير المُنظم من مسافة قريبة مع سيطرة مركزية صغيرة بين الفرسان، بكارثة عندما تم نشرها ضد القوات المغولية حيث كان المغول قادرين على الحفاظ على مسافة والتقدم بأعداد متفوقة. تقول الموسوعة البريطانية (بالإنجليزية: The Encyclopædia Britannica)‏ ، المجلد 29، أن «فشلت حروب الفرسان الأوروبية في صد تقدم الغزاة المغول، وفشل فيها المجريون بطريقة كارثية في معركة ليجنيكا كما فشل فيها المجريون بشكل أكبر في معركة موهي عام 1241».

أُنقذت أوروبا الإقطاعية من تقاسم مصير الصين وموسكو ليس من خلال براعة تكتيكية حربية ولكن بسبب الموت غير المتوقع للحاكم المغولي أوقطاي خان، الذي استتبعه تراجع جيوشه شرقًا. " [9]

نشر المغول البارود الصيني إلى أوروبا

تذكر العديد من المصادر أن الأسلحة النارية الصينية وأسلحة البارود قد نشرها المغول ضد القوات الأوروبية في معركة موهي بأشكال مختلفة، بما في ذلك القنابل التي ألقيت عبر المنجنيق.[10][11][12] ينسب البروفيسور كينيث وارن تشيس إلى المغول إدخالهم البارود والأسلحة المرتبطة به إلى أوروبا.[13]

نهاية التقدم المغولي

الدول الروسية تحت السيطرة المغولية

غارات لاحقة

ضد بولندا (1259 و 1287)

موت "صادوق" و 48 قتيلا من الدومينيكان الساندوميرز خلال الغزو المغولي الثاني لبولندا.

ضد بلغاريا (1271، 1274، 1280 و 1285)

المغول غزو المجر في 1285

خرائط

التوسع المغولي.
التوسع المغولي.

معرض الصور

قراءات إضافية

  • Sverdrup, Carl (2010). "Numbers in Mongol Warfare". Journal of Medieval Military History. Boydell Press. 8: 109–17 [p. 115]. (ردمك 978-1-84383-596-7).
  • Allsen, Thomas T. (25 مارس 2004). Culture and Conquest in Mongol Eurasia. Cambridge UP. ISBN:9780521602709. مؤرشف من الأصل في 2020-08-27.
  • Atwood, Christopher P. Encyclopedia of Mongolia and the Mongol Empire (2004)
  • Chambers, James. The Devil's Horsemen: The Mongol Invasion of Europe (London: Weidenfeld and Nicolson, 1979)
  • Christian, David. A History of Russia, Central Asia and Mongolia Vol. 1: Inner Eurasia from Prehistory to the Mongol Empire (Blackwell, 1998)
  • Cook, David, "Apocalyptic Incidents during the Mongol Invasions", in Brandes, Wolfram / Schmieder, Felicitas (hg), Endzeiten. Eschatologie in den monotheistischen Weltreligionen (Berlin, de Gruyter, 2008) (Millennium-Studien / Millennium Studies / Studien zu Kultur und Geschichte des ersten Jahrtausends n. Chr. / Studies in the Culture and History of the First Millennium C.E., 16), 293-312.
  • Halperin, Charles J. Russia and the golden horde: the Mongol impact on medieval Russian history (مطبعة جامعة إنديانا، 1985)
  • May, Timothy. The Mongol conquests in world history (Reaktion Books, 2013)
  • Morgan, David. The Mongols, (ردمك 0-631-17563-6)
  • Nicolle, David. The Mongol Warlords, Brockhampton Press, 1998
  • Reagan, Geoffry. The Guinness Book of Decisive Battles, Canopy Books, New York (1992)
  • Saunders, J.J. The History of the Mongol Conquests, Routledge & Kegan Paul Ltd, 1971, (ردمك 0-8122-1766-7)
  • Sinor, Denis (1999). "The Mongols in the West". Journal of Asian History. ج. 33 ع. 1. مؤرشف من الأصل في 2012-02-06.; also in JSTOR
  • Vernadsky, George. The Mongols and Russia (مطبعة جامعة ييل, 1953)
    • Halperin, Charles J. "George Vernadsky, Eurasianism, the Mongols, and Russia." Slavic Review (1982): 477-493. in JSTOR
  • Craughwell, Thomas J. (1 فبراير 2010). The Rise and Fall of the Second Largest Empire in History: How Genghis Khan almost conquered the world. Fair Winds. ISBN:9781616738518. مؤرشف من الأصل في 2020-09-06.
  • Kauffman, JE (2004). The medieval Fortress:Castles, Forts and Walled Cities of the medieval ages. Da Capo Press. ISBN:978-0-306-81358-0.\
  • Fagan, Brian (1 أغسطس 2010). The Great Warming:Climate Change and the Rise and Fall of Civilization. Bloomsbury Press. ISBN:978-1-59691-780-4. مؤرشف من الأصل في 2021-09-28.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  • Penn, Imma (2007). Dogma Evolution & Papal Fallacies:An Unveiled History of Catholicism. AuthorHouse. ISBN:978-1-4343-0874-0.

روابط خارجية

المراجع

  1. Thomas T. Allsen (25 مارس 2004). Culture and Conquest in Mongol Eurasia. Cambridge University Press. ISBN:9780521602709. مؤرشف من الأصل في 2020-04-14.
  2. Francis Dvornik (1962). The Slavs in European History and Civilization. Rutgers UP. ص. 26. ISBN:9780813507996. مؤرشف من الأصل في 2019-07-12.
  3. Michell, Robert؛ Forbes, Nevell (1914). "The Chronicle of Novgorod 1016–1471". Michell. London, Offices of the society. ص. 64. مؤرشف من الأصل في 2016-08-03. اطلع عليه بتاريخ 2014-06-04.
  4. Eddie Austerlitz (2010). History of the Ogus. ص. 27. ISBN:9781450729345. مؤرشف من الأصل في 2016-05-27.
  5. Odette Keun (1944). Continental stakes: marshes of invasion, valley of conquest and peninsula of chaos. Letchworth printers ltd. ص. 53. مؤرشف من الأصل في 2020-03-14. اطلع عليه بتاريخ 2011-11-28. Ogdai Khan continued this stupendous career of conquests. He swept his hosts, organized to a very high level of efficiency, armed with a Chinese invention, gunpowder, that they used in small field-guns, and commanded with a sense of strategy quite beyond the capacity of any European general through Russia to Poland.
  6. Bitwa pod Legnicą Chwała Oręża Polskiego Nr 3. Rzeczpospolita and Mówią Wieki. Primary author Rafał Jaworski. 12 August 2006 (in Polish) p. 8
  7. Bitwa pod Legnicą Chwała Oręża Polskiego Nr 3. Rzeczpospolita and Mówią Wieki. Primary author Rafał Jaworski. 12 August 2006 (in Polish) p. 4
  8. Z. J. Kosztolnyik -- Hungary in the 13th Century, East European Monographs, 1996. p. 174
  9. Encyclopædia Britannica, inc (2003). The New Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica. ص. 663. ISBN:978-0-85229-961-6. مؤرشف من الأصل في 2020-03-14.
  10. Michael Kohn (2006). Dateline Mongolia: An American Journalist in Nomad's Land. RDR Books. ص. 28. ISBN:978-1-57143-155-4. مؤرشف من الأصل في 2020-03-14. اطلع عليه بتاريخ 2011-07-29.
  11. William H. McNeill (1992). The Rise of the West: A History of the Human Community. دار نشر جامعة شيكاغو. ص. 492. ISBN:978-0-226-56141-7. مؤرشف من الأصل في 2020-03-14. اطلع عليه بتاريخ 2011-07-29.
  12. Robert Cowley (1993). Robert Cowley (المحرر). Experience of War (ط. reprint). Random House Inc. ص. 86. ISBN:978-0-440-50553-2. مؤرشف من الأصل في 2020-03-14. اطلع عليه بتاريخ 2011-07-29.
  13. Kenneth Warren Chase (2003). Firearms: a global history to 1700 (ط. illustrated). Cambridge University Press. ص. 58. ISBN:978-0-521-82274-9. مؤرشف من الأصل في 2020-03-14. اطلع عليه بتاريخ 2011-07-29.
  • أيقونة بوابةبوابة أوروبا
  • أيقونة بوابةبوابة التاريخ
  • أيقونة بوابةبوابة الحرب
  • أيقونة بوابةبوابة العصور الوسطى
  • أيقونة بوابةبوابة المجر
  • أيقونة بوابةبوابة بولندا
  • أيقونة بوابةبوابة تركيا
  • أيقونة بوابةبوابة روسيا
  • أيقونة بوابةبوابة منغوليا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.