الزبير (العراق)

الزبير هي مدينة عراقية، ومركز قضاء الزبير التابع لمحافظة البصرة في جنوب العراق. يبلغ عدد سكانها حوالي 511,224 حسب تقديرات عام 2018م.[1] وتسكن قضاء الزبير عشائر وقبائل وأسر من أصول نجدية ويمانية عربية، ولكن عاد الكثير من تلك الأسر النجدية إلى المملكة العربية السعودية والكويت،[بحاجة لمصدر] في السبعينات والثمانينات.

الزبير
جامع خطوة الإمام علي أحد معالم المدينة

الاسم الرسمي الزبير
خريطة
الإحداثيات 30°23′21″N 47°42′29″E  
تاريخ التأسيس 1571
تقسيم إداري
 البلد  العراق
 المحافظة محافظة البصرة
 القضاء قضاء الزبير
الحكومة
 قائممقامية عباس ماهر السعيدي
خصائص جغرافية
 المجموع 7٬243 كم2 (2٬797 ميل2)
ارتفاع 11 م (36 قدم)
عدد السكان (2014)
 المجموع 370,000
معلومات أخرى
61006
رمز المنطقة 964+
رمز جيونيمز 98245 

الموقع

تقع مدينة الزبير إلى الجنوب الغربي من مدينة البصرة في جنوب العراق، وكانت تعتبر المدينة أحد مراكز الاستراحة للمسافرين بين الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي والعراق، كما أن قربها من البادية جعلها موقعاً لاستقرار البدو القادمين من صحراء نجد وبادية العراق ومنطقة للتبادل التجاري معهم.

والزبير كبلدة عراقية لها مكانتها التاريخية وتحفل بالتراث والأحداث خلال بضعة قرون منذ تأسيسها كما أنها محط رحال القادمين والقاصدين إلى حج بيت الله الحرام ممن هم خارج العراق القادمين من الشمال والشرق.

التسمية

وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الصحابي الزبير بن العوام المدفون فيها سنة 38 هـ/ 658م، وهو ابن عمة النبي محمد، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. وهي تقع بين موقع مدينة المربد الأثرية وبين مدينة البصرة القديمة التي أسسها عتبة بن غزوان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

التاريخ

يعتقد أن القرية تأسست في سنة 979 هـ/1571م، عندما أمر السلطان العثماني سليم الثاني أن يُقام مسجد بجوار قبر الزبير بن العوام في شهر رجب من نفس السنة، وقضاء الزبير قريب من موقع البصرة القديمة، وبالذات قرب مقابر البصرة، قال علي أباحسين في كتابه (لمحة من تاريخ مدينة الزبير) "حين أصبحت البصرة ومنها الزبير تحت الحكم العثماني سنة 953 هـ كان حكامها من كبرائها تعيّنهم الدولة العثمانية حتى عام 1288 هـ إذ أصبحت الزبير مديرية تحت حكم شيخ من أهاليها يُقيمه والي البصرة"، [2] وفي سنة 1289هـ عُيّنَ صالح أغا طابور أغاسي أول مديرٍ لناحية الزبير،[3][4] وبما أن تجارة نجد الخارجية -إذا صح أن لهم تجارة خارجية- فإن العراق هو المنفذ والسوق القريب الذي يتعاملون معه، فنتج عن ذلك أن سكنت أسر نجدية كثيرة في العراق وبخاصة البصرة والزبير وسوق الشيوخ.[5] وازداد استيطانهم فيها في القرن 18 مع تمدد الحركة الوهابية، ولم يكن في ذلك الموقع سلطة حكومية سوى إمارة المنتفق الذين كانوا يتجولون بجواره وقيل إن أولئك النجديين اختاروا رجلاً يرأسهم، اسمه راشد المعيصب، فسُمّيَ الرَيّس.[6] وقد كانت مهددة من البادية، ثم أخذت المدينة بالنمو والتطور بعد قدوم «يحيى بن سليمان الزهير»[7] -وقيل يحيى بن محمد الزهير- حيث تولى حكمها في سنة 1211هـ/1796م في عهد السلطان سليم الثالث وولاية المتسلم «عبد الله آغا بن سليمان» الأولى على البصرة عن الوزير سليمان باشا الكبير، واستمر بحكمها ثلاث سنوات.[8]

تزامنت تلك الفترة مع تصاعد غارات الأعراب من البادية المتاخمة لولاية البصرة فقرر في سنة 1212هـ/1797م الذهاب إلى بغداد لزيارة وزيرها سليمان باشا الذي عَمّرَ قصبة الزبير،[9] ليشرح له أهمية الموقع الجغرافي لقرية الزبير كونها الثغر الاستراتيجي لحماية مركز إيالة البصرة من جهة الصحراء، وأنها ملجأ لكثير من أهالي نجد الذين سيقصدونها إذا مامدت لهم الدولة يد العون، فتجاوب سليمان باشا مع ما قاله الزهير فقرر تخصيص مبلغ من المال لتحصين المدينة، وأمر الزهير بتشييد سور لها، وزوده بالمدافع وسلّح الأهالي. فشيد ذلك السور سنة 1211هـ/1797م تحت نظارة قاضي الزبير الشيخ «إبراهيم بن جديد». ثم عينت الدولة العثمانية رواتب لكل أهالي الزبير حسب الشخص وعدد أفراد عائلته.[7][10] وقد أمضى الوزير سليمان باشا اتفاقية دفاع مشترك بين الزبير وإيالة البصرة مكونة من 8 مواد رئيسة، نصت على استقلالية ذاتية للزبير[كيف؟] وإعفاء أبنائها من الخدمة العسكرية،[لماذا؟] وبناء مدارس ومستشفيات فيها، وتزويد المدينة بالأسلحة ومن جهة أخرى يتم التعاون بين الطرفين لدرء الأخطار الخارجية المشتركة ومحاربة الفتن الداخلية.[11] وقد توفي يحيى الزهير سنة 1213هـ/1798م، فأسند الشيخ حمود بن ثامر السعدون مشيخة الزبير إلى «إبراهيم الثاقب» من سلالة وطبان بن ربيعة المريدي، ودامت مشيخته إلى أن قُتِل سنة 1237هـ/1822م، فأسندت مشيخة الزبير إلى ولده محمد، ثم جرى تنافس بينه وبين آل الزهير، فأخرجوه من الزبير.[12]

وفي سنة 1220هـ/1806م في عهد السلطان العثماني سليم الثالث وولاية متسلم البصرة إبراهيم آغا، انتدب أهل الزبير أحد وجهائها وأثريائها وهو الشيخ يوسف بن يحيى الزهير مع عالمها ابراهيم بن جديد للسفر إلى بغداد لمقابلة واليها الوزير «علي باشا الكتخدا» لبحث شؤون الزبير ومصالح أهلها، ووسائل الدفاع عنها ضد أي عدوان خارجي. وقد أجابهما علي باشا الكتخدا لطلبهما، وزودهما بالمدافع وسائر الأسلحة، كما أمر بإقامة سور للإمارة فيها. وقد تولى الشيخ يوسف الزهير مشيخة الزبير من 1822م إلى وفاته سنة 1239هـ/1824م في عهد السلطان محمود الثاني وولاية محمد كاظم آغا متسلمًا للبصرة عن الوزير داود باشا أو بداية ولاية المتسلم عبد الغني آغا.[13]

سنة الطاعون

وفي 1247هـ/1831م وقع الطاعون العظيم الذي عم العراق ومنه الزبير، وعمّ الكويت وبعض أنحاء الخليج، ولا يشبه هذا الوباء الوباء الذي سبقه (يقصد وباء الكوليرا سنة 1820م المسمى العقاص). وحل بهم الفناء الذي انقطعت بسببه عوائل وقبائل، وخلت المنازل من أهلها، وإذا دخل في بيت لم يخرج وفيه عين تطرف، وجثث الناس في بيوتهم لا يجدون من يدفنهم، وأموالهم عندهم ليس لها وال، وانتنت البلدان من جيف الإنسان، وبقيت الدواب والأنعام سائبة في البلدان، ليس عندها من يعلفها ويسقيها حتى مات أكثرها، ومات بعض الأطفال من الجوع والعطش، وخرج أكثرهم إلى المساجد رجاءًا أن يأتيهم من ينقذهم، فماتوا فيها حيث لا تقام فيها جماعة، وبقيت البلدان خالية لا يأتي إليها أحد. وفي النصف من ذي الحجة 1247هـ/1832م ارتفع الوباء عن الزبير التي بدت خالية من أهاليها، فتعرضت لنهب من الصلبة حيث ليس لهم صاد ولا راد، وعندما عاد أهاليها من كان حاجاً أو مسافرًا أو من برئ من المرض وهم قليلون فضبطوا البلدة وحموها من الصليب وغيرهم. فلما علم أهل نجد بذلك، وكان اكثر أهل الزبير أرحامًا لهم وأصهارًا فسافروا إليها واخذوا ما وجدوه من تراثهم، وسميت تلك السنة (بسنة الصلبة). وتوفي من هذا المرض علي بن يوسف آل زهير شيخ الزبير.[14] قال لويمر في كتابه دليل الخليج القسم الجغرافي المكتوب سنة 1908 الميلادية "ويُقدّر عدد سكان مدينة الزبير بنحو 6000 نسمة وكلهم من المسلمين السنة وذلك أمر طبيعي في مكان يضم ضريح الزبير الذي مات في هذا المكان في معركة ضد علي وتوجد مساكن لكثير من الأثرياء ومُلاك البصرة في الزبير يأتون إليها في فصل الصيف نظراً لجفاف الهواء بها كما توجد بعض العائلات الكبيرة من وسط الجزيرة العربية كانت في الأصل مقيمة هنا" وقال "والزبير سوق هامة بالنسبة للأماكن المحيطة بها وخاصة قبائل البدو وهي كناحية من نواحي قضاء البصرة، يوجد بها مقر المدير وقليل من الشرطة، كما توجد بها كتيبة تتكون من 20 رجلاً تحت إمرة ضابط، وسكان الزبير أنفسهم معفون من الخدمة العسكرية الإجبارية قانوناً ولكن السلطات التركية جندت منهم مَن وجدته في مدينة البصرة".[15]

حصار الزبير

بعد ان استقرت الأوضاع عند عيسى السعدون، تطلع في سنة 1248هـ/1833م إلى الاستيلاء على مدينة الزبير ذات الاستقلال الذاتي ليدخلها ضمن نفوذ إمارة المنتفق، وذلك بدفع من محمد بن ابراهيم الثاقب منافس «آل زهير» حكام الزبير وقتها وأميرها عبد الرزاق الزهير. فتوجه جيش المنتفق ليضرب حصارًا على الزبير دون سبب مقنع سوى انحيازه إلى طرف الثاقب لحكم الزبير، وساعده في ذلك الشيخ جابر بن عبد الله الصباح حاكم الكويت آنذاك،[16] واستمر الحصار لسبعة أشهر، وانتهى بدخول المدينة بعد نفاد الطعام والرصاص عند المدافعين في ذي القعدة 1249هـ/مارس 1834م، حيث شهدت المدينة مجزرة ضد آل زهير بعد رفض الشيخ عيسى عرض عبد الرزاق الزهير بتعويض دم عمه علي الثامر الذي قتل أثناء الحصار بذهب يدفعه الزهير.[17][18]

هيئة السلطة

كانت الزبير قبل الحرب العظمى الأولى تابعة للواء البصرة من ولاية بغداد[19]، وكان حكمها الداخلي بالمشيخة، ثم أزيلت المشيخة وظلّت الزبير ناحية في زمن الاحتلال البريطاني، وبُنيت لها بلدية وعُيّنَ مديراً عليها عبد الوهاب الطباطبائي، وقد فعلت بريطانية ذلك لأنها وجدت أن شيخ الزبير إبراهيم البراهيم الراشد حينئذٍ كان مستأثراً ولا يصلح لزمانه، ولأنّ أهل الزبير قد اغتاظوا منه، فعُزل يوم 11 ذي القعدة 1339ه.[20][21]

التاريخ الاقتصادي

بالرغم من تدمير البصرة والزبير خلال سنوات الاحتلال (1775-1778) على يد كريم خان زند مما تسبب في تضاؤلهما كونهما مركزين تجاريين هامين، مما اضطرت بعض أسر الزبير للهجرة إلى الكويت، ومع عودة الأمور إلى مجاريها بعد انتهاء العدوان عاد النشاط التجاري في البصرة والزبير إلى أفضل مما كان عليه قبل الغزو. لذا ففي منتصف القرن 19 (13هـ)، كان أهل الزبير قد برعوا في تجارة الحبوب والتمور، وإيصالها بين الخليج العربي والهند ووسط الجزيرة العربية. وفي مطلع القرن 20 أي أواخر الدولة العثمانية أخذوا يتاجرون بالكمأ (الفقع)، وكانت القوافل من نجد وضواحيها تجلب إليها الأغنام والدهن والصوف والتمور. وكانت تجلب من البصرة الذخائر والمؤون.[22] وقد أصبح هؤلاء تجارًا وملاك عقار، فملكوا الكثير من مقاطعات نخيل البصرة وتوابعها وفتحوا لهم محال ومكاتب تجارية، كما أصبحوا وكلاء شركات ومصدرين وموردين للبضائع، فسيروا قوافلهم برا وبحرًا. وتزامن بداية الاستقرار النجدي المكثف في الزبير: قيام الدولة السعودية الأولى مع ازدهار النشاط البريطاني في الخليج العربي، فساهم أهل الزبير وخاصة العقيلات منهم في ذلك النشاط بمقدرة وكفاءة، فكانت قوافل العقيلات تخرج من الزبير تحمل بضائع الهند وطيوبها وبهارها ومحاصيل العراق إلى الموانئ الشامية، وتعود محملة بسلع أوروبا ومنتوجات الشام إلى العراق، فأصابت تلك البلدة ثراءً عظيمًا ونمت وازدهرت حتى سميت بالشام الصغير.[23] ومثال على ذلك ففي مطلع القرن 19 (13هـ) أصبح التاجر النجدي الزبيري «أحمد بن مهنا بن إبراهيم العنيزي» من كبار التجار والملاك في البصرة والزبير. وبنى العنيزي بداية 1822م/1237هـ سوقًا في محلة الباشا في لبصرة، أسماه «سوق كاظم آغا» على إسم والي البصرة في ذلك الوقت، وبعده ببضعة عقود أضحى «محمد بن موسى بن محمد الفارس» من كبار الأثرياء في الزبير والبصرة وابتنى لنفسه قصرًا في الشعيبة وكان ابنه موسى تاجرًا للخيول واشترى مزارع نخيل في البصرة.[24]

مدارس ناحية الزبير

ذُكر في سالنامه البصرة الصادر سنة 1893م أن في ناحية الزبير سبع مدارس وعشرين مكتباً في ناحية الزبير من لواء البصرة، وذكر عبد الرزاق الهلالي في كتابه (تاريخ التعليم في العراق في العهد العثماني) أنه كان في الزبير ثمانية مدارس.

مدارس

  • مدرسة دويحس، أُسست سنة 1180هـ الموافقة 1766.
  • مدرسة دينية ملحقة بجامع مزعل باشا السعدون.
  • مدرسة ملحقة بمسجد الباطن، بناها عيسى القرطاس، اشترهت بتدريس الفقه الحنبلي، ودرّس فيها عبود أفندي الحمود.
  • مدرسة ملحقة بمسجد مزعل باشا السعدون، درّسَ فيها محمد بن رابح.[25]
  • مدرسة النجاة الأهلية.

مساجد الزبير

تحتوي منطقة الزبير على الكثير من المساجد والجوامع والأضرحة والمراقد الأثرية القديمة والحديثة ومنها:

  • مسجد القرطاس.
  • مسجد الإمام الرضا.
  • مسجد دروازة الحزم (دروازة).
  • جامع مزعل باشا السعدون.
  • جامع الزهيرية.
  • جامع الصبيح (الرشيدية).
  • جامع المربد.
  • جامع النجادة.
  • مسجد المجصة.
  • جامع زين العابدين.
  • مسجد الخمسة.
  • مسجد الرواف
  • مسجد أسامة بن زيد
  • مسجد خالد بن الوليد
  • مسجد الخال
  • مسجد النقيب
  • مسجد ديم خزام
  • جامع المزروع
  • تكية الدراويش، تكية بناها أحمد النقيب سنة 1397هـ ثم صارت روضة.[26]

الهجرة

إن العوامل الطبيعية قد دفعت الكثير من الجماعات من أهل نجد للهجرة إليها، حيث كان الصراع السياسي في مناطق مثل منطقة سدير والجزء من العارض، وأيضاً البحث عن سبيل حياة أفضل نتيجةً للجفاف، الذي اجتاح نجد خلال بعض السنوات والذي سبب قحطاً ومجاعات، أجبر بعض سكانها على الهجرة للمناطق المجاورة بما فيها مدينة الزبير والتي كانت تتميز بمياه جوفية تؤمن متطلبات الحياة والاستقرار وبالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي لقربها من الكويت والبصرة، ولقد تولّت أسرة (الزهير) و(البراهيم) وغيرها من الأسر الحكم فيها، والزبير أرض خصبة حيث أنها كانت مشهورة بزراعة أنواع كثيرة من الخضروات ويأتي على رأسها الطماطم حيث أنها كانت تغطي مناطق كثيرة في العراق وأيضاً اشتهرت بزراعة الخيار والبطيخ والرقي (البطيخ الأحمر كما اشتهرت تسميته في العراق) وأيضاً إضافة للزراعة كانت الزبير تحتوي على كثير من آبار النفط مما جعلها واحدة من المناطق المستهدفة بالقصف خلال حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة.

الوضع الحالي

مرقد ومسجد طلحة بن عبيد الله في منطقة الزبير قبل تدميره في عام 2006م

هاجرت بعض العوائل النجدية في القرن التاسع عشر إلى منطقة الزبير بسبب الجفاف ونقص الموارد ولكن بعد تأسيس إمارة الكويت والمملكة العربية السعودية، وتحسن الأوضاع بسبب استخراج النفط عادت أعداد كبيرة منهم إلى نجد ثم هاجر غالبيتهم في عقد الثمانينات أثناء الحرب العراقية الايرانية وكذلك في حرب الخليج الثانية حيث هاجر قسم منهم في عقد التسعينات ولم يتبقى سوى القليل من العوائل النجدية بمقابل ذلك هاجرت عوائل كثيرة من المناطق الشرقية في البصرة وميسان إلى منطقة الزبير بسبب أحداث الحرب العراقية الايرانية وتدمير المناطق السكنية في القرى الحدودية.

مدينة الزبير تتميز بصبغتها الإسلامية العربية الخالصة تسكنها (أسر من قبيلة الدواسر)، مثل عائلة التركي وعائلة الخميس وعائلة النامي وبني تميم وشمر وعنزة والظفير وربيعة وقبيلة خزاعة ومجموعة من العشائر الأخرى لكن بفعل عدة عوامل مثل الثورة النفطية في الخليج والحرب الإيرانية العراقية وحروب الخليج، وهاجرت منها عوائل نجدية كثيرة إلى خارج العراق فمنهم من ذهب إلى الكويت ومنهم من ذهب إلى السعودية.[27]

أحياء مدينة الزبير

كان موقع مدينة الزبير جزءاً من مدينة البصرة الأولى التي أُسّست سنة 14 الهجرية، وصارت البصرة حاضرة كبيرة مشهورة ثم هُجرت مدة، ولم يبق فيها غير الأعراب يعلمون هناك في خدمة القوافل المارة، ولخدمة دفن الموتى من أهل البصرة الحالية، وبقي في الزبير أطلال جامع البصرة القديم ومقبرة الحسن البصري وقبر الصحابي الزبير بن العوام، حتى سنة 1571 الميلادية حين أمر السلطان العثماني سليم الأول ببناء قبة فوق ضريح الزبير بن العوام، فصار حوله التجمع السكاني الأول من أهالي البصرة الذين كانوا يعملون في إحضار موتى البصرة الحالية إلى مقبرة الحسن البصري ودفنهم فيها،[28] وأقبل على الزبير ناس فبنوا بيوتهم حول المسجد طلباً للأمان وتبركا بالضريح،[29] ثم أقبلَ عليها مهاجرون وخاصة من نجد من بلدة حرمة سنة 1620 الميلادية ثم مهاجرون من حريملا سنة 1824، وقد اتسعت المدينة بفعل الهجرة الوافدة من نجد فأصبحت أكثر رقعة وأعظم عمرانا من الكويت المجاورة، بل إنها ضارعت البصرة التي تناقص شأنها بفعل البلاء الذي أنزله الطاعون ثم الحصار الفارسي، وقد كانت الزبير إحدى الروافد التي غذت البصرة بالرجال حتى عمرت مرة اخرى وما لبثت دائرة الزبير ان اتسعت فوصل رجالها إلى بغداد وعمروا الحواضر وأنشئوا قرى أخرى على امتداد المنطقة.[30]

ويمكن تقسيم المراحل العمرانية للزبير ثلاثة أقسام، القسم الأول طال 343 سنة من سنة 1571 الميلادية في عهد الدولة العثمانية حتى الاحتلال الإنكليزي سنة 1914، وفي هذه المرحلة كانت المناطق محدودة بسبب إحاطة الزبير بسور يحميها من الغزو، بنت الدولة العثمانية السورَ الأول سنة 1797 الميلادية، وظل السور حتى سنة 1882م، وفي هذه المرحلة الأولى كانت محلّات الزبير هي الكوت والشمال والدروازة ثم الرشيدية سنة 1892 ثم الزهيرية سنة 1899،[31] وبدأت المرحلة العمرانية الثانية منذ سنة 1914 حتى سنة 2002 قبل الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003، والمرحلة الثالثة منذ سنة 2003.[32]

مدينة الزبير في ثلاث مراحل
المرحلة الزمنيةعدد المحلاتمساحة الزبير هكتاراً
1571 - 19144221.9
1915 - 2002183340
2003 - 2019243432.6

أحياء مدينة الزبير

أحياء مدينة الزبير سنة 2015
أحياء مدينة الزبير سنة 2020
تسلسلاسم الحيمساحتهسكانه
1الكوت (مركز المدينة)21317
2الشمال23620
3الرشيدية الأولى10057
4الرشيدية الثانية3087
5العسكري31115
6الجاهزة11312
7الجمهورية الأولى17820
8الجمهورية الثانية21550
9الحسين15968
10العرب الأولى15362
11العرب الثانية23903
12الضباط7022
13الشهداء48433
14الفرهة والظويهرات16372
15العصرية والمعامل38543
16المزارع22831
17المربد الجديد11506
18المربد القديم9571
19المعلمين والبلديات4370
20الخطوة6126
21الأمير17197
22الدريهمية27117
23الآثار9540

التجاوز على الأراضي

انتشر التجاوز السكني في أنحاء العراق بعد الاحتلال الأمريكي سنة 2003، ومن ذلك حدث تجاوز في مساكن الزبير.[33]

مساكن التجاوز سنة 2021
اسم الحيمساكن التجاوز
الكوت (مركز المدينة)25
الشمال1006
الرشيدية الأولى111
الرشيدية الثانية
العسكري106
الجاهزة68
الجمهورية الأولى292
الجمهورية الثانية205
الحسين320
العرب الأولى
العرب الثانية1600
الضباط854
الشهداء782
الفرهة والظويهرات3093
العصرية والمعامل4720
المزارع220
المربد الجديد97
المربد القديم65
المعلمين والبلديات1800
الخطوة104
الأمير242
الدريهمية600
الآثار1602

مقاطعات الزبير

قضاء الزبير 3 نواحٍ، ناحية مركز القضاء، وناحية سفوان، وناحية أم قصر، مساحة ناحية مركز قضاء الزبير 1082.75 كم، وفيها 27 مقاطعة.[34]

مقاطعات ناحية مركز الزبير
رقم المقطعةاسمهامساحتها دونماً
1الزبير14000
2النجمي الشرقي5000
3طلحة6520
4كريطات26760
5الرافضية الغربية11720
6البرجسية الجنوبية2000
7البرجسية الشمالية5400
8جويبدة6200
9الطوبة16600
10النخيلة6560
11أرطاوي140280
12الدريهمية8000
13الذروية15760
14الرافضية الشرقية5880
15مويلحات2080
16البرجسية الغربية9480
17أركلي الشمالي11200
18الرافضية51360
19الصعيرية5480
20سلمى3200
21الشعيبة الشرقية30880
22الشعيبة الغربية8600
23النجمي الجنوبي6280
24كريطات الغربية7880
25درنة10920
26النجمي الغربي5400
27الشعيبة الشمالية10160

إحصاء السكان

بيّنتْ الإحصاءات تزايداً كبيراً في نفوس مدينة الزبير، إذ كان عدد النفوس 17880 نسمة، في سنة 1947م، وازداد العدد فيما بعد بسبب كثرة الولادات وقلة الوفيات، وبسبب الإقبال إلى مدينة الزبير للعمل في الزراعة والصناعة.[35]

عدد السكان
السنةالعدد
1741م600 أو 700
1748م1200 أو 1500
1770م5000
بداية القرن ال206000
1909م10000
1910م9 آلاف[36]
1947م17880
1957م28707
1965م47719[37] [محل شك]
1975م41408
1977م66536
1987م109767
1997م138595
2010م262877
2007م240157
2020م414739[38]

الخدمات الحكومية

  • الماء: وصلت إسالة الماء العذب إلى مدينة الزبير يوم 31 أيار سنة 1936م، وكان أهل الزبير قبل ذلك يستقون من آبار الدريهمية.[39]
  • الصحة: افتتح أول مستوصف بالزبير في محلة الباطن مقابل مسجد الباطن، وفي سنة 1342 الهجرية افتتح مستوصف آخر في غرب مدرسة الحسن البصري ثم افتتح مستشفى العقيل للولادة سنة 1961 في محلة الجمهورية الأولى بنفقة محمد السليمان العقيل، أحد وجهاء الزبير،[40] وصار المستشفى بعدئذٍ مستوصفاً، ثم فتح مستوصفان في محلة الحصي والدريهمية.[41]
مستشفيات الزبير
اسم المستشفىمناطقه
مستشفى الزبير العاممدينة الزبير
مراكز الرعاية الصحية الأولية بمدينة الزبير[33][42]
اسم المركزمناطقه
الباطنالرشيدية الأولى والثانية والشمال والضباط والمعلمين
الحسن البصريالكوت والعرب الثانية
الحاج خضيرالقرية العصرية والعرب الأولى
المربدالمربد القديم والجديد والأمير والفرهة والظويهرات
العقيلالجمهورية الأولى والثانية والآثار
الأنصارالحسين والمزارع
الرحمةالشهداء
الشفاءالعسكري والدريهمية
الخطوةالخطوة والجاهزة

آثار مركز قضاء الزبير

الآثار العراقية في مركز قضاء الزبير[43]
اسم الموقعالقريةالعصرإحداثياتها
أم شدادأراضي أم شدادكلداني وساساني وإسلامي
أنس بن مالك (جامع)إسلامي
جويبدة الشماليةجويبدة
جويبدة الجنوبيجويبدةإسلامي
مرقد الحسن البصريإسلامي
تلول الشعيبة
تلول الطوبةأراضي الطوبةساساني وإسلامي
طلحة وخرائب البصرة (مأذنة )إسلامي
مسلىأراضي مِسَليإسلامي
تل النخيلةأراضي النخيلةساساني وإسلامي
تل أثري6 كيلومترات شرق الزبير

أنظر

وصلات خارجية

المراجع

  1. Az-Zubayr (District, Iraq) - Population Statistics, Charts, Map and Location نسخة محفوظة 26 أبريل 2021 على موقع واي باك مشين.
  2. علي أباحسين (2009). لمحة من تاريخ مدينة الزبير تراجم ووثائق (PDF) (ط. الأولى). مؤسسة فخراوي للدراسات والنشر. ص. 9.
  3. عبد اللطيف الدليشي. الشيخ محمد أمين الشنقيطي؛ حياته-مذكراته-علاقته بملوك وشيوخ الجزيرة العربية. ص. 172. مؤرشف من الأصل في 2023-05-31.
  4. عبد الرزاق الصانع وعبد العزيز العلي. امارة الزبير بين هجرتين الجزء الثاني. ص. 139. مؤرشف من الأصل في 2023-05-31.
  5. محمد بن عمر الفاخري (1999). كتاب تاريخ الفاخري. تحقيق: د. عبد الله بن يوسف الشبل. الرياض: الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة. ص. 63. مؤرشف من الأصل في 2023-10-22.
  6. عبد اللطيف بن ناصر الحميدان. تاريخ مشيخة الزبير النجدية من النشوء إلى السقوط. بيروت: جداول. ص. 149.
  7. حسين خلف الشيخ خزعل، (1962). تاريخ الكويت السياسي. بيروت: دار ومكتبة الهلال. ص:93
  8. أحمد باش أعيان. ص:527
  9. علي ظريف الأعظمي. مختصر تاريخ البصرة (PDF). عزة رفعت. مكتبة الثقافة الدينية. ص. 163.
  10. أحمد باش أعيان. ص:526-527
  11. أحمد باش أعيان. ص:528
  12. خزعل، ص:85
  13. موسوعة تاريخ البصرة، أحمد باش أعيان، دار الحكمة لندن، 2019، الجزء الثاني، ص:534
  14. الزبير قبل خمسين عاما. يوسف حمد البسام. المطبعة العصرية. 1971. ص:97-98
  15. لويمر. دليل الخليج القسم الجغرافي الجزء السابع (PDF). ص. 2593.
  16. خزعل، ص:102
  17. حميد حمد السعدون. إمارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الإقليمية (1546-1918). ط:1999. ص:180-181
  18. خزعل، ص:102-103
  19. س موستراس،المعجم الجغرافي للامبراطورية العثمانية،ص286
  20. "معهد الدويحس في (الزبير)". www.al-jazirah.com. مؤرشف من الأصل في 2019-07-21. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-21.
  21. report by his majesty's high commissioner on the finances,administration and condition of the 'Iraq, for the period from October 1st,1920 to March 31st,1922.p20
  22. أحمد باش أعيان. ص:716-717
  23. الزبير وصفحات مشرقة. ص:25
  24. أحمد باش أعيان. ص:717
  25. منيب جمعة يوسف مرة. الحياة الاجتماعية في لواء البصرة (PDF). ص. 261 و262 و263 و264.
  26. عبد الله بن إبراهيم بن الغملاس. تاريخ الزبير والبصرة مع إشارات إلى تاريخ الكويت والإحساء (PDF). عماد عبد السلام رؤوف. ص. 51.
  27. تاريخ الزبير ، عماد عبد السلام رؤوف ـ اربيل 2011
  28. داود جاسم الربيعي (1978). قضاء الزبير دراسة في الجغرافية البشرية. ص. 72. مؤرشف من الأصل في 2023-07-11.
  29. حسين بن سعدون (2006). البصـرة ذات الوشــاحين. مكتبة مدبولي. مؤرشف من الأصل في 2023-07-11.
  30. عبد العزيز بن ابراهيم الناصر (2016). الزبير وصفحات مشرقة من تاريخها العلمي والثقافي (PDF). وهج الحياة للاعلام.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: url-status (link)
  31. ماهر يعقوب موسى ومريم خيرالله خلف. "نشأة مدينة الزبير ومراحلها المورفولوجية ( بحث مستل )". العراق: مجلة دراسات البصرة, 2021, المجلد 39, العدد 1994-4721, الصفحات 35-52. مؤرشف من الأصل في 2022-12-10. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  32. رنا مهدي سعد وسلمان مغامس عبود. "التوزيع المكاني والمساحي للمؤسسات الدينية في مدينة الزبير لعام 2019". العراق: آداب البصرة, 2021, المجلد 96, العدد 1, الصفحات 309-361: 314. مؤرشف من الأصل في 2023-07-11. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  33. عبد الحميد حسن علي الدرويش و.آمال صالح عبود الكعبي. "تحليل مكاني لانتشار الأمراض الانتقالية في مدينة الزبير". العراق: مجلة دراسات البصرة, 2023, المجلد 47, العدد 1994-4721, الصفحات 519-564: 529. مؤرشف من الأصل في 2023-07-11. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  34. إبراهيم علي العيساوي (2018). كفاءة المياه الجوفية في تجهيز الاستهلاك المائي لمحاصيل الخضروات في قضاء الزبير. مجلة ابحاث البصرة للعلوم الأنسانية, المجلد 43, العدد 3-A. ص. 177 إلى 180. مؤرشف من الأصل في 2022-01-02.
  35. قاسم مطر عبد، اتجاهات ومحددات التوسع العمراني لمدينة الزبير، مجلة مركز دراسات الكوفة، العدد 38، سنة 2015، ص 309
  36. عبد اللطيف الحميدان (2019). تاريخ مشيخة الزبير النجدية من النشوء إلى السقوط. بيروت: جداول للنشر والترجمة والتوزيع. ص. 168.
  37. عبد الرزاق الصانع وعبد العزيز العلي (1987). إمارة الزبير بين هجرتين. ص. 255. مؤرشف من الأصل في 2022-03-26.
  38. .عبد الحميد حسن علي الدرويش وآمال صالح عبود الكعبي. "تحليل مكاني لانتشار الأمراض الانتقالية في مدينة الزبير". العراق: مجلة دراسات البصرة, 2023, المجلد 47, العدد 1994-4721, الصفحات 519-564. مؤرشف من الأصل في 2023-07-17. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  39. عبد الرزاق الصانع وعبد العزيز العلي. إمارة الزبير بين هجرتين بين سنتي 979 - 1400 هـ. ص. 191. مؤرشف من الأصل في 2022-06-26.
  40. عبد العزيز بن إبراهيم الناصر (2016). الزبير وصفحات مشرقة من تاريخ العلمي والثقافي (PDF) (ط. الثانية). ص. 571.
  41. عبد الحميد بن عبد العزيز العليان (1428). جواهر الزبير (PDF) (ط. الأولى). ص. 95 و96.
  42. عبد الباسط خليل الدرويش (2013). موسوعة الزبير - الجزء الثالث- الحالة الاجتماعية في الزبير (PDF). الرافدين. ص. 125 حتى 127.
  43. مديرية الآثار العامة (1970). المواقع الاثرية في العراق (PDF). مطبعة الجمهورية. ص. 5 46.
  • أيقونة بوابةبوابة العراق
  • أيقونة بوابةبوابة تجمعات سكانية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.