العتبة العلوية
العتبة العلوية المقدسة أو الروضة الحيدرية أو ضريح الإمام علي أو حضرة علي هو مرقد ديني ومسجد يقع في مدينة النجف في العراق، وهو من الأماكن المقدسة عند المسلمين الشيعة، إذ تذكر العديد من المصادر وغالبيتها تعود للمؤرخين الشيعة أنه تم تشيّيده على قبر الإمام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدون بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما يعتبرهُ أَهْلُ السُّنَّةِ وأول الأئمة عند الشيعة. جُدد المرقد عدة مرات وفي مراحل مختلفة، ولاحقاً أُعيد تذهيب القبة التي تعلوه وأضيف صحن جديد باسم صحن فاطمة الزهراء. أُلحق بالمرقد مكتبة الروضة الحيدرية التي تضم العديد من النفائس والمخطوطات الأثرية.[1]
العتبة العلوية | |
---|---|
معلومات أساسيّة | |
الموقع | النجف، العراق |
الإحداثيات الجغرافية | 31°59′46″N 44°18′51″E |
الانتماء الديني | الإسلام |
المنطقة | محافظة النجف |
البلدية | النجف الأشرف |
تاريخ الرسامة | 750م |
الوضع الحالي | مفتوح للمسلمين |
الأهمية الحضارية | من المقامات والأماكن الدينية المهمة في العالم، خصوصا لدى الشيعة |
الموقع الإلكتروني | http://www.imamali.net |
التاريخ
مراحل البناء
- مع زوال الأمويين وظهور قبر الإمام وضع داود بن علي العباسي (ت 133 هـ) على قبر الإمام صندوقا خشبيا، ولكن بعد استقرار العباسيين وبسبب خلافهم مع العلويين أزيل الصندوق.[2]
- بنى هارون الرشيد على القبر قبة وجعل لها أربعة أبواب وكانت هذه العمارة سنة 155 للهجرة، أو سنة 170 للهجرة.[3]
- أعاد محمد بن زيد الداعي بناء حرم الإمام علي بعد أن هدمه المتوكل العباسي (ت 247 هـ).[4]
- جدد أمير الحاج عمر بن يحيى بن حسين النسابة، نقيب الطالبيين في الكوفة بناء الروضة العلوية سنة 330 للهجرة، ومن ماله الخاص بنى قبة عليه.[5]
- أعاد عضد الدولة الديلمي (ت: 372 هـ) بناء الحرم بشكل فريد، وبقي المبنى لغاية سنة 753هـ حيث احترق في هذه السنة.[6]
- في سنة 760هـ جدد بناء المرقد، ويُنسب هذا البناء للملوك الإيلخانيين، كما جدد الملك عباس الأول القبة والصحن بعد ذلك.[7]
- بعد ذلك وسّع الحرم الملك صفي الصفوي.[8]
- لغاية سنة 1279هـ كان ما تبقى من الروضة العلوية هو ما بناه الملك عباس الصفوي وبتصميم من الشيخ البهائي.[9]
- نادر شاه الأفشاري ذهّب الإيوان ومنارتي الحرم الشريف، وهذا التذهيب باق ليومنا هذا.[10]
- مع ذكرى الميلاد النبوي في 17 ديسمبر 2016م أزيح الستار عن القبة بتذهيب جديد.[11]
طلاء القبة
شيد المرقد وبني في عهد الخليفة هارون الرشيد وكان له قبة حمراء، ثم جدد بناؤها في عهد داعي الصغير وهو من أمراء طبرستان ومن أحفاد زيد بن علي بن حسين مع قبة بيضاء، ثم خضر قبته في عهد الدولة الصفوية وفي العهد الأخير سنة 327 هجري جدد بناؤها من قبل عضد الدولة ديلمي من أمراء آل بويه بإيران وعمارتها باقية إلى الوقت الحاضر ثم طلى قبتها بالذهب نادر شاه من الأمراء الأفشارية من إيران.
الإعمار
يقع القبر المنسوب لعلي بن أبي طالب وسط صحن كبير مستطيل الشكل ويتقوم من طبقتين يبلغ ارتفاعهما حوالي 35 متراً، ويبلغ طول هذا الصحن 82 متراً وعرضه 77 متراً وفي كل ضلع من هذه الأضلاع 14 إيواناً، وفي كل إيوان غرفة تحتوي على قبر لشخصيات مقدسة عند الشيعة.
وفي الطبقة الثانية عدد من الأواوين والغرف بعدد الأواوين والغرف الموجودة في الطبقة السفلى. والصحن مفروش بالرخام الأبيض وله خمسة أبواب. وجدرانه مغشاة بالآجر القاشاني الملوّن، وعلى حواشي الجدران العليا يوجد آيات قرآنية مخططة ومكتوبة بأحرف عربية متداخلة.
ويلي هذا الصحن من جهة الشرق إيوان واسع كبير، يبلغ ارتفاعه قراب أربعين متراً، كما يبلغ طوله 45 متراً، وهو مسقف، ومغشى بقطع الذهب، وفي ركنيه مئذنتان مرتفعتان مطليتان بالذهب،[12] ومن هذا الرواق يدخل إلى الرواق الكلي المسقف، وجدران هذا الرواق مغشاة بقطع المرايا ذات الأشكال الهندسية، وله أربعة أبواب متقابلة، أحدهما الباب الكبير والثاني باب المراد، والآخران يسميان باب الرحمة.
ويلي كل ما تقدم الحضرة، وجدران الحضرة مغشاة بالفسيفساء والرخام الإيطالي قطع المرايا، وأرضها مفروشة بالرخام الأزرق وفيها أربعة أبواب من الفضة وخامسة من البرنز.
ويتوسط هذه الحضرة المرقد الغروي يحيط به مشبكان أحدهما من الفضة وهو الخارجي والآخر من الحديد الفولاذي وهو الداخلي، وتعلو المشبك الأول كتابات من القرآن مع أبيات من الشعر لابن أبي الحديد. ويتوسط المشبك الحديدي الداخلي مصطبة من الخشب المرصّع بالعاج والمنقوش عليه بعض الآيات القرآنية، وتحتها قبر مشيد.[13]
وتعلو الحضرة قبة مطلية بالذهب، ويعتقد ان عدد القباب التي شيّدت على قبر الأمير بلغت تسع قباب، أولها قبة الرشيد والثامنة التي كانت تعلو الضريح لغاية بداية القرن العشرين عندما طلاها نادر شاه بالذهب في سنة 1156 هـ[14] وآخرها شيدت عام 2016 من خلال التذهيب الجديد للقبة.[11]
توسعة الموقع
في السنوات الأخيرة بدأت حملة إعمار واسعة في العتبة العلوية، فبُني صحن كبير باسم صحن فاطمة ومع هذه التوسعات ستصبح المساحة للحرم العلوي 140 ألف متر مربع.[15]
المكانة الدينية
باعتباره موقع دفن ثاني أهم شخصية للشيعة[16] يعتبر الضريح من قبل جميع الشيعة رابع أقدس موقع إسلامي[17][18][19][20] ذكرت صحيفة بوسطن غلوب أن "النجف هي رابع أقدس مدينة بعد مكة والمدينة في المملكة العربية السعودية والمسجد الأقصى في فلسطين بالنسبة للمسلمين الشيعة". [21]
يزور الموقع سنويًا ما لا يقل عن 8 ملايين شخص، يعتقد الكثير من الشيعة أن علي بن أبي طالب لم يريد ان يعرف أعداؤه مكان قبره ، فطلب من صحابته دفنه سراً. ويعتقد أنه قد تم الكشف عن مكان القبر الحقيقي لإمام علي في وقت ما خلال الخلافة العباسية بواسطة الإمام الصادق.[22] يعتقد الشيعة أن علي بن أبي طالب دفن فيما يعرف الآن بمدينة النجف.[23]
وروي حسب معتقد الشيعة عن الإمام الصادق أن مسجد الإمام علي هو ثالث أقدس المواقع الإسلامية: مكة المكرمة والمدينة المنورة ومسجد الإمام علي بالنجف وضريح الإمام الحسين بكربلاء وضريح ابنته فاطمة في قم.[24] وفي رواية أخرى منسوبة إلى جعفر الصادق سادس أئمة الشيعة أن موقع الضريح واحد من "خمسة أماكن مقدسة تحظى بحترام وتقديس كبيرين[25]
معرض صور
- صورة للضريح
- صورة من أعلى الضريح
- صورة للمرقد عام 2014
- روضة الإمام علي (قبل التجديدات في 2008).
- صورة للروضة من الداخل.
- الروضة الحيدرية
- الروضة
- الروضة
- الروضة
- الصحن العلوي.
المصادر
- "تاريخ تَذهيب المرقد العلوي المطهر". العتبة العلوية المقدسة. مؤرشف من الأصل في 2021-06-05. اطلع عليه بتاريخ 2022-05-24.
- آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص40.
- آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص41.
- آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص42 وص43.
- التمیمي، مدینة النجف، ص172.
- آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص43 و45.
- آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص46 ـ 48.
- آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص48.
- البریري، النجف في 13 رحلة، ص166.
- البریري، النجف في 13 رحلة، ص167.
- ازاحة الستار عن القبة الجديدة لمرقد الامام علي (ع) نسخة محفوظة 18 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- الخليلي، موسوعة العتبات، ص186.
- الخليلي، موسوعة العتبات، ص 187.
- الخليلي، موسوعة العتبات، ص188.
- العلوي، راهنمای مصور سفر زیارتی عراق، ص126.
- Never Again! نسخة محفوظة 2007-08-05 على موقع واي باك مشين. ShiaNews.com
- Muslim Shia's Saint Imam Ali Holy Shrine - 16 Images نسخة محفوظة 2010-09-05 على موقع واي باك مشين. Cultural Heritage Photo Agency
- The tragic martyrdom of Ayatollah Al Hakim calls for a stance نسخة محفوظة 2010-09-18 على موقع واي باك مشين. Modarresi News, September 4, 2003
- Zaman Online, August 13, 2004 نسخة محفوظة October 28, 2006, على موقع واي باك مشين.
- Why 2003 is not 1991 The Guardian, April 1, 2003 نسخة محفوظة 2023-04-07 على موقع واي باك مشين.
- Iraqi forces in Najaf take cover in important Shia shrine The Boston Globe, April 2, 2003 نسخة محفوظة 2023-04-07 على موقع واي باك مشين.
- Majlesi, V.97, p. 246–251
- "Red tape curbs profits from Iraq religious tourism". Reuters. 16 فبراير 2009. مؤرشف من الأصل في 2023-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-09.
- Redha، Mohammad؛ Mohammad Agha (1999). Imam Ali Ibn Abi Taleb (Imam Ali the Fourth Caliph, 1/1 Volume). Dar Al Kotob Al ilmiyah. ISBN:2-7451-2532-X.
- Iran Diary, Part 2: Knocking on heaven's door Asia Times Online
- بوابة الإسلام
- بوابة الشيعة
- بوابة العالم الإسلامي
- بوابة العراق
- بوابة النجف
- بوابة تجمعات سكانية
- بوابة جغرافيا
- بوابة عمارة
- بوابة مساجد
- بوابة موت