الرقابة في جمهورية أيرلندا

في جمهورية أيرلندا، تحتفظ الدولة بقوانين تسمح بإجراء الرقابة، بما في ذلك قوانين محددة تتناول الأفلام والإعلانات والصحف والمجلات، فضلاً عن الإرهاب والمواد الإباحية. في السنوات الأولى للدولة، كانت الرقابة مفروضةً على نطاق واسع، ولا سيما في المجالات التي كانت تُعتبر مناقضةً للعقيدة الكاثوليكية، ومن ضمنها الإجهاض والنشاط الجنسي والمثلية الجنسية.

الرقابة الحالية

الرقابة على الأفلام

كان مكتب الرقابة على الأفلام في جمهورية أيرلندا، والذي أُعيدت تسميته في عام 2008 ليصبح «مكتب تصنيف الأفلام الأيرلندية»، يقتطع من الأفلام ومقاطع الفيديو المخصصة للإيجار بشكل كبير، أو يحددها لفئات عمرية محددة. في عام 2000، صُنّف فيلم «ذا سايدر هاوس رولز» الأمريكي في جمهورية أيرلندا للفئة العمرية التي لا تقل عن 18 سنة بسبب موضوعاته المتعلقة بالإجهاض وسفاح القربى، على الرغم من أنه في بلدان أخرى، مثل المملكة المتحدة، صُنّف الفيلم لعمر 12 سنة.

الإعلانات

تُنظّم الإعلانات من قبل هيئة معايير الإعلان في أيرلندا، ويجب أن تكون صادقة ودقيقة من الناحية الواقعية. بالإضافة إلى ذلك، لا يُسمح بالإعلانات الخاصة بالخدمات غير القانونية. هيئة معايير الإعلان في أيرلندا هي هيئة صناعية تطوعية لا تتمتع بصلاحيات قانونية ولا تملك سلطة إزالة أي منشور من التداول. فهذه السلطة منوطة بمجلس رقابة المنشورات. نظرًا إلى مكانة هيئة معايير الإعلان، يختار بعض ناشري الإعلانات تجاهل أحكامها باستمرار من خلال إطلاق إعلانات مثيرة للجدل لمجرد لفت الانتباه إلى منتجاتهم وخدماتهم.

الجرائد والمجلات

رغم أن الصحف والمجلات ما زالت خاضعة للرقابة من الناحية النظرية، فهي حرة في نشر أي شيء لا يخالف قوانين التشهير الصارمة في أيرلندا. يستعرض مجلس رقابة المنشورات الصحف والمجلات التي يحيلها إليه مسؤولو الجمارك والضرائب وأفراد من عامة الشعب. حتى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، حُظر عدد كبير من الصحف والمجلات (معظمها أجنبية) في أيرلندا من ضمنها مجلة «بلاي بوي»[1] ومجلة الفضائح «نيوز أوف ذه ورلد»[2] التي كانت النسخة البريطانية منها ما زالت محظورة، وتوقف نشر المجلة في عام 2011.[3]

تتضمن قائمة المنشورات الدورية الواقعة تحت قوانين الحظر الدائم بدءًا من عام 2007 العديد من المنشورات التي توقف نشرها، وكذلك المنشورات التي تُباع الآن بحرية دون أي تعرض واقعي للمقاضاة، مثل مجلتي «هيلث أند إيفنشنسي» و«ذا ويكلي نيوز». تعود نسبة كبيرة من قوانين الحظر إلى الخمسينيات أو ما قبلها؛ وتغطي نسبة مماثلة منشورات الجريمة الحقيقية، وهو نوع من المنشورات كان غير قانوني في السابق بسبب تصور خطورة حدوث تمجيد أو تشجيع للسلوك الإجرامي من خلاله.

في عام 2011، نجحت «منشورات بول ريموند» في الطعن في الحظر المفروض على 5 من منشوراتها، والذي كان أحدها محظورًا لمدة 80 سنة تقريبًا، ويمكن الآن بيع هذه المنشورات بحرية.[4]

المواد الإباحية

المواد الإباحية التي تتضمن أي مشاركين دون سن الموافقة (سن الرشد) الأيرلندي غير قانونية بتاتًا. وتشمل تلك المواد مقاطع الفيديو وأقراص الفيديو الرقمية والأفلام والصور الفوتوغرافية والملفات الرقمية والرسومات والأوصاف النصية.[5] لا توجد قوانين أخرى تحظر أنواعًا معينة من المواد الإباحية في أيرلندا.

ولكن، يمكن مقاضاة توزيع المواد الفاحشة عبر الهاتف بموجب قانون مكتب البريد (المعدل) لعام 1951،[6][7] ويجوز لمدير تصنيف الأفلام في مكتب تصنيف الأفلام الأيرلندي حظر العروض العامة للأفلام التي تُعتبر فاحشة،[8][9] ويجوز لمجلس الرقابة على المنشورات حظر بيع وتوزيع الكتب والمنشورات الدورية إذا وُجد أنها فاحشة.[10] كانت مجلة «بلاي بوي» غير قانونية في أيرلندا حتى عام 1995.[11]

في ستينيات القرن العشرين، ضغط رئيس أساقفة الروم الكاثوليك في دبلن «جون تشارلز مكويد» على الحكومة الأيرلندية لحظر المواد الإباحية تمامًا.[12]

مصرف أيرلندا المركزي

في يوليو عام 2009، منع مصرف أيرلندا المركزي شركات التأمين والمصارف من إصدار أي تصريحات انتقادية تضم «أي إشارات» إليه سواء عن طريق «بيانات صحفية عامة» أو مراجع عامة غير معتمدة، سواء «كتابية أو شفهية».[13]

قانون المؤسسات الائتمانية (الاستقرار) لعام 2010

صدر هذا القانون بنسبة 78 إلى 71 في ديسمبر عام 2010 في استجابة جزئية للأزمة المصرفية الأيرلندية اللاحقة لعام 2008. تنص المادة 60 على أنه يجوز للحكومة الأيرلندية التقدم بطلب إلى المحاكم للحصول على مرسوم تحت هذا القانون وإقامة جلسة استماع له على انفراد. تحظر المادة 59 على أي شخص نشر حقيقة أن الوزير أصدر مرسومًا أو توجيهًا بموجب القانون؛ حتى نشر أي شيء يوحي بوجود حظر سيُعتبر أيضًا جريمة بموجب القانون. بعد أيام من إقرار القانون، طلب الوزير «برايان لينيهان جونيور» وحصل على الموافقة بالسماح بتحويل أكثر من 3,700,000,000 يورو إلى مصرف أيرلندا التحالفي، ثم إلى مصرف متعسر ماليًا.[14] طُرد من المحكمة صحفيان من صحيفة «ذا آيرش التايمز» الأيرلندية من قبل القاضي «مورين كلارك» قبل بداية الجلسة مباشرة.[15][16]

مراجع

  1. أسوشيتد برس (27 سبتمبر 1995). "Censors lift ban on Playboy". Sun Journal. مؤرشف من الأصل في 2020-01-02. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-15.
  2. "Censorship of Publications Acts, 1929 TO 1967: Register of Prohibited Publications". Dublin: Irish Censorship Board. 31 ديسمبر 2007. مؤرشف من الأصل في 2019-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2010-03-15.
  3. "Censored: The 274 books and magazines still banned in Ireland today". TheJournal.ie. 21 مايو 2012. مؤرشف من الأصل في 2018-11-16. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-01.
  4. "Censorship of Publications Act 1946" (PDF). Iris Oifigiúil (Irish State gazette). Dublin: Government of Ireland. ج. 94: 1623. 25 نوفمبر 2011. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2017-11-16. اطلع عليه بتاريخ 2017-12-24.
  5. (eISB), electronic Irish Statute Book. "electronic Irish Statute Book (eISB)". www.irishstatutebook.ie (بالإنجليزية). Archived from the original on 2019-01-07. Retrieved 2016-11-13.
  6. "Post Office (Amendment) Act 1951: Section 13, Offences in connection with telephones". www.irishstatutebook.ie (بالإنجليزية). 17 Jul 1951. Archived from the original on 2019-06-03. Retrieved 2019-09-14.
  7. Examiner, Irish. "New law on offensive text messages sees 330 prosecuted". www.irishexaminer.com (بالإنجليزية). Archived from the original on 2018-11-16. Retrieved 2017-09-02.
  8. Irish Films, Classification Office. "LEGISLATION". www.ifco.ie (بالإنجليزية). Archived from the original on 2019-04-28. Retrieved 2017-09-02.
  9. Citizen's, Information. "Censorship of films". www.citizensinformation.ie (بالإنجليزية). Archived from the original on 2018-04-03. Retrieved 2017-09-02.
  10. Citizen's, Information. "Censorship of Publications". www.citizensinformation.ie (بالإنجليزية). Archived from the original on 2018-06-16. Retrieved 2017-09-02.
  11. Censors lift ban on Playboy, Sun Journal - Sep 27, 1995 نسخة محفوظة 2 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. "Church insisted on pornography ban in 1960s". Thomas Crosbie Media. 29 ديسمبر 2006. مؤرشف من الأصل في 2015-06-10. اطلع عليه بتاريخ 2010-03-15.
  13. Noonan، Laura (3 يوليو 2009). "Watchdog puts muzzle on critical statements issued by the banks". Irish Independent. مؤرشف من الأصل في 2012-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2010-03-15.
  14. Latest Post - GoMetro نسخة محفوظة 16 أغسطس 2011 على موقع واي باك مشين.
  15. "Dáil Éireann debate - Wednesday, 15 Dec 2010". debates.oireachtas.ie. 15 ديسمبر 2010. مؤرشف من الأصل في 2015-10-23.
  16. The Sunday Times Irish edition, business section, 2 January 2011, page 4.
  • أيقونة بوابةبوابة حرية التعبير
  • أيقونة بوابةبوابة أيرلندا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.