الحلويات التقليدية الجزائرية

الحلويات التقليدية الجزائرية[1]، مهنة تأبى الانقراض، لا تزال العائلات الجزائرية تحافظ على العديد من العادات والتقاليد خاصة الحلويات التقليدية بكل أنواعها مثل (الزلابية، المقروض، قلب اللوز، البقلاوة، السفنج، المعذبات) رغم تنوع الحلويات في السوق إلا أن الحلويات التي توارثنها عن أجدادنا لا تغيب عن مائدة الجزائريين وبقيت على رأس قائمة الحلويات الأكثر رواجاً بالجزائر وفي سائر الأيام، وشكلت القلب النابض للحياة الجزائرية في كل الفصول لأنها وبكل بساطة أميرة السهرات ونظرا لشهرة هذه الحلوى التي ذاع صيتها في التراب الجزائري بل عرفت انتشارا واسعـا حتى في دول مختلفة من العالم بعد أن حرص أسلافنا لتوريثها للأجيال أب عن جد، ويتشابه مذاق الحلويات وأشكالها من نوع إلى أخر، كـالمعذبات وإصبع لعروس إلا أن الزلابية، لها مذاق لا نظير له كما أنها تتميز بشكل مستدير وفيها فراغات متعددة ومتشابكة ببعضها، وهي أشبه ما تكون بالحلقات الصغيرة الملتحمة لونها ذهبي ممزوج بالعسل كما أنها منوعة وذات ألوان مختلفة ومذاق مختلف أيضا، منها ما يصنع بدقيق القمح اللين ومنها ما يصنع بقمح صلب، وألذها على الإطلاق تلك التي تسقى بعسل المشبع بالليمون زادها بنة وعذوبة.

أصل تسمية حــلوى الزلابية

صناعة الزلابية مهنة متجذرة في تاريخ الجزائر فهي تمتد لثلاثة قرون مضت، و اختلفت الروايات حسب أصل تسميتها فمنهم من يقول أنها من تسمية زرياب الذي ابتكرها عندما سافر إلى الأندلس ومنهم من يقول أن أحد التجار أمر طباخه بطهي الحلوى للضيوف فلم يكن في المطبخ إلا الزيت والسكر والدقيق فوضعها في المقلات وعندما رأى زلابية جزائرية غريبة الشكل قـــال “زلابيّة” أي أخطأت في إعدادها وهذه الرواية هي أكثر شيوعا حول تاريخ الزلابية. وقد ارتبطت حلوى الزلابية عند الجزائريين ارتباطا وثيقا وأصبحت زينة وسيدة المائدة الجزائرية

المـقروط ملك الحلويات الجزائرية

المقروط هو ملك الحلويات الجــزائرية وقد تربع على عرش الحلويات التقليدية منذ القدم، إذ لا يمكن أن تخلو منه أي صينية حلويات جزائرية، إنه سيدها وملكها المتوج، المقروط الذي له حضور منقطع النظير في كل بلدان المغرب العربي وخاصة الجزائر، يتمتع بمذاق لذيذ وشكل جميل يفتح الشهية إذ لا تخلو مناسبة من حضوره و لا سهرة سمر من وجوده، يحضر بالسميد والزبدة الذائبة وماء الزهر ويستعمل التمر للحشو، ثم يقلى في الزيتأو يطبخ في الفرن ويوضع في العسل بمحل في ماء الزهر، ويزين بالسمسم والمكسرات مما جعله يستقطب كل الزبائن ومن مختلف الفئات العمرية الذين أدمنوا عليه حيث أنه يجمع شمل العائلات أثناء العديد من المناسبات، إضافة لنكهته وذوقه اللذيذين يرفق بأكواب الشاي الساخن بالنعناع يزيده نكهة لا تضاهيها نكهة أخرى.

الشقيقان قلب اللوز والبقلاوة

قلب اللوز

بجانب الحلويات التقليدية التي تشتهر بها الجزائر، توجد حلويات أخرى لا تقل حلاوة وشهرة كحلوى قلب اللوز الذي يعد زينة المائدة الجزائرية في شهر رمضان، و يبقى من أشهر الحلويات التي يقبل عليها الجزائريون جنبا إلى جنب مع أنواع أخرى من الحلوى التقليدية وكما يتضح من اسمه فسر صناعة حلوى قلب اللوز تكمن في القدرة على تماسك العجين ببعضه البعض والمكون من السميد والسمن والسكر والزبدة وطبقة اللوز المطحون والتي تتمركز في قلب هذه الحلوى وتستغرق مدة هذه العجينة لتجف أكثر من ثلاثة عشر(13) ساعة لتصبح جاهزة وإدخالها للفرن ثم يرش قلب اللوز بالشربات وهو خليط من السكر والماء المغلى وماء الورد بشرط وضعه في صينية من النحاس، وقد اشتهرت حلوى قلب اللوز في شرق الجزائر خاصة في مدينة سوق أهراس باسم “الهريسة اللوز” ولما انتقلت الجزائر العاصمة أضيفت لها طحينة اللوز لهذا ارتبط اسمها بقلب اللوز، وأصبح الجزائريون لا يستغنوا عنها أبدا فلا يكاد أن تكون هناك مائدة أو سهرة بدون حلوى قلب اللوز ونكهتها التي تسحر كل من يتذوقها.

تـاريخ صناعة حلوى قلب اللوز

بقلاوة الجزائرية

تعود شعبية حلوى قلب اللوز إلى خمسة قــرون مضت وتحديدا منذ عهد داي الجزائر وباشوات الجزائر في فترة الحكم العثماني بالجزائر حين ما كانت تقدم هدية إلى الملوك والسلاطين وتعتبر موروثا ضمن قائمة التراث الثقافي والحضاري وإحدى فنون المهارة اليدوية وقد كان السلاطين العثمانيون يخصصون يوما لتوزيع هذه الحلوى على الجنود بهدف الحفاظ على إرث صناعة قلب اللوز التي تعتبر أميرة الحلويات التقليدية.

البقلاوة

التحقت حلوى البقلاوة بقطار الحلويات الأكثر شهرتا بالجزائر بل في العالم أسره منذ عصور خلت، وتركت بصمتها عبر مختلف الأزمنة إلى يومنا هذا، وحافظت البقلاوة على مكانتها في أذواق الجزائريين وظلت من بين الأشهر الحلويات الأكثر رواجاً بالجزائر وفي كل الفصول ولا تمر المناسبات السعيدة كالختان أو الزفاف أو العيد أو نجاح دراسي، إلا وتجد هذا النوع من الحلوى يتصدر قائمة الحلويات تحضر بطبقات ورقية رقيقة من العجين و الجوز المفروم والعسل وماء الورد ومنها ما يحضر بالفستق بشكل رئيسي، وتوجد بالجزائر العديد من أطباق حلوى البقلاوة وبمذاق مختلف حسب الأصناف التي أبدعت في صناعتها أنامل المرأة الجزائرية التي تمكنت من تطويرها بعد أن أدخلت عليها تغييرات وإضافات فأبدعت وتفننت فيها من حيث الأشكال والأحجام والأصناف ما جعل البقلاوة من أهم الأطباق المفضلة عند الجزائريين.

تـاريخ صناعة حلوى البقلاوة

البقلاوة الجزائرية

يعود تاريخ صناعة حلوى البقلاوة للقرن الثالث عشر ميلادي في جنوب شرقي تركيا، حسب أقدم موسوعة عربية في الطبخ، وقد سجلت في “وضع الحماية” لدى المفوضية الأوروبية إذ تعتبر حلوى البقلاوة من ضمن 16 نوعا من الأطعمة والمشروبات الغير الأوروبية التي حصلت على الصفة الشرفية و ضمت 10 أنواع من الأطعمة الأكثر شهرة في العالم. ومهما تعددت الألوان والأشكال والأحجام للبقلاوة يبقى طعمها المتميز الذي أغرى الأجانب حيث سافرت هذه الحلوى في رحلة عبر القارات الخمس فوق التلال والسهول والبحار متنقلتاً من بلد إلا بلد، أما تاريخ هذا النوع من الحلوى بالجزائر فعلى الأرجح يعود خلال تواجد العثمانيين بالجزائر لما استنجد بهم الجزائريون لطرد الأسبان فكانوا سببا في نقل هذا النوع من تركيا إلى الجزائريين الذين لم يكتفوا بنقل ما صنعه الأتراك فأخذ كل منهم يطور هذه الحلوى ويضيف إليها لمساته الخاصة وتمكنوا بذلك من إضفاء الثقافة الجزائرية على هذه الحلوى لتكتسب طعما فريدا من نوعه.

الحلويات التقليدية جزء من التراث الجزائري إن الحلويات التقليدية الجزائرية الأصيلة ليس لها مثيل سواء من حيث الشكل أو الذوق، بالإضافة إلى القيمة المعنوية والتاريخية كونها إرثا حضاريا للعائلات الجزائرية، في حين ظهرت في الآونة الأخيرة موضة الحلويات الشرقية التي غزت محلاتنا وموائدنا وخاصة أعراسنا، لكن مهما تعددت وتنوعت طرق صنع الحلويات إلا أن الحلويات التقليدية الأصيلة تبقى في المرتبة الأولى، على غرار الزلابية و المقروط والبقلاوة وكذا بالنسبة للسفنج و قلب اللوز وغيرها، كونها تمثل أصالة الجزائر وعراقتها التمسك بها ضروري حتى لا تُفقد بنة الحلويات التقليدية الجزائرية.

الرجوع إلى الأصل فضيلة

أنواع الحلويات في المغرب العربي

بعدما أفقدت تلك الحلويات التقليدية مكانتها في أوساط المجتمع الجزائري وعلى المائدة الجزائرية منذ سنوات مضت إلا أنها عادت من جديد لتحتل بذلك مكانتها، أين عرفت خلال هذه الآونة الأخيرة إقبالا منقطع النظير للمواطنين الذين يأتون من كل حدب وصوب لشراء مختلف أنواع هذه الحلويات هذا من جهة، ومن جهة أخرى بات العديد من المواطنين يفضلون اقتناء هذه الحلويات على غرار الحلويات العصرية، باعتبار أن هذه الحلويات التقليدية يمكن تناولها مع مختلف المشروبات كالشاي والقهوة وغيرها، يبقى الإقبال على شراء مختلف الحلويات التقليدية في كل الفصول لأنها الحلويات المفضلة التي ورثها عن أجدادهم والعمل المحافظة عليها لأنها صناعة عريقة عراقة تاريخ الجزائر.

معرض الصور

انظر أيضاً

وصلات خارجية

المراجع

  • أيقونة بوابةبوابة الجزائر
  • أيقونة بوابةبوابة المرأة
  • أيقونة بوابةبوابة حلويات
  • أيقونة بوابةبوابة مطاعم وطعام
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.