التمرد الإسلامي في الساحل

يشير التمرد الإسلامي أو الجهادي في الساحل إلى التمرد الإسلامي بمنطقة الساحل غرب إفريقيا بعد الربيع العربي في عام 2011 حتى يومنا هذا. يدل اسم حرب الساحل على الصراع الممتد في دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو خصوصًا.[1]

الساحل الغربي

تمرد الطوارق والحرب الأهلية في مالي

أدى تدفق الأسلحة بعد نهاية الحرب الأهلية الليبية عام 2011، إلى تسليح الطوارق خلال تمردهم من أجل المطالبة بمزيدٍ من الحكم الذاتي والاستقلال لوطنهم في شمال مالي، الذي أطلقوا عليه اسم أزواد.[2] دعم الطوارق القذافي في ليبيا إلى حد كبير أثناء الحرب، وما تزال مناطق الطوارق، بما فيها غات، معاقل موالية للقذافي.[3] شرع مقاتلو الطوارق، الذين حاربوا مع القذافي، بالعودة من ليبيا عقب الحرب، متذرعين بتعرضهم للتمييز من قِبل الحكومة الجديدة.[4]

في أكتوبر 2011، تأسست الحركة الوطنية لتحرير أزواد على يد متمردي الطوارق السابقين والمقاتلين الذين عادوا من ليبيا. قاتلت جماعة أخرى يهيمن عليها الطوارق، تُعرف بجماعة أنصار الدين الإسلامية، ضد حكومة مالي أيضًا. لكنها، على عكس الحركة الوطنية لتحرير أزواد، لا تسعى إلى الاستقلال بل إلى فرض الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء مالي الموحدة.[5]

في مارس 2012، خُلع الرئيس المالي أمادو توماني توري إثر انقلابٍ بسبب طريقة تعامله مع النزاع. واجتاح المتمردون بعد الانقلاب أكبر ثلاث مدن في شمال مالي: كيدال وغاو وتمبكتو.[6]

في 6 أبريل 2012، قالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد إنها حققت أهدافها وأعلنت استقلال أزواد عن مالي.[7]

كانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد تتلقى الدعم في البداية من أنصار الدين. ومع ذلك، بدأت جماعة أنصار الدين فرضَ قوانين الشريعة الصارمة في الأراضي المحتلة، وتعاونت معها جماعات إسلامية أخرى، كان من بينها حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، مجموعة منشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وسرعان ما دخلوا في صراع مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد. بحلول يوليو 2012، كانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد قد فقدت السيطرة على شمال مالي بمعظمه لصالح الإسلاميين.[8]

تقدمت القوات الإسلامية بحلول يناير 2013 مسافة 600 كيلومتر من العاصمة وكانت على وشك السيطرة على مدينة موبتي الرئيسية. بدأت الحركة الوطنية لتحرير أزواد محادثات سلام لإعادة التنظيم مع حكومة مالي في حين أطلق الجيش الفرنسي عملية سرفال في 11 يناير، وتدخل في النزاع. ساعدت الحملة الجوية الفرنسية حكومة مالي على صد تقدم الإسلاميين، مما سمح لهم باستعادة مدن تمبكتو وغاو وكيدال الرئيسية. بحلول نهاية مايو 2013، تعين على القوات الإسلامية والطوارق التراجع إلى صحراء شمال شرق مالي.

التدخلات الأجنبية

انتهت عملية سرفال في يوليو 2014. وبدأت عملية برخان بعد فترة وجيزة في 1 أغسطس 2014 «لضمان أمن دول الساحل، وفي الواقع أمن فرنسا».[9]

خلال الأيام الأولى من شهر يناير 2022، وبعد عدة أشهر من الشائعات والمفاوضات، انتشر في مالي مئاتٌ من عناصر المرتزقة الروس التابعين لمجموعة فاغنر، بالإضافة إلى جنود من الجيش النظامي الروسي.

النيجر

تواجه النيجر حركات تمرد جهادية في أراضيها الغربية (نتيجة تداعيات حرب مالي) وفي منطقتها الجنوبية الشرقية (نتيجة لانتشار التمرد الإسلامي في نيجيريا). بدأ التمرد في غرب البلاد بهجمات في عام 2015 واشتد اعتبارًا من عام 2017. نُفذت العمليات الهجومية في البلاد بوتيرة أكبر منذ عام 2021.

بوركينا فاسو

امتد التمرد في منطقة الساحل إلى بوركينا فاسو في عام 2015، إذ بدأ بهجوم على قوات الشرطة شنه أعضاء مزعومون من بوكو حرام. في عام 2016، تصاعدت حدة الهجمات بعد تأسيس الإمام إبراهيم مالام ديكو لجماعة جديدة عُرفت باسم أنصار الإسلام.

في عام 2022، بدأ التمرد في بوركينا فاسو بالانتشار إلى دولتي بنين وتوغو المجاورتان. في 8 فبراير 2022، هاجم المتمردون حديقة دبليو الوطنية في بنين، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص. في 11 مايو 2022، عبر مسلحون الحدود إلى توغو وقتلوا ثمانية جنود.[10]

تمرد بوكو حرام والدولة الإسلامية في إمارة غرب إفريقيا

أثمر تعاون جماعة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وممارسة تدريباتها معه في منطقة الساحل منذ عام 2006، فتوسع وجودها في التشاد والنيجر عام 2014 بعد نجاحها في الاستيلاء على أراض نيجيرية خلال التمرد. شن تحالفٌ من دول غرب إفريقيا هجومًا على الجماعة في يناير 2015 التي كانت تسيطر آنذاك على منطقة كبيرة حول بحيرة تشاد. انسحبت الجماعة في النهاية من تحالفها مع القاعدة، وتعهدت بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في مارس 2015. بحلول نهاية عام 2015، أُجبرت بوكو حرام على التراجع إلى غابة سامبيسا في نيجيريا، رغم استمرار الهجمات، ولا سيما في النيجر.[11][12]

الجدول الزمني

2012

  • 16 يناير - بداية الحرب الأهلية في مالي.

2013

  • 23 مايو - وقع هجومان انتحاريان في النيجر استهدفا قاعدة عسكرية في أغاديز ومنجم يورانيوم في أرليت.

2014

  • 11 ديسمبر - قتلت القوات الفرنسية في مالي قائدًا إسلاميًا رفيع المستوى يدعى أحمد التلمسي. كان التلمسي أحد الأعضاء المؤسسين لحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وحصل على فدية قدرها 5 ملايين دولار.[13]

2015

  • هاجمت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فندقًا في باماكو، عاصمة مالي، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا واحتجاز 170 آخرين كرهائن.[14][15]
  • 28 نوفمبر - هاجم أنصار الدين قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال مما أسفر عن مقتل جنديين ومقاول مدني.[16]

2016

  • 15 يناير - هاجم مقاتلون مسلحون بأسلحة ثقيلة مطعم كابتشينو وفندق سبلنديد في قلب واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو. بلغ عدد القتلى 30 شخصًا، وأُصيب ما لا يقل عن 56 آخرين؛ أُطلق سراح 176 رهينة إجمالًا بعد هجوم مضاد للحكومة في صباح اليوم التالي مع انتهاء الحصار. قُتل ثلاثة من الجناة أيضًا. كان فندق يبي المجاور تحت الحصار حينها، حيث قُتل مهاجم آخر. ولا بد من الإشارة إلى مقتل النائبين السويسريين السابقين جان نويل ري وجورجي لامون. أعلن المرابطون وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤوليتهما عن الهجوم.[17][18]
  • 5 فبراير - شن إسلاميون مجهولو الهوية هجومًا على قاعدة للأمم المتحدة في مالي.[19]
  • 11 فبراير - قتل مسلحون إسلاميون مشتبه بهم اثنين من المدنيين وضابط جمارك وأحرقوا سيارة في هجوم على مركز للجمارك في موبتي بوسط مالي.[20]
  • 12 فبراير - مقتل خمسة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال بمالي وإصابة أكثر من 30 آخرين في هجوم للمتمردين.[21]
  • 15 فبراير - أكد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مقتل المتحدث باسم الحركة عمر ولد حماها في غارة جوية فرنسية.
  • 23 فبراير - هاجم مسلحون نقطة تفتيش في جنوب غرب مدينة تمبكتو بمالي خلال الليل مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة اثنين آخرين.[22]
  • 1 مارس - قيل إن قوات خاصة فرنسية نفذت غارتين منفصلتين أسفرتا عن مقتل القائد الإسباني للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو النور الأندلسي ومقاتلين اثنين من المرابطين.[23]
  • 6 مارس - أعلنت أنصار الدين مسؤوليتها عن أربع هجمات في مختلف أنحاء مالي وتفجير ثلاث مركبات تابعة للأمم المتحدة في كيدال وتيسليتنير وأغيلوك وهجوم على معسكر للأمم المتحدة في كيدال بالصواريخ، وفي الوقت نفسه وافق وزراء دفاع منطقة الساحل الجرداء في غرب إفريقيا على التعاون من أجل تشكيل قوات خاصة للردع السريع بهدف مواجهة التهديد المتزايد من القاعدة والمتشددين التابعين للدولة الإسلامية.[24]
  • 10 مارس - وافقت عشائر الطوارق المتحاربة في شمال مالي على وقف الأعمال العدائية بعد أن أدت أعمال العنف المتبادلة إلى مقتل العشرات منذ بداية العام.
  • 13 – 14 مارس - حادثة إطلاق النار في غراند بسام 2016: هاجم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والمرابطون بلدة غراند بسام في ساحل العاج، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا على الأقل، من بينهم 3 عناصر من القوات الخاصة في البلاد، و4 سياح أوروبيين. قُتل أيضًا 3 من المهاجمين الستة.

المراجع

  1. Yahaya Ibrahim، Ibrahim (2021). "Jihadist Insurgencies in the Sahel". في Villalón، Leonardo A (المحرر). The Oxford Handbook of the African Sahel. ص. 568–586. DOI:10.1093/oxfordhb/9780198816959.013.33. ISBN:978-0-19-881695-9. {{استشهاد بكتاب}}: |موقع= تُجوهل (مساعدة)
  2. "Mali: 47 Die in Clashes Between Troops, Rebels – Ministry". allAfrica.com. 19 يناير 2012. مؤرشف من الأصل في 2012-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-07.
  3. Mzioudet، Houda (9 فبراير 2013). "Ghat: a former Qaddafi stronghold struggles to keep up with Libyan revolution". The Libya Herald. مؤرشف من الأصل في 2021-04-11. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-12.
  4. Jibrin Ibrahim (26 مارس 2012). "West Africa: Mali and the Azawad Question". allAfrica.com. مؤرشف من الأصل في 2013-01-01. اطلع عليه بتاريخ 2012-04-02.
  5. "Mali: Timbuktu heritage may be threatened, Unesco says". BBC. 3 أبريل 2012. مؤرشف من الأصل في 2012-10-23.
  6. Baba Ahmed (2 أبريل 2012). "Islamist group plants flag in Mali's Timbuktu". The Seattle Times. Associated Press. مؤرشف من الأصل في 2013-02-02.
  7. "Tuareg rebels declare the independence of Azawad, north of Mali". Al Arabiya. 6 أبريل 2012. مؤرشف من الأصل في 2013-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2012-04-06.
  8. Nossiter، Adam (18 يوليو 2012). "Jihadists' Fierce Justice Drives Thousands to Flee Mali". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2018-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-03.
  9. Larivé، Maxime H.A. (7 أغسطس 2014). "Welcome to France's New War on Terror in Africa: Operation Barkhane". nationalinterest.org. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27.
  10. Reuters (11 May 2022). "Eight soldiers killed in Togo, raising spectre of first deadly Islamist attack". Reuters (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-05-12. Retrieved 2022-05-11. {{استشهاد بخبر}}: |الأخير= باسم عام (help)
  11. "Chad, Niger forces kill 123 Boko Haram in crackdown – Niger". Yahoo News. Reuters. 1 أكتوبر 2016. مؤرشف من الأصل في 2017-10-12. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-03.
  12. "Boko Haram Attacks Signal Resilience of ISIS and Its Branches". The New York Times. 27 أكتوبر 2016. مؤرشف من الأصل في 2019-08-11. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-03.
  13. "French forces in Mali kill Islamist on U.S. wanted list". Reuters. 11 ديسمبر 2014. مؤرشف من الأصل في 2016-01-21. اطلع عليه بتاريخ 2014-12-11.
  14. "Investigation into Mali attack points to ′two foreigners′ – News – DW.COM – 22.11.2015". DW.COM. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-16.
  15. "Mali attack explainer: Who, why and what's next?". مؤرشف من الأصل في 2016-03-12. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-16.
  16. "Attack on UN base in northern Mali causes casualties". The Economic Times. مؤرشف من الأصل في 2017-01-04. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-16.
  17. "French-Moroccan photographer Leila Alaoui dies after Burkina Faso attacks". بي إن أو نيوز. 18 يناير 2016. مؤرشف من الأصل في 20 يناير 2016. اطلع عليه بتاريخ 19 يناير 2016.
  18. "Ouagadougou blasts: Burkina Faso capital hit by gunfire". BBC News. مؤرشف من الأصل في 2023-04-09. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-15.
  19. "UN peacekeeping base under attack in Mali". مؤرشف من الأصل في 2023-03-23. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-16.
  20. Reuters Editorial (11 فبراير 2016). "Suspected Islamist militants kill three at Mali customs post". Reuters UK. مؤرشف من الأصل في 2022-12-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-16. {{استشهاد ويب}}: |مؤلف= باسم عام (مساعدة)
  21. "AQIM confirms death of former MUJAO spokesman". The Long War Journal. مؤرشف من الأصل في 2023-03-12. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-16.
  22. "French special forces target al Qaeda commanders in Mali". The Long War Journal. مؤرشف من الأصل في 2022-12-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-16.
  23. Reuters Editorial (10 مارس 2016). "North Mali Tuareg clans agree ceasefire to end feud". Reuters. مؤرشف من الأصل في 2022-12-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-16. {{استشهاد ويب}}: |مؤلف= باسم عام (مساعدة)
  24. Reuters Editorial (14 مارس 2016). "Death toll in Ivory Coast militant attack rises to 18: government". Reuters. مؤرشف من الأصل في 2022-12-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-16. {{استشهاد ويب}}: |مؤلف= باسم عام (مساعدة)
  • أيقونة بوابةبوابة إفريقيا
  • أيقونة بوابةبوابة الإسلام
  • أيقونة بوابةبوابة الجزائر
  • أيقونة بوابةبوابة النيجر
  • أيقونة بوابةبوابة تشاد
  • أيقونة بوابةبوابة عقد 2000
  • أيقونة بوابةبوابة عقد 2010
  • أيقونة بوابةبوابة عقد 2020
  • أيقونة بوابةبوابة مالي
  • أيقونة بوابةبوابة موريتانيا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.