البحر في الثقافة
اتخذ البحرُ لنفسه مكانًا ومكانة مهمين في ثقافات الشعوب المُختلفة عبر العصور المُتلاحقة. ولطالما نظر الإنسان له وعبَّر عنه بصورة مُتناقضة، ونُلاحظ ذلك فيما انتهى إلينا من مرويات بشأنه، فتارة نجده ذو بأس وشدةٍ وفي ذات الوقت يكون في قمة السكون، وتارة يكون جميلًا رائقًا ولكنه خطرٌ ومخوف.[a 2] وإننا لنجد أنَّ الإنسان قد ضمَّن ملاحظاته الطبيعية وخلجات نفسه وجموح خيالاته وفكره، التي أثارتها رؤية البحر، في كلِّ الصور الفنية التي ابتدعها، مثل: الأدب، والفن، والشعر، والأفلام السينمائية، والمسرح، والموسيقى الكلاسيكية. ومن أقدم التمثيلات الفنية التي وصلتنا، تمثيل فني لقارب يعود إلى أربعين ألف سنة. ومنذ ذلك الحين، اضطلع الفنانون، من مُختلف البلدان والثقافات، بتمثُّلِ البحر في رسوماتهم. أمَّا رمزيًا، فقد رأى الإنسان في البحر أنَّه يُمثل بيئة تُهدد حياته، إذ اعتقد أنَّ مخلوقات خيالية كثيرة تتخذه مسكنًا لها، ومنها: الوحش التوراتي «لوياثان»، ووحش الأساطير اليابانية شبيه القرش «إيسونادي [الإنجليزية]»، ووحش الأساطير الإسكندنافية «الكراكن». ونرى أنَّ البحر يتخذ رمزية أخرى في أعمال الطبيب النفسي كارل يونغ، فهو يرمز عنده إلى اللا وعي الجمعي والفردي في تفسير الأحلام.
صُوِّرَ البحر والسفن في أعمال فنية تتراوح من الرسومات البسيطة على جدران الأكواخ في لامو إلى المشاهد البحرية لجوزيف تيرنر وصولًا إلى الرسم الهولندي في العصر الذهبي. ولقد ابتكر الفنان الياباني كاتسوشيكا هوكوساي مطبوعات فنية ملونة تصور حالات البحر المختلفة، بما في ذلك لوحة الموجة الكبيرة في كاناغاوا. وقد ظهر البحر في الأدب منذ ملحمة هوميروس الأوديسة (القرن الثامن قبل الميلاد). وكان البحر موضوعًا متكررًا في قصائد النوع الشعري المسمى «هايكو» لشاعر فترة إيدو الياباني ماتسوو باشو (松尾 芭蕉) (1644–1694).
وكان للبحر دور رئيسي في قصيدة هوميروس الملحمية «الأوديسة»، التي تصف الرحلة التي استمرت عشر سنوات للبطل اليوناني أوديسيوس الذي يكافح من أجل العودة إلى الوطن عبر البحر، ويواجه وحوش البحر على طول الطريق. وفي العصور الوسطى، يظهر البحر في الرومانسيات، مثل: سيرة ترستان [الإنجليزية]، مع موضوعات رئيسية، مثل: الجزر الأسطورية، والسفن ذاتية الحركة. وأمَّا الرحلات البحرية الطويلة فهو موضوع شائع في القصص والقصائد مثل كتاب مارغري كيمبي [الإنجليزية]. ومنذ أوائل الحقبة الحديثة المبكرة، استخدمت تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلنطي والترحيل الجزائي البحرَ لنقل الناس ضد إرادتهم من قارة إلى أخرى، وغالبا ما يكون ذلك بشكل دائم، مما خلق أصداء ثقافية قوية، في حين أن الدفن في البحر يمارس بطرق مختلفة منذ الحضارات القديمة في مصر واليونان وروما.
وقد كان للبحر نصيب من الروايات والقصائد الشعرية والموسيقى، فقد كتب كلٌّ من الأديب جوزيف كونراد والروائيان هيرمان ووك وهرمان ملفيل روايات استلهموا البحر فيها. وفي الشعر، هناك قصائد كان البحر موضوعها، ومن أبرز الشعراء الذين تناولوا البحر في قصائدهم: صامويل تايلر كولريدج، وروديارد كبلينغ، وجون ماسفيلد. وقد ألهم البحر الكثير من الموسيقى على مر القرون، ومنها: أغاني النهمة، وأوبرا الهولندي الطائر لريتشارد فاغنر، ومقطوعة لا مير (1903-05) لكلود ديبوسي، وأغاني البحر (1904) وأغاني الأسطول (1910) لتشارلز فيليرز ستانفورد، وصور البحر لإدوارد إلجار (1899)، وسيمفونية البحر (1903-1909) لريف فون ويليامز.
الإنسان والبحر
كان للإنسان، في علاقته مع البحر، أحوال وأهوال كثيرة سُطِرَت في كل الوسائل التعبيرية التي ابتكرها، مثل: الأدب، والفن، والشعر، والأفلام السينمائية، والمسرح، والموسيقى الكلاسيكية، بالإضافة إلى الميثولوجيَّة والتفسير النفسي للأحلام. وتتضح أهمية البحر بالنسبة للدول البحرية من خلال حُضوره العفوي الذي يلقي بظلاله على ثقافتها، ولذلك فهو مُتداخل في الأسطورة والسيرة البطولية؛ ومذكور في الأمثال والأغنية الشعبية؛ وحينما تُستخدم السفن في التقدمات النذرية أو القربانية؛ وما له وللسفن من أهمِّيَّة في مراسم التربية الروحية وفي الشعائر الجنائزية؛ وحتَّى في ألعاب الأطفال نراه حاضرًا، وذلك في الألعاب التي على شكل قوارب، وفي رغبة البالغين في صنع مجسمات ونماذج مصغرة للسفن، وأيضًا، عند التجمعات التي تحضر لرؤية إطلاق سفينة جديدة إلى البحر؛ والأشخاص الذين يتجمعون عند وصول أو مغادرة السفينة، بل وفي الموقف العام تجاه الأمور البحرية.[b 1] وأمَّا التجارة وتبادل الأفكار مع الدول المجاورة، فتعتبر إحدى الوسائل التي تتطور من خلالها الحضارات.[a 3] وقد حدث هذا على نطاق واسع بين الشعوب القديمة التي تعيش في الأراضي المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وكذلك في الهند والصين ودول أخرى في جنوب شرق آسيا.[a 4] ويُحتفل باليوم العالمي للمحيطات في 8 يونيو من كل عام.[c 1]
التاريخ المُبكر
تعد نقوش ما قبل التاريخ التي تصور القوارب المصنوعة من البردي من بين الفنون الصخرية التي يعود تاريخها إلى 40,000 عام على شواطئ بحر قزوين.[c 2] لقد درس جيمس هورنيل الزوارق المائية التقليدية الأصلية ونظر في أهمية «أوكولوس» أو العيون المرسومة على مُقدمة القوارب التي ربما كانت تمثل النظرة الساهرة لإله أو إلهة تحمي السفينة.[b 2] أمَّا الفايكنج فقد صوَّروا رؤوسا مُرعبةً بفكوك مفتوحة وعيون جاحظة عند القوس ومؤخرة سفنهم الطويلة؛ لدرء الأرواح الشريرة.[c 3] وكانت التماثيل الحيزومية على مقدمة السفن الشراعية تُثير في أنفس البحَّارة مشاعر جياشة، وكانوا يعتقدون أنَّ هذه التماثيل تجعل السفينة تهتدي لوجهتها المقصودة. وقد وضع المصريون صورًا لطيور مقدسة على مقدمة سفنهم بينما استخدم الفينيقيون خيولًا تمثل السرعة. واستخدم الإغريق القدماء رؤوس الخنازير لترمز إلى الرؤية الحادة والشراسة بينما كانت القوارب الرومانية غالبًا ما تحمل منحوتة لقائد المئة الذي يمثل الشجاعة في المعركة. وأمَّا في شمال أوروبا، فقد كانت الثعابين والثيران والدلافين والتنانين تستخدم عادة لتزيين مقدمة السفن؛ وبحلول القرن الثالث عشر كانت البجعة تستخدم عادة للدلالة على النعمة الإلهيَّة والتحركيَّة أي التنقل.[c 4]
الرمزية الأسطورة السيرة
نُظِرَ إلى البحر، من الناحية الرمزية، ولمدة طويلة، على أنَّه يُمثل بيئة معادية وخطيرة تسكنها مخلوقات خيالية مُرعبة، مثل: الوحش التوراتي «لوياثان»،[c 6] ووحش الأساطير اليابانية شبيه القرش «إيسونادي [الإنجليزية]»،[c 7][a 5] ووحش الأساطير الإسكندنافية «الكراكن» الذي يُغرق السفن بسحبها لأعماق البحر.[a 6]
وأمَّا في الأساطير اليونانية المتعلقة بالبحر، فنجد بانثيون معقد من الآلهة والمخلوقات العجائبية الأخرى. فمن هؤلاء إله البحر «بوسايدون» وصاحبته «أمفِتريت»، وهي إحدى النيريدات (حوريات البحر) الخمسين، وهي ابنة «نيريوس» و«دورس [الإنجليزية]».[c 8] ولبوسيدون هذا أبناء كثر، يُقال لهم «التريتونيون»، وقد جرى تصويرهم على هيئآت مُتغايرة؛ فتارة صوروا ولهم ذيول أسماكٍ، وأخرى كأفراس البحر. وقد عُدُّوا، إلى جانب النيريدات، من حاشيته.[c 9] وقد كان البحر الأسطوري مليئًا بالوحوش البحرية الخطيرة، مثل: «سيلا»، المغضوب عليها.[a 7]
كان بوسيدون نفسه يمتلك طبيعة كطبيعة البحر المُتغيرة، حيث إنَّه لم يكن على رأس البحر فحسب، بل أيضًا الزلازل والعواصف والخيول. وقد شغل نبتون مكانة مماثلة في الأساطير الرومانية.[a 8]
وهُناك إله بحرٍ يوناني آخر يُقال له «بروتوس»، وهو يُجسِّدُ، على وجه الخصوص، سمة التغير في البحر، حتَّى إنَّ الصفة المشتقة من اسمه «protean» تعني (القابل للتحول أو التبدل أو المُتغير أو المُتقلب)، وهو القادر على اتخاذ أشكال عديدة أو التظاهر بها. وقد وظف شكسبير ميزة هذا الإله في مسرحيته (هنري السادس، الجزء الثالث [الإنجليزية])، حيث نجد أنَّ ريتشارد الثالث ملك إنجلترا يتباهى قائلًا: «وأقدر أن أتلوَّن كالحرباء، وأن أتبادل مع بروتوس السحنة؛ لأحقق ما في صالحي».[a 9]
أدت أهمية البحر، في جنوب شرق آسيا، إلى ظهور العديد من الأساطير حول رحلات المحيط الملحمية، والأميرات في الجزر النائية، والوحوش والأسماك السحرية الكامنة في الأعماق.[a 4] وقد كان الملوك، في شمال أوروبا، يحصلون أحيانًا على الدفن في السفن، وذلك عندما تُوضع جثة أحدهم في سفينة محاطة بالكنوز والنفائس الأخرى، وإرسالها على غير هدى في البحر.[a 10] وأمَّا في أمريكا الشمالية، فإنَّ قصص الخلق المختلفة يُذكر فيها بطة أو مخلوقًا آخر يغوص إلى قاع البحر ويحضر بعض الطين الذي تشكلت منه الأرض الجافة.[a 11] وكانت أترعتا إلهة سورية تعرف باسم الإلهة حورية البحر، وأمَّا سدنا فهي إلهة البحر والحيوانات البحرية في أساطير الإنويت.[a 12] وفي الأساطير الإسكندنافية، كان إيجير وزوجته الإلهة رين [الإنجليزية] إلهان للبحر، بينما كان نيورد إله السفر البحري.[a 13] وكان يُعتقد أنَّه من الأفضل أن تُسترضى الآلهة قبل الانطلاق في رحلة.[a 14]
ورأى الطبيب النفسي، كارل يونغ، أنَّ البحرَ، في تفسير الأحلام، يرمِزُ إلى اللا وعي الشَّخصيِّ والجَمْعِيِّ. حيث كتب يقول:[a 15]
«الحلم: يبدأ المشهد على شاطئ البحر؛ حيث يقتحم البحر البرَّ، وتأتي مياهه على كل شيء كالطوفان. وبعد ذلك، يجلس الحالِمُ على جزيرة ما وحيدًا.
التفسير: البحرُ هو رمز للا وعي الجَمْعِي؛ لأنَّ تحت سطحه العاكس تكمن أعماقٌ لا يمكن سبر غورها ويتعذر إدراكها.
مُلاحظة في الهامش: البحرُ هو مكانُ ولادة الرؤى (بمعنًى آخر، هو المكان الذي تداهمه وتجتاحه مُحتويات اللا وعي)».
البحر في الفن
صُوِّرَ البحر والسفن في أعمال فنية تتراوح من الرسومات البسيطة على جدران الأكواخ في لامو[b 1] إلى المشاهد البحرية لجوزيف تيرنر وصولًا إلى الرسم الهولندي في العصر الذهبي، حيث أصبح هذا النوع الأخير من الفن البحري مهما بشكل خاص؛ لأنه أبرز، في أعماله، البحرية الهولندية في ذروة مجدها وبراعتها العسكرية.[a 16] وقد قام فنانون، مثل: يان بورسيليس، وسيمون دي فليجر، وجان فان دي كابيلي، وهندريك دوبلز، وويليم فان دي فيلدي الأكبر وابنه لودولف باكويزن، ورينييه نومز برسم لوحات بحرية في مجموعة واسعة من الأساليب الفنية الإبداعية.[a 16] ولقد ابتكر الفنان الياباني كاتسوشيكا هوكوساي مطبوعات فنية ملونة تصور حالات البحر المزاجية المختلفة، بما في ذلك لوحة الموجة الكبيرة في كاناغاوا.[a 1] وقد ابتكر الفنان الرومانسي إيفان إيفازوفسكي في القرن التاسع عشر حوالي 6,000 لوحة، معظمها يُصور البحر.[c 10][c 11]
البحر في الأدب والأفلام
العصر القديم
يُظنُّ أنَّ أقدمَ ذكرٍ للبحر في الأدب يرجع إلى فترة الشاعر الإغريقي القديم هومر. حيث وصفه بأنَّه ذو لون نبيذي ومظلم. ومما أتى على ذكره في ملحمته الشهيرة الأوديسة التي كتبها في القرن الثامن قبل الميلاد،[a 18] الرحلة البحرية التي خاض غمارها البطل الإغريقي أوديسيوس، وما لقيه من معانات ومصاعب أثناء عودته إلى وطنه بعد الحرب على طروادة الموصوفة في الإلياذة. حيث تأخذه رحلة التيه هذه من أرض غريبة وخطيرة إلى أخرى، حيث عانى من بين الأخطار البحرية الأخرى تحطم سفينته، ووحش البحر سيلا، ودوامة كاريبديس وجزيرة أوغيغيا للحورية الجميلة كاليبسو. [c 12]
روى الجندي زينوفون في كتابه أناباسيس أنَّه شاهد عشرة آلاف جندي إغريقي هائمون على وجوههم ضلوا طريقهم في أرض عدوهم، حيث يمكن مشاهدة البحر الأسود من على جبل ثيتشس، وذلك بعد مشاركتهم في مسيرة قورش الأصغر الفاشلة ضد الإمبراطورية الفارسية في عام 401 قبل الميلاد.[c 13] ويروي أنه حالما شاهد الجنود البحر صرخوا بملء الفم وبفرح غامر: «ثالتا! ثالتا!، أي البحر! البحر! (باليونانية: Θάλαττα! θάλαττα!)».[c 14] ومن أجل ذلك، فقد أصبحت الصرخة الشهيرة رمزًا للنصر، والحرية الوطنية، والانتصار على المصاعب، وبشكل أكثر رومانسية «توق العودة إلى البحر البدائي».[a 19]
وكان البحر موضوعًا مُتواتر الورود في قصائد هايكو الشعرية، وخصوصًا، في قصائد الشاعر الياباني الرائد في فترة إيدو ماتسو باشو (松尾 芭蕉) (1644-1694).[c 15]
وصف بطليموس، في كتابه «الجغرافية» في حوالي عام 150 م، كيف كان المحيط الأطلسي والمحيط الهندي بحرين مُغلقين عظيمين، واعتقد أنَّ السفينة التي تغامر في المحيط الأطلسي ستصل عمَّا قريبٍ إلى بلدان الشرق. وكانت خريطته للعالم المعروف آنذاك دقيقة بشكل ملحوظ، ولكن منذ القرن الرابع فصاعدًا، عانت الحضارة من انتكاسة على أيدي الغزاة البرابرة، فانتكست المعرفة الجغرافية. وفي القرن السابع الميلادي، وضع إيزيدور الإشبيلي «الخريطة الدائرية» التي رتب فيها آسيا وأفريقيا وأوروبا مثل الأقسام في شريحة البرتقال، ومفصولة بـ«البحر الأبيض المتوسط» و«نهر النيل» و«تانيس»، ومحاطة بـ«أوقيانوسيا». لم يتم استخدام خرائط بطليموس مرة أخرى حتى القرن الخامس عشر. ثم أتى هنري الملاح البرتغالي وبادر في استكشاف المحيطات والبحوث البحرية. وبتشجيع منه، استكشف الملاحون البرتغاليون الساحل الغربي لأفريقيا وشرق المحيط الأطلسي ورسموه بالتفصيل وبينوا مكانه، ومهدت هذه المعرفة الطريق لرحلات الاستكشاف العظيمة التي أعقبت ذلك.[a 20]
العصور الوسطى
يعرض أدب العصور الوسطى مشاهدًا ومعارضات ومواجهات ثرية مع البحر، حيث نرى ذلك مُجسدًا في رومانسية تريستان [الإنجليزية] الملحمية الشهيرة، وفي الرحلة التي خاضها القديس بريندان أيضًا. ويُقدَّم البحر وله الكلمة الفصل في الخير والشر بل ويقف عائقًا أمام القدر، وذلك في قصيدة القرن الخامس عشر الاتجارية المسماة هجاء السياسة الإنجليزية [الإنجليزية]. وكثيرًا ما تَنسب الرومانسية في العصور الوسطى دورًا بارزًا إلى البحر في مختلف أعمالها الأدبية. ففي رومانسية أبولونيوس الصُّوريِّ [الإنجليزية]، لوحظ أنَّ هذه الرواية القصيرة لها نفس بنية الأوديسة، فهي تنطوي على رحلة بحرية طويلة. ويُظنُّ أنَّها أثَّرت في ويليام الرابع ملك المملكة المتحدة، وجيفري تشوسر في حكايته المسماة حكاية رجل القانون [الإنجليزية]. أمَّا الرومانسيات الأخرى، مثل: رومانسية هورن، أو كونتي ديل غرال للشاعر كريتيان دي تروا، أو بارتونوبو دي بلوا أو أسطورة تريستان، فقد وظفت البحرَ كميزة بنيوية ومصدرًا للموتيفات، مثل: عدم وضوح الوجهة في البحر، والجزر الأسطورية، والسفن الهائمة بلا قيادة. وتظهر بعض هذه الموتيفات البحرية في القصص القصيرة للشاعرة ماري دي فرانس.[b 3][b 4][b 5]
وكان للبحر نصيب من التأمل الذي صبغ العديد من الأعمال الدينية في هذا العصر. فها هو القديس بريندان يظهر في سيرة حياة كولومبا، حيث يظهر موضوع (الناسك في المحيط)، وهي حكاية منقولة بحراً بالكامل وتشترك في أصلها مع قصة إيمرام الإيرلندية أو حكاية الحج البحري. وللقصيدة الإنجليزية القديمة (البحارة!) خلفية مماثلة. وتتحدث العظات أحيانا عن بحر العالم وسفينة الكنيسة، والتفسيرات الأخلاقية لتحطم السفن وحدوث الفيضانات. وتظهر هذه الموتيفات في سجلات مثل: كرونيكا ماجورا لماثيو الباريسي، وتاريخ آدم البريمني لرؤساء أساقفة هامبورغ-بريمن. وهناك العديد من القصائد والقصص الأخرى التي تتناص مع الكتاب المقدس والتي موضوعها رحلة حج بحرية وغيرها. وهناك صلوات مرفوعة إلى مريم بوصفها نجمة البحر، حيث ظهرت في أعمال جون غوير.[b 3][b 4]
الحقبة الحديثة المبكرة
كان ويليام شكسبير يُكثر من ذكر البحر وما يتصل به بأسلوب فيه نوع من التعقيد.[b 6] ففي أغنية آرييل في الفصل الأول، المشهد الثاني من مسرحية العاصفة، يصوره بأنه "مثير للذكريات بشكل عجيب"، وهو أمر يشير إلى "تحول عميق".[c 16] ومن بين المؤلفين المعاصرين الأوائل الآخرين الذين استفادوا من الصلات الثقافية بالبحر جون ميلتون في قصيدته لايسيدس (1637)، وأندرو مارفل في برمودا (1650)، وإدموند والر في كتابه معركة جزر الصيف (1645). ويرى الباحث ستيفن مينتز بأن "المحيطات... تقف حائلا أمام عدوان البشر؛ إذ إنها تعمل بشكل رمزي كأماكن في العالم لا يمكن للأجساد البشرية أن تذهب إليها بأمان. ومن وجهة نظر مينتز، تسبب الاستكشاف الأوروبي للمحيطات في القرن الخامس عشر في تحول في معاني البحر. ففي حين أن الحديقة ترمز إلى التعايش السعيد مع الطبيعة، كانت الحياة مهددة في البحر: فالمحيط يوازن الرعوية البحتة.[b 7]
العصر الحديث
كتب الروائي جوزيف كونراد، في العصر الحديث، العديد من الكتب التي استلهم فيها البحر، مثل: رواية اللورد جيم، ورواية زنجي النرجس، والتي استند فيها إلى تجربته كقبطان في البحرية التجارية.[a 21] وكتب الروائي الأمريكي هيرمان ووك في معرض وصفه لتجربة كونراد الفريدة في البحر بأنَّه: "لا أحد قادر على وصف العواصف في البحر مثل كونراد".[c 17] ومن الروايات البحرية التي فازت بجائزة بوليتزر، رواية "تمرد كين"، وهي أحد أعمال هيرمان ووك حيث ألفها عام 1952.[c 18] وقد وصف الشاعر جون ماسفيلد رواية موبي ديك لهرمان ملفيل بأنهَّا تعبِّر عن "كل ما للبحر من أسرار".[a 22]
لعب القطرس، وهو طائر بحري كبير، دورًا مركزيًّا في قصيدة "البحار العجوز" المؤثرة لصموئيل تايلور كولريدج والتي ألفها عام 1798، وهي القصيدة التي أدت بدورها إلى استخدام طائر القطرس كاستعارة للعبء النفسي الذي يبدو وكأنه لعنة.[b 8] وقد عبر روديارد كيبلينج عن الرغبة في البحر في قصيدة عام 1902 "البحر والتلال"، واستخدم الجناس[c 19] ليشير إلى صوت البحر وإيقاعاته.[c 20][a 23] وشعر جون ماسفيلد أيضًا بتأثير وجاذبية البحر في كتابه حمَّى البحر، وكتب: "يجب أن أخوض غمار البحار مرة أخرى، حيث ليس إلَّا البحر الوحيد والسماء".[c 21] ورأى الأرجنتيني خورخي لويس بورجيس في قصيدة (البحر) عام 1964، أنَّ البحر يجدد العالم باستمرار والأشخاص الذين يفكرون فيه أيضًا، ورأى أنَّ ذلك قريب جدًا من جوهر الإنسان.[c 22]
اتخذت العديد من الكتب والأفلام ثيمة (الحرب في البحر) موضوعًا لها، وغالبا ما تناولت حوادث حقيقية أو خيالية حدثت في الحرب العالمية الثانية. ففي رواية نيكولاس مونسارات لعام 1951 "البحر القاسي" تتبَّع المؤلف حياة مجموعة من بحارة البحرية الملكية الذين يخوضون معركة الأطلسي خلال الحرب العالمية الثانية.[a 24] وقد حُولت الرواية إلى فيلم عام 1952 يحمل نفس الاسم.[c 23] كتب الروائي هيرمان ووك، في مُراجعته "لأفضل خمسة قصص بحرية"، أن رواية "البحر القاسي" كانت من أكثر الكتب مبيعا وأصبح فيلما ناجحًا من بطولة جاك هوكينز. حيث رأى أنَّ أصالتها لا لبس فيها... إذ إن وصفه -الكاتب- لطاقم السفينة ومشاعر الرعب التي انتابتهم وغيرها جاء مثيرًا بحيث يجعل المتلقي وكأنَّه في البحر حقًا.[c 17]
استخدم أنتوني أسكويث أسلوبًا وثائقيًا دراميًا في فيلمه "الغوص فجرًا" لعام 1943، بينما جمع نويل كوارد وديفيد لين في فيلمهما "فيما نخدم" لعام 1942 المعلومات مع الدراما، والفيلمان موضوعهما مرتبط بالبحر. أمَّا بات جاكسون فقد استخدم في وثائقيه "الأساليب الغربية " لعام 1944، وبشكل غير عادي في ذلك الوقت، التصوير بالألوان، وكان التصوير في طقس البحر القاسي وأحيانًا في المعركة. وفي فيلم مايكل باول وإيمريك بريسبرغر المسمى "معركة نهر بلايت" حكاية البطولة الفريدة لعام 1956، تُروى فيه حكاية إغراق الطراد الألماني الأدميرال جراف شبي. وأمَّا في الفيلم الحربي "تورا! تورا! تورا!" لعام 1970 الذي كلف 22 مليون دولار، فقد استعرض كل من ريتشارد فليشر، وتوشيو ماسودا، كينجي فوكاساكو، معايير الدبلوماسية المزدوجة والعمل الاستخباراتي المُخجل. وفي فيلم "الربان والقائد: الجانب البعيد عن الوطن" المبني على سلسلة روايات باتريك أوبراين، يُصور فيه المخرج بيتر وير حقبة سابقة من الحرب البحرية في عصر الشراع.[c 24]
تشكل أفلام الغواصات مثل فيلم روبرت وايز لعام 1958 "التحمل بصمت وشدة" نوعا فرعيا مميزا من فيلم الحرب، إذ يصور الضغوط الناجمة من حرب الغواصات.[c 24] يستخدم هذا النوع بشكل مميز الموسيقى التصويرية، التي تخلق تأثيرًا عاطفيًا ودراميًا ناجم عن الصراع تحت سطح البحر. وعلى سبيل المثال، ففي فيلم "القارب" لعام 1981، تضمن بالإضافة إلى دراما المطاردة الطويلة، أصوات انفجارات لقذائف الأعماق وصوت السونار المتكرر، بالإضافة إلى أصوات مروحة المدمرة المُقلق وصوت طربيد يقترب، بحيث تشاركت كلها في خلق موسيقى تصويرية درامية.[b 9]
البحر في الموسيقى
كان عمل البحار شاقًا في أيام الإبحار. لذلك، كان العديد من البحارة خارج أوقات العمل يعزفون على الآلات الموسيقية أو ينضمون في انسجام تام لغناء الأغاني الشعبية (الفولك)، مثل قصيدة حورية البحر التي تعود إلى منتصف القرن الثامن عشر، وهي أغنية تعبر عن خرافة شائعة بين البحارة، ومفادها بأنَّ رؤية حورية البحر يعني أنَّ هناك حطام لسفينة ما.[c 25] أما أثناء العمل، كان هناك العديد من المهام الروتينية، مثل إدارة الرحوية لرفع المرساة والنزول على الحبال لرفع وخفض الأشرعة. ولمزامنة جهود الطاقم، جرى غناء النهمة، حيث أدى المغني الرئيسي الشعر وانضم البحارة في الجوقة.[c 26] وحدث في البحرية الملكية في زمن نيلسون، أن حظرت أغاني العمل هذه، لتُستبدل بنوتات موسيقية لآلة الفايف (شبيه الناي) أو الكمان، أو ترديد الأرقام.[c 27]
لطالما أنزل البحرُ وحيه على قلوب المُرهفين فتتفجر من وجدانهم موسيقى مُلهِمة ورائقة. فها أنت ترى في عُمان فُنون البحر المُختلفة تُعزفُ على مُختلف الآلات المُوسيقية في فرق مُنظمة. من هذه الآلات: طبل الكاسر، والرحماني، وطبل المسندو، وآلة شبيهة بالصنج، وطبل ينصب على الأرض، وآلة تشبه مزمار القربة. ولديهم مقطوعة تُعزف أثناء تجديد جلفطة السفن الخشبية، وتُدعى "شوباني الخليج".[c 28]
ذكر ريتشارد فاغنر أن أوبراه "الهولندي الطائر"[c 29] من عام 1843 كانت مستوحاة من عبور البحر الذي لا يُنسى من ريغا إلى لندن، حيث تأخرت سفينته في الخلل أو المضائق النرويجية في تفيدستراند لمدة أسبوعين بسبب العواصف.[c 30] ويستحضر عمل الملحن الفرنسي كلود ديبوسي 1903-1905 المُسمى "La mer" (أي البحر)، الذي تم الانتهاء منه في إيستبورن على ساحل القناة الإنجليزية، البحر مع "العديد من الصور التمثيلية المائية".[b 10] وتشمل الأعمال الأخرى التي تم تأليفها في هذا الوقت تقريبًا أغاني البحر لتشارلز فيليرز ستانفورد (1904) وأغاني الأسطول (1910)، وصور البحر لإدوارد إلغار (1899) والعمل الكورالي لرالف فوجان ويليامز، سيمفونية البحر (1903-1909).[c 31] وقد كتب الملحن الإنجليزي فرانك بريدج مجموعة أوركسترا تسمى البحر في عام 1911، والتي اكتملت أيضًا في إيستبورن.[c 32] وأربعة فواصل بحرية (1945) هي مجموعة أوركسترا من تأليف بنيامين بريتن والتي تشكل جزءًا من أوبراه بيتر غرايمز.[c 33]
الهوامش
فهرس المراجع
- الكتب
- Stow 2004، صفحة 8
- Stow 2004، صفحة 10
- Diamond 2006، صفحة 14
- Cotterell 2000، صفحات 206–208
- Shunsen, Takehara 1841
- Jardine 1842، صفحات 327–336
- Kerenyi, C. 1974، صفحات 40–37
- Cotterell 2000، صفحة 54
- Shakespeare 2009، صفحة Act III, Scene ii
- Cotterell 2000، صفحة 127
- Cotterell 2000، صفحة 272
- Cotterell 2000، صفحات 132–134
- Cotterell 2000، صفحات 7–9
- Lindow 2008، صفحات 241–243
- Jung, Carl Gustav 1985، صفحات 122–192
- Slive 1995، صفحات 213–216
- Hutchinson 1914–1915
- Homer 2003، صفحة xi
- Xenophon 2009، صفحات 12–13
- Russell 1963، صفحات 6–8
- Zdzisław 2007، صفحة 187
- Van Doren 1921، صفحة Chapter 3. Romances of Adventure. Section 2
- Kipling 1925، صفحة 56
- Monsarrat 1951
- الدوريات المُحكَّمة
- Westerdahl, Christer 1994، صفحات 265–270
- Prins, A. H. J. 1970، صفحات 327–339
- Sobecki 2005
- Sobecki 2008
- Sobecki 2011
- Poole 2001، صفحات 201–212
- Mentz 2009، صفحات 997–1013
- Lasky 1992، صفحات 44–46
- Koldau 2010، صفحات 18–30
- Potter، Caroline (1994). "Debussy and Nature". في Trezise، Simon (المحرر). The Cambridge Companion to Debussy. Cambridge Companions to Music. Cambridge University Press. ص. 149. ISBN:0-521-65478-5.
- مواقع الويب
- "World Oceans Day: Why June 8 is an important day for our planet". USA Today. مؤرشف من الأصل في 2020-10-24. اطلع عليه بتاريخ 2017-06-08.
- "Gobustan Rock Art Cultural Landscape". World Heritage Centres. UNESCO. مؤرشف من الأصل في 2022-08-01. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-19.
- "Ship's figurehead". Explore. British Museum. مؤرشف من الأصل في 2015-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-16.
- "Ship's figureheads". Research. Royal Naval Museum Library. مؤرشف من الأصل في 2015-04-02. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-16.
- Ehon Hyaku Monogatari (Tōsanjin Yawa). Retrieved 20 February 2015. نسخة محفوظة 2017-03-08 على موقع واي باك مشين.
- The Bible (King James Version). 1611. ص. Job 41: 1–34. مؤرشف من الأصل في 2022-07-17.
- "Isonade 磯撫 (いそなで)" (بالإنجليزية واليابانية). Obakemono.com. Archived from the original on 2011-03-19. Retrieved 2014-10-20.
- "Nereides". Theoi. مؤرشف من الأصل في 2021-10-29. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-04.
- "Tritones". Theoi. مؤرشف من الأصل في 2022-06-15. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-04.
- Rogachevsky، Alexander. "Ivan Aivazovsky (1817–1900)". جامعة تافتس. مؤرشف من الأصل في 2014-03-19.
- "Aivazovsky's View of Venice leads Russian art auction at $1.6m". Paul Fraser Collectibles . 29 نوفمبر 2012. مؤرشف من الأصل في 2014-03-19.
{{استشهاد بخبر}}
: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link) - "Review of: the Plot of Homer's Odyssey". Bryn Mawr Classical Review. ISSN:1055-7660. مؤرشف من الأصل في 2023-02-08.
- Xenophon. Anabasis ("An Ascent", or "Going Up").
- Xenophon (translation by Dakyns, H. G.) (1897). "Anabasis". Book 4, Chapter 7. Gutenberg.org. مؤرشف من الأصل في 2022-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-26.
- Basho, Matsuo. "A Selection of Matsuo Basho's Haiku". Greenleaf. مؤرشف من الأصل في 2017-07-05. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-27.
- "Sea Change". World Wide Words. مؤرشف من الأصل في 2022-11-06. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-20.
- Wouk, Herman (30 نوفمبر 2012). "Herman Wouk on nautical yarns". The Wall Street Journal. مؤرشف من الأصل في 2023-02-11. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-23.
- "The Caine Mutiny". Pulitzer Prize First Edition Guide. 2006. مؤرشف من الأصل في 2022-09-26. اطلع عليه بتاريخ 2013-05-25.
- "Alliteration's Artful Aid". The Argus. Melbourne, Victoria. 7 نوفمبر 1903. ص. 6. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2013-07-02.
- Hamer, Mary (2007). "The Sea and the Hills". The Kipling Society. مؤرشف من الأصل في 2012-06-17. اطلع عليه بتاريخ 2013-07-02.
- Masefield, John (1902). "Sea Fever". Salt-water Balads. مؤرشف من الأصل في 2023-02-19. اطلع عليه بتاريخ 2013-07-14.
- Fernandez، Camilo. "Apuntes Sobre la Poetica de Jorge Luis Borges y Lectura del Poema 'El Mar'". مؤرشف من الأصل في 2023-02-19. اطلع عليه بتاريخ 2015-06-20.
- "Cruel Sea, The (1952)". British Film Institute. مؤرشف من الأصل في 2023-02-11. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-04.
- Parkinson، David (28 أكتوبر 2014). "10 great battleship and war-at-sea films". British Film Institute. مؤرشف من الأصل في 2023-02-11. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-04.
- Nelson-Burns, Lesley. "The Mermaid". Folk Music of England, Scotland, Ireland, Wales & America. Child ballads: 289. مؤرشف من الأصل في 2023-02-27. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-21.
- Nelson-Burns, Lesley. "Sea shanties". The Contemplator's Microencyclopedia of Folk Music. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-21.
- "Life at sea in the age of sail". المتحف البحري الوطني. 1 فبراير 2000. مؤرشف من الأصل في 2023-02-27. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-21.
- "Galfat Shobani - Sea music from Oman". Qatar Digital Library / المكتبة البريطانية. اطلع عليه بتاريخ 2014-10-22.
- Wagner, Richard (1844). "Der fliegende Holländer, WWV 63". مشروع مكتبة الموسيقى الدولية. مؤرشف من الأصل في 2023-07-19. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-24.
- Wagner, Richard (1843). "An Autobiographical Sketch". The Wagner Library. مؤرشف من الأصل في 2021-06-02. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-24.
- Schwartz، Elliot S. (1964). The Symphonies of Ralph Vaughan Williams. University of Massachusetts Press. ASIN:B0007DESPS.
- Bridge, Frank (1920). "The Sea, H. 100". IMSLP Petrucci Music Library. مؤرشف من الأصل في 2023-02-27. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-24.
- "Benjamin Britten: Peter Grimes: Four Sea Interludes (1945)". Boosey & Hawkes. مؤرشف من الأصل في 2023-02-27. اطلع عليه بتاريخ 2013-05-05.
- مراجع
معلومات المراجع
- الكتب
- Stow، Dorrik (2004). Encyclopedia of the Oceans. Oxford University Press. ISBN:0-19-860687-7. مؤرشف من الأصل في 2023-02-07.
- Diamond، Jared M. (2006). Collapse: How Societies Choose to Fail Or Succeed. Penguin Books. ISBN:978-0-14-027951-1. مؤرشف من الأصل في 2023-02-07.
- Cotterell، Arthur، المحرر (2000). World Mythology. Parragon. ISBN:978-0-7525-3037-6. مؤرشف من الأصل في 2023-02-07.
- Shunsen, Takehara (1841). Ehon Hyaku Monogatari (絵本百物語, "Picture Book of a Hundred Stories") (باليابانية). Kyoto: Ryûsuiken.
- Jardine، Sir William (1842). The Naturalist's Library: Mammalia. W.H. Lizars, 1842. مؤرشف من الأصل في 2023-02-07.
- Kerenyi, C. (1974). The Gods of the Greeks. Thames and Hudson. ص. 37–40. ISBN:0-500-27048-1. مؤرشف من الأصل في 2022-07-16.
- Shakespeare، William (2009). Henry VI Part 3. Simon & Schuster. ISBN:0671722689. مؤرشف من الأصل في 2023-02-07.
- Lindow، John (2008). Norse Mythology: A Guide to the Gods, Heroes, Rituals, and Beliefs. Oxford University Press. ISBN:978-0-19-515382-8.
- Jung, Carl Gustav (1985). Dreams. Translated by Hull, R.F.C. Ark Paperbacks. ISBN:978-0-7448-0032-6. مؤرشف من الأصل في 2022-07-22.
- Slive، Seymour (1995). Dutch Painting, 1600–1800. Yale University Press. ص. 213–216. ISBN:0-300-07451-4. مؤرشف من الأصل في 2022-07-16.
- Hutchinson، Walter (1914–1915). Hutchinson's story of the nations. Robarts - University of Toronto. London, Hutchinson. مؤرشف من الأصل في 2022-04-23.
- Homer (2003). The Odyssey. Penguin. ISBN:0-14-044911-6. مؤرشف من الأصل في 2022-07-17.
- Xenophon، Xenophon (2009). The Expedition of Cyrus. Oxford University Press. ISBN:978-0-19-955598-7. مؤرشف من الأصل في 2022-10-08.
- Russell، S. F. (1963). The Seas: Our Knowledge of Life in the Sea and How it is Gained. Frederick Warne. ASIN:B0007ILSQ0.
- Zdzisław, Najder (2007). Joseph Conrad: A Life (بالإنجليزية). Camden House. ISBN:978-1-57113-347-2. Archived from the original on 2023-02-11.
- Van Doren، Carl (1921). "Chapter 3. Romances of Adventure. Section 2. Herman Melville". The American Novel. Bartleby.com. مؤرشف من الأصل في 2022-11-10. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-21.
- Kipling، Rudyard (1925). A Choice of Songs. Methuen.
- Mack, John (2011). The Sea: A Cultural History. Reaktion Books. ISBN:978-1-86189-809-8.
- Raban, Jonathan (1992). The Oxford Book of the Sea. Oxford University Press. ISBN:978-0-19-214197-2.
- Monsarrat, Nicholas (1951). The Cruel Sea (بالإنجليزية). Cassell. Archived from the original on 2023-02-14.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
- الدوريات المُحكَّمة
- Westerdahl, Christer (1994). "Maritime cultures and ship types: brief comments on the significance of maritime archaeology". International Journal of Nautical Archaeology. ج. 23 ع. 4: 265–270. DOI:10.1111/j.1095-9270.1994.tb00471.x.
- Prins, A. H. J. (1970). "Maritime art in an Islamic context: oculos and therion in Lamu ships". The Mariner's Mirror. ج. 56 ع. 3: 327–339. DOI:10.1080/00253359.1970.10658550.
- Sobecki، Sebastian (1 يناير 2005). "The Sea". International Encyclopaedia for the Middle Ages. مؤرشف من الأصل في 2023-02-08.
- Sobecki، Sebastian (2008). "The Sea and Medieval English Literature [Monograph]". Cambridge: D.S. Brewer, 2008. مؤرشف من الأصل في 2022-12-20.
- Sobecki، Sebastian (2011). "The Sea and Englishness in the Middle Ages: Maritime Narratives, Identity, and Culture [Edited book]". Cambridge: D.S. Brewer, 2011. مؤرشف من الأصل في 2022-12-20.
- Poole، William (2001). Holland، Peter (المحرر). "Shakespeare and Religions". Shakespeare Survey. Cambridge University Press. ج. 54. مؤرشف من الأصل في 2016-03-03.
- Mentz، Steven (2009). "Toward a Blue Cultural Studies: The Sea, Maritime Culture, and Early Modern English Literature" (PDF). Literature Compass. ج. 6 ع. 5. DOI:10.1111/j.1741-4113.2009.00655.x. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-02-08.
- Lasky، E (1992). "A modern day albatross: The Valdez and some of life's other spills". The English Journal. ج. 81 ع. 3. DOI:10.2307/820195. JSTOR:820195.
- Koldau، Linda Maria (2010). "Sound effects as a genre-defining factor in submarine films". MedieKultur. ج. 26 ع. 48: 18–30. DOI:10.7146/mediekultur.v26i48.2117. مؤرشف من الأصل في 2023-02-11.
وصلات خارجية
- بوابة ثقافة
- بوابة عالم بحري
- بوابة ماء