الأكتيفين والإنهيبين

الأكتيفين والإنهيبين هما مركبان بروتينان مرتبطان ارتباطًا وثيقًا ولهما تأثيرًا بيولوجيًا متضاداً تقريبًا تم تحديده في عام 1986،[1][2] يعزز الأكتيفين التخليق الحيوي وإفراز الهرمون المُنشّط للحوصلة، ويشارك في تنظيم الدورة الشهرية. تم العثور على العديد من الوظائف الأخرى للأكتيفين بما في ذلك أدوار في انتشار الخلايا والتمايز[3] و الإستماتة والتمثيل الغذائي والاستتباب والاستجابة المناعية والتئام الجروح[4] ووظيفة الغدد الصماء.

على العكس من ذلك، فإن الإنهبين يقلل من تخليق الهرمون المُنشّط للحوصلة ويمنع إفرازه.[5] تم افتراض وجود الإنهيبين في وقت مبكر من 1916م. ومع ذلك لم يثبت وجوده حتى عمل نينا شوارتز وكورنيليا تشانينج في منتصف السبعينيات، وبعد ذلك تم تمييز كلا البروتينين جزيئياً بعد عشر سنوات.[6]

الأكتيفين هومركب ثنائي يتكون من وحدتين بيتا متطابقة أو متشابهة جدا. أما الإنهيبين فهو مركب ثنائي أيضًا حيث المكون الأول هو وحدة بيتا متماثلة أو مماثلة للوحدة الفرعية بيتا في الأكتيفين.[7][8] ومع ذلك على النقيض من الأكتيفين فإن المكون الثاني من الإنهيبين هو وحدة ألفا أكثر ارتباطا. إن الأكتيفين و الإنهيبين وعدد من البروتينات الأخرى ذات الصلة بالهيكلية مثل الهرمون المضاد للمولريان و بروتين العظام المورفوجيني وعامل التمايز للنمو تنتمي إلى فصيلة البروتين عامل النمو المحول بيتا الفائقة.

الوظيفة

الأكتيفين

يتم إنتاج الأكتيفين في الغدد التناسلية والغدة النخامية والمشيمة وغيرها من الأجهزة:

يعمل الأكتيفين أيضًا على تنظيم التكوين التوليفي للأعضاء المتفرعة مثل البروستاتا والرئة، وخاصة الكلى. وقد أدت زيادة الأكتيفين أ إلى زيادة مستوى التعبير من الكولاجين من النوع الأول مما يشير إلى أن أكتيفين أ يعمل كمنشط قوي للأرومات الليفية. ونقص وجود الأكتيفين خلال عملية النمو يؤدي إلى مشاكل و عيوب في الجهاز العصبي. ويؤدي التنظيم المفرط لاكتيفين أ إلى دفع الخلايا الجذعية متعددة القدرات إلى مصير متوسط الأدمة، وبالتالي فإنه يعمل كأداة مفيدة لتمييز الخلايا الجذعية وتشكيل الأعضاء.[10]

الإنهيبين

في كل من الإناث والذكور يمنع الإنهيبي نإنتاج الهرمون المُنشّط للحوصلة.و لا يثبط الانهيبين إفراز الهرمون المحرر لإفراز الهرمونات المنشطة للمناسل من تحت المهاد. ومع ذلك فإن الآلية الشاملة تختلف بين الجنسين:

الدلالة السريرية

الأكتيفين

يتوفر أكتيفين أ بكثرة في الأنسجة الدهنية مقارنة مع الأشخاص النحاف. ويشجع الأكتيفين على تكاثر الخلايا السلفية في الخلايا الدهنية، في حين يعيق تمايزها في الخلايا الشحمية. كما يزيد أكتيفين أيضًا من السيتوكينات الالتهابية في البلاعم[13]

ويؤدي حدوث طفرة في الجين المستقبل للأكتيفين إلى تجلط الليف العضلي وهو مرض مميت يؤدي إلى استبدال الأنسجة العضلية والناعمة تدريجيًا بنسيج العظم.[14] وتتميز هذه الحالة بتشكيل هيكل عظمي إضافي ينتج الشلل والموت في النهاية بالاختناق. وتتسبب لطفرة في الجين المستقبل للأكتيفين الذي يعمل عادة كمضاد للمستقبل وكتل العظم (نمو العظام)، ليتصرف كمنشط للمستقبل وللحث على نمو العظام المفرط.[14] في 2 سبتمبر 2015 أعلنت ريجينيرون أنها طورت جسمًا مضادًا لـ أكتيفين أ الذي يعالج المرض بشكل فعال في نموذج حي للحالة.[15] ترتبط الطفرات في جين المستقبل أكتيفين أ أيضًا بالسرطان وخاصةً الورم الجليدي المعقد المنتشر.[16][17][17]

في يناير 2017م أفادت مجلة الطب الانتقالي بأن ارتفاع مستويات الأكتيفين مع مستويات أكتيفين أ الطبيعية قد وفرت علامة بيولوجية لمتلازمة الالتهاب الدماغي/ متلازمة التعب المزمن.[18]

الإنهيبين

يُعد الكمي المُعيَّن للانهيبين جزءًا من الإختبار الثلاثي ما قبل الولادة التي يمكن إعطاؤها أثناء الحمل في عمر الحمل من 16 إلى 18 أسبوعًا. إن ارتفاع معدل إنهيبين أ (إلى جانب زيادة في هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة، انخفاض معدل ألفا فيتو بروتين، وانخفاض معدل الاستريول) يوحي بوجود جنين بمتلازمة داون.[19] كاختبار للفحص، يجب متابعة نتائج الاختبار الثلاثي غير الطبيعية مع اختبارات أكثر تحديدًا. كما يتم استخدامه كعلامة لسرطان المبيض.[20][21]

يمكن استخدام انهيبين ب كدلالة على عملية تكوين الحيوانات المنوية والعقم عند الذكور. يلاحظ ارتفاع متوسط مستوى مصل إنهيبين بين الرجال الخصيبين (حوالي 140 جزء من الغرام/مل) من الرجال المصابين بالعقم (حوالي 80 جزء من الغرام/مل).[22] في الرجال الذين يعانون من نقص في إنتاج الحيوانات المنوية؛ فإن الاختبار الإيجابي لانهيبين ب يرفع قليلاً من فرص النجاح في الحمل من خلال استخلاص الحيوانات المنوية من الخصية، على الرغم من أن الارتباط ليس كبيرًا جدًا، مع وجود حساسية بنسبة 0.65 للتنبؤ بوجود الحيوانات المنوية في الخصيتين في نقص النطاف غير الانسدادي.[23]

المراجع

  1. Vale, Wylie; Rivier, Jean; Vaughan, Joan; McClintock, Richard; Corrigan, Anne; Woo, Wilson; Karr, David; Spiess, Joachim (1986-06). "Purification and characterization of an FSH releasing protein from porcine ovarian follicular fluid". Nature (بالإنجليزية). 321 (6072): 776–779. DOI:10.1038/321776a0. ISSN:0028-0836. Archived from the original on 2019-12-11. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  2. Ling, Nicholas; Ying, Shao-Yao; Ueno, Naoto; Shimasaki, Shunichi; Esch, Frederick; Hotta, Mari; Guillemin, Roger (1986-06). "Pituitary FSH is released by a heterodimer of the β-subunits from the two forms of inhibin". Nature (بالإنجليزية). 321 (6072): 779–782. DOI:10.1038/321779a0. ISSN:0028-0836. Archived from the original on 2019-12-11. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  3. Chen, Ye-Guang; Wang, Qiang; Lin, Shi-Lung; Chang, C. Donald; Chung, Jody; Ying, Shao-Yao (2006-05). "Activin Signaling and Its Role in Regulation of Cell Proliferation, Apoptosis, and Carcinogenesis". Experimental Biology and Medicine (بالإنجليزية). 231 (5): 534–544. DOI:10.1177/153537020623100507. ISSN:1535-3702. Archived from the original on 2019-12-11. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  4. "Activin: an important regulator of wound repair, fibrosis, and neuroprotection". Molecular and Cellular Endocrinology (بالإنجليزية). 225 (1–2): 127–132. 15 Oct 2004. DOI:10.1016/j.mce.2004.07.011. ISSN:0303-7207. Archived from the original on 2019-12-11.
  5. Zonneveld, P.v. (1 Mar 2003). "Do cycle disturbances explain the age-related decline of female fertility? Cycle characteristics of women aged over 40 years compared with a reference population of young women". Human Reproduction (بالإنجليزية). 18 (3): 495–501. DOI:10.1093/humrep/deg138. ISSN:1460-2350. Archived from the original on 2018-06-04.
  6. Makanji, Yogeshwar; Zhu, Jie; Mishra, Rama; Holmquist, Chris; Wong, Winifred P. S.; Schwartz, Neena B.; Mayo, Kelly E.; Woodruff, Teresa K. (2014-10). "Inhibin at 90: From Discovery to Clinical Application, a Historical Review". Endocrine Reviews (بالإنجليزية). 35 (5): 747–794. DOI:10.1210/er.2014-1003. ISSN:0163-769X. Archived from the original on 2019-11-22. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  7. Burger، H. G.؛ Igarashi، M. (1988-4). "Inhibin: definition and nomenclature, including related substances". The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism. ج. 66 ع. 4: 885–886. ISSN:0021-972X. PMID:3346366. مؤرشف من الأصل في 2019-03-01. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  8. Robertson، D. (1 مارس 2004). "Inhibin/activin and ovarian cancer". Endocrine Related Cancer. ج. 11 ع. 1: 35–49. DOI:10.1677/erc.0.0110035. ISSN:1351-0088. مؤرشف من الأصل في 2020-01-25.
  9. Bamberger، Casimir؛ Schärer، Agnes؛ Antsiferova، Maria؛ Tychsen، Birte؛ Pankow، Sandra؛ Müller، Mischa؛ Rülicke، Thomas؛ Paus، Ralf؛ Werner، Sabine (2005-09). "Activin Controls Skin Morphogenesis and Wound Repair Predominantly via Stromal Cells and in a Concentration-Dependent Manner via Keratinocytes". The American Journal of Pathology. ج. 167 ع. 3: 733–747. DOI:10.1016/s0002-9440(10)62047-0. ISSN:0002-9440. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  10. Pauklin, Siim; Vallier, Ludovic (15 Feb 2015). "Activin/Nodal signalling in stem cells". Development (بالإنجليزية). 142 (4): 607–619. DOI:10.1242/dev.091769. ISSN:0950-1991. PMID:25670788. Archived from the original on 2018-10-22.
  11. Luisi, Stefano; Florio, Pasquale; Reis, Fernando M.; Petraglia, Felice (1 Mar 2005). "Inhibins in female and male reproductive physiology: role in gametogenesis, conception, implantation and early pregnancy". Human Reproduction Update (بالإنجليزية). 11 (2): 123–135. DOI:10.1093/humupd/dmh057. ISSN:1460-2369. Archived from the original on 2019-06-19.
  12. Meachem، S.؛ Nieschlag، E؛ Simoni، M (1 نوفمبر 2001). "Inhibin B in male reproduction: pathophysiology and clinical relevance". European Journal of Endocrinology. ج. 145 ع. 5: 561–571. DOI:10.1530/eje.0.1450561. ISSN:0804-4643. مؤرشف من الأصل في 2020-03-14.
  13. Zaragosi, Laure-Emmanuelle; Wdziekonski, Brigitte; Villageois, Phi; Keophiphath, Mayoura; Maumus, Marie; Tchkonia, Tamara; Bourlier, Virginie; Mohsen-Kanson, Tala; Ladoux, Annie (1 Oct 2010). "Activin A Plays a Critical Role in Proliferation and Differentiation of Human Adipose Progenitors". Diabetes (بالإنجليزية). 59 (10): 2513–2521. DOI:10.2337/db10-0013. ISSN:0012-1797. PMID:20530742. Archived from the original on 2019-05-08.
  14. Shore, Eileen M; Xu, Meiqi; Feldman, George J; Fenstermacher, David A; Cho, Tae-Joon; Choi, In Ho; Connor, J Michael; Delai, Patricia; Glaser, David L (23 Apr 2006). "A recurrent mutation in the BMP type I receptor ACVR1 causes inherited and sporadic fibrodysplasia ossificans progressiva". Nature Genetics (بالإنجليزية). 38 (5): 525–527. DOI:10.1038/ng1783. ISSN:1061-4036. Archived from the original on 2019-07-25.
  15. Steenhuysen, Julie. "Regeneron scientists discover key to excess bone growth in rare..." U.S. (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2019-12-11. Retrieved 2018-12-01.
  16. Taylor, Kathryn R; Mackay, Alan; Truffaux, Nathalène; Butterfield, Yaron S; Morozova, Olena; Philippe, Cathy; Castel, David; Grasso, Catherine S; Vinci, Maria (6 Apr 2014). "Recurrent activating ACVR1 mutations in diffuse intrinsic pontine glioma". Nature Genetics (بالإنجليزية). 46 (5): 457–461. DOI:10.1038/ng.2925. ISSN:1061-4036. Archived from the original on 2019-01-30.
  17. Buczkowicz, Pawel; Hoeman, Christine; Rakopoulos, Patricia; Pajovic, Sanja; Letourneau, Louis; Dzamba, Misko; Morrison, Andrew; Lewis, Peter; Bouffet, Eric (6 Apr 2014). "Genomic analysis of diffuse intrinsic pontine gliomas identifies three molecular subgroups and recurrent activating ACVR1 mutations". Nature Genetics (بالإنجليزية). 46 (5): 451–456. DOI:10.1038/ng.2936. ISSN:1061-4036. Archived from the original on 2019-12-11.
  18. Lidbury, Brett A.; Kita, Badia; Lewis, Donald P.; Hayward, Susan; Ludlow, Helen; Hedger, Mark P.; de Kretser, David M. (16 Mar 2017). "Activin B is a novel biomarker for chronic fatigue syndrome/myalgic encephalomyelitis (CFS/ME) diagnosis: a cross sectional study". Journal of Translational Medicine (بالإنجليزية). 15 (1). DOI:10.1186/s12967-017-1161-4. ISSN:1479-5876. PMC:5353946. PMID:28302133. Archived from the original on 2019-04-15.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق PMC (link) صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  19. Aitken, David A.; Wallace, Euan M.; Crossley, Jennifer A.; Swanston, Ian A.; van Pareren, Yvonne; van Maarle, Merel; Groome, Nigel P.; Macri, James N.; Connor, J. Michael (9 May 1996). "Dimeric Inhibin A as a Marker for Down's Syndrome in Early Pregnancy". New England Journal of Medicine (بالإنجليزية). 334 (19): 1231–1236. DOI:10.1056/nejm199605093341904. ISSN:0028-4793. Archived from the original on 2019-10-29.
  20. "Inhibin as a diagnostic marker for ovarian cancer". Cancer Letters (بالإنجليزية). 249 (1): 14–17. 28 Apr 2007. DOI:10.1016/j.canlet.2006.12.017. ISSN:0304-3835. Archived from the original on 2013-03-31.
  21. "Inhibins and ovarian cancer". Molecular and Cellular Endocrinology (بالإنجليزية). 225 (1–2): 65–71. 15 Oct 2004. DOI:10.1016/j.mce.2004.02.014. ISSN:0303-7207. Archived from the original on 2019-12-11.
  22. "Redirecting". linkinghub.elsevier.com. مؤرشف من الأصل في 2018-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2018-12-01.
  23. Toulis, K. A.; Iliadou, P. K.; Venetis, C. A.; Tsametis, C.; Tarlatzis, B. C.; Papadimas, I.; Goulis, D. G. (1 Jul 2010). "Inhibin B and anti-Mullerian hormone as markers of persistent spermatogenesis in men with non-obstructive azoospermia: a meta-analysis of diagnostic accuracy studies". Human Reproduction Update (بالإنجليزية). 16 (6): 713–724. DOI:10.1093/humupd/dmq024. ISSN:1355-4786. Archived from the original on 2018-06-05.
  • أيقونة بوابةبوابة الكيمياء الحيوية
  • أيقونة بوابةبوابة ثدييات
  • أيقونة بوابةبوابة طب
  • أيقونة بوابةبوابة علم الأحياء
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.