الشرح يحضب الأول

إل شرح يحضب الأول (نحو 60م - 130م): ملك سبأ وذي ريدان، وينتمي إلى ربع مرثد من قبيلة بكيل ومحلها شبام أقيان الواقعة في الشمال الغربي من صنعاء.[1]واستند الباحثين في نسبته إلى بكيل بالنقوش التي تذكر أنه كبير أقيان وبني مرثد وهو فرع من بكيل؛ وهي المرة الأولى التي تسجل فيها النقوش بوضوح تام وصول بكيلي إلى العاصمة السبئية مأرب وخضوعها لسلطته (CIH 141).[2][3] وقد لقبه العلماء بالأول ليميز عن ملك آخر حكم بعده وتسمى بهذا الاسم واللقب أيضا، وهو (إل شرح يحضب الثاني الجرتي) المعاصر للملك شمر يهحمد والملك كرب إل أيفع، وقد خلط باحثي القرن العشرين بينهما كثيراً.[4]

إل شرح يحضب
ملك سبأ
فترة الحكم	(120م - 130م)
عمدان بين يهقبض وتار يهأمن
معلومات شخصية
الاسم الكامل	إل شرح يحضب الأول
تاريخ الميلاد	60م
تاريخ الوفاة	130م
مواطنة	مملكة سبأ
الحياة العملية
المهنة	ملك‎ ‏

حوالي العام 120م، قام إل شرح يحضب أمير (قيل) قبيلة شبام أقيان من بكيل، بحملات كبرى ضد أرض قتبان وحمير وردمان وحضرموت، ووصف قتاله حمير بعبارة "ضَرَّ حميرم" أي حرب حمير (النقش: CIH 140).[3] واستطاع الوصول والسيطرة على مأرب، وطرد أتباع الملك عمدان يهقبض من عاصمة سبأ، وتلقب بملك سبأ وذو ريدان، بدعم من عائلات تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية السبئية القديمة في مأرب (Ir 3 وRES 4150)،[5] وقبائل من المرتفعات الغربية: قبيلة ذمري ( Ja 568)،[6] وذي مأذن (Fa 94 + 95, Gar Ḍulaʿ 1)،[7][8] وحاشد (Gr 184)،[9] وقبيلة ذي هجر (Ja 413).[10]

استطاع إل شرح يحضب الوصول إلى عرش سبأ خلال عشرينات القرن الثاني الميلادي، واستمر في الحكم حتى سنة 130م وفق تقدير الدكتور منير عربش وجيرمي شتيكات،[11]وعاصر الملك عمدان يهقبض وياسر يهصدق من الجانب الريداني الحميري.[12][13]وقد ارتبط إليشرح يحضب بعلاقة وطيدة ببني ذي جرة إذ تبنى القيلين (سعد شمس أسرع وابنه مرثد يهحمد) في صراعه ضد الحميريين لوقف زحفهم تجاه أرض سبأ، وإيقاف طموحاتهم في استعادة العاصمة مأرب، إذ كانت أرض جرة على خط التماس مع حمير، يفصلهم عن بعض جبل يسلح، مما جعل بني جرة يبذلون جهداً كبيراً في مقاومة المد الحميري، وهذا خدم أهداف إليشرح يحضب في حربه ضد حمير، وبالمقابل جعل للقيل سعد أسرع وابنه مرثد من ذي جرة مكانة مرموقة اكتسباها من تردي الأوضاع السياسية في سبأ.[14]

بعد أن استتب له الأمر، أشرك إليشرح يحضب ابنه (وتار يهأمن) معه في الحكم، على أمل أن ينقل العرش إليه عن طريق الميراث (Ḍulaʿ 1).[8]بعد وفاته، تولى ابنه وتار يهأمن (130م - 140م) حكم مملكة سبأ. ثم تلى الأخير على العرش (سعد شمس أسرع وابنه مرثد يهحمد) وهما من بني ذي جرة، وفي زمنهم وقعت حرب شاملة، شارك فيها جميع الأطراف، واستغلها الريدانيين في الوصول إلى مأرب وحكمها (نقوش مأرب: Ir 6 وRES 4775).[15][16] إلى أن تمت الموادعة على يد يريم أيمن في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي، واستقر الأمر إلى وهب إل يحز ملكاً لعرش سبأ في مأرب.

ينسب الأخباريون إلى الشرح يحضب بناء قصر غمدان الشهير. ووفق الآثار المكتشفه، تم تأكيد أن أول ذكر لقصر غمدان كان في عهد الملك إل شرح يحضب (النقش: CIH 429).[17]وفي وصف قصر غمدان زعم ابن الكلبي أنه كان سبعة سقوف بين كل سقفين أربعون ذراعاً، أي أنه كان بإرتفاع 70 متراً، إرتفاع كل سقفين منه 20 متراً. بينما ذكر أبو محمد الهمداني أنه كان عشرين سقفاً، بين كل سقفين عشرة أذرع، أي أنه كان بإرتفاع 50 متراً، إرتفاع كل سقفين منه 5 أمتار.[18]وبحسب وصف هؤلاء الأخباريون فإن ارتفاع قلعة غمدان ما بين 50 و70 متراً، أي مقارب لإرتفاع هرم منقرع. وفي خبر بناء غمدان، قال ابن الكلبي:«إن ليشرح يحضب أراد اتخاذ قصر بين صنعاء وطيوة، فبني على أربعة أوجه: وجه أبيض ووجه أحمر ووجه أصفر، ووجه أخضر، وبنى في داخله قصراً على سبعة سقوف بين كل سقفين منها أربعون ذراعاً، وكان ظلّه إذا طلعت الشمس يرى على عينان وبينهما ثلاثة أميال، وجعل في أعلاه مجلسا بناه بالرخام الملون وجعل سقفه رخامة واحدة، وصيّر على كل ركن من أركانه تمثال أسد من شبه كأعظم ما يكون الأسد».[19][20]