إيفان ألكسندروفيتش سيروف
إيفان ألكسندروفيتش سيروف (بالروسية: Ива́н Алекса́ндрович Серóв) ضابط استخبارات سوفييتي روسي شغل منصب رئيس لجنة أمن الدولة (المخابرات السياسية السوفيتية KGB) بين مارس 1954 وديسمبر 1958، وأيضًا رئيس مديرية المخابرات العسكرية (المعروفة اختصارًا GRU) بين عامي 1958 و 1963. خلال الفترة 1939-1941، شغل منصب نائب وزير المفوضية الشعبية للشئون الداخلية (المعروفة اختصارًا NKVD) وهي وزارة الداخلية السوفيتية في عهد لافرينتي بيريا. لعب دورًا رئيسيًا في المؤامرات السياسية بعد وفاة جوزيف ستالين. ساعد سيروف في إنشاء مجموعة متنوعة من قوات الشرطة السرية في وسط وشرق أوروبا بعد إنشاء الستار الحديدي، ولعب دورًا مهمًا في سحق الثورة المجرية عام 1956.[1]
إيفان ألكسندروفيتش سيروف | |
---|---|
أول رئيس للجنة أمن الدولة كي جي بي (كي جي بي) | |
سيرجي كلوغلوف
الكسندر سيليبين
|
|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | إيفان الكسندروفيتش سيروف Иван Александрович Серов |
الميلاد | 13 أغسطس 1905 فولوغدا |
الوفاة | 1 يوليو 1990 موسكو |
مواطنة | الإمبراطورية الروسية جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية الاتحاد السوفيتي |
عضو في | اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | أكاديمية فرونزي العسكرية |
المهنة | عسكري، وسياسي، وضابط استخبارات |
الحزب | الحزب الشيوعي السوفيتي (1926–1965) |
اللغات | الروسية |
الخدمة العسكرية | |
في الخدمة 1923–1965 | |
الولاء | الاتحاد السوفيتي |
الفرع | المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية MGB MVD لجنة أمن الدولة (الاتحاد السوفيتي) GRU |
الرتبة | لواء |
القيادات | استخبارات سوفييتية المخابرات العسكرية السوفيتية |
المعارك والحروب | الحرب السوفيتية الألمانية |
الجوائز | |
بطل الاتحاد السوفيتي (1945) الضابط الشرفي للأمن الوطني (1940) | |
التوقيع | |
حياته
مسيرة حياته العسكرية الأولى
ولد سيروف في 13 أغسطس 1905، في أفيموسكويه Afimskoje ، وهي قرية في دائرة كادنيكوف في محافظة فولوغدا بالإمبراطورية الروسية وتوفي في 1 يوايو 1990 في موسكو.[2] خلال طفولته حدثت تغييرات كبيرة في روسيا، وبلغت ذروتها في الثورة البلشفية في نوفمبر 1917. في عام 1923، عندما كان عمره 18 عامًا، انضم إلى الجيش الأحمر بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب الأهلية الروسية. في عام 1926، أصبح عضوًا في الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي، وتخرج من مدرسة ضباط المدفعية في لينينغراد عام 1928.[3] تمثلت إحدى الخطوات الرئيسية في مسيرته المهنية كضابط في الجيش الأحمر في حضور الدورات الأكاديمية العليا في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي في أكاديمية فرونزي العسكرية الشهيرة، حيث تخرج منها عام 1939.
مسيرة حياته المخابراتية
في عام 1926، أصبح عضوًا في الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي، وتخرج من مدرسة ضباط المدفعية في لينينغراد عام 1928.[3] تمثلت إحدى الخطوات الرئيسية في مسيرته المهنية كضابط في الجيش الأحمر في حضور الدورات الأكاديمية العليا في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي في أكاديمية فرونزي العسكرية الشهيرة، حيث تخرج منها عام 1939.
وقد نجا سيروف من عملية التطهير الكبرى التي جرت خلال الفترت 1936-1938، والتي قادها ستالين وشملت عمليات قمع وإقصاء وتصفيات واسعة النطاق لمسؤولي الحزب الشيوعي والحكومة، والفلاحين، وقيادات في الجيش الأحمر، وكان دور سيروف فيها تكليفه بإعدام المارشال ميخائيل توخاتشيفسكي.
بعد تخرجه من أكاديمية فرونزي العسكرية في عام 1939، التحق سيروف في فبراير من نفس العام بمفوضية الشعب للشؤون الداخلية، وتعين مفوض في جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية، الأمر الذي جعله أحد المستفيدين من عمليات التطهير الستالينية، والذن سرعان ما تدرجوا في مسيرتهم المهنية بعد عام 1938، وكان أيضًا أحد العسكريين القلائل المحترفين في المفوضية.
أثناء فترة عمله في أوكرانيا التقى سيروف نيكيتا خروتشوف - السكرتير الأول للحزب الشيوعي الأوكراني آنذاك - وكان ذلك اللقاء مهمًا لسيروف لمواصلة حياته المهنية.[4]
عند عودته من أوكرانيا، أصبح سيروف أحد نواب مفوض الشعب للشؤن الداخلية لافرينتي بيريا (نائبًا للمفوض بمعنى نائب وزير الداخلية)، وأثناء توليه هذا المنصب (1939-1941)، كُلِّف بتنظيم عمليات الترحيل القسرية من دول البلطيق إلى سيبيريا في عام 1939، بموجب التعليمات 001223 الصادرة بتاريخ 10 أكتوبر 1939.[5]
أثناء الحرب العالمية الثانية
كان من المشاركين في العام 1941 في ترحيل ألمان الفولغا. وفي نفس العام أثناء معركة موسكو، كان هو القائد العام للقوات المدافعة عن منطقة موسكو، ثم فيما بعد كان المسؤول عن مراقبة الحركة الحزبية في مفوضية الشعب للشؤون الداخلية.
في 1943/44، شارك في عمليات الترحيل الجماعي القسرية لسكان قراتشاي وقلميقيا والشيشان والإنغوشيون وتتار القرم، ومن كان يرفض من السكان عملية الترحيل تعرض لإطلاق النار عليه على الفور، الأمر الذي حدث أيضاً للأشخاص من كبار السن أو المعاقين.
كما وقعت أيضًا عمليات قتل عشوائية، كالذي حصل في قرية تشيباخ، حيث أُحرق أكثر من 700 شخص في حظيرة تحت إشراف الضابط الجورجي ميخائيل غفيشياني.[6] وتشير التقديرات إلى أنه خلال عمليات الترحيل، توفي ما يقارب 43٪ من السكان المرحلين بسبب الأمراض المعدية وسوء التغذية.[7]
في 15 يوليو 1944، كان سيروف مسؤولًا عن نزع سلاح وترحيل وحدات الجيش البولندي المحلي (بالبولندية: أرميا كراخوفا Armia Krajowa) في منطقة فيلنيوس، والتي استعادت المدينة من القوات الألمانية في الأيام السابقة (طالع: عملية باغراتيون). من هذه النقطة قاد سيروف قمع وتصفية أهم قوة مناهضة للسوفييت في بولندا. في بداية مايو 1945، أصبح سيروف، مفوض ثاني لأمن الدولة في المرتبة الثانية، وأحد النواب الثلاثة المسؤولين عن الإدارة المدنية ضمن الإدارة العسكرية في منطقة الاحتلال السوفيتي في ألمانيا.
في نهاية الحرب الوطنية العظمى، كان سيروف حاضرًا عند استسلام الفيرماخت الألماني (الجيش الألماني) في برلين. في ذلك الوقت كان يحمل رتبة عقيد وحصل على وسام بطل الاتحاد السوفيتي.
مسيرته بعد الحرب العالمية الثانية
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تغير اسم المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية إلى وزارة الداخلية وتعين سيروف رئيساً لقسم الوزارة التابعة للإدارة العسكرية السوفيتية في ألمانيا الشرقية، وكان من ضمن مسؤولياته متابعة الجواسيس والمنشقين والإرهابيين والعانصر النشطة المعادية وكذلك البحث عن الموطنين السوفيت المختطفين في ألمانيا وأيضًا العملاء السوفيت الذي تعاونوا مع الألمان أثناء الحرب وكذلك قمع المعارضين للوجود الروسي في ألمانيا الشرقية. كان المشرف الرئيسي على عملية أسوأفياخيم السرية والتي تم في إطارها تفكيك المصانع العسكرية في ألمانيا ونقلها إلى الاتحاد السوفيتي وكذلك اختطاف حوالي 2000 من العلماء والخبراء والمهندسين الألمان مع بعض أفراد عوائلهم وترحيلهم إلى الاتحاد السوفيتي في 22 أكتوبر 1946.[8][9]:108,126
خلال الفترة 1947 حتى 1953 شغل منصب النائب الأول لوزير داخلية الاتحاد السوفيتي. وبعد وفاة ستالين انضم إلى ما أسمي بـ"القيادة الجماعية" المناهضة لوزير الداخلية بيريا، بسبب الحاشية الجورجية المحيطة به. بعد فصل جهاز ال كي جي بي عن وزارة الداخلية، تولى سيروف رئاسة الجهز خلفًا لـ خروتشوف الذي كان يثق به. في عام 1954 تخلص سيروف من كل الملفات التي كانت تثبت تورط خروتشوفس في "العمليات الإرهابية الكبرى"، والتي منها ثلات محاولات اغتيال فاشلة لضابط المخابرات السوفيتي المنشق نيكولاي خوخلوف في العام 1954 والعام 1957، والذي هرب إلى الولايات المتحدة في عام 1954 وشهد حول أنشطة جهاز الـKGB.
بعد وفاة جوزيف ستالين، دعا سيروف بشدة إلى الإبقاء على الأعمال القسرية الشاقة للمعتقلين في معسكرات الاعتقال "جولاج"، ولكن كان من معارضيه في هذه القضية وزير الداخلية نيكولاي دودوروف.
في عام 1956 وجه الـ كي جي بي لقمع انتفاضة الثورة المجرية، عنما زار المجر متخفيًا بصفة مستشار سوفيتي لوزارة الداخلية المجرية.
في عام 1958، تعرض سيروف لانتقادات متزايدة من ألكسندر نيكولايفيتش شيليبين، السكرتير الأول لكومسومول ورئيس الـ كي جي بي (1958 إلى 1961)، ونيكولاي رومانوفيتش ميرونوف، رئيس فرع الـ كي جي بي في لينينغراد. في ديسمبر من نفس العام، استبدلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي سيروف بشيليبين كرئيس للـ كي جي بي وتم نقل سيروف إلى منصب رئيس المخابرات العسكرية GRU.
بعد انكشاف أمر عميل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أوليغ بنكوفسكي في عام 1962، والذي كان صديقًا شخصيًّا لسيروف، عُزل من منصب رئيس المخابرات العسكرية الروسية، وخُفضت رتبته إلى رتبة لواء وطُرد من الحزب الشيوعي في عام 1965 نظرًا لمانسب إليه من «انتهاكات لسيادة القانون أثناء عمله في ألمانيا». وبعدها ظل سيروف لفترة طويلة، يحاول دون جدوى إعادة تأهيله، واستعادة رتبته العسكرية وعضويته في الحزب الشيوعي.[10][11]
شخصيته
وصف جهاز المخابرات البريطانية MI5 سيروف بأنه يشرب الكحول بشكل معتدل ويبدو أنه ذا أخلاق جيدة. كما أن يتمتع بحس دعابة ساخر ويظهر عداءه الواضح للسامية. يُقال إنه كان منظمًا جيدًا ويتمتع بنباهة سريعة. كما يقال أنه كان يفتخر بنفسه كممارس للتعذيب، كما اشتُهر داخل أجهزة قوات الأمن السوفيتية، بتفاخره أمام زملائه بأنه يستطيع "كسر كل عظمة في جسد أي إنسان دون أن يقتله".[12]
مراجع
- Michael S. Voslensky: Sterbliche Götter. Die Lehrmeister der Nomenklatura. Ullstein, Frankfurt am Main und Berlin 1991, ISBN 3-548-34807-6.
- Michael S. Voslensky: Das Geheime wird offenbar. Langen Müller, München 1995, ISBN 3-7844-2536-4.
- Jan Foitzik: Serow, Iwan Alexandrowitsch. In: Wer war wer in der DDR? 5. Ausgabe. Band 2. Ch. Links, Berlin 2010, ISBN 978-3-86153-561-4.
- Nikita Petrov: General Ivan Serov – der erste Vorsitzende des KGB. In: Forum für osteuropäische Ideen- und Zeitgeschichte, Band 2, Dezember 1998, Heft 2, S. 161–208, doi:10.7788/frm.1998.2.2.161, ISSN 1433-4887 (print), ISSN 2194-3672 (online).
- Włodzimierz Borodziej: The Warsaw Uprising of 1944. University of Wisconsin Press Madison, 2006, ISBN 0-299-20730-7.
- Anne Applebaum: Der Eiserne Vorhang. Die Unterdrückung Osteuropas 1944–1956. Siedler, München 2013, ISBN 978-3-8275-0030-4.
- Art. Serov, Ivan Alexandrovich. In: Robert W. Pringle: Historical dictionary of Russian and Soviet intelligence. 2. Auflage. Rowman & Littlefield, Lanham 2015, ISBN 978-1-4422-5317-9, S. 274–275.
- Peter Erler: Der sowjetische Geheimdienstbevollmächtigte am Berliner Obersee. Stiftung Gedenkstätte Berlin-Hohenschönhausen, Studien und Analysen, 04/2017 (stiftung-hsh.de)
روابط إنترنت
- السيرة الذاتية لـ AZ-Library (بالروسية)
- السيرة الذاتية لـ Geroi strany (بالروسية)
المصادر
- Erwin A Schmidl, Laszlo Ritter, Peter Dennis, The Hungarian Revolution 1956, 2006
- "Серов Иван Александрович". مؤرشف من الأصل في 2022-04-04.
- Jeanne Vronskaya, Vladimir Chuguev, A biographical dictionary of the Soviet Union 1917-1988, 1989
- Art. Serov, Ivan Alexandrovich. In: Robert W. Pringle: Historical dictionary of Russian and Soviet intelligence. 2. Auflage. Rowman & Littlefield, Lanham 2015, ISBN 978-1-4422-5317-9, S. 274–275, hier S. 274.
- Valdis O. Lumans: Latvia in World War II. Fordham University Press, New York City 2006, ISBN 0-8232-2627-1, S. 135.
- General Mikhail Maksimovich Gvishiani نسخة محفوظة 2022-04-20 على موقع واي باك مشين.
- "Table 1B: Soviet Transit, Camp and Deportation Death Rates". Hawaii.edu. مؤرشف من الأصل (GIF) في 2022-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-17.
- Christoph Mick (in German), Forschen für Stalin, deutsche Fachleute in der sowjetischen Rüstungsindustrie 1945–1958, München / Wien: R. Oldenbourg Verlag, pp. 82, ISBN 3-486-29003-7
- Matthias Uhl (in German), Stalins V-2. Der Technologietransfer der deutschen Fernlenkwaffentechnik in die UdSSR und der Aufbau der sowjetischen Raketenindustrie 1945 bis 1959
- Dissertationsschrift mit Reproduktion vieler Originaldokumente, Bonn: Bernard & Graefe Verlag, ISBN 978-3-7637-6214-9
- Die Irrfahrt einer Aktentasche. Wie wertvoll sind die Memoiren des KGB-Chefs Serow und was ist mit ihnen geschehen? (russisch) abgerufen am 21. September 2019 نسخة محفوظة 2022-07-20 على موقع واي باك مشين.
- Koffer voller Geheimnisse: Archiv des ersten Vorsitzenden des KGB der UdSSR Iwan Serow aufgetaucht. Online-Zeitung Вести.ру, 9. Oktober 2016 (russisch) abgerufen am 21. September 2019. نسخة محفوظة 2020-06-08 على موقع واي باك مشين.
- U.S. News & World Report, The Bone Breaker. The mystery of General Serov's demotion. Tribune, 18 December 1958. Internet Archive (read OCR Text below). Retrieved 9 February 2015.
- بوابة أعلام
- بوابة أوروبا
- بوابة الإمبراطورية الروسية
- بوابة الاتحاد السوفيتي
- بوابة الحرب الباردة
- بوابة الحرب العالمية الثانية
- بوابة السياسة
- بوابة روسيا
- بوابة شيوعية