أم سلمة

أم سَلَمَة هند بنت أبي أمية المخزومية، إحدى زوجات الرسول محمد، وإحدى أمهات المؤمنين، ومن السابقين إلى الإسلام، كانت زوجة لأبي سلمة بن عبد الأسد، وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة،[1][2] وعند الهجرة إلى المدينة المنورة منعها أهلها من الهجرة مع زوجها، ثم خلّوا سبيلها فأخذت ولدها وارتحلت، حتى لقيت عثمان بن طلحة بالتنعيم فأوصلها إلى يثرب، وقيل: إنها أوَّل امرأة خرجت مهاجرةً إلى الحبشة، وأول ظعينةٍ دخلت المدينة.[3][4] ولمَّا توفي أبو سلمة، تزوجها النبي.[5][6]

أم سلمة
تخطيط لاسم أم سلمة ملحوق بدعاء الترضي عنها
هند بنت أبي أمية، أم المؤمنين
الكنية أم سلمة
الولادة 28 ق.هـ (وفقًا لما ورد في كتاب الأعلام)
مكة، تهامة، شبه الجزيرة العربية
الوفاة ما بين 57 هـ و64 هـ (74-81 سنة)
المدينة المنورة
مبجل(ة) في الإسلام
المقام الرئيسي المدينة المنورة، البقيع
النسب الأب: أبو أمية بن المغيرة
الأم: عَاتِكة بنت عامر
أزواجها: أبو سلمة بن عبد الأسد، النبي محمد
أخوانها: عبد الله بن أبي أمية، المهاجر بن أبي أمية، زهير بن أبي أمية، عامر بن أبي أمية، قريبة الكبرى بنت أبي أمية
أولادها: سلمة بن أبي سلمة، عمر بن أبي سلمة، زينب بنت أبي سلمة، درة بنت أبي سلمة

رافقت أم سلمة النبي في عدد من الغزوات، وأُخِذ برأيها يوم الحديبية فأشارت عليه ألا يكلم أحدًا حتى ينحر بُدْنَهُ ويدعو حالقه فيحلق له، فكانت تُوصف «بالرأي الصَّائب والعقل البالغ»،[7][8] وبعد وفاة النبي كان الصحابة يسألونها عن الأحاديث النبوية، فروت 378 حديثًا وفقًا لبقي بن مخلد منها ثلاثة عشر حديثًا متفقًا عليه، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر، كما أورد لها الذهبي في مسنده 380 حديثًا، فروت الحديث عن النبي مباشرةً، وروايةً عن أبي سلمة وفاطمة الزهراء، وروى عنها ولداها: عمر بن أبي سلمة، وزينب بنت أبي سلمة، وأخوها عامر بن أبي أمية، وابن أخيها مصعب بن عبد الله بن أبي أمية، وعدد من الصحابة والتابعين.[8][9][10]

توفيت أم سلمة في المدينة المنورة، وهي آخر من توفي من أمهات المؤمنين، ودُفنت في مقبرة البقيع.[11]

حياتها قبل البعثة

نسبها واسمها

منظر كاشف لمكة المكرمة من على متن جبل النور.

واسمها «هِنْدُ»، وقيل «رَمْلة»، لكن الذهبي نفى ذلك، لأن رملة اسم أم المؤمنين أم حبيبة.[20] وقد اشتهرت بكنيتها «أم سلمة» نسبةً إلى ولدها سلمة بن أبي سلمة.[21] أمّا أبوها فاسمه «حذيفة»،[22] وقيل: «سهل»،[23] وقيل: «سهيل»،[13] ويلقَّبُ «زادَ الراكب»؛ لأنه كان أحد الأجواد؛ فكان إذا سافر لايترك من يرافقه ومعه زاد، بل يكفي رفقته من الزَّاد، ويكنّى أبا أمية، وكان من سادات بني مخزوم.[23][24] وأم سلمة ابنة عم الصحابي خالد بن الوليد، وأبي جهل بن هشام.[20]

ولادتها ونشأتها

ولدت أم سلمة في مكة المكرمة، وذكر الزركلي في «الأعلام» أنّ ولادتها كانت سنة 28 ق.هـ.[25] نشأت في بيت والدها أبي أمية الذي كان من سادات قريش،[26] وتزوجت من ابن عمها أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي.[25]

حياتها بعد البعثة

إسلامها وهجرتها إلى الحبشة

رسم توضيحي يصور النجاشي وهو يرفض طلب وفد مكي يطلب منه تسليم المسلمين

كانت أم سلمة وزوجها أبو سلمة من السابقين إلى الإسلام، ولما رأى النبي ما يصيب أصحابه من أذى زعماء قريش لهم، أمرهم بالهجرة إلى الحبشة، فهاجرت أم سلمة مع زوجها إلى الحبشة.[27] روى ابن هشام في «سيرته» عن أم سلمة خبرًا طويلًا عن الهجرة إلى الحبشة تحدثت فيه عن الأمن والاستقرار الذي لحق بهم حين نزلوها، وكيف أنَّ قريشًا ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي ويقدموا له الهدايا، واتهمتهم في دينهم، وسألوا النجاشي أن يردهم لأهلهم إلا أنَّ النجاشي لم يفصل في شيء حتى استدعى جعفر بن أبي طالب، فسأله، فشرح للنجاشي معالم دينهم وأخلاقهم، وختم حديثه بآيات من سورة مريم، فرفض النجاشي طلب قريش، وفرح المهاجرون بذلك، وقد أنجبت أم سلمة ولدها سلمة هناك.[1][2]

الرجوع من الحبشة إلى مكة

عادت أم سلمة وزوجها إلى مكة بعد أن بلغ المسلمين في الحبشة إسلام أهل مكة، فوجدوا أمر قريشٍ على حاله، وأنّ ما بلغهم من إسلام أهل مكة كان باطلًا، فلم يجرؤ منهم أحدُ أن يدخلَ مكة إلا مستجيرًا أو مستخفيًا، فدخل أبو سلمة وزوجه أم سلمة في جوار خاله أبي طالب.[1] فمشى إليه رجال من بني مخزوم، فقالوا له: يا أبا طالب، لقد منعت منا ابن أخيك محمدًا، فما لك ولصاحبنا تمنعه منا؟ قال: «إنَّهُ اسْتَجَارَ بِي، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِي، وَإِنْ أَنَا لَمْ أَمْنَعْ ابْنَ أُخْتِي لَمْ أَمْنَعْ ابْنَ أَخِي».[28] فبقي أبو سلمة وزوجته في مكة،[1] حتى مات أبو طالب، وبموته نال المشركون من النبي وأتباعه مالم ينالوه في حياته.[29]

هجرتها إلى المدينة

منظر عام للمدينة المنورة قديمًا.

أمر النبي أتباعه بالهجرة إلى المدينة المنورة حوالي سنة 622م بسبب ما كانوا يلاقونه من أذى وعذاب من زعماء قريش خاصة بعد وفاة أبي طالب، فهمّ أبو سلمة وأم سلمة بالهجرة، لكن أهلها منعوا أبا سلمة من السير بها إلى المدينة، فهاجر منفردًا، وأتى بنو عبد الأسد قوم أبي سلمة فحازوا ابنها سلمة إليهم، فظلت أم سلمة في حزن تبكيهم، حتى رقّ أهلها لحالها، وتركوها تلحق بزوجها إلى يثرب، ومعها ابنها سلمة. خرجت أم سلمة مع ابنها تنوي الهجرة إلى يثرب دون رفيق، فرآها عثمان بن طلحة وسألها عن وجهتها، فأخبرته، فأخذ بخطام دابتها، ورحل بها إلى مشارف المدينة، وقفل راجعًا.[هامش 1][3][4] وفي المدينة أنجبت أم سلمة ثلاثة أولاد هم «درة» و«عمر» و«زينب»، أمّا ولدها «سلمة» فوُلد في الحبشة حسب بعض الروايات، وتقول رواياتٌ أخرى إنها أنجبت جميع أولادها في الحبشة.[30]

رُوي عن مالك بن أنس قال: «هاجرت أم سلمة وأم حَبِيبة إلى أرض الحبشة، ثم خرجت أم سلمة مهاجرة إلى المدينة شرفها الله تعظيمًا وتكريمًا، وخرج معها رجلٌ من المشركين وكان ينزل بناحية منها إذا نَزلت، ويسير معها إذا سارت، ويرحل بعيرها، ويتنحى إذا ركبت، فلما نظر إلى نخل المدينة المباركة قال لها: هذه الأرض التي تريدين، ثم سلم عليها وانصرف»، وعن محمد بن الضّحاك عن أبيه قال: «الرّجل الذي خرج مع أم سلمة عثمان بن طلحة».[31]

موت زوجها أبي سلمة

ذكر مصعب الزبيري أنّ أبا سلمة تُوفي بعد غزوة أحد سنة 4 هـ، وقيل تُوفي في جمادى الثانية سنة 3 هـ، وذكر ابن عبد البر إنّه تُوفي بعد غزوة بدر سنة 2 هـ، بينما قال ابن إسحاق: تُوفي بعد غزوة أحد، وقال أبو بكر بن زنجويه: توفي أبو سلمة في سنة أربع من الهجرة بعد مُنصَرفه من أحُد، انتقض به جرح كان أصابه بأحُد، فمات منه، فشهده رسولُ الله، وَكَذا قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: إنه شهد بَدْرًا وأحُدًا فجُرح بها، ثم بعثه النبيُّ محمد على سرية إلى بني أسد في صفَر سنة أربعٍ ثم رجع، فانتقض جرحه، فمات في جمادى الآخرة،[32][33] ولم يكن لأم سلمة في المدينة بعد وفاة زوجها أحد من ذويها غير صبيةٍ صغارٍ كزَغْبِ القطا، فحزن المسلمون لمصابها أشد الحزن، وأطلقوا عليها اسم «أَيِّمِ العَرَب».[هامش 2][34]

وعن أم سلمة أنّها قالت: « سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ»، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: يَارَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: «قُولِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً»، فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ عز وجل مِنْهُ مُحَمَّدًا ».[35]

زواجها من النبي

بعدما انقضت عدتها من وفاة أبي سلمة خطبها أبو بكر فردته، ثم خطبها عمر بن الخطاب فردته، ثم بعد ذلك خطبها النبي، فقبلت أم سلمة.[5][6] واختُلف في تاريخ زواجها من النبي، قيل تزوجها قبل وقعة بدر في سنة 2 هـ، فعن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: «تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ مِنَ التَّارِيخِ أُمَّ سَلَمَةَ وَاسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ»،[36][37] وذكر ابن كثير وغيره أنّ رسول الله دخل بها في شوال سنة 2 هـ بعد وقعة بدر،[38] كما ذكر المزي في «التهذيب» أن النبي تزوجها سنة 2 هـ وبنى بها في شوال،[39] وقيل إن رسول الله تزوجها قبل الأحزاب سنة 3 هـ،[40] وقال ابن حجر العسقلاني: «إنما تزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة أربع على الصحيح ويقال سنة ثلاث... وحلت أم سلمة في شوال سنة أربع وقد نص على ذلك خليفة بن خِياط والواقدي ...»،[41] وذكر ابن حجر أيضًا: «فتزوجها النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في جمادى الآخرة سنة أربع، وقيل سنة ثلاث».[24]

وقال ابن الملقن: «تزوجها في شوال سنة اثنين من الهجرة بعد وقعة بدر وبنى بها في شوال، وكانت قبله عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد والد [عمر] بن أبي سلمة، كذا قال أبو عمر وغيره أنه تزوجها سنة اثنين، وفي كتاب ابن الأثير: سنة ثلاث، وفيه نظر؛ لأن أبا سلمة شهد بدرًا سنة اثنين ومات سنة ثلاث أو أربع لا جرم، قال خليفة وغيره: تزوجها سنة أربع، وإنما التي بني بها في شوال عائشة ثم تزوج بعدها حفصة سنة ثلاث، ووقع في المستدرك للحاكم عن أبي عبيدة أنه تزوجها سنة [اثنين] قبل وقعة بدر وصوابه [بعد]».[42]

تذكر بعض المصادر أن النبي دخل بها في حجرة أم المؤمنين زينب بنت خزيمة بعد موتها،[43] وأمّا مهرها، فقيل إن مهر نساء النبي موحد، وهو أربعمائة درهم، وورد في بعض المصادر أن صَداق أم سلمة أربعمائة دينار، وقد سلمها النجاشي ملك الحبشة، وذكر ابن هشام أن رسول الله أصدقها فراشًا حشوه ليف وقدحًا،[40] وروى الزبير بن بكار في كتابه «المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم» أن رسول الله أصدقها كما أصدق عائشة بنت أبي بكر صحفةً كثيفةً، وقدحًا كثيفًا، وفراشًا حشوه ليفٌ، والمجشة وهي الرحى.[44] ورُوي عن أنس أن النبي تزوج أم سلمة على متاع قيمته عشرةُ دراهم.[هامش 3][45]

ورد في «مسند أحمد» عن عمر بن أبي سلمة: «إنَّ أُمَّ سَلَمَةَ لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ عُمَرُ، فَرَدَّتْهُ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُوْلُ اللهِ، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا، أَخْبِرْ رَسُوْلَ اللهِ أَنِّي غَيْرَى، وَأَنِّي مُصْبِيَةٌ [أي ذات صبية صغار]، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدًا. فَبَعَثَ إِلَيْهَا: (أَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي مُصْبِيَةٌ؛ فَإِنَّ اللهَ سَيَكْفِيْكِ صِبْيَانَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي غَيْرَى، فَسَأَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَكِ، وَأَمَّا الأَوْلِيَاءُ؛ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُم إِلاَّ سَيَرْضَى بِي)....».[5][6]

جاء عن أنس أن رسول الله أَوْلَمَ على أم سلمة بتمر وسمن،[هامش 4][46] وعن أنس أيضًا: «أن رسولَ اللهِ -- لما تزوجَ أمَّ سلمةَ أمرَ بالنِّطَعَ فبُسِطَ، ثم ألقى عليه تمرًا وسَويقًا فدعا الناسَ فأكلوا».[47] وكان لأم سلمة مكانتها عند النبي، فيروى أن النجاشي أهدى إلى النبي حُلّةً وأواقٍ من مسك، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك، وأعطى أم سلمة بقية المسك والحُلَّة.[48][49][50] كما ذكرت عائشة أنّ النبي كان إذا صلّى العصر دخل على نسائه واحدة واحدة، يبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن، ويختم بعائشة.[51]

زواج علي من فاطمة

رسم تُركي عُثماني لرسول الله وهو يُزوّج ابنته فاطمة بابن عمّه عليّ، وقد غُطي وجه النبي وفاطمة الزهراء باللون الأبيض احترامًا لهما.

يروى أن أم سلمة كانت موجودة أثناء زواج علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء، وورد أن زفاف فاطمة كان في حجرة أم سلمة، فقد جاء في «الأمالي» للشيخ الطوسي ما نصه: «فَالْتَفَتَ إِلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: مَنْ هَاهُنَا فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَا أُمُّ سَلَمَةَ، وَهَذِهِ زَيْنَبُ، وَهَذِهِ فُلَانَةُ وَفُلَانَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): هَيِّئُوا لِابْنَتِي وَابْنِ عَمِّي فِي حُجَرِي بَيْتًا. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فِي أَيِّ حُجْرَةٍ يَارَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فِي حُجْرَتِكِ. وَأَمَرَ نِسَاءَهُ أَنْ يُزَيِّنَّ وَيُصْلِحْنَ مِنْ شَأْنِهَا».[52] وورد في كتاب «تفسير فرات الكوفي» رواية عن علي بن أبي طالب وفيها: «قَالَ فَأَتَيْتُهُ مُسْرِعًا فَإِذَا هُوَ فِي حُجْرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ فَلَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَتَبَسَّمَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى أَسْنَانِهِ تُبْرِقُ، فَقَالَ: أَبْشِرْ يَاعَلِيُّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَانِي مَا كَانَ قَدْ أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ تَزْوِيجِكَ».[53]

ويذكر أيضًا أنّ أم سلمة كانت من اللاتي قمن بتجهيز فاطمة للعرس، فقد روى ابن ماجه في «سننه» عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ قَالَتَا: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ نُجَهِّزَ فَاطِمَةَ حَتَّى نُدْخِلَهَا عَلَى عَلِيٍّ، فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ، فَفَرَشْنَاهُ تُرَابًا لَيِّنًا مِنْ أَعْرَاضِ الْبَطْحَاءِ، ثُمَّ حَشَوْنَا مِرْفَقَتَيْنِ لِيفًا، فَنَفَشْنَاهُ بِأَيْدِينَا، ثُمَّ أَطْعَمْنَا تَمْرًا وَزَبِيبًا، وَسَقَيْنَا مَاءً عَذْبًا، وَعَمَدْنَا إِلَى عُودٍ، فَعَرَضْنَاهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ، لِيُلْقَى عَلَيْهِ الثَّوْبُ، وَيُعَلَّقَ عَلَيْهِ السِّقَاءُ، فَمَا رَأَيْنَا عُرْسًا أَحْسَنَ مِنْ عُرْسِ فَاطِمَةَ»،[هامش 5][54][55] وقد شكك بعضهم في حضور أم سلمة الزواج، وذكر المشككون أن أم سلمة لم تكن زوجًا لرسول الله في ذلك الحين.[56]

غزوة أحد

يُذّكر أنّ الصحابي شماس بن عثمان المخزومي قد حُمِلَ من أَحُدٍ إلى المدينةِ المنّورة، وكان بِهِ رَمَقٌ، فأدخلَ على عائشة، فقالت أم سلمة: «ابْنُ عَمّي يُدْخَلُ عَلَى غَيْرِي!»، فقال رسول الله: «احْمِلُوهُ إلَى أُمّ سَلَمَةَ»، فَحُمِلَ إليها فمات عندها، فأمر رسول الله أن يرد إلى أحد، فدفن هناك كما هو في ثيابه التي مات فيها، وكان قد مكث يومًا وليلة، ولكنه لم يذق شيئًا، ولم يصل عليه رسول الله ولم يغسله [كما هو الحال مع الشهداء].[57][58][59][60] وكانت أم سلمة تذهب إلى قبور شهداء أحد فتسلم عليهم في كل شهر فتظل يومها.[60]

غزوة الخندق

شهدت أم سلمة غزوة الخندق، وعنها أنّها قالت: «مَا نَسِيتُ قَوْلَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يُعَاطِيهِمُ اللَّبَنَ قَدِ اغْبَرَّ شَعْرُ صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ ... فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ».[هامش 6][61] كما روى الواقدي في «المغازي» عدة روايات تفصيلية عن أم سلمة تتحدث فيها عما عمله المسلمون خلال الغزوة.[62]

غزوة بني المصطلق

قيل أنّها شاركت في غزوة بني المصطلق، فقد جاء في إحدى الروايات أن رسول الله أقرع بين نسائه، فأصابت القرعة أم سلمة وعائشة، فخرج بهما معه إلى الغزوة،[هامش 7][63] كما جاء من ضمن أحداث الغزوة أن رسول الله خرج من المدينة حتى انتهى إِلَى الْمُرَيْسِيعِ، وهو مكان الماء، فضرب عليه قبته، ومعه عائشة وأم سلمة.[64]

يوم الحديبية

شهدت أم سلمة صلح الحديبية، وفيه رُوي أنّ النبي قال لأصحابه بعدما أُقر الصلح: «قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا»، فتباطأ الصحابة، فقد كان في نفوسهم شيءٌ عن بنود الصلح، فحزن النبي ودخل على أم سلمة وكانت معه في تلك العُمرة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت له: «يانبي الله أتحبُّ ذلك؟ اخرج ثم لاتكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك وتدعو حالقك فيحلقك»، فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ فنحر وحلق، فلمَّا رأَى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا.[8] قال ابن حجر العسقلاني: «وإشارتها على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبيّة تدلّ على وفور عقلها وصواب رأيها».[7]

غزوة خيبر

شهدت أم سلمة غَزْوَة خَيْبَرَ سنة 7 هـ، وذكرت أنها «سَمِعْتُ وَقْعَ السَّيْفِ فِي أَسْنَانِ مَرْحَبٍ».[هامش 8][65][66] وأطعمَ رسول الله أمّ سلمة بخيبر ثمانين وسقًا تمرًا، وعشرين وسقًا شعيرًا، أو قمحًا.[67]

كما ورد أن أمَ سنانٍ الأسلميةَ كانت مع أم سلمة في الغزوة، فقد رُوي أن أم سنان أتت النبي عندما أراد التوجّه إلى خيبر وقالت له: «يَارَسُولَ اللَّهِ أَخْرُجُ مَعَكَ فِي وَجْهِكَ هَذَا أَخْرُزُ السِّقَاءَ وَأُدَاوِي الْمَرِيضَ وَالْجَرِيحَ إِنْ كَانَتْ جِرَاحٌ وَلا تَكُونُ[هامش 9] وَأَبْصُرُ الرَّحْلَ»، فقال لها النبي: «اخْرُجِي عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَإِنَّ لَكِ صَوَاحِبَ قَدْ كَلَّمْنَنِي وَأَذِنْتُ لَهُنَّ مِنْ قَوْمَكِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ فَإِنْ شِئْتِ فَمَعَ قَوْمِكِ وَإِنْ شِئْتِ فَمَعَنَا»، فقالت: «مَعَكَ»، قَالَ: «فَكُونِي مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَتِي». قَالَتْ: «فَكُنْتُ مَعَهَا».[68][69]

فتح مكة

كانت أم سلمة مع رسول الله يوم فتح مكة، وروي أنّ أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وأخاها عبد الله بن أبي أمية لقيا النبي بنِيقِ العُقَاب فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول، فمنعهما، فَكَلَّمته أُم سلمة فيهما؛ فقالت: «يارسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك»، قال: « لَا حَاجَةَ لِي بِهِمَا، أَمَا ابْنُ عَمِّي فَهَتَكَ عِرْضِي، وَأَمَّا ابْنُ عَمَّتِي وَصِهْرِي فَهُوَ الّذي قَالَ لي بِمَكَّةَ مَا قَالَ»، ثم أَذن لهما فدخلا عليه، فأَسلما وحسن إِسلامهما.[70][71] وذكر أيضًا أنّ أبا رافع ضَرَبَ للنبي قُبّةً بِالْحَجُونِ مِنْ أَدَمٍ، فَأَقْبَلَ النبي حَتّى انْتَهَى إلى القبّة، ومعه أم سلمة وميمونة.[72][73]

غزوة الطائف

لما خرج النبي إلى غزوة الطائف كانت معه من أمهات المؤمنين اثنتان، إحداهما أم سلمة، وذكر الواقدي أنّ الأخرى زينب بنت جحش، فضُرب لهما قبتين، وصلى النبي بين القبتين.[74][75] وروى البخاري وغيره أن النبي دخل على أم سلمة، وعندها أخوها عبد الله بن أبي أمية، ورجلٌ مخنث، فسمع المخنث يقول: «ياعَبْدَ اللَّهِ، أرَأَيْتَ إنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، فَعَلَيْكَ بابْنَةِ غَيْلَانَ؛ فإنَّهَا تُقْبِلُ بأَرْبَعٍ، وتُدْبِرُ بثَمَانٍ»، فنهى رسول الله بقوله: «لايَدْخُلَنَّ هَؤُلَاءِ عَلَيْكُنَّ»، وفي رِوايةٍ: وهو محاصر الطائف يومئذٍ.[76][77]

ويقول العالم الشيعي جعفر مرتضى العاملي حول هذه الرواية: «وبعد، فإن كان لهذه القضية أصل، فهو: أن هذا المخنث ربما يكون قد دخل مع عبد الله بن أبي أمية إلى بيت أم سلمة، وبقيت هي في خدرها، دون أن يراها أو تراه، حيث بقي مع أخيها في خارجه، فسمعته يقول لأخيها ذلك القول، وسمعه النبي «صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله»، فمنعه من الدخول مطلقًا .. ولم يكن هناك شيء أكثر من ذلك، ولا صحة لما تدعيه الروايات: من أن ذلك المخنث كان يدخل على أزواج النبي «صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله»، وأنهم كانوا يعدونه من غير أولي الإربة وما إلى ذلك من ترهات وأباطيل ..».[78]

غزوة تبوك

روى الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن موسى بن سعيد، عن عرباض بن سارية قال: «كنت ألزم باب رسول الله في الحضر والسفر، فرأيتنا ليلة ونحن بتبوك وذهبنا لحاجةٍ، فرجعنا إلى منزل رسول الله وقد تعشى ومن عنده من أضيافه، ورسول الله يريد أن يدخل في قبته ومعه زوجته أم سلمة بنت أبي أمية....».[هامش 10][79][80]

في حجة الوداع

حج النبي بجميع نسائه في حجة الوداع، وقد جاء عن جمرة بنت قحافة أنها قالت: «كُنْتُ مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: "يَاأُمَّتَاهُ هَلْ بَلَّغْتُكُمْ؟". فَقَالَ بُنَيٌّ [أي ابنٌ صغير] لَهَا: يَاأُمَّهُ مَا لَهُ يَدْعُو أُمَّهُ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ [أي جمرة]: إِنَّمَا يَعْنِي أُمَّتَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: "أَلَا إِنَّ أَعْرَاضَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا».[هامش 11][81][82]

وفاة النبي

كان لأم سلمة دور بارز خلال مرض النبي، وتذكر مصادر أهل السنة والجماعة أن النبي لما مرض مرضه الأخير، كانت رغبته أن يُمرّض في بيت عائشة، فأذنت له زوجاته،[83] وفي الموطأ أن أم سلمة كانت تقول: «مَا صَدَّقْتُ بِمَوْتِ النَّبِيِّ حَتَّى سَمِعْتُ وَقْعَ الْكَرَازِينِ»،[84] كما روي عن أم سلمة قالت: «وَضَعْتُ يَدِي عَلَى صَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ مات فمرت لي جُمَعٌ آكُلُ وَأَتَوَضَّأُ وَمَايَذْهَبُ رِيحُ الْمِسْكِ مِنْ يَدِي».[85][86][87]

جاء في «مسند أبي يعلى الموصلي» عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لَأَقْرَبُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ قُبِضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ غَدَاةً بَعْدَ غَدَاةٍ يَقُولُ: «جَاءَ عَلِيٌّ؟» مِرَارًا. قَالَتْ: وَأَظُنُّهُ كَانَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ، قَالَت: فَجَاءَ بَعْدُ، فَظَنَنَّا أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً، فَخَرَجْنَا مِنَ الْبَيْتِ، فَقَعَدْنَا عِنْدَ الْبَابِ، فَكُنْتُ مِنْ أَدْنَاهُمْ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَجَعَلَ يُسَارُّهُ وَيُنَاجِيهِ، ثُمَّ قُبِضَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ»،[88] والحديث رواه أحمد وابن أبي شيبة والحاكم النيسابوري وغيرهم، وصحح البعض هذا الحديث وحسنه آخرون، وذهب البعض إلى أن الحديث ضعيف، وضعفه الألباني.[89][90]

وورد في مصادر الشيعة، مثل كتاب «الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد» للشيخ المفيد وغيره رواية وفيها: «... فلمّا كان من الغَد حُجِب الناسُ عنه وثَقلَ في مرضه، وكان أميرُ المؤمنين لا يُفارِقه إلاّ لضرورةٍ، فقام في بعض شؤونه، فأفاق عليه السلام إفاقةً فافتقد عليًا عليه السلام فقال -وأزواجُه حولَه-: «اُدعوا لي أخي وصاحبي» وعاوده الضعفُ فأُصْمِتَ، فقالت عائشة: اُدعوا له أبا بكرٍ، فدُعِيَ فدَخَلَ عليه فقَعَدَ عند رأسه، فلمّا فَتَح عينهَ نظَرَ إليه وأعْرَض عنه بوجَهه، فقام أبو بكرٍ وقال: لو كان له إليَ حاجةٌ لأفْضى بها إلي. فلمّا خرج أعادَ رسول اللّه صلى الله عليه وآله القولَ ثانيةً وقال: «اُدعوا لي أخي وصاحبي» فقالت حَفْصَة: اُدعوا له عُمر، فدُعِي فلما حَضَر رآه النبي عليه السلام فأعْرضَ عنه فانصرف. ثمّ قال: «اُدعوا لي أخي وصاحبي» فقالت أُمُّ سلمة رضي الله عنها: اُدعوا له عليًا فإنّه لا يُريد غيرهَ، فدُعِيَ أميرُ المؤمنين ...»،[91] كما يُذكر أن النبي دخل على أم سلمة في آخر حياته، فرأته على غير حاله، فقد جاء في كتاب «الأمالي» للشيخ الصدوق وغيره في إحدى الرويات ما نصه «... ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل بيت أم سلمة، وهو يقول: رب سلم أمة محمد من النار، ويسر عليهم الحساب. فقالت أم سلمة: يارسول الله، ما لي أراك مغمومًا متغيّرَ اللون! فقال: نُعيت إليَّ نفسي هذه الساعة، فسلام لك مني في الدنيا، فلاتسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا. فقالت أم سلمة: واحزناه حزنًا لاتدركه الندامة عليك يامحمداه. ثم قال (صلى الله عليه وآله): ادعي لي حبيبة قلبي، وقرة عيني فاطمة تجئ. فجاءت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء ياأبتاه ...».[92][93]

حياتها بعد وفاة النبي

لم تشارك أم سلمة في المعارك التي وقعت بعد وفاة النبي، وذلك امتثالًا لأمره، وقد بقيت وعاشت في المدينة المنورة.[هامش 12][94]

في عهد الخلفاء الراشدين

تذكر بعض مصادر الشيعة أن أم سلمة دافعت عن علي بن أبي طالب في قضية الخلافة،[95] كما تذكر مصادر الشيعة أيضًا أنها دافعت عن فاطمة الزهراء في قضية فدك.[96] وكتبت أم سلمة لعثمان بن عفان تنصحه بعد اضطراب الأمور في عهده.[8][97]

وبعد مقتل عثمان بن عفان والفتنة التي وقعت بين المسلمين، كتبت أم سلمة إلى عائشة بنت أبي بكر حين همّت بالخروج إلى البصرة تنصحها بعدم الخروج، فشكرتها عائشة، وأوضحت لها بأن نيتها الإصلاح بين فئتين متناحرتين.[8][98] وأرسلت أم سلمة ابنها عمر بن أبي سلمة إلى علي بن أبي طالب لما سار إلى البصرة، فقد روى أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في «المستدرك على الصحيحين» عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: «لَمَّا سَارَ عَلِيٌّ إِلَى الْبَصْرَةِ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ يُوَدِّعُهَا فَقَالَتْ: "سِرْ فِي حِفْظِ اللَّهِ وَفِي كَنَفِهِ: فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لِعَلَى الْحَقِّ: وَالْحَقُّ مَعَكَ: وَلَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَعْصي اللَّهَ وَرَسُولَهُ: فَإِنَّهُ أَمَرَنَا أَنْ نَقَرَّ فِي بُيُوتِنَا لَسِرْتُ مَعَكَ: وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَأُرْسِلَنَّ مَعَكَ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ عِنْدِي وَأَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي ابْنِي عُمَرَ».[99]

كما كتبت إلى معاوية بن أبي سفيان تذكر له فضل علي.[8][98] وكانت أم سلمة حريصة على وحدة صف المسلمين، فحين قدم بُسر بن أرطاة إلى المدينة في خلافة معاوية، ورفض جابر بن عبد الله الأنصاري أن يُبايع، أتى أم سلمة، فقالت له: «أَرَى أَنْ تُبَايِعَ فَإِنِّي قَدْ أَمَرْتُ ابْنِي عُمَرَ وَخَتَنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَمْعَةَ -وَهُوَ زَوْجُ ابْنَتِهَا زَيْنَبَ- أَنْ يُبَايِعَا»، فأتاه جابر فبايعه.[8][100]

موقفها من خروج الحسين

تخطيط لاسم الحسين، يعلوه «ع» اختصارًا لعبارة عليه السلام.

تذكر بعض مصادر الشيعة أنّ الحسين بن علي لمّا عزم على الخروج من المدينة أتته أمُّ سلمة فقالت له: «يابنيَّ لاتُحزنِّي بخروجك إلى العراق، فإنّي سمعت جدَّك يقول: يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلاء»، فقال لها: «يااُمّاه ! وأنا والله أعلم ذلك، وإني مقتول لا محالة، وليس لي من هذا بدُّ، وإنّي والله لأَعرف اليوم الّذي أُقتل فيه، وأعرف من يقتلني، وأعرف البقعة الّتي أُدفن فيها، وإنّي أعرف من يُقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي، وإن أردت ياأُمّاه أريك حفرتي ومضجعي».

ثم أشار إلى جهة كربلاء فانخفضت الأرض حتى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره، وموقفه ومشهده، فعند ذلك بكت أم سلمة بكاءً شديدًا، وسلّمت أمره إلى الله، فقال لها: «يااُمّاه! قد شاء الله عزَّ وجلَّ أن يراني مقتولًا مذبوحًا ظلمًا وعدوانًا، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشرَّدين وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيّدين، وهم يستغيثون فلايجدون ناصرًا ولا معينًا»، وفي رواية أخرى: قالت أم سلمة: «وعندي تربة دفعها إليّ جدك في قارورة» فقال: «والله! إني مقتول كذلك، وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضًا»، ثم أخذ تربة فجعلها في قارورة وأعطاها إياها، وقال: «اجعليها مع قارورة جدي، فإذا فاضتا دمًا فاعلمي أني قد قتلت».[101][102][103] وجاء في بعض الأخبار أن للحسين بنت تُسمى «فاطمة»، وكانت حين خروجه إلى المدينة مريضةً، فجعلها عند أم سلمة.[104][105]

مقتل الحسين وبكاء أم سلمة عليه

قُتل الحسين بن علي في يوم عاشوراء سنة 61 هـ، ولما بلَغها مقتله وجمت لذلكَ، وغشِي عليها، وَحزِنت عليه كثيرًا،[106] روى الترمذي عن أبي سعيد الأشج عن أبي خالد الأحمر عن رزين عن سلمى قالت: «دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَارَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنفًا»»، وعن شهر بن حوشب قال: «إِنَّا لَعِنْدَ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ فَسَمِعْنَا صَارِخَةً فَأَقْبَلَتْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ. فَقَالَتْ: قَدْ فَعَلُوهَا، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ- أَوْ بُيُوتَهُمْ- عَلَيْهِمْ نَارًا، وَوَقَعَتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا، وَقُمْنَا».[107][108][109]

كما جاء في مصادر الشيعة أيضًا أن أم سلمة بكت وأقامت العزاء على الحسين، فقد جاء في كتاب «الأمالي» للشيخ الطوسي عَنْ عبد الله بن عباس: «بَيْنَا أَنَا رَاقِدٌ فِي مَنْزِلِي إِذْ سَمِعْتُ صُرَاخًا عَظِيمًا عَالِيًا مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، فَخَرَجْتُ يَتَوَجَّهُ بِي قَائِدِي إِلَى مَنْزِلِهَا، وَأَقْبَلَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِلَيْهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهَا قُلْتُ: يَاأُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا بَالُكِ تْصُرِخِينَ وَ تَغُوثِينَ فَلَمْ تُجِبْنِي، وَأَقْبَلَتْ عَلَى النِّسْوَةِ الْهَاشِمِيَّاتِ وَقَالَتْ: يَابَنَاتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسْعِدْنَنِي وَابْكِينَ مَعِي، فَقَدْ وَاللَّهِ قُتِلَ سَيِّدُكُنَّ وَسَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَدْ وَاللَّهِ قُتِلَ سِبْطُ رَسُولِ اللَّهِ وَرَيْحَانَتُهُ الْحُسَيْنُ. فَقِيلَ: يَاأُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَمِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ ذَلِكِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فِي الْمَنَامِ السَّاعَةَ شَعِثًا مَذْعُورًا، فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَأْنِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: قُتِلَ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ الْيَوْمَ فَدَفَنْتُهُمْ، وَالسَّاعَةَ فَرَغْتُ مِنْ دَفْنِهِمْ. قَالَتْ: فَقُمْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْبَيْتَ وَأَنَا لَاأَكَادُ أَنْ أَعْقِلَ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا بِتُرْبَةِ الْحُسَيْنِ الَّتِي أَتَى بِهَا جَبْرَئِيلُ مِنْ كَرْبَلَاءَ، فَقَالَ: إِذَا صَارَتْ هَذِهِ التُّرْبَةُ دَمًا فَقَدْ قُتِلَ ابْنُكَ، وَأَعْطَانِيهَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، فَقَالَ: اجْعَلِي هَذِهِ التُّرْبَةَ فِي زُجَاجَةٍ -أَوْ قَالَ: فِي قَارُورَةٍ- وَلْتَكُنْ عِنْدَكَ، فَإِذَا صَارَتْ دَمًا عَبِيطًا فَقَدْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ، فَرَأَيْتُ الْقَارُورَةَ الْآنَ وَقَدْ صَارَتْ دَمًا عَبِيطًا تَفُورُ. قَالَ: وَأَخَذَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ فَلَطَخَتْ بِهِ وَجْهَهَا، وَجَعَلَتْ ذَلِكَ الْيَوْمَ مَأْتَمًا وَمَنَاحَةً عَلَى الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، فَجَاءَتِ الرُّكْبَانُ بِخَبَرِهِ، وَأَنَّهُ قَدْ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ».[110][111]

روايتها للحديث النبوي

لجأ الكثيرون إليها لسماع الحديث والتفقه في الدين لعلمها بأحكام الشريعة، فقد سمعت أم سلمة من النبي وابنته فاطمة، كما روت عن زوجها الأول أبي سلمة.[112] وروى عنها خلق كثير منهم أم المؤمنين عائشة وأبو سعيد الخدري وابنها عمر بن أبي سلمة وأنس بن مالك وبريدة بن الحصيب الأسلمي وسليمان بن بريدة وأبو رافع وابن عباس وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وشقيق بن سلمة وعبد الله بن أبي مليكة والشعبي والأسود بن يزيد ومجاهد وعطاء بن أبي رباح وشهر بن حوشب ونافع بن جبير بن مطعم وضبة بن محصن وابنتها زينب وهند بنت الحارث وصفية بنت شيبة وصفية بنت أبي عبيد وأم ولدِ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وعمرة بنت عبد الرحمن وأم محمد بن قيس وعمرة بنت أفعى وجسرة بنت دجاجة وأم مساور الحميري وأم موسى (سرية علي بن أبي طالب) وأم مبشر.[9] وتُعد أم سلمة ثاني أكثر النساء روايةً للحديث بعد أم المؤمنين عائشة، فقد روت 378 حديثًا وفقًا لبقي بن مخلد منها ثلاثة عشر حديثًا متفقًا عليه، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر، كما أورد لها الذهبي في مسنده 380 حديثًا، ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف 158 حديثًا، كانت معظم مرويات أم سلمة في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج وفي أحكام الجنائز والآداب والسلوكيات. كما روت في المغازي والمظالم والفتن.[8][10]

وفاتها

مقبرة البقيع حيث دفنت أم سلمة.

اختُلف في تاريخ وفاة أم سلمة، فقيل توفيت في ذي القعدة، وقيل في شهر رمضان، وقيل في ربيع الأول، وقيل في شوال سنة 57 هـ، وقيل 58 هـ، وقيل 59 هـ، وقيل 60 هـ، وقيل 61 هـ، وقيل 62 هـ، وقيل 63 هـ، وقيل 64 هـ، وذكر الدميري أنها توفيت يوم عاشوراء سنة 61 هـ، وقال ابن حزم إنها توفيت في آخر سنة 61 هـ بعدما جاءها نعي الحسين بن علي، كما قال علي النمازي: «سنة 62 - 63 في يوم عاشوراء ماتت أم سلمة على قول»، وجاء في قول آخر أنها توفيت في أول ولاية يزيد بن معاوية، وكانت ولايته لثمانٍ بقين من رجب سنة 60 هـ في اليوم الذي مات فيه معاوية، وروى الطبراني عن الهيثم بن عدي أن أم سلمة توفيت في زمن يزيد بن معاوية سنة 62 هـ.[هامش 13][11] وكانت آخر من توفي من أمهات المؤمنين.[11]

صلى عليها أبو هريرة، وقيل إن هذا لم يثبت لأنه توفي قبلها.[11] ويقال صلى عليها سعيد بن زيد، وقيل وهذا لم يثبت لأنه توفي قبلها أيضًا، وجاء في بعض المصادر أنها مرضت وأوصت أن يصلي عليها سعيد ولكنها عوفيت، ومات سعيد قبلها.[11][هامش 14] وقيل: صلى عليها ابن أختها عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية، ويُقال إن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان هو الذي صلى عليها، ونزل فِي قبرها سلمة، وعمر ابناها، وعبد اللَّهِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أمية وهو ابن أختها، ودفنت في البقيع.[هامش 15][11]

ذكر ابن شبة عن محمد بن يحيى قال: «سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ قَبْرَ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها بِالْبَقِيعِ، حَيْثُ دُفِنَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَرِيبًا مِنْ مَوْضِعِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَأَنَّهُ كَانَ حَفَرَ فَوَجَدَ عَلَى ثَمَانِي أَذْرُعٍ حَجَرًا مَكْسُورًا مَكْتُوبًا فِي بَعْضِهِ: أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ ، فَبِذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ قَبْرُهَا. وَقَدْ أَمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ أَهْلَهُ أَنْ يَدْفِنُوهُ فِي ذَلِكَ الْقَبْرِ بِعَيْنِهِ، وَأَنْ يُحْفَرَ لَهُ عُمْقًا ثَمَانِيَ أَذْرُعٍ، فَحُفِرَ كَذَلِكَ وَدُفِنَ فِيهِ»،[113] كما يُنسب إليها قبر في مقبرة الباب الصغير بدمشق.[114]

مناقبها ومكانتها

نزول القرآن فيها

كانت أم سلمة سببًا في نزول بعض آيات القرآن، فقد ذكر مجاهد بن جبر أنها قالت يومًا: «يارسول الله، تغزو الرجال ولانغزو، وإنما لنا نصف الميراث.» فنزل الوحي بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ۝٣٢ [النساء:32] وبقوله: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ۝٣٥ [الأحزاب:35].[8][115][116]

كما روى عمرو بن دينار عن سلمة -وهو رجل من آل أمِّ سلمة- عن أم سلمة أنها قالت: «يَارَسُولَ اللَّهِ لَانَسْمَعُ اللَّهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الهجرة بشيء؟» فنزل الوحي بقوله: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ۝١٩٥ [آل عمران:195].[8][117]

عند أهل السنة والجماعة

لأم سلمة مكانة عالية لدى كلٍ من أهل السنة والجماعة والشيعة، فقد روى مسلم بن الحجاج في «صحيحه» أن من فضائل أم سلمة: «حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْقَيْسِيُّ، كِلَاهُمَا عَنِ الْمُعْتَمِرِ، قَالَ: ابْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: لَا تَكُونَنَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ، أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ وَلَا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا، فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ، وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ. قَالَ: وَأُنْبِئْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام، أَتَى نَبِيَّ اللهِ ، وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَ: فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ لِأُمِّ سَلَمَةَ: «مَنْ هَذَا؟» أَوْ كَمَا قَالَ: قَالَتْ: هَذَا دِحْيَةُ، قَالَ: فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ايْمُ اللهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ، حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللهِ - يُخْبِرُ خَبَرَنَا أَوْ كَمَا قَالَ: قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ».[118][119] قال ابن القيم: «وَمن خصائصها أَن جِبْرِيل دخل على النَّبِي وَهِي عِنْده فرأته فِي صُورَة دحْيَة الْكَلْبِيّ».[120][121]

كما ورد في «سنن الترمذي» عَنْ عمر بن أبي سلمة قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَعَا فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ، وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا». قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَأَنَا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: «أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ»».[122]

عند الشيعة

يرى الشيعة أن أم سلمة هي أفضل زوجات النبي بعد خديجة بنت خويلد، وأنها كانت مخلصةً لعلي بن أبي طالب.[123] وجاء في رواية عن الإمام جعفر الصادق: «وأفضلهنّ خديجة بنت خويلد، ثمّ أمّ سلمة، ثمّ ميمونة بنت الحارث».[124] وقال علي النمازي الشاهرودي: «وهي أفضل أزواجه بعد خديجة الكبرى، فاضلة عارفة جليلة، كثيرة الرواية، عظيمة القدر».[125]

أولادها

تربى أولاد أم سلمة في بيت النبي، وهم:

طالع أيضًا

الهوامش

  1. روى ابن هشام في «سيرته» عن أم سلمة أنّها قالت: «لَمَّا أَجْمَعَ أَبُو سَلَمَةَ الْخُرُوجَ إلَى الْمَدِينَةِ رَحَلَ لِي بَعِيرَهُ ثُمَّ حَمَلَنِي عَلَيْهِ، وَحَمَلَ مَعِي ابْنِي سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ فِي حِجْرِي، ثُمَّ خَرَجَ بِي يَقُودُ بِي بَعِيرَهُ، فَلَمَّا رَأَتْهُ رِجَالُ بَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ قَامُوا إلَيْهِ، فَقَالُوا هَذِهِ نَفْسُكَ غَلَبْتنَا عَلَيْهَا، أَرَأَيْتَ صَاحِبَتَكَ هَذِهِ؟ عَلَامَ نَتْرُكُكَ تَسِيرُ بِهَا فِي الْبِلَادِ؟ قَالَتْ: فَنَزَعُوا خِطَامَ الْبَعِيرِ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذُونِي مِنْهُ. قَالَتْ: وَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ، رَهْطُ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالُوا: لَا وَاَللَّهِ، لَا نَتْرُكُ ابْنَنَا عِنْدَهَا إذْ نَزَعْتُمُوهَا مِنْ صَاحِبِنَا. قَالَتْ: فَتَجَاذَبُوا بُنَيَّ سَلِمَةَ بَيْنَهُمْ حَتَّى خَلَعُوا يَدَهُ، وَانْطَلَقَ بِهِ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ، وَحَبَسَنِي بَنُو الْمُغِيرَةِ عِنْدَهُمْ، وَانْطَلَقَ زَوْجِي أَبُو سَلَمَةَ إلَى الْمَدِينَةِ. قَالَتْ: فَفُرَِقَ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي وَبَيْنَ ابْنِي. قَالَتْ: فَكُنْتُ أَخْرُجُ كُلَّ غَدَاةٍ فَأَجْلِسُ بِالْأَبْطُحِ، فَمَا أَزَالُ أَبْكِي، حَتَّى أَمْسَى سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا حَتَّى مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمِّي، أَحَدُ بَنِي الْمُغِيرَةِ، فَرَأَى مَا بِي فَرَحِمَنِي فَقَالَ لِبَنِي الْمُغِيرَةِ: أَلَا تُخْرِجُونَ هَذِهِ الْمِسْكِينَةَ، فَرَّقْتُمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا وَبَيْنَ وَلَدِهَا! قَالَتْ: فَقَالُوا لِي: الْحَقِي بِزَوْجِكَ إنْ شِئْتِ. قَالَتْ: وَرَدَّ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ إلَيَّ عِنْدَ ذَلِكَ ابْنِي. قَالَتْ: فَارْتَحَلْتُ بَعِيرِي ثُمَّ أَخَذْتُ ابْنِي فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِي، ثُمَّ خَرَجْتُ أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ. قَالَتْ: وَمَا مَعِي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَتَبَلَّغُ بِمَنْ لَقِيتُ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَيَّ زَوْجِي، حَتَّى إذَا كُنْتُ بِالتَّنْعِيمِ لَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَخَا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، فَقَالَ لِي: إلَى أَيْنَ يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: أَوَمَا مَعَكَ أَحَدٌ؟! قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَا وَاَللَّهِ، إلَّا اللَّهُ وَبُنَيَّ هَذَا. قَالَ: وَاَللَّهِ مَا لَكَ مِنْ مَتْرَكٍ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْبَعِيرِ، فَانْطَلَقَ مَعِي يهوى بى، فو الله مَا صَحِبْتُ رَجُلًا مِنْ الْعَرَبِ قَطُّ أَرَى أَنَّهُ كَانَ أَكْرَمَ مِنْهُ، كَانَ إذَا بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَنَاخَ بِي، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي، حَتَّى إذَا نَزَلْتُ اسْتَأْخَرَ بِبَعِيرِي، فَحَطَّ عَنْهُ، ثُمَّ قَيَّدَهُ فِي الشَّجَرَةِ، ثُمَّ تَنَحَّى عَنِّي إلَى شَجَرَةٍ، فَاضْطَجَعَ تَحْتَهَا، فَإِذَا دَنَا الرَّوَاحُ، قَامَ إلَى بَعِيرِي فَقَدَّمَهُ فَرَحَلَهُ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي، وَقَالَ: ارْكَبِي. فَإِذَا رَكِبْتُ وَاسْتَوَيْتُ عَلَى بَعِيرِي أَتَى فَأَخَذَ بِخِطَامِهِ، فَقَادَهُ، حَتَّى يَنْزِلَ بِي. فَلَمْ يَزَلْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِي حَتَّى أَقْدَمَنِي الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا نَظَرَ إلَى قَرْيَةِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بقُباءٍ، قَالَ: زَوْجُكَ فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ- وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ بِهَا نَازِلًا- فَادْخُلِيهَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إلَى مَكَّةَ. قَالَ: فَكَانَتْ تَقُولُ: وَاَللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَهْلَ بَيْتٍ فِي الْإِسْلَامِ أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَ آلَ أَبِي سَلَمَةَ، وَمَا رَأَيْتُ صَاحِبًا قَطُّ كَانَ أَكْرَمَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ». (المصدر: عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 469-470. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة))
  2. الأيِّم: المرأة التي فقدت زوجها. (المصدر: عبد الرحمن رأفت الباشا (1417 هـ - 1996 م). صور من حياة الصحابيات (ط. الأولى). دار الأدب الإسلامي. ص. 121. مؤرشف من الأصل في 2021-09-21. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة))
  3. عن أنس: «أَنَّ النَّبِيَّ -- تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ عَلَى مَتَاعٍ قِيمَتُهُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ»، قال الهيثمي: «رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ [أي في سنده] الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ». (المصدر: الهيثمي 1994، صفحة 282، الجزء 4)
  4. روى الطبراني عن أنس أنه قال: «أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ -- عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ»، قال الهيثمي: «قُلْتُ: لَهُ فِي الصَّحيحِ الْوَلِيمَةُ عَلَى صَفِيَّةَ، وَهَذَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ». (المصدر: الهيثمي 1994، صفحة 50، الجزء 4)
  5. الحديث ضعفه محمد ناصر الدين الألباني في «ضعيف سنن ابن ماجه». (المصدر: "حول الروايات الواردة في جهاز فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم". الإسلام سؤال وجواب. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04.)
  6. قال الهيثمي بعد عرض الحديث: «رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى». (المصدر: الهيثمي 1994، صفحة 133، الجزء 6)
  7. روى الطبراني عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - - إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ أَثْلَاثًا، فَمَنْ أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ خَرَجَ بِهِنَّ مَعَهُ، فَكُنَّ يَخْرُجْنَ يَسْقِينَ الْمَاءَ، وَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى، فَلَمَّا غَزَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ أَقْرَعَ بَيْنَهُنَّ، فَأَصَابَتِ الْقَرْعَةُ عَائِشَةَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، فَخَرَجَ بِهِمَا مَعَهُ، فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ مَالَ رَحْلُ أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَبْرَكُوا بَعِيرَهَا لِيُصْلِحُوا رَحْلَهَا. وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُرِيدُ قَضَاءَ حَاجَةٍ، فَلَمَّا أَبْرَكُوا إِبِلَهُمْ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِلَى مَا يُصْلِحُوا رَحْلَ أُمِّ سَلَمَةَ أَقْضِي حَاجَتِي....». قال الهيثمي في «مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» بعد عرض الحديث: «رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، وَهُوَ كَذَّابٌ». (المصدر: الهيثمي 1994، صفحة 237-240، الجزء 9)
  8. قال الهيثمي: «رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ». (المصدر: الهيثمي 1994، صفحة 152، الجزء 6)
  9. أي لعلها لاتكون؛ النفي من باب الدعاء.
  10. جاء في موقع إسلام ويب حول الحديث: «وإسناده واه جدا؛ الواقدي متروك مع سعة علمه. وابن أبي سبرة هو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم العامري: رموه بالوضع، كما في التقريب». (المصدر: "قصة التمرات السبع وقصة الثلاثين صاعا من شعير - إسلام ويب - مركز الفتوى". إسلام ويب. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04.)
  11. قال الهيثمي بعد عرض الحديث: «رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَازِبٍ، وَلَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ». (المصدر: الهيثمي 1994، صفحة 273، الجزء 3)
  12. تقول حصة بنت عبد الكريم الزايد في كتابها «سيرة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها»: «وبعد أن تحدثنا عن جهاد أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في حياة رسول الله ، فإن هذا يقودنا إلى تساؤل: هل شاركت أم سلمة رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله في الجهاد؟. ونتيجة لتتبعي في كتب السيرة عن هذا الموضوع وجدت أن أم سلمة رضي الله عنها لم تشارك في القتال، وأنها عاشت وبقيت في المدينة، واكتفت بتعليم الناس أمور دينهم. وأعتقد -والله أعلم بالصواب- أنها لم تشارك في المعارك وذلك امتثالا لأمر الرسول الكريم في الحديث الذي روته أم سلمة عن رسول الله في حجة الوداع: «إنما هي هذه الحجة، ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت»». (المصدر: حصة بنت عبد الكريم 2001، صفحة 148)
  13. روى الطبراني عن الهيثم بن عدي قال: «أَوَّلُ مَنْ هَلَكَ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - - زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، هَلَكَتْ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، وَآخِرُ مَنْ هَلَكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ». قال الهيثمي: «رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ». (المصدر: الهيثمي 1994، صفحة 245-246، الجزء 9)
  14. قال ابن حجر العسقلاني: «وكذلك ما حكى ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: أنَّ أم سلمة أوصت أن يصلِّي عليها سعيد بن زيد، فإن سعيدًا مات سنة خمسين، أو سنة إحدى، أو اثنتين، فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك، وليس كذلك اتفاقًا، ويمكن تأويله بأنها مرضت فأوصتْ بذلك، ثم عوفيت». (المصدر: الإصابة لابن حجر العسقلاني، ج8، ص407)
  15. قال البلاذري في «أنساب الأشراف»: «وتوفيت أم سلمة فِي شوال سنة تسع وخمسين، ودفنت بالبقيع. ونزل فِي قبرها سلمة، وعمر ابناها، وعبد اللَّهِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أمية وهو ابن أختها. ويقال إن أم سلمة توفيت فِي شهر رمضان سنة تسع وخمسين، وَكَانَ الوالي بالمدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان. فخرج فصلى العصر ثُمَّ صلى عليها، وَفِي الناس ابن عمر وَأَبُو سعيد الخدري. ويقال إن أم سلمة أوصت أن لايصلي عليها الوليد بن عتبة، فركب فِي حاجة لَهُ استحياء من الناس، وصلى عليها أَبُو هريرة. وقد قيل إنها توفيت سنة إحدى وستين يوم عاشوراء. ويقال إن الوليد كَانَ غائبًا، وقد استخلف أبا هريرة، فصلى عليها أَبُو هريرة وكبر أربعا». (المصدر: البلاذري 1978، صفحة 432، الجزء 1)

المراجع

فهرس المراجع
  1. الخراط (1995)، ص. 25-27.
  2. عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 334-338. مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  3. الخراط (1995)، ص. 28-30.
  4. راغب السرجاني (04:00-2015/10/13). "تأملات في هجرة أبي سلمة". مؤرشف من الأصل في 2021-09-01. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  5. أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني؛ تحقيقُ: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون؛ إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي (1421 هـ - 2001 م). مسند أحمد (ط. الأولى). مؤسسة الرسالة. ج. الجُزء الرابع والأربعون. ص. 269. مؤرشف من الأصل في 25 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  6. الذهبي (1985). ج. 2، ص. 204.
  7. ابن حجر (1415 هـ). ج. 8، ص. 406.
  8. "أم سلمة". قصة الإسلام. 12:00-2006/05/01. مؤرشف من الأصل في 2021-09-01. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  9. الخراط (1995)، ص. 50، 52-53.
  10. الخراط (1995)، ص. 55-58.
  11. أبو الفرج بن الجوزي (2012). صفة الصَّفوة. تحقيق: خالد مصطفى طرطوسي. بيروت: دار الكتاب العربي. ص. 296. ISBN:9953-27-287-5. QID:Q120520014.
  12. البغدادي (1990). ج. 8، ص. 69.
  13. الدّكتور محمد حالي (2012). الزيجات والولادات عند عينة من الصحابة المهاجرين البدريين. دار الكتب العلمية. ص. 193. ISBN:978-2-7451-7255-6. مؤرشف من الأصل في 2021-08-31.
  14. ابن شهر آشوب؛ تحقيقُ وفهرسة: د. يوسف البقاعي (1991م - 1412 هـ). مناقب آل أبي طالب (ط. الثانية). بيروت: دار الأضواء. ج. الجُزء الأول. ص. 207. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) و|archive-date= requires |archive-url= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: url-status (link)
  15. حسين بن محمد بن الحسن الدِّيار بَكْري. تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس. بيروت: دار صادر. ص. 170. مؤرشف من الأصل في 2021-08-23.
  16. جادر، مساعد سالم العبد (2004). معالي الرتب لمن جمع بين شرفي الصحبة والنسب. دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع. ص. 157. مؤرشف من الأصل في 2021-05-22.
  17. أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي؛ تحقيقُ: محمد عبد الحميد النميسي (1420 هـ - 1999 م). إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء السادس. ص. 251-252-253. مؤرشف من الأصل في 2021-08-23. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  18. الخراط (1995)، ص. 15-16.
  19. الذهبي (1985). ج. 2، ص. 201-202.
  20. "أم المؤمنين هند بنت أبي أمية «أم سلمة»". موقع البيان. 27 يوليو 2007. مؤرشف من الأصل في 2021-08-31.
  21. ابن عبد البر (1992). ج. 4، ص. 1920.
  22. ابن حجر (1415 هـ). ج. 8، ص. 342.
  23. ابن حجر (1415 هـ). ج. 8، ص. 404.
  24. الزركلي، خير الدين (أيار / مايو 2002 م). الأعلام (ط. الخامسة عشر). دار العلم للملايين. ج. الجُزء الثامن. ص. 97-98. مؤرشف من الأصل في 2021-09-05. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  25. الخراط (1995)، ص. 14.
  26. البداية والنهاية جـ3، باب:هجرة أصحاب رسول الله من مكة إلى أرض الحبشة ـ على ويكي مصدر
  27. عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 364. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  28. محمد أحمد برانق. أم المساكين وأم سلمة (ط. الرابعة). دار المعارف. ص. 9.
  29. الخراط (1995)، ص. 22-21.
  30. ابن عبد البر (1992). ج. 4، ص. 1939.
  31. الذهبي (1985). ج. 1، ص. 150-153.
  32. ابن حجر (1415 هـ). ج. 4، ص. 133.
  33. عبد الرحمن رأفت الباشا (1417 هـ - 1996 م). صور من حياة الصحابيات (ط. الأولى). دار الأدب الإسلامي. ص. 121. مؤرشف من الأصل في 21 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  34. محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (1387 هـ). تاريخ الطبري (ط. الثانية). بيروت: دار التراث. ج. الجُزء الحادي عشر. ص. 604. مؤرشف من الأصل في 3 فبراير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  35. أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع؛ تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا (1411 - 1990). المستدرك على الصحيحين (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الرابع. ص. 20. مؤرشف من الأصل في 2021-06-24. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  36. الدمشقي (1986). ج. 8، ص. 214.
  37. يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج، جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي؛ المحقق: د. بشار عواد معروف (1400 - 1980). تهذيب الكمال في أسماء الرجال (ط. الأولى). بيروت: مؤسسة الرسالة. ج. الجُزء الخامس والثلاثون. ص. 317. مؤرشف من الأصل في 2021-08-27. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  38. القطيفي (2002). ص. 74-77.
  39. أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (1326هـ). تهذيب التهذيب (ط. الأولى). الهند: مطبعة دائرة المعارف النظامية. ج. الجُزء الثاني عشر. ص. 456. مؤرشف من الأصل في 2021-07-09.
  40. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري؛ تحقيقُ: عبد العزيز بن أحمد بن محمد المشيقح (1417 هـ - 1997 م). الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (ط. الأولى). المملكة العربية السعودية: دار العاصمة للنشر والتوزيع. ج. الجُزء الثاني. ص. 56. مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  41. الخراط (1995)، ص. 34.
  42. الزبير بن بكار بن عبد الله القرشي الأسدي المكي؛ المحقق: سكينة الشهابي (1403). المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (ط. الأولى). بيروت: مؤسسة الرسالة. ص. 42. مؤرشف من الأصل في 2021-09-05.
  43. الهيثمي (1994). ج. 4، ص. 282.
  44. الهيثمي (1994). ج. 4، ص. 50.
  45. "الدرر السنية - الموسوعة الحديثية". dorar.net. مؤرشف من الأصل في 2021-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-05.
  46. "أم كلثوم بنت أبي سلمة". موسوعة رواة الحديث. مؤرشف من الأصل في 2020-09-08.
  47. ابن عبد البر (1992). ج. 4، ص. 1953.
  48. ابن حجر (1415 هـ). ج. 8، ص. 461-462.
  49. محمد بن يوسف الصالحي الشامي؛ تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض (1414 هـ - 1993 م). سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد (ط. الأولى). بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الحادي عشر. ص. 190. مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  50. الشيخ الطوسي (1414 ق‌). الأمالي. قم: دار الثقافة. ص. 41. مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  51. فرات الكوفي، فرات بن ابراهيم؛ المحقق/المصحح: كاظم، محمد (1410 هـ). تفسير فرات الكوفي. طهران: مؤسسة الطبع والنشر في وزارة الإرشاد الإسلامي‌. ص. 414. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  52. ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد؛ تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. سنن ابن ماجه. دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي. ج. الجُزء الأول. ص. 616. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04.
  53. "زواج علي وفاطمة عليهما السلام". research.rafed.net. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-04.
  54. محمد الريشهري. موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ. ج. الجُزء الأول. ص. 105. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة) وقد ورد في الهامش: «بمراجعة تراجم رواة هذه الأحاديث؛ أعني أسماء بنت عميس، وأم سلمة، وسلمان الفارسي، نجد أن أسماء كانت في السنة الأولى والثانية للهجرة في الحبشة، وأن أم سلمة لم تكن زوجًا للنبي (صلى الله عليه وآله) تلك الفترة، وأن سلمان لم يأت للمدينة بعد، فمن هنا لابد من التأمل والتشكيك في حضورهم زواج الزهراء (عليها السلام).».
  55. غريب محمود قاسم (2019م-1440هـ). الدروس والعبر في غزوات وسرايا خير البشر صلى الله عليه وسلم (ط. الأولى). القاهرة: الوادي للثقافة والإعلام. ص. 400. ISBN:9796500446332. مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  56. أحمد خليل جمعة (1994 م - 1415 هـ). نساء أهل البيت في ضوء القرآن والحديث (ط. الأولى). دمشق: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع. ص. 239-240. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  57. المعتزلي، ابن أبي الحديد. شرح نهج البلاغة. مکتبة آیة الله العظمی المرعشي النجفي. ج. الجُزء الخامس عشر. ص. 39. مؤرشف من الأصل في 2021-09-02.
  58. محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي بالولاء، المدني، أبو عبد الله، الواقدي؛ تحقيقُ: مارسدن جونس (1409/1989). مغازي الواقدي (ط. الثالثة). بيروت: دار الأعلمي. ج. الجُزء الأول. ص. 312 و314. مؤرشف من الأصل في 2021-08-14. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  59. الهيثمي (1994). ج. 6، ص. 133.
  60. حصة بنت عبد الكريم (2001). ص. 143-144.
  61. الهيثمي (1994). ج. 9، ص. 237-240.
  62. محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (1415هـ /1994م). زاد المعاد في هدي خير العباد (ط. السابعة والعشرون). مؤسسة الرسالة، بيروت - مكتبة المنار الإسلامية، الكويت. ج. الجُزء الثالث. ص. 230. مؤرشف من الأصل في 1 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  63. التستري، القاضي نور الله (1409 ق). إحقاق الحق وإزهاق الباطل. قم‌: مكتبة آية الله المرعشي النجفي. ج. الجُزء الثاني والثلاثون. ص. 396. مؤرشف من الأصل في 2021-09-01. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  64. الهيثمي (1994). ج. 6، ص. 152.
  65. البغدادي (1990). ج. 8، ص. 76.
  66. محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (1387 هـ). تاريخ الطبري (ط. الثانية). بيروت: دار التراث. ج. الجُزء الحادي عشر. ص. 624. مؤرشف من الأصل في 2021-09-08. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  67. البغدادي (1990). ج. 8، ص. 227.
  68. عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الثاني. ص. 400-401. مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  69. ابن الأثير، أبو الحسن؛ تحقيقُ: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود (1415هـ - 1994 م). أسد الغابة في معرفة الصحابة (ط. الأولى). دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الثالث. ص. 176. مؤرشف من الأصل في 2021-08-24. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  70. محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي بالولاء، المدني، أبو عبد الله، الواقدي؛ تحقيقُ: مارسدن جونس (1409/1989). مغازي الواقدي (ط. الثالثة). بيروت: دار الأعلمي. ج. الجُزء الثاني. ص. 829. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  71. أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي؛ تحقيقُ: محمد عبد الحميد النميسي (1420 هـ - 1999 م). إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 388. مؤرشف من الأصل في 2021-08-18. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  72. محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (1387 هـ). تاريخ الطبري (ط. الثانية). بيروت: دار التراث. ج. الجُزء الثالث. ص. 83. مؤرشف من الأصل في 3 فبراير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  73. عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الثاني. ص. 482. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  74. شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. المكتبة التوفيقية. ج. الجُزء الثاني. ص. 341. مؤرشف من الأصل في 2021-09-03.
  75. "الدرر السنية - الموسوعة الحديثية". dorar.net. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-03.
  76. "الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله | الصحيح في القضية :". books.rafed.net. مؤرشف من الأصل في 2024-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-27.
  77. محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الانصاري الرويفعى الإفريقى؛ المحقق: روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع (1402 هـ - 1984م). مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ط. الأولى). دمشق - سوريا: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر. ج. الجُزء السادس عشر. ص. 341. مؤرشف من الأصل في 4 فبراير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  78. علاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي الهندي البرهانفوري ثم المدني فالمكي الشهير بالمتقي الهندي؛ المحقق: بكري حياني - صفوة السقا (1401هـ/1981م). كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال (ط. الخامسة). مؤسسة الرسالة. ج. الجُزء الثاني عشر. ص. 432. مؤرشف من الأصل في 16 مايو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  79. الهيثمي (1994). ج. 3، ص. 273.
  80. القطيفي (2002). ص. 84.
  81. "الدرر السنية - الموسوعة الحديثية". dorar.net. مؤرشف من الأصل في 2021-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-05.
  82. مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني؛ صححه ورقمه وخرج أحاديثه وعلق عليه: محمد فؤاد عبد الباقي (1406 هـ - 1985 م). موطأ مالك. بيروت - لبنان: دار إحياء التراث العربي. ج. الجُزء الأول. ص. 231. مؤرشف من الأصل في 5 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  83. الدمشقي (1986). ج. 5، ص. 241.
  84. الشيخ حرّ العاملي (1422 ق‌). إثبات الهداة (ط. الأولى). بيروت: مؤسسة الأعلمي‌. ج. الجُزء الأول. ص. 392. مؤرشف من الأصل في 2021-09-05. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  85. الشيخ الطبرسي. إعلام الورى بأعلام الهدى. قم: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث. ج. الجُزء الأول. ص. 269-268. مؤرشف من الأصل في 2021-09-05.
  86. أبو يعلى أحمد بن علي بن المثُنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي، الموصلي؛ المحقق: حسين سليم أسد (1404 - 1984). مسند أبي يعلى الموصلي (ط. الأولى). دمشق: دار المأمون للتراث. ج. الجُزء الثاني عشر. ص. 364. مؤرشف من الأصل في 5 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  87. "تهافت رواية أن عليا كان آخر الناس عهدا بالنبي - إسلام ويب - مركز الفتوى". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2021-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-05.
  88. "علي آخر الناس عهداً برسول الله". al-milani.com. مؤرشف من الأصل في 2021-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-05.
  89. الشيخ الصدوق؛ تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية (1417 ه‌). الأمالي (ط. الأولى). قم: مؤسسة البعثة. ص. 735. مؤرشف من الأصل في 2021-09-05. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  90. القطيفي (2002). ص. 91.
  91. حصة بنت عبد الكريم (2001)، ص. 148.
  92. سليم بن قيس الهلالي. كتاب سليم بن قيس الهلالي. ص. 389. مؤرشف من الأصل في 2021-06-30. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  93. الطبري‌ الصغير، محمد بن جرير (1413 ق‌). دلائل الإمامة (ط. الأولى). إيران؛ قم‌: محقق / مصحح: قسم الدراسات الإسلامية مؤسسة البعثة. ص. 124. مؤرشف من الأصل في 2021-07-16. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  94. الخراط (1995)، ص. 61.
  95. الخراط (1995)، ص. 66.
  96. أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع؛ تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا (1411 - 1990). المستدرك على الصحيحين (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الثالث. ص. 129. مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  97. الدمشقي (1986). ج. 7، ص. 321.
  98. الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (1403 هـ.ق). بحار الأنوار (ط. الثانية). مؤسسة الوفاء. ج. الجُزء الرابع والأربعون. ص. 331-332. مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  99. "خروج الإمام الحسين عليه السلام من مدينة جدّه". research.rafed.net. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-04.
  100. البحراني، الشيخ عبد اللّه. العوالم، الإمام الحسين. ص. 181. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  101. الشيخ آغا بن عابد الشيرواني الدربندي؛ تحقيقُ: الشيخ محمد جمعه بادي، والأستاذ عباس ملا عطية الجمري (1994م - 1415هـ). إكسير العبادات في أسرار الشهادات (ط. الأولى). شركة مصطفى للخدمات الثقافية. ج. الجُزء الثالث. ص. 14. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  102. محمد مهدي الحائري (تاريخ الطبع: ذي القعدة - 1425). معالي السبطين في أحوال الحسن والحسين (ط. الأولى). الناشر: صبح الصادق، المطبعة: سلمان الفارسي. ص. 210. مؤرشف من الأصل في 5 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  103. الذهبي (1985). ج2، ص. 202.
  104. الدمشقي (1986). ج. 8، ص. 200-201.
  105. أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (1415 هـ - 1995 م). تاريخ دمشق. تحقيقُ: عمرو بن غرامة العمروي. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. ج. الجُزء الرابع عشر. ص. 238. مؤرشف من الأصل في 2021-08-22. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  106. "بكاء أم سلمة على الحسين". مركز الإشعاع الإسلامي. مؤرشف من الأصل في 2021-03-05.
  107. الشيخ الطوسي (1414 ق‌). الأمالي. قم: دار الثقافة. ص. 315. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  108. "إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بأن الحسين (عليه السلام) سيقتل". مركز الأبحاث العقائدية. مؤرشف من الأصل في 2021-09-07.
  109. الخراط (1995)، ص 50.
  110. عمر بن شبة (واسمه زيد) بن عبيدة بن ريطة النميري البصري، أبو زيد (1399 هـ). تاريخ المدينة لابن شبة. تحقيقُ: فهيم محمد شلتوت. جدة: طبع على نفقة: السيد حبيب محمود أحمد. ج. الجُزء الأول. ص. 120. مؤرشف من الأصل في 22 يناير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  111. "الموسوعة العربية | موسوعة الآثار في سورية | أم سلمة (مقام-)". arab-ency.com.sy. مؤرشف من الأصل في 2021-09-08. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-08.
  112. محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري. تحفة الأحوذي. دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الثامن. ص. 298. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04.
  113. "وظائف الرجال والنساء وأعمالهما". شبكة الأكوكة. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04.
  114. موسى شاهين لاشين (1423 هـ - 2002 م). فتح المنعم شرح صحيح مسلم (ط. الأولى). دار الشروق. ج. الجُزء التاسع. ص. 420. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2020. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  115. مسلم بن الحجاج؛ تحقيقُ: محمد فؤاد عبد الباقي. صحيح مسلم. بيروت: دار إحياء التراث العربي. ج. الجُزء الرابع. ص. 1906. مؤرشف من الأصل في 2021-01-23.
  116. محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية؛ المحقق: شعيب الأرناؤوط - عبد القادر الأرناؤوط (1407 - 1987). جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام (ط. الثانية). دار العروبة. ص. 253. مؤرشف من الأصل في 22 يناير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  117. إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف عَلوي بن عبد القادر السقاف (تم تحميله في/ ربيع الأول 1433 هـ). الموسوعة العقدية. الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net. ج. الجُزء السابع. ص. 443. مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 2017. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  118. "هَلْ كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ (رض) تَجْهَلُ إمَامَةَ عَلِيٍّ (ع)؟!!". www.alrasd.net. مؤرشف من الأصل في 2021-09-08. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-08.
  119. علي النمازي الشاهرودي. مستدركات علم رجال الحديث. ج. الجُزء الثامن. ص. 553. مؤرشف من الأصل في 2021-09-08. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  120. الخوئي، أبو القاسم. معجم رجال الحديث. المكتبة الشيعية. ج. الجُزء التاسع. ص. 210. مؤرشف من الأصل في 2020-07-07.
  121. ابن حجر (1415 هـ). ج. 3، ص. 126.
  122. محمد بن محمد بن عمر بن علي ابن سالم مخلوف؛ علق عليه: عبد المجيد خيالي (1424 هـ - 2003 م). شجرة النور الزكية في طبقات المالكية (ط. الأولى). لبنان: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 69. مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  123. "موسوعة الحديث : عمر بن عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم". hadith.islam-db.com. مؤرشف من الأصل في 2021-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-11.
  124. ابن حجر (1415 هـ). ج. 4، ص. 487.
  125. السيد على خان المدنى. "الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، ص197". موقع المرجع الالكتروني للمعلوماتية. مؤرشف من الأصل في 2021-09-08.
  126. البغدادي (1990). ج. 8، ص. 337.
  127. الخراط (1995)، ص. 24.
  128. ابن عبد البر (1992). ج. 4، ص. 1835.
بيانات المراجع

وصلات خارجية

  • أيقونة بوابةبوابة أعلام
  • أيقونة بوابةبوابة الإسلام
  • أيقونة بوابةبوابة التاريخ الإسلامي
  • أيقونة بوابةبوابة الخلافة الراشدة
  • أيقونة بوابةبوابة المدينة المنورة
  • أيقونة بوابةبوابة المرأة
  • أيقونة بوابةبوابة صحابة
  • أيقونة بوابةبوابة محمد
  • أيقونة بوابةبوابة مكة

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.